عبد الظل - الفصل 1833
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1833 : الصدق هو أفضل سياسة
قبل أيام، تُرِك صني وحده على الشاطئ الهادئ.
ووقف هناك بلا حراك لفترة من الوقت، ممسكًا بفستان نيف بطريقة محرجة، ولا يعرف ماذا يفعل به.
هل كان من المفترض أن يتركه هنا فقط؟، أم يعيده؟.
كيف سيبدو ذلك المشهد؟، مجرد تخيله كان مرعبًا بعض الشيء.
‘هنا… فستانكِ. تركتِه خلفكِ في المرة الأخيرة.’
بدأ وجهه يتحول تدريجيًا إلى لون وردي جميل.
وفي النهاية، تنهد صني، ثم طوى الفستان بلطف، ووضعه جانبًا.
ارتدى ملابسه الخاصة، واستدعى العباءة الغامضة، ثم غسل الأطباق المتسخة بسرعة في النهر وأعادها إلى سلة النزهة. ووضع البطانية هناك أيضًا، وأخيرًا وضع الفستان المطوي فوقها.
بحلول ذلك الوقت، كانت السماء المخملية مضاءةً بتناثر النجوم الساطعة، وكان العالم مغمورًا بضوء القمر.
دفع القارب إلى الماء وقفز داخله. كان التجديف عكس التيار أصعب بكثير من الانجراف مع التيار… ناهيك عن أنه كان وحيدًا الآن.
شعر ببرودة جانبه.
وبينما كان يحرك المجاديف وينظر إلى القمر، أطلق صني تنهيدة أخرى.
‘حسنًا… كان يجب القيام ذلك.’
فكر في استخدام خطوة الظل للعودة إلى باستيون، ولكنه تخلى عن هذه الفكرة. فبعد كل شيء، قدرة الجانب تلك تخص لورد الظلال، وليس السيد بلا شمس… وعلى الرغم من أنه أخبر نيفيس بالحقيقة، إلا أن هذين الشخصين كانا مختلفين تمامًا بالنسبة لبقية العالم.
لم يكن صني متأكدًا تمامًا من المدة التي سيستطيع فيها السيد بلا شمس البقاء موجودًا، وما هو الدور الذي سيلعبه صاحب المتجر المتواضع، لكنه أراد أن يبقى حذرًا. لم يحن الوقت بعد للتخلي عن تلك الشخصية… وأمل أن لا يأتي ذلك الوقت أبدًا.
وبينما كان يستمع إلى الأصوات المهدئة للنهر، بدأ ببطء يتذوق ذكريات اليوم.
رؤية نيفيس تنزل من السماء كجنية سماوية. ومشاهدة ابتسامتها اللطيفة عند الأرصفة.
التجديف بالقارب بجانبها، ملتصقين ببعضهما البعض. وسماع ضحكتها بينما كانت تغوص في الماء.
انعكاس ضوء الشمس من سطح النهر بينما كانت ترشه بالماء، واقفةً بالقرب من الشاطئ بملابس سباحة المغرية.
والباقي…
‘ربما كان بإمكاني التعامل مع الأمر بشكل أفضل؟’
ربما كان بإمكانه، ولكنها فاجأته بنظريتها المعقولة لحدٍ ما، ولكن الخاطئة تمامًا حول من هو السيد بلا شمس حقًا.
متذكرًا التعبير المتفاخر بشكل غير مباشر على وجه نيف، لم يستطع صني إلا أن يضحك بهدوء.
“…آه، ماذا سأفعل بها…”
على أي حال، كان قد أوصل رسالته. اعترف بهويته السرية، وتأكد من شرح أن خداعها لم يكن في نيته، وعبّر عن صدق مشاعره.
كان الباقي متروكًا لنيفيس.
وبالحديث عن نيفيس…
تردد صني للحظات، ثم سأل بصمت:
[كاسي؟، هل تستمعين؟]
كان هناك فترة من الصمت، ثم أتى صوتها الهادئ في عقله.
[أنا أفعل.]
تجمد صني، ثم نظف حلقه بإحراج.
‘عند التفكير في الأمر. لقد رميت كاسي نوعًا ما تحت الحافلة، أليس كذلك؟’
حسنًا… من الأفضل ألا أذكر ذلك!، أبدًا…
تظاهر صني بأنه لم يتذكر أنه فعل أي شيء من هذا القبيل وسأل:
[أفترض أنكِ شاهدتِ كل شيء]
لم تنكر.
[فعلت. وما يهم… أعتقد أنك قمت بعمل جيد. كان القرار الصحيح.]
تنهد صني ببطء.
[آمل أن يكون كذلك. ولكن…]
لكن قبل أن ينهي الجملة، قاطعته كاسي فجأة – وهو أمر غريب نوعًا ما، لأنها لم تكن تفعل ذلك عادةً.
[أوه -]
رفع صني حاجبه.
[ما الأمر؟]
كانت هناك فترة طويلة من الصمت، ثم تحدثت كاسي مرة أخرى، وبدا صوتها غريبًا بعض الشيء:
[أوه… أوه يا الهـي .]
عبس صني.
[هل هناك خطب؟]
هذه المرة، أتى ردها تقريبًا على الفور.
[لا، بالطبع لا. فقط… آسفة!، لا أستطيع التحدث الآن!]
وبعد ذلك، صمت صوت كاسي، ولم ترد مرة أخرى.
واصل صني التجديف بالقارب عكس التيار وهو في حيرة.
بعد فترة، وهو يفكر في شيء ما، جفل.
‘آه. آمل أن تنجو…’
***
بعيدًا، على جزيرة هادئة في السماء، بدأ الباغودا العاجي يتلألأ مع انعكاس ضوء القمر. وفي أحد طوابقه العليا، كانت شابة رقيقة تجلس خلف المكتب، تمرر أصابعها على ورقة. وكان وجهها الجميل ساحرًا، وشعرها الطويل وكأنه شلالٌ من الذهب الباهت.
وفي تلك اللحظة، التفتت الشابة نحو الحجر الأبيض لجدار الغرفة الخارجي.
وتغير تعبيرها قليلاً.
“أوه.”
في اللحظة التالية، ارتطم شيء بالجزيرة مع دوي مدوٍ.
نهضت كاسي ببطء من خلف مكتبها.
“أوه… أوه يا الهـي .”
ثم خرجت من خلف المكتب واتجهت نحو الباب.
كانت حركاتها هادئة وأنيقة، ولكن أيضًا… بدت متوترة بعض الشيء، لسبب ما؟.
عبست قليلاً.
‘أنا… أنا متأكدة أن الأمر سيكون على ما يرام.’
تردد صوت صني في عقلها:
[هل هناك خطب؟]
ترددت كاسي للحظة.
[لا. بالطبع لا]
ولكن بعد ذلك…
انفتح الباب بقوة، وظهرت شخصية طويلة عند العتبة، مرتدية درعًا مسحورًا معقد التصميم.
ابتلعت كاسي لعابها.
“نيف. متى عدتِ…”
كانت نيفيس قد دخلت بالفعل، وأغلقت الباب خلفها بعنف.
“لماذا لم تخبريني؟!”
كان وجهها محمرًا، وعيناها الهادئتان عادةً كانتا مليئتين بحدة لاذعة.
توقفت كاسي للحظة.
“أخبركِ بماذا؟”
كانت نيف تقترب منها بخطوات كبيرة.
لسوء الحظ، لم يكن مكتبها كبيرًا…
“لا تحاولي التهرب!، أعلم أنكِ رأيتِ كل شيء!، كـ… كل شيء…”
حاولت كاسي بأقصى جهد أن ترفرف برموشها ببراءة. ولكن للأسف، كانت عيناها مخبأتين خلف عصابة، فلم يؤثر ذلك.
أمالت رأسها في تقليد مثالي للارتباك، وقالت:
“كيف يمكنني أن أرى أي شيء؟، أنا عمياء…”
كان صوتها ناعمًا وأنيقًا. ولتوضيح حجتها، أشارت إلى العصابة. وبدلاً من الرد، انقضت نيف عليها.
حاولت كاسي بأقصى جهد كتم صرخة خوف وتجنبت القبض عليها بخطوة رشيقة. لم يكن ذلك صعبًا، حيث أن قدرتها المستيقظة كانت تحذرها من الخطر مسبقًا.
لحسن الحظ، لم تكن نيفيس تستخدم سرعتها ‘العملاقة’ بالكامل.
وإلا، ربما لم تكن كاسي لتتمكن من الهروب حتى مع التحذير المسبق…
“أ… الآن انتظري لحظة، نيف… أستطيع أن أشرح!”
“بالطبع يمكنكِ!، توقفي عن المراوغة وتعالي هنا، حينها سأدعكِ تشرحين…”
“أ- أفضل ألا أفعل…”
“فات الأوان!”
سمعت شيء تحطم بصوت عالٍ داخل المكتب.
“لكن، منذ متى أصبحتِ زلقة بهذا القدر؟!”
“أنا لست زلقة!، أنا بارعة ورشيقة!”
“أوه نعم أنتِ كذلك… والآن فقط…”
“لا، انتظري!”
حدث تحطم آخر بصوت عالٍ.
“آه!، توقفي عن تحطيم أثاثي!”
“سأشتري لك مكتبًا جديدًا…”
“هذا ليس المغزى!”
“تعالي الى هنا، أو سأشتري لك رفًا جديدًا أيضًا…”
…وحراس النار، الذين تجمعوا في المستوى الأدنى من البرج العاجي بصمت مرعوب، نظروا إلى بعضهم البعض.
في النهاية، قال أحدهم:
“لم نسمع شيئًا. أليس كذلك؟”
أومأ آخر برأسه.
“بالطبع. في الواقع، أنا نائم حاليًا في مقصورتي على متن كاسرة السلسلة.”
“لم أكن هنا أبدًا. أنا في الحقيقة في عالم اليقظة الآن.”
“أعتقد أن عيبي جعلني أصمًا.”
كانت هناك لحظات قليلة من الصمت.
“لنهرب… قبل أن تقرر شراء باب جديد أيضًا…”
وبعد ذلك، تفرقوا بهدوء.
ترجمة أمون