عبد الظل - الفصل 1947
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1947 : عديم الشكل
نظرية صني بأن إتقان الخطوات المتبقية من رقصة الظل ستمكنه من تقليد سمات وجوانب الأشخاص الآخرين، بالإضافة إلى القوى المدنسة لمخلوقات الكابوس، لم تكن مبنية بالكامل على افتراضات بحتة.
بالتأكيد، كان حدسه يخبره بأنه على حق، ولكن للأسف، لم يكن حدسه كما كان بعد أن قُطع عنه القدر. ومع ذلك، كان هناك أيضًا شيء ما يثبت نظريته، معلومة كان صني قد لاحظها منذ زمن طويل، ولكنه لم يتمكن من تفسيرها حتى الآن.
كانت هذه المعلومة تتعلق بنطاق القوى التي بدا أن الأمير المجنون يمتلكها.
الأمير المجنون، ذاته في حياة سابقة، كان ‘عملاقًا’ فاسدًا. فقد بلغ مرحلة التسامي – أو بالأحرى انحدر إلى هاوية الفساد – بنفسه. كما أنه قام بتشكيل نواة ‘العملاق’ في أعماق مقبرة آرييل بطريقة ما، ورغم العدد الهائل من شظايا الظل التي كان سيحتاجها لذلك.
كان صني نفسه يواجه حاليًا مشكلة في مدى بطء عملية بناء نواة الظل الجديدة، ولذلك كان يعرف جيدًا ما هي أسهل طريقة لامتصاص كمية ضخمة من شظايا الظل.
كانت الطريقة هي القضاء على مخلوقات الظل الأخرى.
لذا، كانت لديه شكوك قوية بأن الأمير المجنون قد قتل ظلاله الخاصة ليصبح ‘عملاقًا’. بالنظر إلى أن أحدًا لم يسمع عن هذه الظلال من قبل سكان النهر العظيم، كان ذلك الشك يكاد يكون مؤكدًا.
إذًا، كيف استطاع الأمير المجنون زيارة أنانكي في أحلامها وإرشادها إلى حيث ستلتقي بصني ونيفيس؟، لو كان الكابوس قد قُتل، لما تمكن من استخدام سمة [سائر الأحلام] لحصانه الأسود. إلا إذا كان الأمير المجنون قد تعلم كيف يقلد تلك السمة.
كان ذلك منطقيًا، عند النظر إلى الخلف. فقد أمضى ذلك المجنون المقيت مئات السنين في مقبرة آرييل، وبينما كانت الكثير من المسارات لتعزيز قوته مغلقة هناك، كان مسار واحد لا يزال مفتوحًا على مصراعيه – لأنه لا يعتمد على شيء ولا أحد سوى صني نفسه.
كان ذلك المسار هو تعميق إتقانه لقواه الخاصة.
لم يكن صني يعلم عدد السنين تحديدًا التي قضاها الأمير المجنون – النسخة الأخيرة من الأمير المجنون بالتحديد – في النهر العظيم. ولكن إذا كان إتقانه للنسيج قد بلغ درجة تكفي لإنشاء مفتاح المصب المذهل، فلا بد أنها كانت فترة طويلة، طويلة جدًا.
لذا، قد يكون قد أتقن خطوات إضافية من رقصة الظل كذلك.
لابد أن أنانكي قد أطلقت عليه لقب قديس السيف لسبب ما.
‘ذلك الوغد المجنون.’
بينما لم يكن صني يرغب حقًا في اتباع خطى ذاته السابقة المجنونة، كان الأمير المجنون إثباتًا لما قد يحمله المستقبل.
جعل التفكير فيه صني يشعر بالأمل حول إمكانيات رقصة الظل، ولكنه أيضًا ذكّره بضرورة الحذر.
‘ببطء وثبات’.
وبعد أخذ نفسًا عميقًا، بقي ساكنًا لبضعة لحظات، ثم استدعى القديسة، الشرير، والثعبان.
خلال الساعات التالية، أجرى صني العديد من التجارب المختلفة. حاول ألا يستعجل، ولكن كانا حماسه واندفاعه قويين للغاية. وفي النهاية، أنفق من جوهره أكثر مما كان مخططًا له، وجلب لنفسه إجهادًا عقليًا أكثر مما هو حكيم.
ورغم ذلك، كانت عيناه لا تزالان مليئتين بالإثارة، على الرغم من أن النتائج الأولية كانت بسيطة على أفضل تقدير.
أول شيء أكده صني هو أن تعزيز ظلاله كان بالفعل طريقة ممتازة لتحسين تعقيد قدرة مظهر الظل الخاصة به. كان اللحم الحجري للقديسة، والجسد الفولاذي للشرير، والأشكال العديدة التي يستطيع الثعبان اتخاذها بمثابة دليل عملي لجعل الظلال التي يستحضرها أكثر تعقيدًا.
بالطبع، لم يكن هذا نجاحًا فوريًا، بل كان تقدمًا تدريجيًا. كان على صني أن يتدرب أكثر بكثير لرفع مظهر الظل إلى مستوى جديد تمامًا – في الواقع، كمية التدريب التي كان عليه القيام بها كانت مرعبة إلى حد ما. ولكن ذلك لم يكن مهمًا. العامل الأهم الوحيد هو أنه قد اكتشف طريقة موثوقة وفعالة للتحسين. وبذلك، قد تجاوز أصعب مرحلة… على الأقل أصعب جزء من هذا التحدي الصغير نسبيًا.
ما أتى بعد ذلك كان تطبيق هذه المهارة الجديدة فعليًا لإنشاء نسخ أكثر دقة من قشور الظل. في الوقت الحالي، ركز صني على نموذجين جديدين – قشرة تحاكي القديسة العقيقة وآخرى تحاكي الشرير. ولم يكن الهدف مجرد نسخ المظهر الخارجي وهيكل الجسد، بل جعل كل شيء يتعلق بهذه القشور أقرب ما يمكن إلى الأصل.
ولذلك، بالنسبة لقشرة القديسة الحجرية، حاول صني محاكاة الخواص الحجرية لجسد القديسة. أما بالنسبة لقشرة الزبال، فحاول صني جعل الظلال المتجسدة التي تشكله أقرب ما يمكن إلى الفولاذ المبارك.
وكانت تلك تجربة جديدة تمامًا بالنسبة له. فقد سبق له أن تحكم بحرية في خصائص الظلال المتجسدة، مما يجعلها صلبة كالفولاذ المقسى أو ناعمة كريش الطيور، ولكنه لم يحاول أبدًا محاكاة مادة بإتقان تام.
كان تعزيز الظلال بتجسد يتحكم فيه بنشاط مفيدًا للغاية، ولكن مع ذلك، كانت العملية شديدة الصعوبة والغموض. ولكن كان صني يحرز تقدمًا جيدًا. فقد كان متآلفًا بشكل خاص مع سمات جسد القديسة الحجري – على الأرجح لأنه كان على دراية بها إلى حد ما بفضل قشرة العقيق خاصته. بعد فترة، تمكن صني من صنع شيء ربما لم يكن بالضبط ما يريد تحقيقه، ولكنه على الأقل يشبهه بشكل قريب.
كانت نتيجة جيدة لليوم الأول من التجارب.
كانت محاولة تكرار درع الشرير الفولاذي أصعب بعض الشيء، ولكن كان صني لديه الكثير من الخبرة في محاكاة المعادن أيضًا. فبعد كل شيء، كانت أحد أكثر استخدامات مظهر الظل ثباتًا في ترسانته هي إنشاء أسلحة ليستخدمها – لذا، كان يمتلك خبرة ذات صلة في هذا المجال، وإن كانت بمستوى أقل عمقًا.
نظرًا لأن الشرير قد ورث بعضًا من سماته الأساسية عبر تناوله لحم صني ذاته أثناء وجودهم في القارة القطبية الجنوبية، كانت هناك بعض أوجه التشابه بين جسده الضخم ذي الأذرع الأربع وقشرة وليد الظلال. لذا، جرب صني كلاً من تكرار شكل الظل الشره وتعديل قشرته الأولى لتشبهه في بعض الجوانب..
خلال العملية، قضى أيضًا عدة دقائق واقفًا دون حركة، متلذذًا بالشعور بمشاركة قوة المخلوق الفائق الشرسة. كان صني يأمل قليلاً أن تعزيز مخلوق فائق مثل الطاغوت، سيكشف له أسرار التفوق على الفور، ولكن للأسف، لم يكن هذا هو الحال. على الرغم من أن الأمر كان بالفعل تجربة جديدة ومفاجئة، إلا أن الشرير لم يكن سياديًا.
تختلف المخلوقات مثل الشرير عن البشر، وتتبع مسارًا مختلفًا… وعلى الرغم من أن الشرير يمتلك إرادة ناشئة قادرة على التأثير في العالم، إلا أنه كان صغيرًا جدًا ويفتقر إلى الخبرة ليكون بالفعل في موقع للسيطرة عليها. في الواقع، شعر صني أن إرادته الخاصة كانت أكثر قوة وسيطرة بلا حدود مقارنة بإرادة ظله، حتى وإن كانت أقل قوة في التأثير.
كان هناك أيضًا شيء ما في حقيقة كونه ظلًا يجعل الشرير مختلفًا عن مخلوقات الكابوس العظيمة التي واجهها صني من قبل – شيء لم يستطع تفسيره تمامًا، ولكنه كان يشعر به كـقيدٍ ما.
لم يستغرق صني وقتًا طويلاً في التفكير في هذا الشعور الغامض، بل أضافه إلى كومة من الأسئلة غير المجابة والتي بالكاد تتشكل، آملًا أن يتمكن من استكشافها لاحقًا. وبدلاً من ذلك، عاد إلى تجاربه الحالية.
كان التالي في الطابور… هو الثعبان.
التفت صني إلى الظل الثعباني وابتسم ابتسامة عريضة، ذُعر الثعبان وكانت عيناه تلمعان بشكل خطير لدرجة أنه أطلق هسهسة من الذعر.
ومع ذلك، بعد بضع ساعات، قام صني بفرك صدغيه بغضب وأطلق تنهيدة محبطة.
“اللعنة. سحقا!”
ترجمة أمون