عبد الظل - الفصل 1786
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1786 : رامية لائقة
بدا معلمها غاضبًا منها، ولم يتحدث معها في صباح اليوم التالي. زحفت رَين خارج خيمتها، وفككتها، واستعدت ليوم طويل من المشي عبر السهول المقفرة.
كانت في مزاج جيد لأنها تمكنت من مضايقة معلمها بنجاح الليلة الماضية.
لم تكن هناك حاجة للقيام بأعمال الاستطلاع بعد الآن، لذلك تحرك الفريق غربًا بوتيرة سريعة. كانوا أيضًا على دراية بالتضاريس، وكانوا قادرَين على اتباع طريق مثالي بدلاً من التجول بلا هدف.
بالطبع، كانت تمار من الحزن تبالغ قليلاً عندما قالت إنهم سيتحركون في خط مستقيم. كانت سهول نهر القمر ضمن حدود نطاق الأغنية، لكن كانت القلعة الوحيدة هنا بعيدة إلى الجنوب، عند حافة السهول. ونظرًا لعدم وجود شيء سوى الجبال الجوفاء إلى الشمال، كانت هذه الأرض برية وخطيرة.
كان هناك الكثير من مخلوقات الكابوس هنا، ولذا كان على فريق الاستطلاع تجنب مناطق الصيد للمخلوقات الأكثر خطورة.
ومع ذلك، فقد أحرزوا تقدماً جيداً.
كلما توجهوا غربًا، كلما كانت الأودية التي تعترض طريقهم أكثر. وبحلول هذا الوقت، كان أعضاء فريق الاستطلاع قد أصبحوا على دراية تامة بطريقة عبورها، لدرجة أنها أصبحت عادة تقريبًا.
كانوا يحاولون العثور على المكان الذي كان فيه جسر حجري من قبل، حيث كانت الأودية عادةً ضيقة هناك. وكانت بقايا الجسور تضيق الهوة أيضًا.
ثم، كانت الشابة تمار تمتطي صدى ذئبها وتقفز فوق الوادي بينما تمسك بحبل. بعد تثبيته على الجانب الآخر، كانت تستخدم نظام بكرة بسيط.
كان يتم نقل العربات والمعدات فوق الهوة أولاً، ثم يتبعها الناس. كانت العملية كلها مرهقة قليلاً، لكنها لم تكن خطيرة بشكل خاص – حتى لو بدأ الوادي في العويل فجأة وغمرته المياه المتدفقة، فإن الحبال كانت ستبقى فوق التيار القوي.
كان على الحمالين فقط توخي الحذر من النظر للأسفل.
كانت الأودية عميقة بشكل لا يصدق، وأعماقها مغطاة بظلام حالك. كان السقوط يعني الموت. ومع ذلك، كانت التيارات، عنيفة للغاية – لذا فإن السقوط في الماء لم يكن أكثر أمانًا بكثير.
وصل فريق الاستطلاع إلى وادٍ آخر ومروا بالخطوات المألوفة. لم يكن هذا الوادي واسعًا جدًا، لكنه كان لا يزال يتطلب بعض الجهد لنقل جميع المعدات إلى الجانب الآخر. انحنت رَين، التي كانت عادةً من آخر الأشخاص الذين يعبرون الهاوية، على العربة التي كانت تسحبها وأخذت نفسًا عميقًا.
نظرًا لأن عملية العبور كانت رتيبة، وكانوا قد مروا بها عدة مرات، كان من السهل أن يفقد الشخص تركيزه ويسمح لعقله بالتجول. ومع ذلك، حتى مع تقديمها لواجهة مرتاحة، كانت رَين لا تزال تحافظ على يقظتها. كانت تعرف جيدًا أن لحظة من الإهمال قد تعني الموت في عالم الأحلام.
ولهذا كانت واحدة من أوائل الأشخاص الذين رأوا ذلك.
كانت تمار وصداها قد وصلا إلى الجانب الآخر، وتم سحب الحبال عبر الهوة. وكانت العربات قد أُلحقت بالخطافات وسُحبت فوق الوادي. والآن، كان قد حان الوقت ليتبعها البشر.
وكان هناك ثلاثة حبال – واحد للمشي عليه، واثنان للإمساك بهما. كانت المستيقظة فلور في منتصف العبور، وكان أحد متخصصو الاستطلاع ينتظر دوره للعبور.
ولكن…
تشتت انتباه رَين فجأة بشيء ما. كان الرجل الميت يقف على مسافة صغيرة من الحمالين الذين يستريحون.
كانت نظراته فارغة وخالية من التعابير كما كانت دائمًا. ومع ذلك، فقد أدار رأسه للتو، مواجهًا الوادي بصمت.
عبست.
كان الحاج دائمًا هادئًا وساكنًا. لم يفعل شيئًا سوى متابعة فريق الاستطلاع.
لماذا تحرك الآن؟.
‘هراء…’
قبل أن يتمكن أحد من الرد، كان هناك حركة في الوادي.
ارتفعت يد ضخمة ذات مخالب من مكان ما في الأسفل وهاجمت اخصائي الاستطلاع. كانت راحة يده المجففة بحجم جسده بالكامل، وكانت المخالب الشرسة تبدو حادة بما يكفي لتمزيق الرجل إلى أشلاء.
اتسعت عينا رَين.
لحسن الحظ، تعثر المستطلع للخلف وسقط، وكأنه تعثر بشيء، في اللحظة المناسبة تمامًا. فاتته المخالب بفارق بسيط، ولم تتمكن من تمزيق جسده.
…لكنها قطعت الحبال الثلاثة.
“فلور!”
مزق صوت راي الصمت، لكنه كان بعيدًا جدًا عن التصرف.
‘ما الذي تصرخ بشأنه… إنها مستيقظة…’
قد لا تكون فلور قوية بما يكفي للبقاء على قيد الحياة بعد السقوط في الوادي، لكنها بالتأكيد بأمكانها التمسك بالحبال.
كان الحمالون هم من كانوا في خطر حقيقي، لأن اليد الضخمة كانت تتجه إليهم بالفعل بمخالبها.
ما أنقذهم لم يكن معجزة، بل الفولاذ البارد لسيف تمار.
كانت فتاة الإرث على الجانب الآخر من الوادي، تراقب الآخرَين وهم يعبرون. استجابت عند أول علامة على الخطر. كان الصدى يحرس بعيدًا، لذلك قفزت ببساطة إلى الهاوية دون إضاعة الوقت.
كانت تمار من الحزن، مثل جميع المستيقظين، تمتلك قدرتين مُفعلتين.
إحداهما سمحت لها بالسير على الهواء. كانت تستطيع القيام بذلك مرة واحدة عندما كانت نائمة، ومرتين الآن بعد أن استيقظت. والقدرة الثانية سمحت لها بالانطلاق بسرعة مذهلة لفترة قصيرة من الوقت، كانت سريعة للغاية، لدرجة أنه بدا وكأنها تنتقل من مكان إلى آخر.
وهكذا عبرت تمار الوادي دون مساعدة من الصدى.
بحلول الوقت الذي هبطت فيه على الجانب الآخر، كان سيفها قد تشكل بالفعل من شرارات الضوء. كان سيفًا كبيرًا برأس جلدي ملفوف. كانت تمار شابة متوسطة الطول، لذلك بدا السيف الضخم كبيرًا بشكل هزلي في يديها… ومع ذلك، فقد استخدمته بسهولة دون عناء.
فعّلت تمار قدرتها المستيقظة مرة أخرى وانطلقت إلى الأمام، لتوجه ضربة مرعبة إلى معصم ذراع المخلوق المخفي. ورغم أنهت كانت سميكة مثل جذع شجرة قديمة، فقد قطع السيف الكبير من خلال الجلد الصلب، والعضلات الفولاذية، والعظام الماسية، مما فصل اليد الضخمة للمخلوق.
بدت تمار وكأنها تختفي من مكان وتظهر في مكان آخر في غمضة عين. في نفس الوقت، انفصلت اليد البشعة عن ذراع المخلوق في فيض من الدم اللزج.
سقطت اليد بثقل على الأرض… واستمرت في الزحف نحو الحمالين المذعورَين.
“راي!”
أخيرًا، استجاب المستيقظ راي. واندفع لاعتراض اليد، بينما توجهت تمار نحو الوادي.
بحلول هذا الوقت، كان مخلوق الكابوس قد تسلق الحافة بالفعل.
كان ضخمًا وبشعًا، بجسد هزيل وأطراف طويلة وعضلية. وكان رأسه كبيرًا بشكل غير متناسب مع الجذع النحيل، مع عينين حمراوين صغيرتان وفم قرمزي هائل.
والأسوأ من ذلك، كان يبدو أنه يمتلك الكثير من الأذرع.
قطعت تمار ذراعًا واحدة عند المعصم، ولكن كانت ثلاث أيادٍ تتجه نحوها بالفعل. وكانت يدان أخرتان تمسكان بحافة الوادي، وتدفعان العملاق للأعلى.
لم يكن هناك وقت كافٍ للرد.
فعلت الإرث الشابة شيئًا لن يفعله معظم المحاربين أبدًا في معركة – قفزت عالياً في الهواء، وسحبت السيف الضخم والوحشي خلفها.
كان القفز عادةً يعادل الموت لأن الشخص لا يستطيع التحكم في اتجاهه أو الرد على هجمات الخصم دون الوقوف على الأرض. كما أن الضربة التي تُنفذ في الهواء ستكون أضعف من الضربة التي تُنفذ باستخدام سطح صلب للدعم.
ومع ذلك، لم ينطبق هذا الأمر على تمار.
دفعت نفسها في الهواء مرة واحدة، مما جعلها ترتفع إلى ارتفاع أكبر، ثم مرة أخرى، مما غير مسارها بالكامل. في نفس الوقت، دارت مثل عجلة وأسقطت السيف الضخم على ذراع العدو.
هذه المرة، لم تكن القوة الموجودة في الضربة مدعومة بالسرعة المذهلة لقدرتها المستيقظة، لكنها كانت لا تزال مخيفة. لم تُقطع ذراع الرجس، لكن أخترقها السيف العظيم بعمق، ليس فقط قاطعًا الأوردة والعضلات، بل أيضًا كاسرًا العظام.
وقد تجنبت تمار الأيدي الأخرى بالقفز فوقها أيضًا.
كانت تمار ستكون آمنة لولا حقيقة أن المخلوق في تلك اللحظة، ثبت عينيه الشيطانيتين عليها، وأنطلقت ثلاثة أيدي أخرى نحوها من الوادي.
تعثرت الإرث الشابة لجزء من الثانية.
… ثم، صفّر سهم حاد بجانبها واخترق إحدى عيني الرجس. وبعد لحظة، غاص سهم آخر في العين المتبقية لمخلوق الكابوس البغيض، مما أفقده البصر تمامًا.
هز هدير متألم السهل.
بعد أن هبطت على الأرض، فعلت تمار قدرتها المستيقظة وتراجعت إلى اليمين، متجنبة أن يمسكها الرجس الأعمى. كانت لتكون في ورطة لو كان بإمكانه الرؤية، لكن الآن، كانت الأمور مختلفة.
بعد أن تخلصت من الدم النتن الذي سقط على نصل سيفها العظيم، استعدت للهجوم وألقت نظرة سريعة إلى الخلف.
كان راي مشغولاً بصد اليد المقطوعة… إذن من أطلق تلك الطلقات الرائعة؟.
كانت الفتاة الجميلة، راني، تقف بالقرب من كومة المعدات المفرغة، وهي تحمل قوسًا بسيطًا منحنٍ. كان شعرها الأسود يتراقص في مهب الرياح، وكان هناك تعبير غريب من الهدوء على وجهها الشاحب.
كانت عيناها السوداوان تلمعان بشيء يشبه… الحماس؟.
كانت تسحب القوس مجددًا بالفعل، ولامست ريشة السهم المصنوع يدويًا خدها الأبيض.
وببعض الذهول، التفتت تمار إلى الرجس الضخم.
‘…لقد قالت إنها لائقة في استخدام القوس.’
إذا كان هذا لائقًا فقط… فإن تمار لم تكن تعلم حتى ما هو العظيم.
بينما كانت تدفع جسدها للأمام، ظهرت فكرة طائشة في ذهنها.
قالت راني أيضًا إنها لديها بعض الخبرة في التجول في البرية ويمكنها التعامل مع السيف بشكل جيد.
فجأة، أرادت تمار أن تعرف ما هو تعريفها لـ ‘جيد’.
ترجمة أمون