عبد الظل - الفصل 1920
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1920 : المسير عبر الجحيم
في النهاية، تحول الموقف المروع بالفعل إلى فوضى مطلقة.
لحقت أسراب مخلوقات الكابوس بالقوة الاستكشافية، وانغمست مؤخرة التشكيل في معركة متحركة. قاد عدة قديسين الجهود الدفاعية، يقتلون الرجسات المهددة بكل قوتهم.
وكان عدد القتلى بين مخلوقات الكابوس كبيرًا، ولكن كان الجنود يتكبدون خسائر فادحة أيضًا.
لحسن الحظ — أو ربما لسوء الحظ — تسببت الهستيريا المجنونة لمخلوقات الكابوس المطاردة في سلسلة تفاعلات مدمرة في التجاويف. تغلبت المفترسات المحلية على جوعها وعطشها للدماء عند رؤية القوات البشرية، ولكنها لم تكن سعيدة برؤية الرجسات العديدة من السطح وهي تغزو أراضيها.
بالنسبة للمخلوقات العظيمة الذين يسكنون الأدغال القديمة، لم يكن سكان السطح الضعفاء سوى فريسة، تمامًا مثل البشر.
ولهذا السبب، تعرضت الأسراب المطاردة لمجزرة مرعبة عندما اندفعت ظلال مخيفة من الأدغال نحوها. جنّت المفترسات القديمة برائحة الدم، فبدأت في قتل كل ما تراه بوحشية مروعة… حتى أن بعضها سقط، مدفونًا تحت انهيار من الوحوش البشعة.
ساهم هذا الصراع الداخلي بين الحكام الشرعيين للتجاويف والغزاة من السطح في تخفيف بعض الضغط عن الجيش، ولكنه لم يخفف الكثير. كانت القوة الاستكشافية لا تزال تنزف أرواحًا — ليس عددًا هائلًا، ولكن أكثر من أي وقت مضى.
وسرعان ما وجد الأشخاص المحاصرون في هذا الجحيم المروع أنفسهم يتمنون لو يعودون إلى توهج السماء المميتة غير المتوقع والذي لا مفر منه. من كان ليصدق؟.
أما رَين…
فقد كانت تفتقد غرائب معلمها وقصصه السخيفة.
على مدى السنوات الأربع الماضية، مرت بالكثير من المواقف المخيفة. لم تكن مطاردة مخلوقات الكابوس كفتاة عادية مهنة آمنة على الإطلاق… ولكنه كانت دائمًا هناك، معها، يتحدث إليها خلال الأوقات الصعبة ويعتني بها عندما تشعر بالضياع.
كان لا يزال معها، مختبئًا في ظلها، ولكن بسبب وجودهم وسط آلاف الجنود، لم يكن معلمها قادرًا على التحدث.
ورغم أن رَين لن تعترف بذلك أبدًا، إلا أنها كانت ستسعد بسماع قصته الغريبة والسخيفة وهو يرويها بوجه جاد الآن.
‘لنرى…’
بينما كانت تتنفس بصعوبة، ساعدت تمار في التعامل مع قرادة وحشية ضخمة اندفعت نحوهم من غصن، وبدأت في تقييم كمية الجوهر المتبقية لديها.
كانت أحد فوائد عدم امتلاكها لجانب هو أنها نادرًا ما تنفد منها، على عكس المستيقظين الآخرين. ولذا، كانت رَين في وضع جيد، في الوقت الحالي.
‘ماذا كان سيقول في مثل هذا الموقف؟’
ربما شيئًا مثل… ‘ماذا، هذا؟، هذا لا شيء!، هل أخبرتكِ عن تلك المرة التي تسلقت فيها إلى عش رعب ملعون وسرقت بيضته؟، في الحقيقة، كنت أبحث عن فاكهة لذيذة لأعالج شخصًا مميزًا، ولكن كان العش في طريقي…’ في الواقع، ربما قد أخبرها بتلك القصة من قبل.
أو…
“التجاويف؟، أوه، لقد كنت هناك. في موعد، نوعًا ما. مع السيدة نجمة التغيير. وهي حبيبتي…”
وعلى الرغم من الوضع المروع، ابتسمت رَين بشكل ملتوٍ.
‘نعم، بالطبع.’
كانت رَين قادرة على تصديق أن معلمها قد سرق من رعب ملعون في وقت ما — فقد كان يبدو مثل الشخص الذي يمكن أن يحاول مثل هذه الحماقات — ولكن كانت القصة الأخيرة سخيفة للغاية حتى بمعاييره.
أخرجت سهمًا آخر في جعبتها المسحورة، وثبته على وتر قوسها وأخذت نفسًا عميقًا.
‘دعنا فقط نبقى على قيد الحياة. ونؤمن بالسيدة سيشان… فهي لن تقود جيشها إلى هلاك محتوم.’
إن لم يكن لأنها قائدة فاضلة…
فعلى الأقل لأنها تحتاج إلى هذا الجيش لمحاربة قوات نطاق السيف في المستقبل.
‘لابد أن القلعة لم تعد بعيدة بحلول الآن.’
وفعلًا، لم تكن كذلك.
بعد فترة، تم إرسال الفيلق السابع إلى مؤخرة التشكيل. شددوا عزيمتهم وانغمسوا في حمام الدم، متراجعين ببطء بينما كانوا يصدون الهجوم المجنون لمخلوقات الكابوس. كان القديسون يقاتلون على مسافة بعيدًا، يكسرون المد، بينما كان الجنود بمثابة درع التشكيل.
في بعض النواحي، كان الوضع أكثر خطورة هنا في مؤخرة الجيش الهارب — وذلك لأن الرجسات كانت عديدة ومجنونة تمامًا بشهوة أرواح البشر ورعب المخلوقات العظيمة الذين يعيثون فسادًا في الأسراب بعيدًا خلفهم.
بين الحكام القدماء للتجاويف والجنود البشر، تم بالفعل قتل عدد لا يحصى من مخلوقات الكابوس، وكان المزيد يموتون كل دقيقة. ولكن من نواحٍ أخرى، كان القتال ضدهم أكثر أمانًا من التقدم نحو مقدمة تشكيل الجيش. وكان ذلك لأن معظم الأخطار الكامنة في الأدغال القديمة — مثل الأهوال الماصة للدماء، والأوراق المتساقطة الحادة كالشفرات، والطحالب الآكلة للبشر، وسحب حبوب اللقاح القرمزية — كان يتم التعامل معها أو اكتشافها على الأقل من قبل أولئك الذين يسيرون في المقدمة.
بعد الصمود أمام سيل الرجسات لفترة، تم تدوير الفيلق السابع إلى رأس العمود.
بحلول ذلك الوقت، كان الجيش قد اقترب تقريبًا من اللحاق ببنات كي سونغ.
سحبت رَين وبقية الجنود المتعبين أجسادهم إلى مقدمة التشكيل، حيث كان من المفترض أن يحصلوا على قليل من الراحة. بما أن السيدة سيشان ومغنية الموت كانتا قريبتين، كانت الأدغال أكثر أمانًا من ذي قبل — فقد تم قتل سكانها للتو على يد الأميرات المتساميات، وأولئك الآفات التي نجت كانت مختبئة، خائفة من جذب انتباههن.
وأخيرًا، رأوا جنرالاتهم.
كانت السيدة سيشان واقفة على جذع شجرة ساقطة، بفستانها القرمزي ممزقًا وغارقًا بالدماء. وكانت عيناها غائرتين، مع ابتسامة مظلمة تلوي شفتيها الحمراء الجذابة.
وكانت أختها تتكئ على الجذع، منكمشة وتغطي وجهها بغطاء عباءتها السوداء.
كانت رَين فضوليةً لمعرفة ما الذي كانوا ينظرون إليه.
أمامهم، خلف الشجرة الساقطة، تراجعت الأدغال، كاشفة عن ساحة شاسعة. وهناك، في الأفق…
أخيرًا، استطاعت رؤية القلعة..
ترجمة أمون