عبد الظل - الفصل 1868
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1868 : القوة الاستكشافية
كان معسكر القوة الاستكشافية مختلفًا تمامًا عن المعسكر الرئيسي لجيش السيف.
كان مزدحمًا وضخمًا، محاطًا بسياج خشبي وعدد لا يحصى من المستيقظين الذين يحرسون أسواره. ولكن، كان حجمه أصغر بكثير، ولم تكن هناك مبانٍ دائمة — فالمعسكر يتحرك مع الجنود الذين يتوغلون أعمق في الامتداد المميت لقبر السَّامِيّ كل بضعة أيام.
لم يكن هناك برج العاج ولا بوابة الأحلام، لذا لم يكن هناك ما يحجب رؤية السماء الغارقة بالغيوم. كانت السُحُب المتوهجة موجودة دائمًا، فوق الجنود، تذكرهم بأن الموت الحارق لا يبعد سوى هبة ريح.
تم تطهير الامتداد العظمي بين الجيش المتقدم ومعسكره الرئيسي من الأدغال المفترسة. لقد هُزمت الأدغال وأُخضعت وأحرقت إلى رماد.
كانت الشقوق المؤدية إلى التجاويف، مصدر العدوى القرمزية، محاطة الآن بحاميات من الجنود البشريين. كانوا هؤلاء الجنود يعملون كمبيدين لا يرحمون، يدمرون باستمرار المجسات التي تحاول الأدغال من خلالها الوصول مرة أخرى إلى السطح.
بعد أن حُرموا من الضوء والدفء، كان أهل التجاويف الجائعون يتغيرون بالفعل. لا شك أن منطقة الموت ستشن هجومًا مضادًا على الغزاة البشريين قريبًا — ولكن بحلول ذلك الوقت، ستكون سلطة السياديين قد امتدت إلى أعماق عظام السَّامِيّ الميت. وبالتالي، سيتم إخضاع أهل التجاويف المروعين أيضًا.
تحرك صني ونيفيس وقديسي جيش السيف بسرعة من نقطة إبادة إلى أخرى، ووصلوا إلى معسكر القوة الاستكشافية في غضون ساعات قليلة — بينما كانت نفس الرحلة ستستغرق من الجنود المستيقظين أيامًا عدة، امتلكوا هم سرعة أكبر بكثير.
كان الموقع الحالي للمعسكر قريبًا من حافة سهل الترقوة، في المكان الذي يمر فيه الضلع الشرقي الأول أسفله. لذا، تمكن صني من رؤية بحر من الأوراق القرمزية يمتد بعيدًا جنوبًا تحته، متصلًا بشيء يبدو كأنه سلسلة جبلية صاعدة في الأفق.
كان هذا هو امتداد عظمة القص العظيمة — الهدف النهائي للقوة الاستكشافية.
كان بإمكان جيش السيف اتباع الترقوة غربًا إلى حيث تتصل في النهاية بالامتداد، ولكن عبور الضلع الأولى واجتيازه سيوفر عليهم عدة أيام من القتال الشاق. لذا، يتم حاليًا بناء مصعد طويل على منحدرات العظام، يؤدي مباشرة إلى الأدغال أسفله.
كانت الأدغال نفسها مشتعلة، وسحابة من الدخان تتصاعد منها إلى السحب المتلألئة.
كان قبر السَّامِيّ مكانًا خانقًا على الرغم من السماء الغارقة بالغيوم، ولكن هنا، كان الهواء أكثر سخونة. كان بإمكان صني أن يشعر بقطرات العرق تتدحرج على جلده تحت درع العقيق الحجري – كان معظم القديسين قد تخلوا عن الطبقات الخارجية لدروعهم، وارتدوا ملابس خفيفة، لكنه لم يكن يستطيع اتباع مثالهم.
لكنه تمكن من الاستمتاع بمشهد نيفيس خارج بدلتها الأخيرة من الدروع، وهو ما كان عزاءً له.
ألقى صني نظرة خاطفة على الامتداد المحترق للضلع الأول، ثم تبعها إلى داخل المعسكر.
كانت الأجواء هنا أكثر ثقلًا وكآبة مما كانت عليه في المعسكر الرئيسي. لم تصل سلطة ملك السيوف إلى هذا الحد من الغرب، لذا كان الجنود يعتمدون على أنفسهم. كان هناك خيام ومبانٍ مؤقتة، لكن الكثير منهم كانوا جالسين ببساطة على الأرض، مغطين بالسخام وبنظرات مرهقة. كانت دروعهم مليئة بالخدوش والشقوق، والعديد منهم ملطخون بالدماء الجافة.
أولئك الذين يعانون من جروح خطيرة تم علاجهم من قبل المعالجين، لكن الجروح الطفيفة لم تكن تستحق إهدار الجوهر — في أفضل الأحوال، كانوا يتلقون علاجًا بسيطًا. تراكمت الإصابات والإرهاق ببطء، وكذلك الصدمة النفسية الناجمة عن القتال اليومي ضد الرجسات المخيفة في الأدغال.
وفي الوقت نفسه، كان إنعدام الليل يسبب دمارًا في نوم الناس وإدراكهم للوقت.
لم يستطع الجميع هنا الانتظار حتى يحين دورهم للعودة إلى المعسكر الرئيسي للجيش، حيث يمكنهم الراحة والتعافي في أمان نسبي، بعيدًا عن الرعب الكابوسي والمستمر للعدوى القرمزية.
‘لا يبدو أنهم يعلمون.’
لم تصل أخبار غزو موردرت لنطاق السيف إلى القوة الاستكشافية بعد. وبمجرد وصولها، ستنخفض معنويات الجنود أكثر.
لكن في الوقت الحالي، كانوا سعداء ومطمئنين برؤية القديسين يعودون.
سارت نيفيس عبر المعسكر بثقة، ترد على تحيات الجنود بإيماءة عرضية.
وسرعان ما وصلوا إلى خيمة القيادة، والتي كانت باردة بفضل ذاكرة خاصة. كانت مد السماء والقديس روآن، بالإضافة إلى آخرين، في انتظارهم هناك.
بدت القديسة تريس متعبة، لكن مظهرها الصارم بقي كما هو.
تم إبلاغ الضباط الكبار في القوة الاستكشافية بالتغييرات في هيكل القيادة في الجيش وبسبب عدم عودة مورغان. لذا، بدأت نيفيس في مناقشة الاستراتيجية دون تأخير.
فالوقت لا ينتظر أحدًا.
كان صوتها ثابتًا وآمرًا، ولم يظهر أي ضعف في عينيها الرماديتين الجريئتين.
“…باختصار، نحتاج إلى تسريع الجدول الزمني.”
نظر إليها القديسون المجتمعون بشك. في النهاية، تحدث فارس الصيف بنبرة هادئة:
“نحن بالفعل ندفع الجنود إلى أقصى ما يمكنهم تحمله. غياب السيدة مورغان بلا شك سيؤثر على فعالية الجيش العامة… هل من الحكمة تكثيف الهجوم في هذه اللحظة الحرجة؟، ألا يجب أن نبطئ لعدة أيام بدلاً من ذلك؟”
نظرت إليه نيفيس بنظرة خالية من المشاعر.
“كان يمكن أن يكون قرارًا جيدًا لو كانت الظروف تسمح بذلك. ومع ذلك، الوضع تغير. لم نعد نملك اليد العليا في هذه الحرب، والوقت ليس في صالحنا. السير ببطء وثبات هو ترف لا يمكننا تحمله… لذلك، يجب أن نتصرف بسرعة. أنا مصممة على احتلال أول قلعة خلال أقل من ثلاثة أسابيع.”
تحولت وجوه القديسين إلى الجدية.
درست فارس الصيف نيفيس لبضعة لحظات، ثم عبس ونظر بعيدًا.
“كيف تقترحين أن نلتزم بهذا الجدول الزمني، سيدتي؟”
نظرت نيفيس إلى خريطة قبر السَّامِيّ الموضوعة على الطاولة أمامها، ثم تتبعت خطًا عبر الضلع الأول والجزء الشمالي من امتداد عظمة القص.
“قد نكون فقدنا قوة أختي، لكن لورد الظلال الآن معنا. أؤكد لكم أن قوته مذهلة للغاية… لذلك، لن يكون هناك أي توقفات أخرى في المعركة ضد الأدغال.”
التفتت نحو القديسين وقالت بثبات:
“سنقسم القوة الاستكشافية إلى ثلاث فرق حرب. سأقود الفرقة الأولى، وسيقود السير جلعاد الثانية، والفرقة الثالثة سيقودها اللورد شادو. ستقود الفرقة الأولى الهجوم بينما ترتاح الفرقتان الأخريان. وكل ثماني ساعات، ستحل قوة جديدة محل القوة المنهكة. بالتقدم على ثلاث ورديات، سنتمكن من الحفاظ على وتيرة أسرع بكثير. بالإضافة إلى ذلك…”
حركت إصبعها إلى نقطة معينة على الخريطة.
“سنغير منطقة الهدف من الشق الكبير بالقرب من الضلع الثالث إلى هذا الشق الصغير بالقرب من الضلع الثاني. وسيتعين على قوة الإخضاع السفر أبعد عبر التجاويف للوصول إلى الموقع المفترض للقلعة، لكنه سيوفر لنا أسبوعًا كاملاً من القتال ضد الأدغال.”
انتشرت همسات بين القديسين. بدا أنهم قبلوا خطة نيفيس، على الرغم من تداعياتها المقلقة. ولكن كان هناك مسألة أخرى تشغل بالهم.
أخيرًا، كانت القديسة تريس هي من تحدثت، بشكل صريح.
“نثق بكِ وبفارس الصيف، سيدتي. فقد أثبت كلاكما كفاءتكما وشجاعتكما في مناسبات لا تحصى… ولكن، اللورد شادو غريب عنا. بل أكثر من ذلك، فهو مرتزق. لماذا تضعينه مسؤولًا عن الفرقة الثالثة؟”
واجهت نيفيس نظرة مد السماء الباردة بهدوء.
كانت إجابتها بسيطة:
“لأن لا أحد منكم يستطيع هزيمته في قتال. هل من مزيد من الأسئلة؟”
نظر القديسون إلى بعضهم البعض بصمت. بعد فترة، هزوا رؤوسهم.
ألقى القديس جيست من داغونيت نظرة فضولية على صني..
ابتسم الرجل العجوز بوجه ودود وسأل بنبرة خفيفة:
“هل أنت حقًا بتلك العظمة؟”
حدق صني فيه من خلف قناع ويفر، ثم هز رأسه.
“من؟، أنا؟، لا أعرف حتى كيف أمسك السيف. يجب توجيه الطرف الحاد نحو العدو، أليس كذلك؟، أم… كان العكس؟”
ألقى القديس جيست عليه نظرة طويلة.
“ يا الهـي . أخيرًا!، شخص يتمتع بروح الدعابة…”
ترجمة أمون