عبد الظل - الفصل 1801
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1801 : منزل جديد
عبر صني العتبة ودخل القاعة الكبرى للمعبد القديم.
وكانت كما يتذكرها تمامًا.
كانت القاعة الواسعة خالية ومهجورة. وكان سقفها قد انهار جزئيًا، مما سمح للعناصر الخارجية بالدخول. وكانت هناك أكوام من الحطام على الأرض، مغطاة بالثلج والجليد. مع شلالات من ضوء القمر تتساقط عبر الثقوب في السقف، فتغمر القاعة المظلمة بجمال أخاذ وغير طبيعي… كانت الظلال العميقة تحيط بالضوء الفضي، ولا تجرؤ على لمسه.
وكان كل شيء صامتًا.
أخذ صني نفسًا عميقًا.
كان قد توقع تقريبًا أن يجد عظام ملك الجبل على الأرض، حيث تمزق بفعل الظلال، ولكن لم تكن هناك أي عظام. كانت القاعة المهجورة فارغة.
باستخدام إحساسه بالظلال لتغطية المعبد والتأكد من عدم وجود خطر، خطا صني خطوة إلى الأمام. وتكسر الجليد بصوت هش تحت نعال حذائه المدرع، ثم تحركت الظلال القديمة، ممتدة نحوه بفرحة ووقار.
محاطًا بها، وكأنه يرتدي عباءة من الظلام، سار نحو المذبح.
كان المذبح في السابق عبارة عن قطعة واحدة من الرخام الأسود، طويل وواسع بما يكفي ليتمكن الإنسان من الاستلقاء عليه براحة…
أو ربما ليس براحة كبيرة، إذ كان مذبحًا للتضحية.
ولكن هل كان كذلك؟.
لا يهم الآن، على أي حال، لأن المذبح كان محطمًا.
تحطم اللوح الكبير من الحجر الأسود، وكان ملقى على الأرض على عدة شظايا. هذا كان الشيء الوحيد في المعبد الذي قد تغير.
درس صني المذبح المحطم لبعض الوقت، وأصبح وجهه شاحبًا ببطء.
كان هناك الكثير من الألغاز المحيطة بهذا المكان. ركز، محاولًا تذكر كل ما يعرفه عن الكابوس الأول، السَّامِيّن الميتة، وأسرار البانثيون ‘1’ الساقط.
ثم اتسعت عيناه.
من بين كل المعرفة التي تعلمها صني في حياته، ومن بين جميع قطع المعلومات التي جمعها في ذاكرته، برزت واحدة فجأة. ذكرى لم يعتبرها أبدًا ذات أهمية كبيرة، ولم يكن لديه سبب لذلك.
كان التقييم الذي منحته إياه التعويذة بعد الكابوس الأول. ليس الجزء المهم الذي يتعلق بالتقييم، بل الملخص الشعري قليلًا الذي كان موجودًا هناك كما يبدو بسبب نزوة، لإضافة بعض النكهة.
واقفًا فوق المذبح المحطم، همس صني:
“صعد عبد بلا اسم إلى الجبل الأسود. وسقط كل من الأبطال والوحوش بيده. دخل المعبد المدمر لسامي منسي منذ زمن طويل وسفك دمه على المذبح المقدس. مات السَّامِيّن ، ومع ذلك سمعوه..”
معبد سَّامِيّ منسي منذ زمن طويل…
استنشق بعمق.
في ذلك الوقت، كان صني مجرد طفل جاهل من الضواحي. لم يكن يعرف الكثير عن العالم، ناهيك عن أعظم أسراره.
لم يكن يعرف من هو السَّامِيّ المنسي، ولذلك، لم يولي هذه الكلمات اهتمامًا. لم تنطق التعويذة بها مرة أخرى بعد ذلك، ولم تستخدم أو تترجم الأحرف الرونية التي تصف السَّامِيّ الضائع.
‘… بالطبع.’
نظر صني حول المعبد المدمر.
لماذا تم تقديم تضحيته لجميع السَّامِيّن ؟.
ربما لأن هذا المعبد قد بُني في زمن قبل أن تُمحى ذكريات السَّامِيّ السابع من العالم. لقد كان مكرسًا لعبادة سَّامِيّ الأحلام أيضًا… ولذلك، عندما نُسي سَّامِيّ الأحلام، نُسي المعبد كذلك.
لأن عبادة السَّامِيّ المنسي كانت محظورة. تمامًا كما كانت عبادة الشياطين، أولاده، محظورة.
ومع ذلك… كان صني متأكدًا من أن هناك بعض الأشخاص الذين تجاهلوا إرادة السَّامِيّن ووضعوا إيمانهم في السَّامِيّ المنسي رغم ذلك. وإلا لما سمع الباحث بأخبار الحجاج الذين تسلقوا الجبل الأسود في الأزمنة القديمة.
‘معبد السَّامِيّ المنسي…’
نظر صني حول القاعة الكبرى بتعبير معقد.
لقد تم نسيانه من قبل العالم، لذا لم يكن من الصعب أن يشعر بنوع من القرب لهذه الأطلال المهجورة.
تنهد وألقى نظرة أخيرة على المذبح.
كان هناك ظلال عميقة تختبئ أسفله، لذا عرف صني أن المعبد يمتد تحت الأرض. لم يحصل أبدًا على فرصة لاستكشافه خلال الكابوس الأول، لذا كان من الجميل أن يحصل على فرصة الآن. وكان متشوقًا لمعرفة ما سيكتشفه.
ومع ذلك، سيغادر هذا المكان قريبًا ويواصل طريقه نحو قبر السَّامِيّ لم يكن هناك وقت ليضيعه.
ولكن قبل ذلك…
تجمد صني.
كان ذلك لأنه لاحظ شيئًا مألوفًا عندما نظر إلى المذبح المحطم.
‘انتظر. مستحيل. هل يمكن أن يكون؟’
أصدر اللوح المحطم من الرخام الأسود شعورًا خفيًا، لكنه مألوف للغاية.
حدق فيه صني بصمت.
…كان بوابة.
فاتته هذه الحقيقة في البداية، ولكن الآن بعد أن درس المذبح المحطم عن كثب، لم يكن هناك شك. كان يشبه تمامًا البوابة الموجودة في ملاذ نوكتس، والدائرة المتسلسلة في برج العاج، والبوابة الرونية في البرج القرمزي.
وإذا كان المذبح قد تم تحويله إلى بوابة… نظر صني حوله مرة أخرى.
إذاً المعبد عديم الأسم أصبح الآن قلعة.
فجأة، أراد أن يضحك.
‘كم هذا مناسب.’
كان صني متساميًا، ومشردًا في نفس الوقت. ومع ذلك، كان معظم القديسين عادةً يسيطرون على قلعة، ويحكمونها بناءً على أمر سياديهم.
كان هناك استثناءات بالطبع، مثل القديسة تريس، التي فقدت ملاذ نوكتيس ونُفِيت إلى القارة القطبية الجنوبية مع عشيرتها بأكملها. لحسن الحظ، كانت الريشة البيضاء في وضع أفضل الآن.
لم يخدم صني نفسه أي سيادي، ولم يكن حتى متأكدًا مما إذا كان بإمكانه امتلاك قلعة. تم إنشاء القلاع بواسطة التعويذة بعد كل شيء… لذا، لم يكن يعرف ما إذا كان التحكم في أحدها أمرًا يمكن فقط لحامل التعويذة القيام به.
ولكن، كان الأمر يستحق المحاولة.
تردد لفترة.
ثم تردد أكثر قليلًا.
‘حسنًا. ولكن كيف يمكنني فعلاً المطالبة بقلعة؟’
إن كان هناك دليل إرشادي لكون المرء قديسًا، فلم يحصل عليه صني.
بعد التفكير لفترة، قام بتقليص عباءة العقيق، وكشف عن ساعده، وأمر قشرة العقيق بتقليل صلابة جلده هناك. ثم قام بجرح ساعده بظفره. لم يحدث شيء.
مطلقًا تنهيدة محبطة، أمر صني أيضًا نسيج الدم بإطلاق بضع قطرات من الدم.
لماذا كان من الصعب جدًا النزيف قليلاً؟!.
سقطت عدة قطرات قرمزية على المذبح المحطم وتدحرجت على سطح أحد الشظايا السوداء.
لم يكن هناك أي رد فعل.
مرة أخرى، لم يحدث شيء.
حك صني مؤخرة رأسه. كان الجرح الصغير على ساعده يلتئم بالفعل، وقبل أن تمر فترة، اختفى تمامًا.
وفي تلك اللحظة، خطرت له فكرة أخرى.
‘لا يمكن أن يكون الأمر بهذه البساطة، أليس كذلك؟’
شعر صني بعدم اليقين، فتنفس بعمق… وتخلى بصمت عن الحبل الذي يربطه ببرج العاج.
ثم ركز على روحه وبدأ عملية وضع حبل جديد.
كان لديه شك بأن الأمر بسيط جدًا للمطالبة بقلعة، كل ما كان على حامل تعويذة الكابوس فعله هو أن يصبح متساميًا ويستخدم البوابة للعودة إلى عالم اليقظة. ثم، سيصبح مرتبطًا بتلك البوابة، وبالتالي، يمتلك القلعة.
إلا إذا كان قد تم المطالبة بها بالفعل، بالطبع، في هذه الحالة، سوف يتولى القديس الأقوى السيطرة.
ومع ذلك، لم يكن صني حاملًا لتعويذة الكابوس، لذا كان عليه أن يمر بعملية الربط يدويًا. بدلاً من السماح للتعويذة بربطه بالبوابة، كان عليه أن ينشئ هذه الرابطة بنفسه.
وهكذا… كان يضع حبلًا جديدًا.
***
البانثيون: معبد لجميع السَّامِيّن
ترجمة أمون