عبد الظل - الفصل 1968
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1968 : مجلس الظلال
في مكان بعيد، كانت عظمة العضد الضخمة تتدلى فوق السهول الرمادية القاحلة وكأنها سلسلة جبال عائمة. كانت الذراع اليمنى للسَّامِيّ الميت هي التي تربط بين قبر السَّامِيّ وسهول نهر القمر البعيدة، وكذلك بالطريق المؤدي إلى قلب الغراب.
قبل وقت ليس ببعيد، كان هذا المكان مغطى بالأدغال القرمزية. ولكن الآن، كانت الأدغال قد اختفت — والغابة الحمراء قد تم تدميرها من قِبَل الجنود، وكانت المنحدرات البيضاء تلمع بشكلٍ مبهر تحت السماء الغارقة بالغيوم.
ثم، حدثت حركة.
فجأةً سقط طائر صغير من السماء بشكل أخرق، مصطدمًا بسطح العظمة بأقصى سرعة، برأسه أولًا. ارتد الغراب الأسود عن الأرض، وتدحرج لبضع مرات، ثم نهض على قدميه وهز رأسه الصغير بدهشة.
ثم بقي ساكنًا لفترة قبل أن ينفجر فجأة في موجة من الظلال.
تحركت تلك الظلال وتشكلت في صورة مرعبة للورد الظلال.
حدق صني في الأفق بتعبير ضائع.
كان من المفترض أن يكون الآن يستعد لنصب كمين لقافلة الإمدادات التابعة لجيش الأغنية.
ولكن… كيف بحق… كان من المفترض أن…
كان محظوظًا بالفعل أنه سقط على ذراع السَّامِيّ الميت بدلًا من أن يسقط مباشرة في بحر الرماد. ذلك كان ليكون… كان ليكون…
عمّ كان يفكر؟.
ولماذا كان يفكر في أي شيء، من الأساس؟!.
هز رأسه بقوة، ثم سقط صني على ظهره وتفكك إلى أربعة ظلال مذهولة. أطلق السيطرة على تجسيده، غير راغب تمامًا في تقسيم انتباهه بين عدة أجساد… الآن.
نظرت الظلال إلى بعضها البعض في حيرة.
فلم يكن أحد يتحكم بهم في تلك اللحظة، لذا لم يكن واضحًا ماذا من المفترض أن يفعلوا.
بعد بضع ثوانٍ…
رفع الظل المشاغب ذراعيه فجأة في الهواء وأدى دورانًا انتصاريًا. ثم ألقى نظرة متغطرسة وراضية على رفاقه.
كان الظل المتغطرس في العادة سيعطي أخيه نظرة احتقار، ولكن هذه المرة، امتنع عن ذلك بسخاء. في الواقع، هذه المرة اكتفى برفع ذقنه أعلى من المعتاد، مشعًا بشعور خفي من الرضا والفخر.
كما لو كان يقول:
[أخيرًا. كل شيء كما ينبغي أن يكون.]
كان الظل المتغطرس ظلًا مهيبًا، في النهاية. وكان يمكنه أن يوافق بتردد على التواجد مع أميرة حقيقية — لقد فعل سيدهم شيئًا يستحق التقدير… للمرة الأولى…
حتى الظل المجنون بدا سعيدًا. أو… على الأقل متحمسًا. عادةً ما كان من الصعب معرفة ما يشعر به هذا المجنون، ولكن اليوم، بدا أنه في مزاج جيد.
بل وجيد جدًا، ربما.
فقط الظل المخيف بقي على حاله المعتاد. لا، ليس تمامًا… بدا في غاية الحيرة من الوضع بأكمله. وقليلًا من الملل.
كانت نظرته الباردة تحمل سؤالًا صامتًا:
[لا أعرف حقًا ما يحدث، ولكن أليس من المفترض أن نبدأ بالقتل قريبًا؟، مرحبًا؟، هل يمكننا التركيز على الأمور المهمة؟، مرحبًا؟!]
لماذا لم يكن أحد يستمع إليه؟.
تجاهلته الظلال الثلاثة الآخرى.
حك الظل المخيف مؤخرة رأسه.
حسنًا. لم يكن كل شيء سيئًا تمامًا. على الأقل كان يتعلم أشياء جديدة… عن تشريح الإنسان.
في الواقع.
كان ذلك مثيرًا للاهتمام جدًا.
***
في النهاية – بعد مرور فترة – اندمج الظل المتغطرس في لورد الظلال المخيف مرة أخرى.
لكن… لم يكن مخيفًا كما كان.
كان من الصعب أن يحافظ المرء على وحشيته وهو يدندن بلحنٍ سعيد.
لم يلاحظ صني أنه كان يدندن إلا بعد بضعة دقائق، وأجبر نفسه على التوقف.
ولكنّه نسي أن يمسح الابتسامة الغبية عن وجهه. كان وجهه مخفيًا خلف قناع ويفر، على أي حال، ولذا لن يعرف أحد.
كانت الظلال الثلاثة الأخرى تنظر إليه بنظرات غريبة.
حسنًا، كانت فقط نظرات الظل المخيف والظل المجنون غريبة.
كان الظل المشاغب… واضحًا وصريحًا تمامًا.
ابتسم صني.
“اخرس.”
ومع ذلك، فشل في جعل صوته يبدو صارمًا.
‘ما الذي يعرفه حتى…’
نظر صني حوله محاولًا التركيز، وألقى نظرة حذرة نحو السماء. ثم تحول إلى ظل وانزلق سريعًا على سطح العظم الأبيض.
تأخر بالفعل عن موعد لقائه…
بعد فترة، وصل إلى الطريق الذي بناه جنود جيش الأغنية على ذراع السَّامِيّ الميت. لم يكن طريقًا حقيقيًا، حقًا — حتى السيادي لم يكن ليتمكن من بناء شيء متين على سطح العظام القديمة شبه غير القابلة للتدمير. بدلًا من ذلك، تم وضع جذوع الأشجار التي تم جمعها من الأدغال المدمرة على الأرض، وتم تثبيتها بالقطران.
كانت قوافل الإمدادات تستخدم هذا الطريق لسحب العربات الثقيلة صعودًا نحو المنحدر، لتصل في النهاية إلى المعبر المؤدي إلى سهل الترقوة. والآن بعد أن نزلت كي سونغ بنفسها إلى قبر السَّامِيّ، أصبح لجيش الأغنية بوابة الأحلام الخاصة به، ولذا لم يكن وضع الإمدادات سيئًا كما كان من قبل.
ولكن هناك حدود لما يمكن أن تحققه بوابة الأحلام. أولاً وقبل كل شيء، يمكن فقط نقل البضائع من عالم اليقظة عبرها، ومعظمها كان عاديًا. ثانيًا، كانت بنية الإمداد التحتية في عالم اليقظة نقطة ضعف واضحة — فبعد سقوط بيت الليل، لم يعد أحد يعتقد أن الحرب ستبقى محصورة في عالم الأحلام بعد الآن.
يمكن قطع تدفق الإمدادات من العالم الآخر في أي لحظة، ولذا كان كلا الجيشين يعملان بجد للحفاظ على الاتصال اللوجستي مع نطاقاتهم.
وكانت وظيفة صني تعطيل هذا الاتصال بمضايقة جيش الأغنية من الخلف.
فكر لفترة وجيزة في تدمير المعبر نفسه، ولكنه قرر عكس ذلك في النهاية. المعبر كان قريبًا جدًا من المعسكر الرئيسي للعدو، ومن قلعتهم الوحيدة في قبر السَّامِيّ أيضًا. خطر الاصطدام بشخص قوي — وربما حتى الملكة نفسها — كان كبيرًا جدًا.
لذلك، اختار أن يبدأ بقافلة واحدة.
لم تكن هذه القوافل أهدافًا سهلة أيضًا. كانت الإمدادات محروسة من قبل جنود مستيقظين وضباط صاعدين. ومن وقت لآخر، قد يكون هناك قديس مختلط بين الجنود — فقد كان لعشيرة سونغ وفرة منهم، بعد كل شيء.
والأسوأ من ذلك، كانت العربات تُجر بواسطة وحوش سيدة الوحوش، وكان هناك حجاج موتى يرافقونهم.
كانت الملكة تراقب القوافل، ولذا كان على صني أن يكون سريعًا في هجومه.
فقد أضاع بالفعل فرصة السرعة بسبب… ظروف غير متوقعة…
ولكن الأمر كان يستحق ذلك، بلا شك.
لم يستطع صني التوقف عن الابتسام.
‘ركّز!، لا وقت لتضيعه.’
كان بإمكانه رؤية مقدمة القافلة في الأفق…
ولكن، للأسف، لم يكن قادرًا على التركيز على الإطلاق.
ترجمة آمون