عبد الظل - الفصل 1889
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1889 : قلب من حجر
كان الظلام الحقيقي عدوًا طبيعيًا لصني.
ومع ذلك، بالنسبة للقديسة، كان سلاحًا.
لأنها وُلدت في العالم السفلي، حيث ساد الظلام.
[قلب الظلام] وصف السمة: “تسكن بقايا الظلام القديم في قلب هذا الظل، مما يمنحها قوى مظلمة.”
[عباءة الظلام] وصف القدرة: “يحتضن الظلام هذا الظل. وعندما يحيط بها الظلام، وخاصة الظلام الحقيقي، ستزداد سرعتها وقوتها. وستشفى جراحها، ويزداد قلبها امتلاءً.”
[نصل الظلام] وصف القدرة: “يمكن استدعاء الظلام الحقيقي الذي يسكن في قلب هذا الظل على شكل سلاح مرعب، وطالما أن الظل قد أتقن استخدام ذلك السلاح. فنصل الظلام قادر على قتل الجسد والروح؛ فهو لا يبهت، ولا يتراجع، ولا ينكسر أبدًا. كما يمكن استدعاء الظلام لتعزيز سلاحٍ عادي.”
…عندما استدعت ريفل مد الظلام العنصري، تم قمع قوى صني. كما ضعف الشرير والثعبان.
ولكن أصبحت القديسة أقوى فقط.
لم يكن هناك مصدر واحد، بل ثلاثة مصادر للظلام الحقيقي حول الفارسة الحجرية الرشيقة – قاتلة النور وانعكاسان عكسا جانبها. لذلك، كان قلب القديسة ممتلئًا بالقوة. تغذى جسدها بالظلام، ليصبح أقوى، أسرع، وأكثر تحملاً.
والأهم من ذلك كله، أنها لم تكن عمياء في الظلام — على العكس، كان إدراكها يزداد وضوحًا.
ولهذا السبب تخلى صني عن طرقه المعتادة. ففي معظم المعارك، كان هو من يقوم بدور النصل الرئيسي لفوج الظلال — وبينما تدعمه الظلال، كان عليه توجيه الضربة القاتلة.
ولكن في بحر الظلام العنصري، كانت القديسة الخيار الأفضل والوحيد. أما الباقون فلم يكونوا فقط خيارًا أقل كفاءة، بل عبئًا أيضًا… لذا، اختار صني أن ينسحب من المعركة، ويضع كل رهانه على القديسة.
كانت الفارسة الصامتة قد زادت قوتها بالفعل بسبب الظلام. والآن، منحتها ثلاث من ظلال صني نعمتها.
وأخيرًا، فعل صني شيئًا لم يفعله من قبل — تحوّل إلى ظل ولفّ نفسه حول جسدها الحجري، آملاً في إضافة النعمة الرابعة إلى الثلاث الأخرى.
بشكل مفاجئ، نجح ذلك.
شعر صني بنفسه… يندمج مع القديسة، كما فعلت ظلاله في الماضي. كان شعورًا غريبًا لا يوصف — لكنه لم يكن غير سار. بل على العكس، كان يبدو طبيعيًا وحتى محببًا، وكأنه يقوم بشيء قد كان دائمًا مقدرًا له.
لم يكن بوسعه القيام بذلك من قبل إلا بعد أن أصبح قديسًا. حتى الآن، لم يكن يعلم إذا كان بالإمكان فعل شيء كهذا لو حاول الاندماج مع جسده الأصلي بدلاً من تجسيد الظل.
فجأة، وجد نفسه منقسمًا بين حالتين من الوعي. إحداهما كانت هي نفسه — كان مدركًا لوجوده وهويته، وعلى الرغم من أنه لم يكن يستطيع أن يشعر بحدود شكله الغير مادي، إلا أنه كان يعلم أنه هناك. لو أراد، كان يمكنه الابتعاد عن القديسة، واستعادة استقلاله.
أما الحالة الأخرى…
لو كان لديه فم لكان قد شهق.
فقد أصبح واحدًا مع الفارسة الحجرية الرشيقة.
لم يكن يتحكم بجسدها، ولكنه شارك في إدراكها للعالم. كان يشعر ببرودة درعها العقيقي المعقد حيث يلامس جلدها الحجري، وعمق القوة الكامنة في جسدها المثالي، ودفء اللهيب السَّامِيّ الذي يحترق في صدرها وكأنه محرك أبدي، وتدفق غبار الياقوت في عروقها.
كما كان يسمع كل ما تسمعه القديسة، وهو أكثر مما يسمعه حتى البشر المتسامون، ويرى كل ما تراه. كان مجال رؤيته معوقًا بعض الشيء بسبب الفتحة الضيقة لخوذتها، ولكنه لا يزال واسعًا بشكل مدهش.
بدا كل شيء مختلفًا عما يتذكره صني، ليس فقط لأن عيون القديسة لم تكن مثل عيونه على الإطلاق، ولكن أيضًا لأنها كانت أطول بكثير من أي إنسان، وكان منظورها أعلى.
كما كان بإمكان صني أن يشعر بالأجزاء الأكثر غموضًا في إدراكها — كتلة الظلام التي تسكن قلبها، وتدفقها حوله، وأشياء أخرى لا توجد لها أسماء في اللغة البشرية.
ربما كان هذا هو ما تعيشه كاسي عندما تستخدم قدرتها الصاعدة وتشارك كل حواسها مع كائن آخر.
كانت القديسة أكثر تشابهًا مع البشر مما كان يتوقع صني. ومع ذلك، كانت بنية جسدها وحواسها غريبة تمامًا، وكان ذلك سيجعله يشعر بالدوار لو لم يكن قد اعتاد بالفعل على المنظورات الغير بشرية من خلال رقصة الظل واستخدامه المكثف لقشرة الظل.
لكن هذه المرة، كان منغمسًا في وجهة النظر الغريبة بشكل أعمق وأشمل من أي وقت مضى. كانت هذه تجربة مثيرة للدهشة. في كل الأحوال، كانت… مبهجة.
كان جسد صني أشبه بآلة مصقولة جيدًا، تم صقلها عبر معارك لا تعد ولا تحصى لتكون الوعاء المثالي له، قمة الإنجاز البدني — كان سريع الاستجابة، قويًا، رشيقًا، متحملاً، ومؤهلاً تمامًا، وقبل كل شيء متساميًا. ومع ذلك، كانت فيزيائية القديسة شيئًا مختلفًا.
فهي، بعد كل شيء، كانت تحفة فنية صنعها شيْطَان الاختيار.
كان كيانها أكثر صلابة وتجانسًا، وذو غاية محددة. كانت عملًا فنيًا بقدر ما كانت كائنًا حيًا، وكانت قوتها الآن معززة بالظلام والظلال.
كان صني أيضًا قادرًا على الإحساس بصدى ضعيف من إرادة القديسة الراسخة التي لا تتزعزع.
كان يشعر بها…
هدوؤها، ثقتها الباردة، كبرياؤها. وتلميح الاعتراف الذي شعرت به وهي تواجه ريفل… لأن ريفل كانت نسل الوحش، وقد قاتلت القديسة آخرين من أقاربها في الحرب العظيمة القديمة.
‘كم هذا غريب.’
لم يكن صني قادرًا على قراءة أفكار القديسة، ولكنه أدرك شيئًا عنها. وهو أن ذكريات حياتها السابقة لم تختفِ تمامًا. ومع ذلك، لم تكن موجودة بالكامل أيضًا… لم تُمحَ تمامًا، بل كانت باهتة وضئيلة، مثل حلم بعيد. حلم ربما حلمه شخص آخر.
قبل أن تصبح ظلاً.
كان هذا بلا شك رحمة، بالنظر إلى أن معظم تلك الذكريات كانت ملوثة بجنون الفساد.
كظل…
قبضت القديسة على مقبض ثعبان الروح. تموج الأوداتشي الأسود وتغير شكله، ليصبح سيفًا مستقيمًا ثقيلًا. ثم تدفق تيار من الظلام من تحت قفازها، مغلفًا النصل الحاد واندماجًا مع الفولاذ الشيطاني.
ثم أدارت رأسها لتواجه خصمها — الأميرة ريفل من عشيرة سونغ العظيمة، والمخلوق الرجس الذي عكس وجودها.
وبعد ذلك، نظرت القديسة إليهم ببرود غير مبالٍ، رفعت سيفها بهدوء، وضربته مرتين على حافة ترسها.
مشاركًا حواسها، ارتجف صني من الإثارة.
‘…أعتقد أنني أفهم لماذا تفعل ذلك الآن.’
بصراحة، كان يشعره بالهيبة.
ترجمة أمون