عبد الظل - الفصل 1841
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1841 : الجزيرة الطافية
استيقظ صني في صباح اليوم التالي، والنور الخافت لشمس الصباح يتسلل عبر نافذة غرفة النوم الصغيرة في الكوخ.
مُمدِدًا جسده بتشنج ومرهقًا بعض الشيء، بدون تذكره للأسباب، تثاءب صني قليلًا.
ولكن رغم ذلك، سرعان ما تذكر سبب إرهاقه بالنظر الى ما كان بجانبه. فقد كان جسدها الناضج مستلقيًا الى جانبه مع يدها ملفةً حول يده، بشعرها الأبيض الناصع عاكسًا نور الشمس، وبشرتها العاجية.
كانت نيفيس نائمةً بجانبه، وجسدها الملفوف ببطانية ناعمة يكشف عن وجهها الهادئ.مع شعرهًا متناثر على الوسادة، وشفتاها، التي كان قد ذاقهما الليلة الماضية، مضمومتين برفق كما لو أنها تحلم بحلمٍ جميل.
نظر إليها بصمت، وابتلع لعابه.
كانت أفكاره تائهة بين إعجابه بجمالها وبين تردد داخلي بدأ يغزو قلبه. كان يرى في وجهها براءة لم يكن يتوقعها أثناء نومها، وقد شعر بوهج من الدفء يجتاح قلبه. كان هناك شيء مغرٍ في تلك اللحظة، شيء يدفعه للبقاء بجانبها على السرير، للشعور بسلامٍ لم يكن معتادًا عليه.
الليلة السابقة، كان قد جمع شجاعته لتقبيل نيف، ورغم ذلك، لم يكن يتوقع وصول الأمر الى هذا الوضع، بينما كانت العاطفة تغرقهما، فعل صني شيئًا لم يتوقعه، ودعاها الى داخل المُقلد الرائع.
في الحقيقة، توقع صني رؤية علامة رفض او بعض الانزعاج من طرفها، لكونه أستعجل الأمور.
لذلك سرعان ما توتر وحاول شرح نفسه، ولكن على عكس توقعه، وافقت نيف بإيماءة ورافقته بصمت محرج، وجو مشتعل.
والأن…
بعدما أستيقظ على وجهها النائم الى سريره الخاص، شعر صني… بالرضا، فقد أنتظر هذه اللحظة طويلًا، منذ بدأ بحبها دون معرفته على الشاطئ المنسي، الى حياتهما البسيطة بعد عودتها في منزله في NQSC، إلى مخيمهما الصغير فوق جثة المسخ العظيم.
تساءل صني إن كان هذا حق الخيار الصحيح الذي كان ينبغي عليه اختياره، فبعد كل شيء، نيفيس الحالية… لا تذكر من يكون وما حدث بينهما، ومع ذلك كان قد اختار خياره بالفعل بعدم ترك جانبها مرة أخرى أبدًا.
فبعد كل شيء لم يكن صني يعلم إن كان سيختار استعادة قدره أم أنه سيكون راضيًا، بإعادة إنشاء علاقاته من الصفر، ففي الوقت الحالي كلا من كاسي ونيف تعرفان بالفعل أنه كان معهم ذات يوم، داخل الكابوس وما قبل ذلك.
حدق بها مجددًا فترة.
‘أه… أيًا يكن، سأفكر بالأمر لاحقًا’
نهض عن سريره، بعد ازالة يديها برفق، لينظر من النافذة التي كانت مطلةً على السماء الزرقاء حاليًا بعدما نُقلت على جزيرة العاج، ولكن سرعان ما لفت انتباهه كونه عاريًا، ولفتت بقعة من الدماء تطلي السرير انتباهه ايضًا.
أبتسم صني وشرع في ارتداء ملابسه، ومن ثم نظر إلى السرير بأسف، متذكرًا كونه سيحتاج إلى غسل ملاءته جيدًا، كي لا تعلق الروائح بها، ولكن سرعان ما طغت ذكريات الليلة السابقة على أسفه وعادت ابتسامته مجددًا اكبر من ذي قبل.
ذهب إلى النافذة، ثم أستدعى كرسي الظل وجلس عليه، نظر الى الأسفل وفكر في الحرب الوشيكة، فقد انتهت الاستعدادات وبدأت الحرب بالفعل، سيذهب هو ونيفيس الى قبر السامي وهناك تبدأ قوات فالور الانتشار حوله للتجهيزات الأخيرة قبل الاشتباك الأول مع سونغ.
لكن فجأةً، نظر صني الى نيفيس بدهشة وفكر:
‘هي… لن تصبح حاملًا، صحيح؟، لا حقًا، كنت أوبخ إيفي على ما فعلته لأرتكب نفس الخطأ؟.’
‘وفي بداية الحرب، لا أقل!’
استمر بالتحديق بها بتردد لفترة، ثم نهض عن كرسيه وتوجه نحوها بصمت.
نظر إلى وجهها الجميل الذي كان أسفله تمامًا الأن، وكان حذرًا من إيقاظها، خاصةً مع هذا الوجه البريء الذي تظهره. وكان يعلم أن كاسي لم تعد تراقبهما، لإعطائهما قدرًا كافية من الخصوصية، أو هذا ما كان يعتقده، على الأقل.
عند النظر إلى وجهها الأبيض، وبشرتها العاجية، وشفاهها الحمراء، نشأ شعور بالرغبة داخله مجددًا، وخرجت أفكاره عن مسارها راغبًا بخوض الأمر مجددًا.
‘هي لن تمانع.. صحيح؟’
ولكن تلك الأفكار لم تكن تدوم طويلاً. ذكريات الحرب، الهدف الذي دفعه إلى هنا، كل تلك الأمور كانت ثقيلة على عقله. كان يعرف ما عليه فعله، وما كان يجب أن يفعله منذ البداية.
فقرر صني استدعاء ذكرى، ذكرى كان قد بدأ بصنعها بعد أول لقاء لهما داخل المتجر المبهر. لم تكن قد أنتهت بعد ولكن كان الوقت مثاليًا، ولم يعتقد أنه سيحصل على فرصة أفضل، خاصةً مع ترك مراقبة كاسي لهما.
وسرعان ما تشكل سيف لازوردي جميل ذو مقبض معقد وكبير في يديه، كان السيف ضخما، ويحتاج صني إمساكه بكلتا اليدين.
تجمعت الظلال لتعزيز صني، ثم رفع السيف العظيم بكلتا يديه، وأسقطه على نيفيس بكامل قوته، وفي لحظة، قُطعت نجمة التغيير لعشيرة الشعلة الخالدة الى نصفين ومن ثم… ماتت.
[النهاية]
كتابة أمون.
[هذا الفصل كان مقلبًا الفصل الذي بعده هو الفصل 1841 الحقيقي]