عبد الظل - الفصل 1961
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1961 : الروح الشاعرية
مرَّت عدة أيام أخرى… لولا تجسيدات صني التي كانت تتجول في العالم، إحداها تسير مع جيش الأغنية والأخرى تستعد للهجوم على خطوط إمداده وتدميرها، لكان قد فقد حساب الأيام فعلاً.
قضى صني هذه الأيام منغمسًا في النسيج.
في وقت ما، أحضرت أيكو مجموعة من الذكريات إلى قبو المتجر المبهر، بعضها كانت قد اشترته وكانت تنوي إعادة بيعه، وبعضها أتى من حراس النار. كان على صني أن يأخذ استراحات من وقت لآخر لإراحة عقله المتعب، وتجديد جوهره، ونسج المزيد من خيوط الظل. لذلك أمضى فترات راحة في دراسة هذه الذكريات.
مع كل ذاكرة اندمج معها، كانت رؤاه تتوسع.
مرَّ حوالي أسبوعين منذ معركته مع ريفل. أصلح المُقلد الرائع الحفرة التي أحدثها السهم الأسود في أرضية قاعة الطعام، وأصبح من المتوقع وصول نيفيس في أي لحظة.
تنهد صني بتعب، ثم خطا خطوة للخلف ونظر إلى الذكريات الملقاة على طاولة العمل أمامه.
كانت أولى هذه الذكريات هي [حقيبة الحجب]، ذاكرة تخزين مكانية ساعدته على الارتقاء بسحره إلى مستوى جديد.
وبجوارها كانت هناك قارورة بدت وكأنها مصنوعة من النحاس الأخضر، مغلفة بغلاف جلدي أسود ومزينة بنقش متقن لثعبان ملتف. كانت هناك بعض الأنماط الزخرفية على القارورة نفسها أيضًا، والتي تلتزم بنفس النمط.
في الواقع، كان صني قد صنعها من بقايا فأس الصياد. كانت القارورة نوعًا من ذاكرة التخزين أيضًا، وإن كانت مختلفة تمامًا عن حقيبة الحجب — إذ يمكنها تخزين كميات كبيرة من الماء وتنقيته أيضًا. وغني عن القول، كانت محاولة بدائية منه لتقليد الينبوع اللامتناهي.
أطلق عليها اسم [القارورة الخضراء].
…كان قد فكر في اسم [الينبوع اللامتناهي المقلد]، ولكنه في النهاية تخلى عن هذه الفكرة.
لم يستغرق صنع [القارورة الخضراء] وقتًا طويلاً في الحقيقة، لكنها كانت تحتاج إلى تعبئة يدوية — لذا أرسل صني أيكو لتقوم بهذه المهمة. يمكن أن تحتوي القارورة حقًا على الكثير من الماء، ولذلك اضطرت مساعدته المسكينة أن تقضي يومًا كاملاً في ملئها تحت نظرات حراس النار المرتبكة. وحتى أنهم طردوها من جزيرة العاج عندما بدأ مستوى الماء في البحيرة ينخفض…
أما الذاكرة الثالثة التي صنعها صني لصالح رَين فكانت تتمتع بسحر بسيط جدًا، ولكنه كان صعبًا للغاية في ابتكاره. في الواقع، من حيث التعقيد، قد يكون هو الأكثر إزعاجًا بينهم جميعًا، مما اضطر صني لبذل جهد ذهني كبير..
كان شريطًا طويلاً من الحرير الأسود، يمكن استخدامه كحزام أو وشاح، مزين بتطريز دقيق. بعد تفكير طويل، أطلق عليه اسم [للظروف الطارئة].
كان المقصود من [للظروف الطارئة] أن يكون بمثابة وسيلة حماية ضد خطر محدد للغاية — الإشعاع المحرق للهاوية البيضاء التي تتدلى فوق قبر السَّامِيّ. كانت وظيفته بسيطة بالفعل — فعند إعطاء الأمر العقلي، يجمد الشخص الذي يرتديه تمامًا في مكانه.
لم يكن مهمًا ما إذا كان الشخص يقف بثبات على الأرض، أو في منتصف سقوط، أو حتى يقفز في الهواء. بمجرد تفعيل تعويذة [للظروف الطارئة]، سيصبح الشخص متجمداً في مكانه.
استغرق صني وقتًا طويلاً لبناء نسيج هذه الذاكرة — ليس فقط لأنها تتطلب تعقيدًا أكبر مما قد يتوقعه أحد، ولكن أيضًا لأنه كان عليه جعلها فعّالة بقدر الإمكان حتى لا تستهلك الكثير من الجوهر.
فبعد كل شيء، كان من المحتمل أن تتداعى رَين بعد بضع ساعات من الجمود بسبب نفاد الجوهر، مما يجعل الذاكرة عديمة الفائدة. لذا، بذل صني جهدًا كبيرًا، وفي النهاية نجح في جعل [للظروف الطارئة] تستهلك كمية أقل من الجوهر مما يمكن لأي مستيقظ أن يجدده بشكل طبيعي، مما يجعل سحرها سلبيًا إلى حد ما — طالما كانت تُستخدم من قبل شخص بوزن رَين.
كانت هذه هي الذكريات المفيدة التي أعدها صني. ومع ضيق الوقت، لم يكن لديه خيار سوى تحويل انتباهه إلى مجالات أخرى في النهاية.
بجانب الوشاح الملفوف بعناية كانت هناك ثلاثة سهام، كل منها يحمل سحرًا فريدًا.
كانت أسماء السهام [الضربة الثقيلة]، [ضواحي المدينة عند الظهيرة]، و[لا تجرح نفسك].
كانت جميعها ذات أعمدة سوداء، مصنوعة من خشب محترق من الغابة المحروقة. ولكن، كانت الريش ورؤوس الأسهم مختلفة.
كان لدى [الضربة الثقيلة] ريش رمادي ورأس سهم مصنوع من معدن باهت. كان سحره نسخة محسنة بشكل كبير من [عبء السلام] – أحد أسحار [قوس مورغان الحربي] الذي يفتقده بشدة. بمجرد أن يخترق السهم جسد العدو، يمكن لمالكه أن يُفرغ جوهره ليجعله ثقيلاً بشكل هائل. كلما زاد الجوهر المُستهلك، زاد وزن السهم.
كانت [الضربة الثقيلة] تهدف إلى إبطاء الأعداء الأقوياء.
أما [ضواحي المدينة عند الظهيرة] فكانت تهدف أيضًا إلى إضعاف عدو قوي، ولكن بطريقة أكثر دهاءً. تميزت بريش أبيض ورأس سهم منحوت من العظام — شظية من العظام التقطها صني هنا في قبر السَّامِيّ. ورغم أن اسحارها كانت من ابتكاره الأصلي، إلا أنها استلهمت من [نعمة الغسق] التي اُخذت من كفن الغسق عديم النعمة.
ما فعله صني هو أنه خزن صورة ذهنية داخل السهم — نسخة ذهنية من الارتباك الساحق الذي عاناه بعد أن غلف ضواحي NQSC بحاسة الظل لأول مرة. بمجرد أن يصيب السهم الهدف، يتم إسقاط هذا التشوش الهائل من الأحاسيس في عقل الضحية، مما يسبب له إرهاقًا حسّيًا كاملاً.
كانت [ضواحي المدينة عند الظهيرة] تهدف إلى تشويش العدو. يمكن لمالك السهم الاستمرار في استهلاك الجوهر للحفاظ على تأثير التشويش.
أخيرًا، كان هناك سهم [لا تجرح نفسك]. كان لونه أخضر، وسهمه ورأسه مصنوعان من نفس المعدن الذي صنع منه [فريسة الوحش] و[القارورة الخضراء].
وعلى عكس السهمين الآخرين، اللذين كانا مخصصين لإضعاف الأعداء، كان هذا السهم مخصصًا للقتل. كان يحمل سمًا قاتلًا يلوث دم من يخترقه برأسه الحاد. وكلما زاد مالك السهم من تدفق الجوهر إلى السحر، زاد تسمم العدو.
كان الضرر الذي يسببه السم تراكميًا، مما جعله سلاحًا مثاليًا لرَين التي كانت تواجه غالبًا أعداءً أقوى منها بكثير. ورغم ضعفها، إلا أنه بإصرار كافٍ ومثابرة كافية كانت تستطيع قتل حتى أكثر وحوش الأدغال رعبًا، ببطء ولكن بثبات.
في الواقع، صنع صني الأسهم الثلاثة وهو يفكر في كيفية مساعدة أخته على مواجهة مخلوقات الكابوس التي لم يكن لها فرصة في مواجهتها، ومع ذلك كانت مضطرة لمقاتلتها.
وللأسف، مع أن الأسهم تمتلك أسحار نشطة، إلا أنها ستكون مضطرة لاستخدامها بشكل تكتيكي في الوقت المناسب. ولكنه على الأقل كان يمنحها أدوات فعّالة للاختيار بينها.
وأخيرًا، كانت هناك الذكريات الدفاعية التي صنعها.
كانت إحداها تبدو غير ملفتة للنظر — قطعة مصقولة من الزجاج البركاني معلقة على حبل جلدي. كانت تعويذة قوية يمكنها أن تمنح حاملها مقاومة متوسطة للهجمات العنصرية بشكل دائم، أو حماية عالية إذا استُخدمت بشكل نشط.
والأفضل من ذلك، يمكن لمالك التعويذة أن يحد من نطاق المقاومة، مما يعزز فاعليتها بشكل أكبر. وكميزة إضافية، يمكنها إما تبريد حاملها في حالة الحر، أو تدفئته في البرد القارس.
أطلق صني على التعويذة اسم [قطعة المقاومة].
…لم يكن يعرف بالضبط ماذا تعني هذه الكلمات، ولكنها بدت راقية وتناسبها بشكل غامض.
إلى جانب التعويذة، صنع صني أيضًا ذاكرة مستوحاة من القميص المعدني المتسلسل الذي اعتادت نيفيس ارتداؤه — وهي قطعة فريدة من الدروع المسحورة التي يمكن ارتداؤها فوق أو تحت الذكريات الأخرى من هذا النوع.
كانت الذاكرة التي ابتكرها تهدف إلى تعزيز الخصائص الدفاعية لكفن محرك العرائس، وصنعت من جلد أسود غير لامع. كما أضيفت بطانة من المعدن المتسلسل الفاتح والرمادي الداكن لجعل المجموعة بأكملها أكثر متانة، مما يضيف طبقة ثانية خفية من الحماية الجسدية لكفن محرك العرائس.
أطلق عليها اسم [السلامة أولاً]..
كانت هذه كل الذكريات التي صنعها صني لرَين.
تحولت نظراته إلى قطعة أخرى كانت موضوعة على طاولة العمل.
كانت سوارًا يشبه إلى حد كبير سواره الخاص.
ومع ذلك… لم يتمكن صني من إكماله بعد. كان يحتاج إلى مساعدة كاسي لإتمام نسج هذه الذاكرة البسيطة في مظهرها، ولكن المعقدة جدًا في جوهرها.
‘مع ذلك… لقد تفوقت على نفسي هذه المرة، إذا جاز لي أن أقول ذلك بنفسي.’
ارتسمت ابتسامة باهتة على وجه صني.
لم يستطع الانتظار ليقدم هذه الذكريات لرَين!.
ومع ذلك، كان هناك شيء واحد يزعجه…
عبس صني، ثم استدعى الأحرف الرونية وألقى نظرة على قائمة ذكرياته الخاصة.
[كرسي الظل]، [السرج باهظ الثمن]، [إبرة ويفر]، [السوار العملي]، [لؤلؤة الجوهر]، [بالتأكيد لست أنا]…
تحولت نظراته إلى الذكريات التي صنعها في الأيام الأخيرة.
[حقيبة الحجب]، [القارورة الخضراء]، [للظروف الطارئة]، [لا تجرح نفسك]، [ضواحي المدينة عند الظهيرة]، [السلامة أولاً]…
أغمض عينيه، وأطلق تنهيدة هادئة.
لم يكن هناك من ينكر ذلك.
‘أعتقد… أنني أمتلك روحًا شاعرية أيضًا…’
بدأ صني يفهم كيف انتهى به الأمر هو ورَين بأسماء غريبة مثل هذه.
ترجمة أمون