عبد الظل - الفصل 2108
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2108 : حفلة الثلاثة
هنا في عالم الظل، كان صني في موطنه. قد يكون موطنًا مروعًا ومحفوفًا بالمخاطر، ولكنه موطن رغم ذلك. لم يكن جسده وجانبه فقط قد ازدادا قوة بوجوده هنا، بل وهناك أيضًا سيل من جوهر النفس يتدفق إلى روحه.
لهذا السبب أصبحت قدرته على تجسيد الظلال أقوى مما كانت عليه من قبل، وتمكن من استدعاء قشرة بهذا الحجم الهائل.
كانت القشرة الشاسعة بلا شكل، وتفتقر إلى البنية. لكن هذا أيضًا سببٌ في قدرته على إنشائها وجعلها تمتد لمئات الأمتار – ولم تكن أدنى شأنًا مقارنة بالامتداد الهائل لمخلوق الظلام المرعب. والأفضل من ذلك، أنه لم يكن هناك خطر فقدان نفسه، لأنه لم يكن يتعمق في جوهر مخلوق غريب.
بدلًا من ذلك، ألتزم بعدمية الشكل والذي هو الشكل المتأصل لجميع الظلال. وباعتباره ظلًا بنفسه، فلم يكن صني غريبًا عن كونه عديم شكل.
لكن من المؤسف أن قشرته الأكبر حتى الآن بدت صغيرة مقارنة بمعظم ما واجهه في عالم الظل، مما جعله يشعر وكأنه حُرم من إنجازٍ عظيم.
‘اللعنة…’
بالطبع، لم يكن لدى صني وقت لمثل هذه المشاعر التافهة، لأنه بعد لحظات قليلة فقط من تشكيل القشرة، اصطدم بالنسر في عرض مرعب للغضب البدائي.
هبطت الكتلة المتموجة من الظلام مثل طوفان من المجسات الجائعة، وارتفعت الكتلة الهائجة من الظلال لمواجهتها في منتصف الطريق. كان تصادمهما مذهلًا ومرعبًا، وغمرهما التوهج الفضي لنهر الجوهر، ولكنهما بدو وكأنهما يلتهمان النور بدلًا من أن يتوهجا به.
تدحرجا عبر المنحدر العمودي لجسد الإدانة، متشبثين به بعشرات المجسات والمخالب، وفي الوقت نفسه يمزقان بعضهما البعض بعدد لا يحصى من المجسات الأنياب.
انفتحت مئات الأفواه الجائعة على جسد النسر المتموج، فعضت كتلة الظلال الهائجة. وفي المقابل، عضت الظلال جسد المتشرد المظلم بأسنان وحشية لا تحصى، فمزقته بشراسة.
ثم تدفقت سيولٌ من الظلام وكأنها دماءٌ.
حتى أثناء تمزق قشرته واختراقها بالمجسات الزاحفة، ابتسم صني بابتسامة قاتمة في أعماقها المضطربة.
‘آه، هذا ليس جيدًا…’
فهناك شيء أدركه صني في اللحظة الأولى من اشتباكه مع النسر… وهو أن هذا المخلوق المظلم كان شرًا قديمًا – وأقوى منه بكثير.
كانت الأضرار المروعة التي ألحقها بالكتلة عديمة الشكل من الظلال أكبر بكثير مما ألحقته الظلال بجسد المخلوق، ومثلما هاجم صني المخلوق الغريب بلا هوادة، هاجمه المخلوق بقسوةٍ أكبر بكثير.
ومع ذلك…
فإن صني الآن في عنصره الطبيعي. وكل جرحٍ يلحقه بالنسر يؤذي المظلم، بينما كان المخلوق المظلم يلحق ضررًا بقشرته فقط. وطالما لدى صني الجوهر، فيمكنه إصلاح وإعادة بناء جسده العظيم عديم الشكل والمرعب بحرية.
عليه فقط أن يضمن ألا تصل المجسات المظلمة إلى جسده الحقيقي، وربما… ربما سيتمكن من تدمير هذا الرجس المروع في النهاية.
… أو ربما ستبتلعه إحدى المجسات – على أمل أن يموت في هذه العملية، بدلًا من الشعور بعذاب هضم جسده وروحه ببطء في أعماق الظلام المروع أولاً.
‘لا. سأقتل هذا الشيطان بالتأكيد.’
لكن لماذا نتوقف عند هذا الحد؟.
ابتسم صني بشكلٍ ملتوٍ، وسمح لجزء من قشرته بالتمزق، ثم استغل الهدوء اللحظي في هجوم المجسات المظلمة التي أحدثتها تلك التضحية لشن هجومٍ شرس من جانبه.
تحولت المجسات النامية من قشرته الشاسعة إلى غابة من الأذرع السوداء الحبرية، ومزقت مئات الأيدي جسد النسر بمخالب حادة، كل منها يحمل سبعة أصابع.
وثبتتهُ في مكانه.
ثم تحولت المجسات الوحيدة التي لم تتغير، حيث تحولت أطرافها إلى أنصال تشبه المناجل. بعدها قطعت تلك الأنصال مجموعة معينة من المجسات التي كانت تربط النسر بجسد ظل الإدانة، وقطعتها جميعًا.
دفع صني كلًا من المظلم وقشرته بعيدًا عن السطح العقيق. انحدر الرعبان المتشابكان – واحدًأ مصنوعًا من الظلام الخالص، والآخر من امتداد شاسع من الظلال – إلى الأسفل.
وأثناء سقوطهما، انطلقت مجموعة من سلاسل الظل من قشرته عديمة الشكل، ملتفة حول النابين العاجيين اللذين ما زالا مغروسين في ظل الإدانة.
مزق النسر كتلة الظلال، واخترقت إحدى مجساته المرعبة القشرة عديمة الشكل بعمق كافٍ للاقتراب بشكل خطير من جسد صني. وفي الوقت نفسه، حاول المظلم تحرير نفسه من قبضته.
مع ذلك، صب صني المزيد من الجوهر في القشرة، ليعيد بناءها تقريبًا بنفس السرعة التي تُدمّر بها – وإن لم يكن بشكل كامل – موجهًا سقوطهم باستخدام النابين العاجيين كوسيلة للتحكم.
وبعد بضعة لحظات، اصطدم الاثنان… بالجسد الضخم للعلق المروع، الذي نسي نفسه وهو يلتهم لحم ظل الإدانة.
كلما زاد العدد، كان أفضل.
فتعطش صني للدماء أكثر من كافٍ لاستيعاب زوجٍ من الأهوال البدائية.
والآن، حان وقت الفصل الأخير…
بينما قام العلق مؤقتًا بتبديل هدف جوعه وأصبحت قشرة صني مغلفة بالظلام المروع من جهتين، تذوب بينهما في هجوم من أسنان لا تُعد ولا تُحصى، تخلى عن أي تظاهر بمحاولة مهاجمة المظلمين، وبدلاً من ذلك وضع كل القوة المرعبة لقشرته لدفع الثلاثة إلى السماء السوداء لعالم الظل.
انطلق صني، والنسر، والعلق بعيدًا عن جسد الإدانة، محلقينَ في الفضاء الشاسع للسماء المظلمة.
وأثناء طيرانهم، انهارت القشرة عديمة الشكل على نفسها، وتحولت إلى كرة مهشمة. وبدا الرعبان القديمان مثل أشرعة مظلمة وممزقة تتأرجح خلفها.
بالطبع، لم يتوقفا عن تمزيق القشرة بفكوك لا تعد ولا تحصى ومحاولة تمزيقها بمجسات مرعبة.
ومع تقلص قشرة صني، مروا عبر الإشعاع الفضي لعمود الجوهر وانغمروا مجددًا في الظلام اللامحدود، محلقينَ بعيدًا أكثر وأكثر عن ظل الإدانة…
ومع ذلك، لم يطيروا طويلًا.
لأنهم، بعد لحظات قليلة، اصطدموا بكف يده الهائلة، التي أغلقت عليهم قبضتها بعد لحظة.
ساحقةً الكرة من الظلال، والكائنين الضخمين من الظلام، بقبضتها الساحقة.
ترجمة آمون