عبد الظل - الفصل 1952
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1952 : العجز عن الاختيار
‘لا نهاية لهذا اليوم!’
حدق صني في فانوس الظل بتعبير غريب. اليوم، اكتشف المفتاح لإتقان الخطوة التالية من رقصة الظل، ورفع من مستوى سحره، والآن، اكتشف أن الباب إلى عالم الظل كان في جيبه طوال هذا الوقت!.
حسنًا… تقنيًا، هذه الاكتشافات قد تتابعت على مدار عدة أيام، كما ذكرته آيكو بوضوح. ومع ذلك، كيف كان من المفترض أن يتحمل قلبه كل هذه المفاجآت المذهلة؟.
‘من يهتم بقلبي؟، لدي ستة قلوب احتياطية على أي حال!’
نهض صني، والتقط فانوس الظل بعناية ودرسه، وقد علا وجهه تعبير عميق من التأمل. كان متأكدًا إلى حد ما من صحة نظريته. في تلك اللحظة الوجيزة من الاندماج مع الذاكرة السامية، أصبح هو والفانوس واحدًا ونفس الشيء. وفي تلك اللحظة، ألقى نظرة خاطفة على القليل مما كان عليه فانوس الظل حقًا، بالإضافة إلى ما كان مخفيًا تحت سطحه.
ورغم أنه لم يستطع فهم كل شيء تمامًا، إلا أنه كان واثقًا من شيء واحد — بوابة فانوس الظل تؤدي مباشرة إلى عالم الظل. وهذا يفسر سبب قدرته على احتواء عدد لا متناهٍ من الظلال، وكذلك لماذا يمكن تخزين شظية عالم الظل بداخله ولكن لا يمكن استرجاعها. كانت تلك الشظية قد انتُزعت من عالم الظل عندما هرب كائن مرعب منه، وبإعادة الشظية، كان صني، بطريقة ما، يسد الفجوة في عالم الظل نفسه.
وبالطبع، لم يكن هناك أي احتمال لسحب نطاق سامي كامل من الفانوس، في النهاية.
مجرد التفكير في كل هذا جعل صني يشعر بالذهول. عالم الظل… أصبحت نظرته ضائعة، بينما كان ذهنه يتجول في تبعات هذا الاكتشاف.
من بين العوالم السامية الستة الموجودة، بقي السابع فقط — عالم الظل. عندما ولد عالم الأحلام، بدأ ببطء في استهلاك العوالم البشرية، مدمجًا إياها في نفسه، إلى جانب خمسة من العوالم السامية الستة… أو هكذا أخبرته زهرة الرياح. كان صني يشك بشدة في أن بحر العاصفة كان في الأصل عالمً ساميًا لسَّامِيّة العواصف. وكان من المحتمل أن قبر السَّامِيّ قد انتمى لسَّامِيّ الشمس. وربما كانت الغابة المحترقة هي عالم سَّامِيّ القلب. أما سَّامِيّ الوحوش، فبقايا عالمه كانت موجودة في نطاق الأغنية. وأخيرًا، كانت الأرض نفسها تبدو وكأنها كانت في السابق عالم سَّامِيّ الحرب، سَّامِيّ البشرية الراعي.
وبينما تم تفسير قدر خمسة من العوالم السامية، بقي عالم الظل لغزًا. أين هو؟، هل ابتلعه عالم الأحلام؟، إذا كان الأمر كذلك، فأين في هذا العالم الكابوسي تكمن بقايا عالم سَّامِيّ الظل؟.
لم يرى صني قط أو يسمع عن مكان يشبه عالم الظل. ولذا، كان دائمًا يتساءل أين ذهب. والآن… يستطيع أن يذهب ليكتشف ذلك.
شعر صني برعشة خوف عميقة لمجرد التفكير في ذلك. هل يستطيع؟، وهل ينبغي له؟.
كانت الإجابة عن السؤال الأول بسيطة — نعم، يستطيع. فقد دخل ظله إلى فانوس الظل عندما حصل عليه لأول مرة. والآن، بفضل تجسيد الظل وقدرته على التحكم بظلاله مباشرة، يمكنه الدخول بنفسه. في الواقع، ربما كان بإمكانه فعل ذلك حتى قبل أن يصبح قديسًا، بمجرد استخدام خطوة الظل ليأخذ شكلًا غير مادي. كانت المشكلة الوحيدة تكمن في المجهول داخل الفانوس، وفي أنه لن يكون هناك من يعيده إلى الخارج.
ولكن الآن، يمكن لأحد تجسداته أن يمسك بالفانوس بينما الآخر يستكشف داخله. ويمكنه الحفاظ على ما لا يقل عن تجسدين إلى أجل غير مسمى، ولم تعد خطوة الظل تستنزف جوهره بشكل سلبي.
كانت الفرصة متاحة، ولكن هل ينبغي له فعلها؟.
كان السبب في الحذر واضحًا. الدخول عشوائيًا إلى عالم سَّامِيّ ساقط يُعَد طلبًا للمشاكل. قبر السَّامِيّ، بحر العاصفة، والغابة المحترقة، كلها أماكن قاتلة تمثل بعضًا من أكثر الزوايا الكابوسية في هذا العالم المروع. ولم يكن لدى صني سبب لافتراض ذلك، ولكن، بطريقة ما، كان يشعر أن عالم الظل قد يكون الأكثر رعبًا بينهم جميعًا على الإطلاق.
ومع ذلك، كان هناك دافع قوي لاستكشافه أيضًا — نواة ‘العملاق’ المفقود. وكان جانبه يجعل من الصعب دائمًا تشبع روحه، وكانت تلك الصعوبة تبدو أكبر الآن بعد أن أصبح قديسًا، خاصة في ظل غياب مخلوقات الظل للصيد.
ألن يكون من المعقول الافتراض أن هناك الكثير منها في أنقاض عالم الظل؟، كان دخول عالم الظل هو أكثر الطرق المؤكدة التي يمكن أن يفكر بها ليصبح ‘عملاقًا’.
إذا تمكن صني من أن يصبح ‘عملاقًا’ متساميًا، فسيحصل على نواة أخرى، وظل آخر، وتجسد آخر — كما أن الثعبان سيرتقي أيضًا. وهذا سيمكن الثعبان من اتخاذ أشكال ‘العمالقة’ التي قتلها صني، مثل ‘العملاق’ الساقط جالوت أو وحش الشتاء. ستضيف مثل هذه القوة ورقة رابحة قيمة إلى ترسانته، وهو في أمس الحاجة إليها، خاصة مع السياديين الذين يتوجب عليه مواجهتهم.
تنهد صني تنهيدة طويلة.
‘اللعنة…’
لديه الكثير للقيام به بالفعل!، كانت خطته الحالية هي صنع الذكريات، ولكن هناك أيضًا الحرب القادمة، وحاجته لمعرفة المزيد عن السياديين قبل مواجهتهم في المعركة، وعودة نيفيس إلى المعسكر أخيرًا. هذا يعني أنه سيتمكن أخيرًا من رؤيتها مرة أخرى.
والآن، تمت إضافة استكشاف عالم السَّامِيّ الميت الخالي من النور إلى قائمة الأشياء التي يجب إنجازها.
غطى صني وجهه براحته وتنهد بعمق.
‘ما الذي يحدث بحق؟’
بسبعة أجساد، كيف أصبح مشغولاً أكثر من أي وقت مضى؟، بعد أن هز رأسه، أخذ نفسًا عميقًا وحدق في السقف.
والآن، يبقى السؤال الوحيد… ماذا سيفعل أولاً؟.
هل يتسلل إلى عالم الظل أم يحقق اختراقًا في النسيج؟.
ترجمة أمون