عبد الظل - الفصل 2106
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2106 : ظلال العمالقة
لم يستغرق الأمر طويلًا حتى حلق صني في السماء ووصل إلى كتف ظل الإدانة – الكتف المقابل للمكان الذي رأى فيه الرامي الغامض آخر مرة، إذ لم تكن فكرة تلقي سهم آخر في قلبه مغرية بأي حال.
لكن حتى ذلك الوقت القصير كان كافيًا ليدرك تمامًا مدى هول ظل الطاغية الملعون. فـ سابقًا، كان قد شاهده من مسافة بعيدة – وكان ذلك مذهلًا بحد ذاته. أما الآن وقد تسلق إلى ارتفاعه الهائل، من الأرجل الجبلية إلى الهضاب الواسعة على أكتافه، فقد رأى الظل الضخم بمنظور مختلف تمامًا.
فقد كان السير عبر الامتداد المظلم لعالم الظل أشبه بالتجول في عالم مستقل بذاته. وبالكاد كانت التلال الداكنة مرئية من هذا الارتفاع العظيم، وبدت الأرض القاحلة مسطحةً تمامًا. لم تكن هناك سُحُب تحجب الأرض، ولكن أنار العمود الهائل من الجوهر الفضي كل شيءٍ بنورٍ شاحب، مما جعل المكان هنا يبدو كعالمٍ مختلف تمامًا عن الصحراء المظلمة وعديمة الحياة في الأسفل.
كان هناك تلال ووديان خاصة على الجسم الهائل لظل الإدانة، بتضاريس غريبة ومغرّبة بدت أشبه بحلم لأنها كانت في حركة مستمرة. كان بإمكان هذا الجسد الهائل أن يؤوي مدينة بأكملها، يعيش فيها عدد لا يحصى من البشر حياتهم بأكملها دون أن تطأ أقدامهم الأرض أبدًا.
وهذا ما جعل إنجاز ملك السيوف، الذي قتل هذا السَامي القديم. مذهلًا للغاية. لم يكن مختلفًا عن نملة صغيرة تقتل فيلًا ضخمًا.
…بالطبع، ظلُ الإدانة هذا مختلفٌ عن الطاغية الملعون عندما كان حيًا. في الواقع، بدأ صني يدرك أن هذا الجسد الهائل لم يكن سوى وعاء للكيان الملعون الفعلي، الذي كان قوة خبيثة أكثر من كونه حضورًا ماديًا.
قوة تمتص ما حولها، ممزقة أجزاءً من العالم لتصبح جزءًا منها.
بالمثل، امتص ظل الإدانة ما كان حوله أيضًا. ومع ذلك، فعالم الظل مختلفٌ عن التجاويف وقبر السَّامِيّ، ولهذا أصبح جسده مختلفًا عن ذاته الماضية.
لم يكن هناك تربة، أو أنقاض حجرية، أو أدغال هنا. كان هناك فقط غبار وظلال وصمت.
لذا كان ظل الإدانة أقل تجسيدًا من الكيان الملعون الفعلي. فجسده الهائل منسوجٌ في الغالب من أشياءٍ غير مادية – ظلال، غبار، ونور بعيد، مع ألواح ضخمة من حجر السج الأسود تطفو في الهاوية المظلمة لمساحته الشاسعة مثل جزر من الفولاذ.
هبط صني على واحدة من هذه الجزر، وأوقف تأثير ريشة الحقيقة ليعود إلى وزنه الطبيعي، وطوى أجنحته، معتبرًا أنه من المبكر جدًا طردها. وغلفت خصلات من الدخان الشبحي شكله، وسقطت بضع ريشات سوداء على الأرض، لتذوب في خيوط من الظلام بعد لحظات قليلة.
نظر إلى الريشات وتوقف لوهلة، متذكرًا فجأة شيئًا كان يفضل نسيانه… الوجه المُريع لنيذر، شيطان المصير، الذي لمح ظله على سطح النهر العظيم ذات يوم.
بدا شكل أمير العالم السفلي غامضًا ومبهمًا، مغطى بالضباب. ولكن تذكر صني تفصيلًا واحدًا بوضوح – جناحان أسودان مروعان بدوا وكأنهما يبتلعان السماء، ويغرقان العالم في ضباب عويل.
تردد صني للحظة، ثم حول نظره إلى صدرية عباءة العقيق المشوهة.
فجأة، راودته فكرةٌ محرجة.
ها هو هنا، ظل سامي، في عالم سَامي الظل… ومع ذلك كان يرتدي درعًا من العقيق صاغه أمير الظلام، ويحمل زوجًا من الأجنحة السوداء.
العالم السفلي هو موطن الظلام الحقيقي ومنبعه، والظلام الحقيقي هو العدو الطبيعي للظلال. والمخلوقات المولودة منه كانت موجودة هنا أيضًا، تتصرف كمفترسين لا يشبعون. لذا…
هل أخطأ الرامي الغامض في ظنه بأنه مخلوق ظلام أيضًا؟.
إذا كان الأمر كذلك، فلن يكون من المستغرب أن يتلقى صني سهمًا في قلبه بدلًا من تحية.
ولكن مرة أخرى، بدا ذلك المجنون وكأنه من النوع القاتل بغض النظر عن الظروف. فلم يكن لظل الإدانة أي علاقة بالظلام الحقيقي، ومع ذلك كان الرامي الغامض هنا، يقاتل من أجل حق قتله – تمامًا مثل المتشردين المظلمين أو صني، الذي كان ينوي قتل الإدانة واستهلاكه.
كان هذا هو السبيل الوحيد للنجاة في عالم الظل.
لربما كان صني سيستقبل بسهم حتى لو كان يرتدي رداء حريريًا جميلًا خُيط بيد سَامي الظل نفسه.
وعلى أي حال، كاد الرامي الغامض يكلف صني تجسيده، وإذا كان هناك شيء واحد يتقنه صني فهو الاحتفاظ بالضغائن. فهو الآن عازمٌ على العثور على ذلك الوغد وقتله مهما كان الثمن.
فالرامي الغامض مخلوق ظل هو الآخر، بعد كل شيء… لم يكن ظل الإدانة الشيء الوحيد الذي يمكن لصني استهلاكه لاكتساب كنز من شظايا الظل.
من يدري، لربما لن يتمكن فقط من تشكيل نواة العملاق، بل أيضًا من إشباع النوى السبعة تمامًا بنهاية هذه الحملة.
ولكن عليه أولًا قتل المخلوقات المظلمة الأربعة، والرامي اللعين، وظل الإدانة لتحقيق ذلك.
‘خطوة بخطوة…’
كان الرامي منشغلًا حاليًا بمواجهة ‘الشيء’، بينما كان ‘العلق’ يلتهم في حالة هياج. وتأخر الذئب للحظة.
لذا، أفضل فرصة لتعديل الكفة كانت إنهاء أمر النسر الجريح. فلا يزال النسر مطعونًا بأنياب الثعبان العظيم، ولم يحرر نفسه بعد. وكانت الأنياب ذاتها ذات قيمة أيضًا، إذ يمكن لصني استخدامها كأسلحة مجددًا.
‘لنصطد مخلوق الظلام…’
فكر للحظة في استدعاء القديسة. المشغولة بمساعدة لورد الظلال في تطهير الأدغال… وكذلك بمراقبة جيست العجوز، الذي أظهر ميلًا للتجول في أماكن لا ينبغي له الذهاب إليها مؤخرًا.
وفوق ذلك، على الرغم من أن القديسة من المفترض أنها محصنة ضد هجمات الروح، إلا أنها قد لا تكون محصنة ضد عالم الظل… أو ضد هجمات الظل؟ ضد أي قانون يحكم هذه الأرض القاحلة التي تآكل الظلال وتحولها إلى جوهر نقي.
لم يكن صني على استعداد للمخاطرة باستدعاء ظلاله حتى يتأكد من أنها لن تُدمر نتيجة دخولها عالم الموت.
قدمت عظام ثعبان الروح بعض الطمأنينة، ولكنها قد تكون مجرد استثناء. في الوقت الحالي، عليه التقدم بمفرده.
مبتسمًا بقتامة، أخذ صني انطلاقة وقفز، متجاوزًا إلى لوح السج التالي. التي هناك الكثير منهم متناثرة حوله، تطفو بشكل فوضوي في بحر الظلال الذي يتألف منه جسد الإدانة.
حاليًا، عليه الوصول إلى حافة الكتف الهائل للكائن العملاق والنظر للأسفل لتقييم الوضع.
ثم… عليه أن يقتل.
ترجمة آمون