عبد الظل - الفصل 2011
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2011 : ساحة المعركة المتسامية
شعر صني بأطرافه تصبح ثقيلةً، وعقله يصبح خدرًا.
فجأة، اجتاحه شعور بالإرهاق والتعب. الأعباء التي حمل ثقلها بصمت وإرادة طوال الوقت، أصبحت فجأة أكثر إنهاكًا وألماً.
استمرت هذه الحرب لفترة طويلة… وحتى قبلها، لم يعرف صني لحظة سلام. اعتاد على العذاب والفوضى لدرجة أنه خدع نفسه بسهولة لينسى مدى بشاعة العالم حقًا. ولكن الآن، شعر بذلك في كل عظمة من عظامه فجأة.
وفي الوقت نفسه…
ازدهر شعورٌ غريب في عقله.
شعور بمشاهدة شيء جميل بلا حدود، وجذاب، ومبهر. شيء رائع للغاية، ومذهل للغاية، و… ثمين للغاية. كما لو أن نورًا باهرًا أنار ظلام عقله المكسور، منيرًا إياه برفق وجالبًا الدموع لعينيه.
مفتونًا بذلك الإشراق الجميل، وجد صني صعوبة في التركيز على أي شيء، ناهيك عن الحركة.
ومع ذلك، تحرك.
في مكان بعيد، كان السيد بلا شمس جالسًا في الظلام، ينسج خيوطًا من جوهر الظل بستة أيدي بارعة. رفع رأسه من تأمله، وعبس قليلًا… ثم دفع الإبرة الطويلة عبر يده، وثقبها دون أي تردد.
غمرت موجة من الألم الحاد وعيه، مما جعل النور الساحر يتذبذب ويخفت قليلًا.
كانت مقاومة صني العقلية قوية بما يكفي بالفعل، ودفع الألم الإضافي ساعده على التخلص من اللعنة تمامًا.
وبعد التخلص من السحر، تحرك لورد الظلال أيضًا.
استدار العملاق العقيقي الهائل بجذعه. وفي اللحظة التالية، اخترق سهم المطاردة الصامتة درع صدره، ومر عبر جسده، وانفجر من ظهره في سيل من الظلال المتلاشية.
لو تأخر للحظة، لكان السهم قد اخترق روحه ذاتها بدلاً من مجرد إتلاف القشرة.
‘يا له من سهم رائع…’
للحظة، شعر صني بالحزن لأنه مضطر للعيش في عالم تكون فيه الأسلحة دائمًا أقوى من الدروع، والدمار دائمًا أسهل من البناء.
وأيضًا، لماذا يحاول الجميع طعن قلبه بالسهام هذه الأيام؟.
متراجعًا بخطوات مترنحة، رفع ذراعه المصابة ليمنع العواء الوحيد من تمزيق حنجرته، وفعّل مظهر الظل، وصب القليل من الجوهر في الصخرة الاستثنائية، التي استقرت في عنق العملاق العقيقي.
نجا بالكاد من الهجوم المزدوج للقديسين المجنحين – والذي كاد يمزق رأس القشرة – ثم نظر إلى أعدائه بصمت.
وفي اللحظة التالية…
تعالى صوت ضحكة منخفضة، مدوية، ومخيفة من خلف قناع ويفر.
لو أن القديس جيست سمعها، لشعر بالفخر.
***
في مكان ليس بعيدًا جدًا، كانت رَين تجر تمار إلى حيث أقام محاربو الفيلق السابع معسكرًا مؤقتًا في اليوم السابق. أينما وجهت نظرها، كان المحاربون الشاحبون يستلقون على الأرض، مرعوبين ومنهكين لدرجة أنهم غير قادرين على الحركة.
تم علاج الجرحى على عجل في المستشفى الميداني، ولاحظت فلور تعالج رجلًا فقد ساقه، بينما كان راي قريبًا، ممسكًا بالجندي.
كلاهما كان على قيد الحياة لحسن الحظ.
لم تنته المعركة، ولكن العديد من الجنود قد اختاروا خلع دروعهم، ووجدوا أخيراً استراحة من الحرارة المريعة. كان بعضهم يحدقون للأسفل أو يغطون وجوههم، محاولين الاختباء من الإشعاع القاسي المستمر للسماء الغارقة بالغيوم.
ولكن معظمهم كانوا ينظرون إلى الخلف إلى حيث أتوا، مذعورين ومفتونين بالمعركة الهائلة التي كانت تدور خلفهم.
ساعدت رَين تمار على الجلوس، ثم استدارت لتنظر هي الأخرى.
وتسارع نبض قلبها.
سمع كلاهما صوت الرعد المدوي وشعروا باهتزاز الأرض أثناء التراجع. ولكن الآن فقط شاهدا الدمار المروع الذي أحدثته المعركة بين القديسين.
كان الأمر…
كما لو أن العالم كان ينهار.
راقبت رَين وتمار الكارثة بصمت.
كان معسكر جيش الأغنية بعيدًا بما يكفي ليكونوا في مأمن من موجات الصدمة المرعبة وقوى القتال المدمرة للقديسين المقاتلين، مما يعني أيضًا أنهم لم يتمكنوا من رؤية الكثير.
ومع ذلك، استطاعت رَين رؤية ظلالًا ضخمة ووحشية تتحرك في الضباب المحترق.
كان هناك جزء من ساحة المعركة غارق في الإشعاع الأبيض. كان هذا المكان بلا شك حيث كانت نجمة التغيير تقاتل. وكان هناك أيضًا…
“انظري!”
كان صوت تمار أجشًا وثقيلًا.
باتباع إصبعها، نظرت رَين إلى اليمين وتجمدت.
شهقت الإرث الشابة بشدة.
“هذا… هذا هو لورد الظلال.”
بالفعل، كان هو… أخ رَين الأكبر المشاغب.
ولكن، في هذه اللحظة، لم يكن يبدو كعادته أبدًا.
بدلًا من ذلك، كان عملاقًا عقيقيًا ببدلة درع مخيفة يلوح فوق السهل، محاصرًا بثلاثة أشكال وحشية. بدت حركاته بطيئة بشكل خادع من بعيد، ولكن رؤية كيف كان يصد بسهولة هجمات فوج من القديسين كانت مرعبة، مقاومًا إياهم جميعًا برشاقة غريبة ومخيفة.
‘ال-اللعنة…’
كانت وحشية تلك المعركة بالذات مروعًا بما يكفي لجعل كل من ينظر في اتجاهها يرتعد خوفًا. كان من الممكن أن يتحول مجرد مستيقظ إلى ضباب دموي لمجرد وجوده قرب هذا الصدام غير المقدس.
كانت هذه هي قوة القديسين.
أو… قوة هذا القديس تحديدًا، على الأقل.
ومع ذلك، كان لورد الظلال قد فقد يده بالفعل، وذراعه اليمنى كانت كتلة مشوهة من الظلام. كان درع صدره مثقوبًا، وأعداؤه يزدادون شراسة كلما استمرت المعركة.
فجأة، شعرت رَين بشيء لم تشعر به من قبل…
كانت قلقة على معلمها.
وبعد لحظة تردد، سألت بقلق:
[هل… هل ستكون بخير؟]
رد صوته في عقلها بعد بضعة لحظات، بصدى غير مبالٍ كعادته، على الرغم من المعركة المروعة التي تدور في الأفق.
[من، أنا؟ أوه… لقد تأثرت حقًا لكونكِ قلقةً علي، ولكن لا تقلقي. سأكون بخير.]
كان هناك لحظة صمت، ثم أضاف بنبرة أكثر تهديدًا:
[ولكن عليكِ أن تقلقي بشأن الآخرين بالتأكيد، رغم ذلك…]
ترجمة آمون