عبد الظل - الفصل 1953
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1953 : خطوة واحدة صغيرة للظل
بالتأكيد، كان صني يعرف تمامًا ما هو القرار الذكي الذي ينبغي عليه اتخاذه.
كان القرار هو الذكي أن يركز على عملية النسيج حاليًا، وأن يفكر ببطء في المخاطر المحتملة لدخول عالم الظل، وأن يُعدَّ تجهيزات كاملة قبل أن يدخل إلى الفانوس.
على سبيل المثال، كان عليه أن يقرر أي من تجسيداته سيقوم باستكشاف عالم الظل. هل سيرسل لورد الظلال وظلاله الثلاثة المرافقة له، للحصول على أكبر قدر من القوة المتاحة في هذا الوضع؟، أم سيرسل تجسيدًا واحدًا ككشاف لتقليل الأضرار إلى الحد الأدنى في حال دُمر على يد تهديد ساحق؟، من الأفضل أيضًا أن يفكر في عدة أمور، ويجري بحثًا شاملًا، ويعزز إنجازاته الأخيرة، ويقوم بتحضيرات قبل عبور بوابات الظل.
ومع ذلك…
‘آه، إلى الجحيم مع كل هذا.’
كان إغراء عالم سامي غير مستكشف — عالم الظل — قويًا للغاية بحيث يصعب مقاومته. وعلى الرغم من أن صني كان يعلم أن من الحكمة أن يبقى صبورًا، إلا أنه لم يكن يستطيع تخيل الغوص في العملية البطيئة والدقيقة لصياغة الذكريات دون إشباع فضوله وشغفه أولاً.
كيف كان من المفترض أن يركز على نسج أنماط معقدة من اوتار أثيرية بينما هناك بوابة إلى عالم سامي فعلي في جيبه؟، وليس فقط إلى أي عالم سامي، بل إلى ذلك الذي ينتمي إلى السَّامِيّ الذي استمد منه صني قواه.
كان الأمر صعبًا للغاية.
بالتأكيد، لم يكن لديه طموح للقيام برحلة استكشافية حقيقية بعد. بل، ما أراده صني هو أن يأخذ نظرة أولية على عالم الظل ويستكشفه لفترة وجيزة، فقط ليعرف ما ينتظره هناك، ومن أي تهديد يجب أن يحمي نفسه.
مع تلك المعرفة، سيكون بإمكانه أن يستعد للرحلة الحقيقية بشكل أفضل. قد يرغب حتى في صياغة بعض الذكريات الخاصة التي ستساعده في مواجهة مخاطر عالم الظل، لذا كان عليه القيام بذلك قبل أن يبدأ في عملية النسيج.
كان لابد عليه أن يقوم بذلك الآن.
استدار صني، وسار إلى وسط القبو، ومد يده. كان فانوس الظل معلقًا بحرية من أصابعه. وبإشارة ذهنية، فُتحت البوابة الصغيرة السوداء، كاشفةً عن مدخل مظلم.
بقي بلا حراك لبضعة لحظات، مستغرقًا في صمت مهيب. ثم نظر إلى الأسفل، إلى ظله.
‘…حسنًا، ماذا تنتظر؟، شوب-شوب!، ادخل.’
حدق الظل الكئيب فيه بصدمة، ثم أشار إلى نفسه بإصبع، كما لو كان يسأل…
[من؟، أنا؟]
رفع صني حاجبه.
“ماذا، بالطبع. أعني، من غيرك؟، ماذا، هل ظننت أنني سأرسل جسدي الأصلي إلى عالم الظل؟”
سخر.
“بالطبع لا. هذه هي أرض الموت، كما تعلم!”
بقي الظل الكئيب مذهولًا لبضعة لحظات، ثم خفض يديه… وبدأ يضيق قبضتيه ببطء، محدقًا في صني بنظرة قاتلة. تجاهل صني تصرفاته وفعّل تجسيد الظل، متحكمًا مباشرةً في ظله.
‘هيا بنا.’
انتقل من ساقه، إلى ذراعه، متجهًا نحو البوابة المفتوحة لفانوس الظل.
‘عالم الظل…’
في تلك اللحظة القصيرة قبل أن يدخل إلى الظلام، تأمل صني في ما يعرفه عن هذا العالم.
في الحقيقة، لم يكن كثيرًا، ومعظم ما يعرفه كان قد أتى من وصف الشظية.
[عندما ابتكر الظل الموت، أصبح الموت نفسه. كل ما ابتلعه الظل مات، وكل ما مات ابتلعه الظل. كان الموت قانونًا مطلقًا، وبالتالي فإن ما كان يتغير باستمرار لم يعد يتغير أبدًا. كان الزمن قانونًا مطلقًا، وبالتالي فإن ما كان أبديًا لم يعد أبديًا. كان الفضاء قانونًا مطلقًا، وبالتالي فإن ما لا نهاية له لم يعد بلا نهاية. باستخدام الزمان والفضاء والموت، هزم السَّامِيّين أعداءهم وقيدوهم.
ومع ذلك، كان هناك أولئك الذين تحدوا حتى القوانين المطلقة. تحرر أحد هذه الكائنات من عالم الظل بعد أن ابتلعه، وبذلك، انقسمت عدة شظايا صغيرة منه. وهذه إحدى الشظايا]
كان الأمر غريبًا، حقًا. بدا أن تعويذة الكابوس لم تميز بين سَّامِيّ الظل، ونطاقه، وعالمه، والموت نفسه. كان الأمر يبدو وكأن عالم الظل يقع… داخل سَّامِيّ الظل.
تم استخدام الموت وابتلاع سَّامِيّ الموت بالتبادل. كل ما ابتلعه مات، وكل ما مات ابتلعه، وبالتالي انتهى به الأمر في نطاق الظل… في عالم الظل.
إذن…
‘هل عالم الظل… هو بحر روح سَّامِيّ الظل؟’
لم تبدُ الفكرة بعيدةً عن الواقع، لكنها أيضًا لم تكن قابلة للتصديق بالكامل — ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى أن صني لم يكن يعرف الكثير عن السَّامِيّين، الذين كانوا غامضين بشكل لا يُصدق.
هل امتلك السَّامِيّين أرواحًا خاصة بهم؟.
هل امتلكوا أجسادًا مادية؟، وإن كان الأمر كذلك، كيف كانت أشكالهم؟.
كان الجميع يعلم أن السَّامِيّين ماتوا، ولكن أين كانت جثثهم؟، كان قبر السَّامِيّ يُدعى هكذا لأن الناس افترضوا أن الهيكل العظمي العملاق كان ينتمي لأحد السَّامِيّين، ولكن لم يكن صني يشاركهم هذا الاعتقاد…
قبل لحظة من دخول تجسيده الفانوس، ارتعش صني فجأة. إذا افترض أن عالم الظل كان بالفعل بحر روح سَّامِيّ الظل، أو على الأقل ما يعادل بحرًا روحيًا ساميًا…
إذن، ألم يكن يبدو ذلك مشابهًا بشكل مزعج لروحه الخالية من النور؟.
بعد كل شيء، كانت ظلال كل ما قتله صني تنتهي في بحر روحه. بمعنى ما، أولئك الذين قتلهم تم ابتلاعهم من قِبله، أيضًا.
وتذكر وصف عالم الظل أيضًا.
“كل ما تعتزين به، كل ما تغذينه، كل ما يبدأ بكِ، سيكون لي يومًا ما، وسيتم الترحيب به من قبلي، وسابتلعه، وينتهي معي، ثم سيجد السلام بداخلي. هذه هي رحمة الظل….”
كانت الظلال الصامتة الموجودة داخل الظلام الهادئ لروح صني، في الواقع… مسالمة تمامًا.
اتسعت عيناه قليلاً، وظهرت بذرة فكرة في عقله.
لكن قبل أن تنمو وتتفتح، مر تجسيده عبر بوابات الظل…
ووجد نفسه في مكان آخر.
تنهد صني.
-المؤلف- فصل واحد اليوم، ثلاثة غدا.
ترجمة امون