عبد الظل - الفصل 1929
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1929 : الجيل الأول
هزّت صدمة قتل مصاب أوروم. فقد قتل العديد من الوحوش في حلمه الغريب… ولكن تلك كانت وحوشًا في الحلم. أما المخلوق المشوه أمامه، فقد كان بشريًا في وقت ما، وهم الآن في العالم الحقيقي.
لم يكن للوحوش مكان في العالم الحقيقي.
…ولكن كان للقتلة مكان.
فالعالم الحقيقي لم يكن مختلفًا كثيرًا عن الكابوس، بعد كل شيء.
مسح عرقه، ثم استدار وسحب أخته بالقرب منه، محاولًا حمايتها من المشهد البشع.
‘لا يمكننا البقاء هنا. علينا الابتعاد عن هذه المنطقة قبل أن تنتشر النيران.’
“أوري…”
نظر إلى أخته وحاول أن يرسم ابتسامة على وجهه.
“أنا بخير. لم أُصب. كل شيء… سيكون على ما يرام.”
تذكر أنه سمع الصوت الشبحي يقول إنه تلقى شيئًا… نوعًا ما من الذكرى. لم تكن هذه المرة الأولى التي يسمع فيها هذه الكلمات، لكن معناها كان يفلت منه.
كان متأكدًا من أنه لن ينسى هذه الأيام المرعبة طالما بقي على قيد الحياة، ولكن أليس من الطبيعي الاحتفاظ بذكريات ما يحدث لك؟، لماذا شعر الصوت أنه بحاجة إلى إعلان مثل هذا الشيء الغريب؟.
صر على أسنانه، ووقف بصعوبة، ثم التقط أنفاسه من الألم الذي شعر به في ساقه المصابة، وحمل أخته وبدأ يعرج مبتعدًا. كانت قطعة القماش التي استخدمها لتضميد الجرح مشبعة بالدماء، التي تجمعت الآن في حذائه. تجاهل الإحساس المزعج، وبدأ يسرع في خطواته.
ثم، عندما سمع عواءً آخر، تجاهل الألم وبدأ في الركض.
ركض أوروم بأقصى سرعة استطاعها — وهي سرعة كبيرة مقارنة بما كان قادرًا عليه قبل بضعة أيام فقط. فقد أصبح جسده قويًا بشكل لا يُصدق بعد حلمه الغريب، ووصل إلى قمة ما يجب أن يكون البشري قادرًا عليه. كان كل هذا سحريًا.
ومع ذلك، لم يكن ذلك كافيًا.
سرعان ما توقف أوروم، ونظر حوله في يأس.
كانوا في تقاطع واسع، محاطين بدبابات محترقة. لا… لم يكن هناك مكان للهرب.
كان ذلك لأن عدة مصابين كانوا يلتهمون جثث الجنود التي تغطي الأرض هنا، وكانوا الآن ينظرون إليه بعيون وحشية. كانت مجموعة أخرى قادمة من الخلف، على بُعد ثوانٍ قليلة فقط من الإمساك بهم.
أحتضن أوروم أخته بإحكام، غير متأكد مما يجب فعله.
لا، كان يعرف ما يجب عليه فعله. كان عليه أن يقاتل. ولكن كانت المشكلة أن القتال ضد هذه الوحوش كان انتحارًا، حتى لو كان ما زال يمتلك المسدس.
أو… كان بإمكانه محاولة الهروب. بمفرده. إذا تخلص من حقيبة الإمدادات التي كانت تثقله… وكذلك من أخته…
ارتجف، مشمئزًا من نفسه ومحتقرًا تلك الفكرة العابرة.
لن يترك أخته خلفه أبدًا، وهذا يعني… أن كليهما سيموت هنا.
ببطء، أنزل أوروم الفتاة الصغيرة إلى الأرض، ثم التقط قطعة من الأنابيب الحديدية كانت ملقاة بالقرب منها، منحنية قليلاً وثقيلة في قبضته.
إذا كان سيموت، فسيكون ذلك وهو يقاتل. سيموت وهو يأخذ أكبر عدد ممكن من هذه الوحوش معه.
ومع ذلك…
لم يمت أوروم.
قبل أن تستعد المخلوقات للهجوم عليه، صفر شيء في الهواء، وانفجر رأس أحد المصابين.
بعد لحظة، سقط آخر على الأرض، ثم واحد آخر.
أصيب كل واحد منهم مباشرة في العين.
تخلص أوروم من صدمته ورفع الأرض أمامهم كجدار، مما أدى إلى تشقق الأسفلت واندفاعه في الهواء. اهتز الجدار عندما اصطدم به اثنان من المخلوقات، مما أنتج صوتًا مروعًا لكسر العظام. أسقط أوروم الجدار الترابي عليهما ورفع أنبوب الحديد، وضرب به على جمجمة المخلوق الأول الذي ظهر من تحت الحطام.
وهمس الصوت الشبحي في أذنه مجددًا:
[لقد قتلت…]
قتل المصاب الثاني أيضًا، على الرغم من أنه استغرق عدة ضربات.
بحلول ذلك الوقت، كان المطاردون بالفعل قد وصلوا — أو بالأحرى، كانوا ملقين على الأرض، والدماء تتدفق من ثقوب متعرجة في رؤوسهم.
أنزل أوروم الأنبوب بتعب، وأمسك بيد أخته، ونظر حوله في ارتباك.
وبعد لحظات قليلة، تجمد.
خرج شخص من وسط الدخان. كانت امرأة شابة جميلة ترتدي ملابس عسكرية داكنة، تبدو بوضوح أكبر من مقاسها بحجم أو اثنين. وكان لديها شعر أسود غراب وملامح واثقة، وكانت تستخدم بندقية مغناطيسية عالية القوة كعصا لمساعدتها على المشي.
وكانت تحتاج إلى المساعدة بالفعل، لأنها… بدت وكأنها في مراحل متقدمة من الحمل. كان بطنها بارزًا للأمام مثل ثمرة ناضجة، وكانت تستخدم يدها الأخرى لدعمها.
تعرف أوروم عليها باعتبارها منقذته، فانحنى بسرعة.
“ش— شكراً لكِ…”
نظرت إليه المرأة الشابة، ثم علقت البندقية على كتفها ومدت يدها. اتسعت عيناه عندما رأى سكين صيد مخيف يظهر في يدها، وكأنه خرج من العدم.
درسته للحظة، ثم ابتسمت بلطف.
“ما اسمك، أيها الفتى؟”
ابتلع أوروم لعابه بصعوبة.
“إنه… إنه أوري.”
أومأت برأسها، ثم ابتسمت على نحو أوسع وقدمت له السكين الغريب.
“حسنًا، ماذا تنتظر؟، علينا الحصول على الشظايا قبل أن يظهر المزيد منهم. ومن الصعب عليَّ الانحناء في الوقت الحالي… لذا…”
حدق فيها في حيرة.
“الشظايا؟ أية شظايا؟، انتظري، من أين أتيتِ بهذا السكين؟، كيف…”
رمشت المرأة الشابة عدة مرات.
“صحيح. يبدو أن ليس الجميع قد فهموا هذه الأمور داخل المحاكمة. حسنًا، لا تقلق، أوري… سأشرح لك ما هي شظايا الروح، وما هي الذاكرة، وكيف تنجو من نهاية العالم.”
توقفت للحظة، ثم أضافت بابتسامة:
“أوه، أنا جيون، بالمناسبة… سونغ جيون.”
ربتت على بطنها.
“وهذه الفاصولية الصغيرة هي ابنتي المستقبلية. ستكون أميرة حقيقية، بلا شك…”
ترجمة أمون