عبد الظل - الفصل 1951
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1951 : الفروق الدقيقة في القواعد اللغوية الصحيحة
كان على آيكو أن تأخذ بعض الوقت لتحضير الذكريات الجديدة التي سيتمكن صني من الاطلاع عليها. وفي هذه الأثناء، تردد صني للحظات وهو ينظر إلى الرونات المتلألئة بشيء من الهلع.
في هذه المرحلة، كان قد استكشف تلك الذكريات التي صنعها أو عدلها شخصيًا. ومع ذلك، بقيت له اثنتان… قناع ويفر وفانوس الظل.
شعر صني ببعض الخوف منهما.
فقد رأى بالفعل نسيجهما، بعد كل شيء — وكان ذلك مختلفًا عن كل ما رآه في حياته. حتى أقوى الذكريات التي امتلكها سابقًا، كمفتاح المصب وتاج الشفق، بدت مثل ألعاب مخصصة لطفل رضيع بالمقارنة مع التعقيد العميق للنسج المخفي في الذكريات السامية.
كاد صني أن يودي بحياته مرات عدة بسبب مشاهدته لما يفوق إدراك البشر – مثل النسيج اللامتناهي للقدر الذي يمكن أن يظهره له قناع ويفر.
لم يتعرض للأذى بمجرد النظر إلى نسيج الذكريات السامية، بالطبع. ولكن كان هناك فرقًا شاسعًا بين مجرد رؤيتها وبين أن يصبح واحدًا معها — إذ أن اتحاده مع الجرس الفضي كان بالفعل صدمة كبيرة، ولذا كان صني مترددًا في القيام بالأمر نفسه مع قناع ويفر أو فانوس الظل.
ومع ذلك، كانت الإغراءات قوية للغاية.
بعد أن استجمع شجاعته، تنهد صني بعمق واستدعى فانوس الظل. وسرعان ما ظهر فانوس بحجم راحة اليد في يده. كان مصنوعًا من مادة سوداء تشبه الحجر، ولكنها ليست حجرًا، ومنقوشٌ عليها أنماط معقدة تشبه حراشف الثعبان. وكان هناك سلسلة قصيرة متصلة بحلقة معدنية في أعلاه، سوداء اللون هي الأخرى.
كانت بوابة الفانوس منحوتة من حجر المورين الأسود اللامع — وغني عن القول، لم يكن هناك أي ضوء يشع من خلاله. بدلًا من ذلك، وبدا أن الظلام حول صني يزداد عمقًا وبرودة وأكثر صعوبة في الاختراق.
كان فانوس الظل جميلًا، ولكنه غير مبهرج — ليس كشيء يُفترض أنه من بقايا سَّامِيّ. ومع ذلك، ربما كان هذا بالضبط نوع الشيء الذي سيتركه سَّامِيّ الظل المراوغ خلفه.
ولم يكن لديه سوى سحر واحد فقط… والذي كان بسيطًا إلى حد ما ولكنه يتعامل مع مفاهيم مطلقة مثل اللانهائية والأبدية —
السحر: [بوابات الظل]
وصف السحر: [هذا الفانوس يلتهم الضوء ويمكنه احتواء كمية لا نهائية من الظلال، ثم يطلقها].
خدم هذا السحر صني جيدًا في الماضي. في الواقع، كان أحد أكثر الأدوات فائدة ولا يمكن الاستغناء عنها في ترسانته.
بقي ساكنًا للحظات، يدرس تلك الذاكرة المظلمة، ثم تنهد مجددًا وأمر تجسيده الكئيب أن يلتف حول الفانوس الحجري المتشابك.
وفي اللحظة التالية…
أطلق صني صرخة رعب وألقى بالفانوس بعيدًا. بالطبع، لم يُحدث ذلك شيئًا، لذا تذكر بعد فوات الأوان أن يفصل نفسه عن الذاكرة السامية بترك ظله المرتجف يهرب بعيدًا.
سقط فانوس الظل على الأرض وتدحرج قليلًا، فيما كانت سلسلته ترن في الصمت.
“آه… اللللععنننة…”
وجد صني نفسه مستلقيًا على الأرض، وقد ضربها برأسه بقوة. وبالطبع، كانت جمجمته قوية للغاية، ولذا لم يتعرض حتى لكدمة… ومع ذلك، بدا أن المُقلد الرائع قد تلقى بعض الضرر. كانت الأرضية متشققة، وتُصلح نفسها ببطء.
لم يكن الكوخ الطوبي قادرًا على التعبير عن مشاعر، ولكن شعر صني بطريقة ما بأنه محاط بهالة من الاستياء.
أطلق نفسًا مرتجفًا.
‘نعم… لن أكرر هذا في أي وقت قريب.’
تمامًا كما توقع، لم يكن الاندماج مع ذاكرة سامية شيئًا يُفترض أن يفعله مجرد بشري مثله. كان عقله صغيرًا جدًا، وعابرًا، وهشًا للغاية بحيث لا يحتمل اتساع نسيج فانوس الظل، وثقل سحره، والحجم المتواضع لامتداده غير المرئي. ربما لا تتجاوز الذاكرة السامية حجم كف اليد على المستوى المادي، ولكن في جوهرها… كانت هائلة للغاية بحيث لا تُفهم.
جلس صني ببطء وأطلق تنهيدة متألمة.
‘على الأقل لم أبدأ بقناع ويفر.’
كان فانوس الظل ذاكرة سامية من الطبقة الأولى، بينما قناع ويفر… كان ذاكرة سامية من الطبقة السابعة. وكان له أكثر من سحر واحد أيضًا، منسوجين بيد ويفر نفسه.
شعر صني فجأة بالامتنان لأنه كان يخشى قناعه قليلاً، بعد أن أُصيب بصدمة من سحره القديم [أين عيني؟] منذ زمن طويل. فقد استخدمه في عدة مناسبات — آخرها كان بالفعل كقديس، ليتأكد من أنه فعلاً تحرر من خيوط القدر ومنفصل عن نسيجه. وتذكره لتلك الأوقات كان يجعل جسده يقشعر دائمًا.
بالطبع، سيكون الاندماج مع قناع ويفر أكثر رحمة من مشاهدة القدر بدون امتياز النظر بعيدًا. لن يذوب عقله أو يتحطم أو ينهار تحت الضغط… ولكنه كان فقط أن يصبح واحدًا مع شيء أعظم منه بكثير يشكل خطرًا كبيرًا بأن يتم استبدال إحساسه بذاته تمامًا بذلك الشيء.
لم يكن لدى صني أي خطط لقضاء بقية حياته مقتنعًا حقًا بأنه ليس شخصًا، بل مجرد قناع خشبي.
اقترب فعلاً من أن يقتنع بشكل لا رجعة فيه بأنه فانوس حجري معقد.
هز رأسه وأغمض عينيه للحظة، ثم ألقى نظرة قاتمة نحو فانوس الظل.
‘كان ذلك قريبًا.’
كانت تجربة الاندماج مع الذاكرة سامية محفوفة بالمخاطر حقًا… ولكنها لم تكن عديمة الفائدة بالكامل.
ببطء، تغيرت ملامح وجه صني.
وبالرغم من ذلك، لم تكن عديمة الفائدة.
بالتفكير في تلك اللحظة القصيرة التي كان فيها واحدًا مع فانوس الظل، تفحص صني مشاعره بدقة.
لم يتمكن حقًا من استيعاب الفروق الدقيقة لنسيج سحر الذاكرة السامية، ولكنه أدرك لفترة وجيزة جوهرها الحقيقي. هذا الانطباع، على الرغم من كونه عابرًا، منحه فهمًا أعمق بكثير لفانوس الظل.
ولسحره الوحيد.
فجأة، اتسعت عينا صني، وحدق في بوابة المورين اللامعة للفانوس الحجري بذهول تام.
‘لا… هذا غير ممكن.’
ومع ذلك، قد يكون.
كان مشلولًا من الصدمة.
‘بوابات الظل؟’
منذ زمن بعيد، بعد فترة قصيرة من حصوله على فانوس الظل، تساءل صني عن كيفية قدرته على احتواء كميات لا نهائية من الظلال حرفيًا. وأين تذهب الظلال التي يرسلها إلى الفانوس حقًا؟، حتى أنه أرسل أحد ظلاله الخاصة داخله، ولم يعرف الكثير من ذلك.
حاول أيضًا تخزين شظية عالم الظل داخل الفانوس الحجري الصغير، في محاولة لاختبار ما إذا كانت سعته حقًا بلا حدود. تمكن من إرسال الشظية إلى فانوس الظل بالفعل، ولكن، للأسف، مهما حاول صني بجد، لم يستطع استرجاعها.
لم يكن هناك سبب معروف لدى صني لعدم عودة شظية عالم الظل من داخل الفانوس، كما تفعل كل الظلال الأخرى، ولكن ذلك ما اكتشفه على جزيرة أليثيا. هذا الاكتشاف دمر آماله في القدرة على نقل قطعة من نطاق سامي أينما أراد.
ولكن الآن… الآن، كان لدى صني اشتباه قوي حول السبب.
كان السبب أن اسم السحر الوحيد في فانوس الظل كان حرفيًا أكثر مما كان يعتقد.
بوابات الظل… ليست بوابات الظلال، بل بوابات الظل.
“أصبح الظل ضعيفًا وشاحبًا تحت إشراق النهار. ضحك ونهض من الأرض.”
هذا ما أطلقته تعويذة الكابوس على سَّامِيّ الظل في وصف الفانوس.
إذًا، بوابات الظل هي في الواقع بوابات سَّامِيّ الظل.
إلى أين ستقود بوابات سَّامِيّ الظل؟.
حدق صني في الفانوس الحجري الصغير وبوابة المورين الخاصة به بتعبير من الرعب.
كان هناك إجابة منطقية واحدة فقط.
ستقود إلى عالم سَّامِيّ الظل.
ترجمة أمون