عبد الظل - الفصل 1950
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1950 : الساحر الأعلى
بعد وقت قصير، زفر صني نفسًا مرتعشًا واستلقى على الأرض. شعر وكأن عقله مشتعل، ودارت في رأسه أفكار لا حصر لها.
لقد كان على حق!.
استخدام التجسيد لتعزيز الذكرى كان بالفعل بمثابة نقطة تحول كبيرة. جعلته عملية الاندماج مع الذكرى يكتسب فهمًا جديدًا كليًا لكيفية عمل أسحارها وكيفية تكوين نسيج التعويذة الخاص بها.
كان من السهل رؤية نسيج الأوتار الأثيرية، ولكن تجربته كجزء من نفسه كان مختلفًا تمامًا.
في السابق، كان بإمكان صني دراسة النسيج واستنتاج كيفية عمل عناصره وأدوار كل وتر في تلك اللوحة المعقدة، وبفضل ملاحظته للهياكل والمبادئ الموجهة للعديد من الأنسجة، وقيامه بمقارنتها، كان بإمكانه استنتاج الغرض من بعض الأنماط ونسج الذكريات عبر إعادة إنشائها. وهكذا بدأت حياته المهنية كساحر… وقد حقق تقدمًا كبيرًا منذ ذلك الحين.
زاد صني من ترسانة الأنماط التي يمكنه نسجها بمرور الوقت. ومع الوقت، تمكن من فهم المبادئ الأساسية التي تُكوّن هذه الأنماط، مما منحه القدرة على تغييرها وتعديلها. وفي النهاية، وصل إلى نقطة حيث أصبح بإمكانه نسج أنماط جديدة، وبالتالي ابتكار أسحار أصلية بشكل جزئي، بمفرده.
ومع ذلك، بقي صني دائمًا يفتقر إلى الفهم الحقيقي لجوهر النسيج. كان يفهم كيف تعمل العديد من الأنسجة، ولكنه لم يكن يفهم ‘لماذا’. بعبارة أخرى، كان قد رأى المبادئ التوجيهية للنسج دون أن يعرف الأسباب الكامنة وراء وجودها بهذا الشكل.
كانت تجربته كساحر تعتمد كليًا على التجربة، وتفتقر إلى الفهم النظري لأعماق السحر وأسبابه. كان أقرب إلى ساحر كيميائي أكثر منه إلى عالم كيمياء.
والآن… يمكن أن يتغير كل ذلك.
صحيح أن صني لم يفهم بعد القوانين الأساسية المعقدة التي تكمن خلف فن النسيج، ولكنه حصل على أداة تمكنه من ملاحظتها — وتجسيدها الآن — مما يعني أنه مع مرور الوقت، سيكون قادرًا على فهمها وتعلمها.
وعندما يفعل ذلك…
ضحك صني بخفة.
إذا استطاع فهم ‘لماذا’ في عملية النسج، بدلاً من مجرد ‘كيف’، فلن يحتاج إلى الاعتماد على التقليد لابتكار أسحار. ولن يحتاج إلى ترسانة من الأنسجة والأنماط بعد الآن — لأنه سيكون قادرًا على حل أي مشكلة من خلال معرفة قواعد حلها.
بالطبع، هذا لن يجعله ساحرًا قادرًا على كل شيء في الحال. فبعد كل شيء، امتلاك الأدوات اللازمة لحل مشكلة ليس نفس الشيء كإتقانها. وإلا، لكان بإمكان الناس حل… حسنًا… شيء معقد للغاية في الرياضيات فور وضع قواعد الحساب.
ويا للعار، لم يكن صني يعرف ما يكفي عن الرياضيات ليأتي بمثال.
‘لماذا أفكر بهذا؟’
صحيح… قرر أن يستريح قليلاً بعد أن كاد عقله يذوب نتيجة تجربته للاندماج مع الجرس الفضي.
ومع ذلك.
استراح بما فيه الكفاية بالفعل، أليس كذلك؟.
جلس صني وهز رأسه بقوة… واستدعى الصخرة الاستثنائية.
‘لنرى ما الأسرار التي تخبئها!’
لم يقل صني ذلك. بل قالته الصخرة الاستثنائية.
ولكن في اللحظة التالية، أصبح صني هو الصخرة الاستثنائية.
وعلى الفور، ارتجف.
في مكان بعيد، اصطدم لورد الظلال بعمود أثناء خروجه من المعبد عديم الاسم، وفي مكان آخر، أطلق ظل خفي تنهيدة محبطة، ما جعل رَين تتحرك قليلاً في نومها.
‘لنواصل!’
***
بعد فترة، عادت آيكو إلى الطابق السفلي وهي تحمل صينية طعام. كان رئيسها ملقى على الأرض في حالة من الفوضى، يحدق في السقف بعينين زجاجيتين.
بكل حذر، دفعته بقدمها.
“مرحبًا، يا رئيس. أ… أنت على قيد الحياة؟”
أدار صني رأسه ونظر إليها بعبوس.
“أي نسخة مني تسألين؟، أيضًا، عرفي معنى ‘الحياة’. أيضًا… وعرفي معنى ‘أنتِ’.”
رمش عدة مرات، ثم هز رأسه.
“لا يهم. نعم، أنا على قيد الحياة. لكن لماذا أنتِ هنا؟”
تنهدت آيكو ووضعت الصينية على الأرض بجانبه.
“قد أتيت ببعض الطعام. ظننت أنك ستكون جائعًا.”
أمال صني رأسه قليلاً.
“ماذا؟، لماذا سأكون جائعًا؟”
هزت الشابة الصغيرة كتفها.
“أعني… لقد كنت محبوسًا في الطابق السفلي لثلاثة أيام دون أن تخرج أبدًا…”
حدق فيها صني لبضعة لحظات، ثم نظر إلى الطعام.
كانت رائحته شهية…
“لقد مضت ثلاثة أيام بالفعل؟، واو. هذا جنون.”
جذب صني الصينية نحوه وأخذ أول طبق وبدأ بتناول ملعقة من الحساء العطري.
“هل عادت نيفيس إلى المعسكر، بالمناسبة؟”
راقبته آيكو وهو يأكل بنظرة متشككة، ثم هزت رأسها.
“ليس بعد. لا تزال في طريقها… تتفقد مواقع الإبادة أو شيء من هذا القبيل، حسب ما سمعت. من المحتمل أن تصل هنا بعد يومين أخرين.”
أومأ صني.
“حسنًا. أخبريني عندما يحدث ذلك… سأبقى هنا في الطابق السفلي حتى ذلك الحين.”
ثم، فكر قليلًا، ونظر إليها بنظرة حادة.
“انتظري. كيف تسير أعمالنا في استغلال الحرب؟”
ارتعشت الفتاة الصغيرة.
“ماذا؟!، أي استغلال حرب؟، لا يوجد استغلال حرب على الإطلاق يحدث هنا!، إنه مجرد… برنامج توزيع الذكريات غير ضار تمامًا، معتمد رسميًا، من أجل مجد وفائدة جيش السيف العظيم…”
لوح صني بيده.
“نعم، نعم. أيًا يكن. يجب أن تكون لديكِ بالفعل كمية صغيرة على الأقل من الذكريات في المخزون، صحيح؟، بانتظار أن يتم… إعادة توزيعها. أعيريني إياها لبضعة أيام. أوه، وأخبري حرّاس النار أنني طالما لدي وقت فراغ، يمكنني تعديل بعض الذكريات لهم، مجانًا. لا بد أن يكون هناك بعض منهم لا يزالون في المعسكر، أليس كذلك؟”
رمشت آيكو بدهشة.
“أرفض.”
تجمد صني للحظة.
“ماذا؟، لماذا؟”
عقدت ذراعيها وعبست بصرامة.
“مجانًا؟، ما هذا؟، خدماتنا حصرية ورفيعة المستوى، فلماذا نقدمها بالمجان؟، أنت تحلم!”
حدق صني بالفتاة الصغيرة لبضعة لحظات، ثم لوح بيده.
“حسنًا، لا بأس. فقط احضري لي بعض الذكريات — كلما زاد عددها، كان أفضل!”
ابتسمت آيكو بشعور من الرضا، وأخبرت صني بأن يستمتع بوجبته قبل أن تطير مغادرةً الطابق السفلي… حرفيًا، طارت خارجة.
ابتسم صني.
“جيد…”
بعد نفيه من التعويذة، لم يكن بإمكانه نقل أو استلام الذكريات مباشرة. كان عليه تعديلها قليلاً قبل أن يتمكن من منحها أو المطالبة بها — بالطبع إذا كان الطرف الآخر موافقًا.
لذا، سيحتاج صني في الواقع لبذل بعض الجهد للحصول على الذكريات من آيكو.
ولكن الأمر يستحق ذلك، لأن في حال فعل ذلك…
سيكون قادرًا على تعزيز ودراسة الذكريات بحرية، ما يمنحه وقودًا إضافيًا لأبحاثه الحالية. بغض النظر عن جشع آيكو الذي لا هوادة فيه، كان من المفترض أن يدفع لحرّاس النار مقابل الوصول الحر إلى ترساناتهم الروحية…
ولكن، لا يهم.
هاجم صني صينية الطعام بشراهة، مبتسمًا من الأذن إلى الأذن.
‘لقد أحرزت تقدمًا جيدًا بالفعل.’
في يوم أو يومين آخرين، ربما سيكون جاهزًا لوضع معرفته الجديدة قيد التنفيذ واختبار النتائج الأولية لاختراقه الأخير.
لذلك، سيكون الوقت قد حان لنسج بعض الذكريات…
ترجمة أمون