عبد الظل - الفصل 1948
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1948 : حاجز مألوف
كان الثعبان ذا قيمة لا تُقاس بالنسبة لصني في سعيه لإتقان الخطوة التالية من رقصة الظل. نظرًا لقدرة الثعبان على اتخاذ شكل أي ظل يقيم في روح صني — شرط أن يكون الظل مساوياً أو أدنى من الثعبان في الفئة والرتبة — فقد أمكن لصني استخدام الظل الإرث للوصول إلى مجموعة ضخمة من الأشكال لدراستها بعمق.
وطالما أن صني كان يستخدم تجسدًا لتعزيز الثعبان، فقد استطاع اختبار اتحاد كامل مع مخلوقات لا حصر لها، من الوحوش الخاملة إلى الرعب الفاسد.
في الواقع… حينما تأمل صني في الأمر، ألم تكن قدرة الثعبان [عديم الشكل] مشابهة تمامًا لما يسعى لتحقيقه؟، فقد كان هدفه تعلم تقليد ليس فقط الشكل الخارجي للمخلوق، بل أيضًا سماته وقدراته الغامضة. وكان هذا تمامًا ما استطاع الثعبان القيام به طوال هذا الوقت.
كان الهدف النهائي أمام صني طوال هذه الفترة.
أما المشكلة، فكانت أن العائق الذي منعه من تعلم جوهر أشكال الثعبان تدريجيًا بمساعدة رقصة الظل في الماضي، كان يمنعه الآن من الولوج الحقيقي في حالة الوحدة مع هذه المخلوقات — حيث كان هناك خطر أن يفقد نفسه في الحالة عديمة الشكل، وينسى من هو وما يميزه عن المخلوقات التي يظللها.
بل إن الخطر كان أشد خطورة الآن، لأنه لم يكن يتأمل فقط في جوهر المخلوقات الغريبة، بل كان يندمج معها تمامًا ويصبح واحدًا مع أشكالها الوحشية.
تمكن صني من الحفاظ على تماسك قوي مع ذاته أثناء تجربة حالة الاتحاد مع القديسة والشرير — ربما لأنهما وُلدا من جزءٍ من جانبه ويقيمان في روحه. لم تكن هناك مشكلة في تعزيز الثعبان أيضًا — إلا عندما استخدم الثعبان [عديم الشكل]، حيث كان يشعر فجأة بإحساس طاغٍ بالغربة.
واصل صني المحاولة لفترة، ثم تلفظ ببعض الشتائم واستدعى تجسده. حدق في الثعبان بتعبير صارم لبعض الوقت، ثم نقر بلسانه ونظر بعيدًا.
‘ما زلت مشلولًا…’
كان نفيه من تعويذة الكابوس وفقدانه لاسمه الحقيقي لا يزال يجعل حياته صعبة حتى بعد كل هذه السنوات. أعتقد صني أنه تكيف أخيرًا مع وجوده بلا قدر بشكل جيد بما فيه الكفاية، ولكن الآن وبعد أن كانت فرصة مغرية أمامه، عادت نواقصه لتظهر مجددًا.
بقي صامتًا لفترة، ثم أطلق تنهيدة استياء أخرى.
‘مهما يكن. سأجد طريقة لاختراق هذا الحاجز في النهاية… هناك الكثير من الأمور الأخرى لاستكشافها في الوقت الحالي، على أية حال.’
في الواقع، مع كل ما لديه من مهام، فإن الغوص في البئر اللامتناهي من المعرفة التي تحتويها قدرة [عديم الشكل] لظلّه الثعباني قد يكون أكثر مما يمكنه تحمله في الوقت الراهن، حتى مع سبعة أجساد. لم يكن صني في وضع يسمح له باستكشافها بعمق حتى الآن.
واصل تجربة بناء قشرة القديسة الحجرية وقشرة الزبال لفترة، حتى فقد الإحساس بالوقت. حتى أنه اختار تعزيز المُقلد الرائع، ليصبح منزلًا متعدد الأبعاد لفترة وجيزة… وكانت تلك تجربة غريبة للغاية، على أقل تقدير.
ولو لم يكن الكابوس مشغولاً بإغراق أحد الملعونين في النوم، لكان قد استدعاه إلى هنا أيضًا.
…وفي النهاية، حدث صوت مدوٍ في الطابق السفلي، واهتز المتجر المبهر قليلاً.
ارتعشت آيكو، التي كانت نائمة على كرسي خشبي فاخر، وطفت في الهواء. مسحت اللعاب عن وجهها ونظرت حولها في حالة من الذهول.
“ماذا؟، مستحيل!، لم أكن أجلس على كرسيك الثمين!”
عندما لاحظت أنه لا يوجد أحد حولها، هدأت قليلاً… ولكنها رأت أن باب الطابق السفلي كان مفتوحًا، كاشفًا عن مدخل مظلم.
ثم سمعت صوتًا خبيثًا ينبعث من الظلام، مما جعل بشرتها تقشعر.
“مرحبًا، آيكو… هل يمكنكِ النزول للحظة؟”
ترددت المرأة الصغيرة قليلاً، فجأة شعرت بعدم الارتياح.
“آه، يا رئيس… في الحقيقة، يجب أن أغادر… على وجه السرعة. كلبي العزيز مريض جدًا وعمتي دهستها مركبة… لحظة، لا، عكس ذلك…”
تحدث الصوت من الظلام مرة أخرى:
“لن يستغرق الأمر طويلاً. انزلي…”
أطلقت آيكو تنهيدة ثقيلة وتوجهت إلى الطابق السفلي بتعبير مستسلم.
كان رئيسها جالسًا على الأرض بنظرة جنونية وبريق مخيف في عينيه.
هبطت بلطف على الأرض وحكت رأسها من الخلف.
“مرحبًا، يا الرئيس. يجب أن أحذرك — إذا فقدت عقلك أخيرًا وقررت أنك تريد أكلي أو شيء من هذا القبيل… سأتوقع علاوة كبيرة عند يوم الدفع!”
حدق صني في آيكو بتعبير مذهول.
“…من يريد أكلكِ؟، تبا، لا تتملقي نفسكِ!”
هز رأسه.
“بصراحة، أحيانًا لا أدري ما الذي يدور في رأسكِ… أنتِ غريبة الأطوار حقًا. على أية حال، لا تتحركي. سأكون سريعًا.”
نظرت إليه آيكو بعدم تصديق، وكأنها لم تتوقع أبدًا أن تسمع اتهامًا كهذا منه.
في هذه الأثناء، سمح صني لتجسده بالانفصال عن الشرير. ثم سيطر عليه ليزحف عبر الأرض… ويلتف حول آيكو.
صرخت الفتاة الصغيرة.
“آه!، ماذا بحق؟!”
طارت عفويًا في الهواء، هذه المرة وصلت تقريبًا إلى السقف.
أطلق صني صفيرًا.
“إذًا… هذا يعمل أيضًا.”
استعادت آيكو رباطة جأشها، هبطت ونظرت إلى يديها الصغيرتين.
بعد أن قبضت يديها في قبضة صغيرة عدة مرات، رمشت بعينيها.
“ماذا بحق، لماذا أصبحت فجاةً قوية فجأة؟”
أخذ صني نفسًا عميقًا.
كان بإمكانه استخدام جانبه لتعزيز نفسه، ذكرياته، أصداءه، وظلاله. وكان يستطيع أيضًا تعزيز الأشياء غير الحية، إلى حد ما. ولكنه لم يستطع أبدًا تعزيز مخلوقات حية أخرى — باستثناء نيفيس، التي كان مرتبطًا بها برابطة الظل سابقًا.
لم تعد رابطة الظل موجودة، وعلى الرغم من أن صني ليس لديه سيد الآن، إلا أن لديه رابطًا مع شخصين آخرين. هما رَين وآيكو، وكلاهما يحمل علامة الظلال.
لذلك، قرر صني أن يرى إن كان بإمكانه تعزيز أتباعه أيضًا. والمذهل، أن ذلك نجح.
وهذا أمر رائع، لأن الحفاظ على حياة رَين في وسط قبر السَّامِيّ كان يزداد صعوبةً، وسيصبح أكثر صعوبة حينما يتواجه الجيشان بقوة. لم تكن رَين تمتلك حتى جانبًا خاصًا بها، لذا كان صني سعيدًا للغاية لأنه وجد طريقة لتعزيز قوتها.
نظر إلى آيكو — ونظر إلى نفسه من خلال عينيها — وابتسم صني.
“لا تقلقي. إنها مجرد فائدة بسيطة لكونكِ عضوًا في عشيرة الظل. في الأساس، استخدمت أحد تجسداتي للاندماج معكِ، مما ضاعف من قوتكِ. لا حاجة لأن تحدقي بي بإعجاب…”
كانت الفتاة الصغيرة تحدق به حقًا. ولكن، كانت العاطفة في عينيها بعيدة كل البعد عن الإعجاب.
“ا-الاندماج معي؟، من… أيها الوغد، لديك بعض الشجاعة، تتجول وتندمج مع نساء غير مدركات دون إذن!، شكرًا، ولكن لا شكرًا، لم أوافق على أي نوع من الاندماج!، فكّني في الحال!”
رمش صني بضعة مرات، ثم استدعى تجسده وسعل بإحراج.
‘صحيح…’
عند التفكير مليًا، كان بإمكانه إرسال ظله لتعزيز آيكو دون التحكم به مباشرة. لكنه نسي ذلك من شدة الحماس.
‘حسنًا. هذا محرج.’
تنحنح صني.
“لا يهم. على أي حال، يمكنكِ الذهاب الآن… سأفكر في منحكِ علاوة. علاوة صغيرة، للعلم!”
فتحت آيكو فمها وكأنها ترغب في الرد، ولكنه أضاف بصرامة:
“وبالمناسبة… هل كنت تجلسين على كرسيي؟”
استدارت الفتاة الصغيرة وأسرعت في الصعود إلى الطابق العلوي.
“سأذهب الآن، يا رئيس!، عمي الأكبر وقطتي… أقصد عمتي وكلبي… على أي حال، أراك لاحقًا!”
سخر صني ونظر إلى ظلاله.
وبعد لحظات، قام بتسريحهم، وقرر أنه حان الوقت لتغيير وجهته.
‘التالي، الذكريات.’
كان الوقت قد حان للغوص في المسار الثاني الذي أراد استكشافه.
الأول كان متعلقًا بتعزيز الظلال لتعميق إتقانه لرقصة الظل، أما الثاني… فقد استلهمه من تجربة الاندماج مع الثعبان في شكل سلاح الروح، وكان له علاقة بالذكريات.
أمل صني أن يعزز إتقانه لنسج الذكريات من خلال تعزيزها.
ترجمة أمون