عبد الظل - الفصل 1992
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1992 : الدمار الشامل
وبالطبع، كان هناك سبب وجيه لذلك.
سبب مخزٍ وقبيح، ولكنه وجيه رغم ذلك.
بعد وقت قصير من بدء المرحلة الثانية من الحرب، سعت قوات النطاقين للسيطرة على مساحات شاسعة من قبر السَّامِيّ. كان جيش السيف يتمتع بميزة كبيرة في هذا الصدد، حيث كان يسيطر بالفعل على سهل عظمة الترقوة الشرقية وجزء كبير من أمتداد عظمة القص، بينما كان جيش الأغنية محاصرًا في سهل عظمة الترقوة الغربية.
تم إطلاق حملات استكشافية لغزو القلعتين المتبقيتين في قبر السَّامِيّ. قادت ريفل حملة إلى أعماق ظلام محيط العمود الفقري، بينما قاد أحد القديسين من العائلة الفرعية لفالور حملة منافسة للتأكد من مقتلة قاتلة النور هناك.
في الوقت نفسه، توجه السير جلعاد جنوبًا مع قوة صغيرة من المحاربين النخبة لغزو القلعة الموجودة على عظمة الفخذ الخاصة بالسَامِي الميت – وبما أن المعبد عديم الاسم كان يقف بينه وبين جيش الأغنية، كانت حملته بلا معارضين. فقد بدا أن ملكة الديدان قد قررت اختيار معاركها وتخلت عن الجنوب تمامًا.
مر وقت طويل منذ أن غادرت فرق الغزو الثلاثة، ولكن لم يتم غزو أي من القلعتين بعد… وهو ما كان مهمًا للغاية.
وذلك لأن غزو القلعتين الأخيرتين سيكون الحصيلة النهائية للسلطة التي يمتلكها النطاقان في قبر السَّامِيّ. وعندما تصل سلطتهما إلى ذروتها ولا يمكنها التوسع أكثر، فلن يبقى شيء يعيق السياديين.
وهكذا، سيأتي ملك السيوف وملكة الديدان أخيرًا إلى ساحة المعركة شخصيًا… ليواجها بعضهما البعض ويريا من منهما سيرث عرش عالم الحرب السامي.
ومن منهما سيقتل الآخر ويحصل على تاجه.
ولكن ذلك لا يعني أن الجيشين العظيمين لم يكن لديهما ما يفعلانه بينما كانت فرق الغزو تخوض أعماق قبر السَّامِيّ المرعبة لاحتلال القلاع. في الواقع، كان على الجنود العاديين أن يلعبوا الدور الأكثر أهمية في حرب العوالم هذه.
فالسلطة في النطاق لا تعتمد فقط على القلاع، بعد كل شيء – كما اكتشف صني.
هناك عوامل أخرى متضمنة، مثل قوة وروح أولئك الذين ينتمون إلى النطاق… وأراضيه.
وكانت الأخيرة مهمة بشكل خاص، ولأن النطاقين كانا متساويين تقريبًا من حيث السكان، إلا أنه هناك مساحات شاسعة من الأراضي غير المحتلة في قبر السَّامِيّ. والطرف الذي ينجح في السيطرة على المزيد منها قد يحسم ميزان القوى النهائي لصالحه.
وهكذا… بدأ الجيشان العظيمان الغزو.
كانت العملية الأولية لاحتلال الأراضي لصالح نطاق بسيطة نسبيًا – وقد ساعد صني جيش السيف في ذلك أثناء المسير إلى البحيرة المتلاشية.
كان على قوى البشر دفع الأدغال القرمزية للخلف، وحرقها، وإبادة مخلوقات الكابوس التي تعيش فيها – السادة الأصليون لهذه الأرض الملعونة – وبناء حصون حول الشقوق الموجودة في العظام القديمة، مما يمنع العدوى الرجسية من مدّ جذورها مرة أخرى من التجاويف.
ولكن ما حدث بعد ذلك كان أكثر تعقيدًا، وأكثر خبثًا بكثير.
ولأنه بعد أن استولت قوات البشر على أراضي قبر السَّامِيّ من قبضة الفساد، كان يمكن للبشر أن يتصارعوا فيما بينهم للسيطرة عليها.
وهذا هو ما كان يحدث خلال المرحلة الثانية من الحرب. استمر كلا الجيشين في احتلال المزيد من الأراضي عبر طرد الأدغال القرمزية إلى التجاويف كلما كان ذلك ممكنًا، ولكنهما اصطدما ببعضهما البعض، متقاتلين على الأراضي التي تم احتلالها بالفعل. وسرعان ما أصبحت مواقع الإبادة هي العملة التي يطمع فيها النطاقان، وهكذا… أصبح البشر يريقون دماء بعضهم البعض في قبر السَّامِيّ.
تمكن جيش الأغنية في نهاية المطاف من الوصول إلى أمتداد عظمة القص عبر شن هجوم مزدوج المحاور من سهل عظمة الترقوة والضلع الغربي الأول. وأصبح خط المعركة معقدًا ومتداخلًا، حيث تغيرت السيطرة على بعض الحصون عدة مرات في الأسبوع.
وكان كل ذلك يتم على أيدي الجنود المستيقظين والضباط الصاعدين.
أما أعظم أبطال الجيشين العظيمين، القديسون، فقد بقوا في الغالب على الهامش.
كان ذلك لأن القديسين أقوياء للغاية ونادرون جدًا. ويُعد فقدان أحدهم خسارة فادحة للنطاقات، خاصة إذا كان القديس المتوفى يسيطر على قلعة – إذ عادةً لا يكون هناك من يحل محله كحاكم لها.
علاوة على ذلك، يمكن لمتسامٍ واحد أن يبيد عددًا لا يُحصى من الجنود. إذا أُطلقوا في ساحة المعركة، فستكون الخسائر بين جنود المستيقظين مروعة جدًا.
ومع ذلك، لم يكن ذلك ليمنع أيًا من الجيشين من استخدام القديسين كأسلحة دمار شامل، بالطبع. في الواقع، كانوا سيفعلون ذلك بكل سرور – فكلما زاد عدد المقاتلين الأعداء الذين يُقتلون، كان ذلك أفضل.
ولكنهم كانوا يُردعون عن فعل ذلك… بسبب قديسي العدو.
كان الأبطال المتسامون من جيش الأغنية يراقبون الأبطال المتسامون من جيش السيف بيقظة، والعكس صحيح. لم يُسمح لأي منهم بالدخول في المعركة إلا إذا شنّ قديسٌ عدو هجومًا على الجنود العاديين، لذا بقي الجميع في حالة سكون، لا يفعلون شيئًا. وقاد القديسون الشجعان جنودهم إلى المعركة، فقط ليقفوا خلف الخطوط ويراقبوا الجنود وهم يقاتلون وحدهم – بينما كان قديسو العدو يقفون على الجانب الآخر من ساحة المعركة، يفعلون الشيء نفسه.
بالطبع، كانت هناك استثناءات لهذه القاعدة، خاصةً لأن جيش الأغنية كان يمتلك عددًا أكبر بكثير من الأبطال المتسامين، مما جعل من الصعب على جيش السيف كبحهم. وفي الوقت نفسه، كان جيش السيف يمتلك نجمة التغيير ولورد الظلال، اللذين لا يمكن إيقافهما بواحد أو اثنين فقط من القديسين. وهذه الاستثناءات كانت نادرة.
وهكذا، قاتل الضعفاء وماتوا، بينما وقف الأقوياء يراقبون.
كانت مسألةً مخزية…
ومع ذلك، لم تكن مختلفة كثيرًا عما حدث في معظم الحروب الأخرى.
وكانت هناك لحظات غريبة أحيانًا أيضًا.
على سبيل المثال، في إحدى المرات، قرر قديسو الأغنية شن هجوم سري في الجزء من أمتداد عظمة القص الذي كان صني مُكلَّفًا بمراقبته. فاضطر إلى التنقل عبر الظل إلى وسط ساحة المعركة، واستدعاء كرسي الظل، والجلوس… ثم مراقبة المطاردة الصامتة وعدد قليل من المتسامين الآخرين وهم يتحركون بتوتر من قدم إلى أخرى ويصرون أسنانهم، مترددين في استفزازه وغير قادرين على فعل شيء.
بقي صني جالسًا حتى انتهاء المعركة، دون أن يحرك عضلة واحدة.
ولكنه شعر بأن الأمور قد تتغير اليوم.
لأنّه، بالرغم من وجود عدد لا يُحصى من المعارك الصغيرة والمناوشات في الحرب حتى الآن، إلا أن معركة اليوم كانت مختلفة.
كانت أول اشتباك شامل بين الجيشين العظيمين، مع مشاركة معظم جنودهمم في ساحة المعركة وإسهامهم في إراقة الدماء.
كان حجمه مروعًا ومرعبًا… لم تكن هناك معركة أعظم في تاريخ البشرية على الإطلاق، بعد كل شيء.
كان صني يشاهد أعظم جريمة في التاريخ تُرتكب أمام عينيه.
…حسنًا، ربما لا. فقد ارتكب البشر في عالم اليقظة، أبناء الحرب، الكثير من الفظائع خلال الأوقات المظلمة، والكثير غيرها قبل ذلك.
لم يتغير شيء حقًا منذ ذلك الحين، باستثناء أن جنود البشر باتوا يمتلكون قوى أعظم بكثير الآن.
في الفوضى التي لا توصف لهذه المواجهة الكارثية، قد يحدث أي شيء.
شكّ صني في أن القديسين سيبقون مجبرين على البقاء بلا حراك حتى النهاية المريرة.
ترجمة آمون