عبد الظل - الفصل 2089
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2089 : شظايا الحرب (26)
انطلقت هسهسة هادئة من فم صني بينما كان يتراجع مترنحًا، بالكاد هاربًا من نصل فأس معركة المصنوع من الماس. كانت حركات الآسورا سريعة لدرجة يصعب استيعابها، وعقله غريبٌ للغاية بما يكفي لأن يكافح صني لفهمه باستخدام رقصة الظل.
بعد كل شيء، لم تكن الغولمات الرجسة مخلوقات حية بمعنى الكلمة الكامل، فضلًا عن كونها عاقلة. بل هي بدلات من الدروع الرونية التي فسدت بسبب… أيًا يكن الشيء الذي يسكن الحجر القديم الآن، وهو خبيثٌ ومليءٌ بالإرادة الشريرة.
ومع ذلك، بإمكانه التنبؤ بحركات الآسورا إلى حد ما من خلال استشعار تحركات ظلالها. وهكذا تمكن صني من البقاء على قيد الحياة وتدمير مخلوق كابوس عظيم تلو الآخر.
فقد قتل من الآسورا أكثر مما قتل بقية القديسون مجتمعين… ولكن لم تنته المعركة بعد.
مثلما لم تنته المعركة المروعة بين ملك السيوف والإدانة، والتي كانت تجتاح قلب الأرض القاحلة والمشتعلة.
بعد لحظة واحدة فقط بعد أن تفادى صني الضربة، كان عدوه بالفعل رافعًا يديه لتوجيه ضربة أخرى. ومع ذلك، اندفع بصولجانه العظيم إلى الأمام، وضرب العدو في صدره.
لم تكن الأسلحة الثقيلة مصممة لتوجيه ضربات اندفاعية، ولكن لم يكن صني ينوي إلحاق ضرر بهذه الضربة. بدلاً من ذلك، استهدف فقط إلى دفع الآسورا للخلف، مستخدمًا طول صولجانه الكبير لإبقاء المخلوق بعيدًا.
ونتيجة لذلك، صفّر الفأس الماسي أمام قناعه، ولم يتمكن أبدًا من الوصول إليه.
وفي اللحظة التالية، ضربت سلسلة سوداء يد الآسورا بقوة مروعة ولفت حولها.
تم إنتاج السلسلة باستخدام مظهر الظل، ولكن بخلاف المعتاد، لم تكن تتحرك بمفردها – فلم تكن قوة الظلال المتجسدة كافية لتقييد حركة مخلوقات الكابوس العظيمة.
وبدلاً من ذلك، حمل تجسيد آخر لصني السلسلة، مستخدمًا كل القوة المروعة لرعبٍ متسامٍ لسحب ذراع الآسورا للأسفل. وبالطبع، كان هذا الوحش أقوى بكثير من صني… ولكنه كان يفتقر إلى الزخم، كما أنه لم يكن يمتلك الكتلة الكافية لتغلب عليه.
فأبطأت السلسلة حركة الغوليم القديم بما يكفي لإنشاء فرصة.
تقدم صني للأمام، وأمسك بعمود صولجانه العظيم بالقرب من المنتصف بينما دفع قاعدته للأسفل. ونتيجة لذلك، رفعه بسهولة فوق رأسه…
ثم شدّ ما بدا وكأنها كل عضلة في جسده، معززًا قوته بضخ كريم من الجوهر، وفي نفس الوقت تلاعب بوزنه ليجعله أثقل ما يمكن – بهدف تنفيذ ضربة فوقية مثالية.
سقط الصولجان الأسود الشبيهة بالثعبان مثل مذنبٍ أسود واصطدم برأس الآسورا، محطمًا إياه تمامًا. تناثرت شظايا الحجر في جميع الاتجاهات مثل رصاصات تفوق سرعة الصوت، وغُرس بعضها في السطح العقيقي للعباءة.
انهار مخلوق الكابوس العظيم على ركبتيه. واستمر الصولجان الأسود في الانحدار، ضاربًا صدر الغولم القديم، مما أدى إلى تجويفه وتدمير البقايا القديمة المدفونة داخل الآسورا المرعبة.
لم يكن لتدمير الجثة البشرية بالداخل أي معنى، ولكن الضرر الذي لحق بسلامة الدرع الروني كان شديدًا بما يكفي لقتل الرجس العظيم على الفور.
…تسبب الارتداد في تأوه عظام صني، ولم تبقى سليمة إلا بفضل نسيج العظام.
كان تجسيده الثاني يستعيد السلسلة ويدور حول نفسه، محاصرًا بعدو آخر. والتجسيد الثالث محاصرًا في صراع شرس مع أَسورا فقد ساقيه، ولكنه استخدم يديه للزحف بسرعة مذهلة. أما الرابع، فكان يقاتل جنبًا إلى جنب مع كاسي، متواصلًا معها ذهنيًا.
شكّلا الاثنان ثنائيًا قاتلًا بشكل مفاجئ. وكانا يفهمان بعضهما بلا مجهود ويتحركان كأنهما جزءان من كيانٍ واحد. بدا الأمر طبيعيًا تقريبًا بالنسبة لصني… وذلك بسبب كون القتال الجماعي جزءًا لا يتجزأ من فن معركته المتسامي، وأيضًا لأن كاسي شريكة مثالية له في المعركة بسبب جانبها المشابه وتاريخهم المشترك.
وكون ميدان المعركة فوضويًا.
وفي الأفق بعيدًا، دخل الصدام بين الملك والطاغية في ذروته أيضًا. حاول صني أن يمنحه أكبر قدر من الاهتمام الممكن – وهو ليس بالكثير – حتى أنه تجرأ على السماح لحاسة الظل خاصته بالاقتراب من الإدانة.
كان السَامي الملعون ضخمًا ومرعبًا للغاية لدرجة أن صني لم يحاول التعمق في روحه، ولكنه راقب أنفيل عن كثب. وعندما أتيحت له الفرصة، نظر إليه مباشرة، محاولًا استيعاب جوهر التفوق من خلال طريقة قتال السيادي.
وما رآه صني كان مدهشًا وغامضًا في الوقت ذاته، مما لم يترك له وقتًا لفهم معناه الأعمق حتى الآن.
كان ملك السيوف لا يزال يستخدم قدرة جانبه الخاملة فقط، والتي بدأت بالانهيار تدريجيًا تحت الهجمات الشرسة للإدانة. لم يستخدم الطاغوت الملعون سوى جسده الهائل لتدمير السيوف الطائرة ومطاردة الملك، متحركًا كجبل غير مقدس مكون من التربة، العظام، الشفق، والإرادة الخبيثة.
ومع مرور الوقت، بدت أجزاء أكثر من العالم تندمج مع هيئته العملاقة، والتي أصبحت الآن مكونةً جزئيًا من الحمم البركانية، سحب الرماد المتصاعدة، الفراغ، والنيران المتجمدة كذلك.
لم يكن الإدانة يستخدم أي شيء سوى يديه وإرادته الاستبدادية لمهاجمة أنفيل… على الأقل، أي شيء يمكن لصني إدراكه. ومع ذلك، استطاع أن يشعر بوجود طبقة أخرى للمعركة بين الملك والطاغية، واحدةٌ تجري خارج حدود العالم المادي.
كان الطاغوت بلا هوادةٍ ولا يمكن إيقافه. أما السيادي… فبقي هادئًا ومتعاليًا رغم أنه كان يواجه خصمًا يتفوق عليه بشكلٍ ساحق.
‘إنه يخطط لشيءٍ ما.’
لم يعرف صني لماذا فكر في ذلك، ولكنه كان متأكدًا منه – ربما لأنه نفسه كان ليكون لديه خطة سرية جاهزة في مثل هذا الموقف.
ولكن ما هي؟.
راقب المذبحة البعيدة للمعركة المروعة عن كثب، محاولًا ملاحظة شيء قد يكون غفل عنه.
لم يكن من السهل ملاحظة الصدام بين المخلوقين المرعبين، ناهيك عن فهمه، ومع ذلك كان متأكدًا بشكل معقول من أنه لم يتجاهل أي شيء مهم.
والأمر فقط…
اتسعت عيونه الأربعة قليلاً.
ولأنه أخيرًا رأى صني ذلك – نمطًا خفيًا في تيارات عاصفة السيوف.
ربما لم يلاحظ ذلك إلا بسبب براعته في التعرف على الأنماط كناسج.
‘ما الذي…’
كانت سيول السيوف الطائرة، التي تحيط بالإدانة كدوامة فولاذية هائلة، الآن أكثر تباعدًا. تم تدمير عدد لا يحصى من السيوف بالفعل، وتم قذف العديد منها بفعل القوى المدمرة للمعركة السامية.
ولكن تلك السيوف لم تكن تنجرف في الهواء بلا هدف، ولم تخرج عن سيطرة الملك.
بدلاً من ذلك، بقيت ثابتة فوق ميدان المعركة، لا تتحرك حتى سنتيمترًا – وكأنها وضعت في مواقعها عن عمد.
لتشكل مراسي لمصفوفة هائلة ومعقدة.
ترجمة آمون