عبد الظل - الفصل 1763
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1763 : بحر الغبار
غادر صني الزنزانة الموجودة تحت الأرض في حالة مزاجية معقدة. بصراحة… كان مضطربًا بعض الشيء.
‘قال ويفر… أنهم سيفتحون البوابات.’
لكن من يكونون ‘هم’ الذين تحدث عنهم ويفر؟.
السَّامِيّن ؟، الشياطين؟، أم أحد آخر تمامًا؟.
كان هناك شيء واحد جعل صني يشعر بالقلق. هو حقيقة أن لا أحد يعرف من هو ويفر، لذا فإن الشيطان الغامض لم يكن يُشار إليه بـ ‘هو’ أو ‘هي’. بدلاً من ذلك، استخدمت التعويذة الضمير المحايد ‘هم’ لوصف شيطان القدر.
إذن… هل كان ويفر هو الذي فتح الفراغ، ربما؟.
ومع ذلك، لم يكن هذا منطقيًا كثيرًا، نظرًا لأن الأحرف الرونية وصفت شيئًا قاله الشيطان الغامض. لذا، كان من المفترض أن تكون ‘سأفتح البوابات’، وليس ‘سيفتحون’… إلا إذا كان ويفر لديه عادة الإشارة إلى نفسه بضمير الغائب.
وكانت هناك مشكلة اللغة الرونية نفسها أيضًا، التي لم تتبع بالضرورة نفس قواعد الضمائر كما في اللغة البشرية. لم تلمح الأحرف الرونية التي كتبها سجين الكاتدرائية المدمرة إلى أن ويفر كان يتحدث عن نفسه.
ولكن مع ذلك، مع ذلك…
‘حتى فات الأوان.’
ماذا كان يعني وصف ‘نسيج العظام’ بالضبط؟.
إذا كان صني يعرف شيئًا واحدًا… فهو أن ويفر كان أكثر السَّامِيّن رعبًا، على الرغم من أنه لم يكن الأقوى. لم يثق أحدٌ بشيطان القدر المخادع ولو قليلاً. هز رأسه ومشى نحو الدرج الحجري، لكنه توقف بعد ذلك وبقي بلا حراك لفترة من الوقت.
وعندما عاد للخلف، توقف أمام الزنزانة مرة أخرى.
استدعى صندوق الطمع، ومزق الباب الفولاذي الضخم بعنف من مفصلاته ورماه في فك الخزانة المرعب. ثم، سحب أحد المشاعل من مكانها وحملها بعيدًا، غير منزعج من اللهب الشبحي على ما يبدو.
يجب على الشخص الذي تم نبذه من العالم أن يكون عمليًا.
لماذا سيترك الأشياء الجيدة خلفه؟.
****
قضى صني بضعة أيام أخرى في المدينة المظلمة، يستكشف الأنقاض بفضول. في السابق، كان محدودًا في الأماكن التي يمكنه الذهاب إليها وما يمكنه رؤيته – كانت هناك مخلوقات الكابوس في كل مكان، وكانت قوته غير كافية بشكل مؤسف للتجول بحرية.
ولكن الآن، أصبح صني قويًا بما يكفي لتطهير المدينة المظلمة بأكملها في غضون ساعات. للأسف، كل الرجسات التي لم يتمكن من اصطيادها كانت ميتة بالفعل، قتلت إما على يد الرعب القرمزي أو نيفيس.
ومع ذلك، كان بإمكانه على الأقل استكشاف جميع الأماكن التي أراد زيارتها. لم يكن هناك الكثير من المعلومات المهمة المتبقية لتُكتشف هنا، لكن كان هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يعرفها والتي ستكون مثيرة للاهتمام فقط للباحثين مثله.
الطقوس، التفاصيل اليومية للحياة العادية، الثقافة… أشياء من هذا القبيل. في نهاية الأمر، جمع صني العديد من المعلومات التي كانت ستجعل تقرير الاستكشاف عن الشاطئ المنسي أكثر شمولاً. للأسف، كان يجب وضع جميع هذه المعلومات في ملحق ‘غير متعلق بالقتال’، الذي لم يكلف معظم المستيقظين أنفسهم بقراءته.
‘يا لهم من برابرة…’
أنهى أعماله في الأنقاض وتركها خلفه. بعد ذلك، بدأ صني بجولة طويلة لزيارة التماثيل الستة المتبقية لأبطال الشاطئ المنسي.
زار الكاهنة أولاً، لأنها كانت خارج أسوار المدينة مباشرة. وتسلق إلى يدها وجلس هناك لفترة، متذكرًا اليوم الذي وصل فيه إلى المدينة المظلمة مع نيفيس وكاسي.
كان حينها… بالكاد في السابعة عشرة من عمره، لا يعرف شيئًا عن العالم. كان قد تعلم للتو أن هناك أمورًا أكثر في الحياة من مجرد النجاة بمرارة.
راقب صني السماء السوداء لفترة، شاعرًا بالندم لأن شمس الشاطئ المنسي قد اختفت لأول مرة. لن يراها ترتفع من كف الكاهنة مجددًا.
في النهاية، لف نفسه بالظلال وقفز للأسفل، طافيًا بأجنحة داكنة نحو الأرض البعيدة.
التالي كان تمثال الصياد، حيث كانت المجموعة قد أحرقت عش العناكب الحديدية ذات مرة. زار القوس العملاق من الرخام الأبيض على القمة التي كانوا يستريحون عليها ويلعبون ألعابًا في الطريق، وكذلك نزل إلى قاع الوادي من حيث برز تمثال الباني.
ومن الغريب أن تلك الاستراحة على القوس الأبيض محفورة في ذاكرته بشكل واضح. شعر صني بالندم لأنه لم يأخذ أعضاء المجموعة إلى شاطئ حقيقي… والآن، فات الأوان. لن تتاح له مثل هذه الفرصة مرة أخرى.
هل كان هناك حتى شواطئ حقيقية متبقية في عالم اليقظة؟، يجب أن يكون هناك. فالأغنياء يحبون رفاهيتهم.
بعد ذلك، طاف حول المدينة البعيدة من الغرب ووصل إلى نصب اللورد. هذا التمثال، كان قد رآه أثناء المسير مع جيش الحالمين نحو البرج القرمزي. لم يكن لصني ذكريات خاصة حول هذا التمثال، لكنه كان لا يزال ذا أهمية كبيرة.
وذلك لأنه، إذا كان صحيحًا، فإن اللورد الأول للقلعة الساطعة قد هزم ذات مرة رجسًا قويًا هنا، وحصل على شظية الفجر كمكافأة. كانت تلك الذاكرة، التي عدلها صني، لا تزال واحدة من أقوى الأدوات في ترسانة نيف.
كانت هي السبب الذي بفضله تمكنوا من الهروب من الشاطئ المنسي… قطعة ثمينة من الإرث، تلقوها من أولئك الذين قاتلوا ضد هذا المكان الملعون قبلهم.
انحنى صني أمام تمثال اللورد وواصل رحلته.
بعد قضاء فترة في استكشاف المنطقة المحيطة بالتمثال الحجري العملاق، انتقل صني ووجد تمثال القاتل بعد بضعة أيام. هذا التمثال، لم يره من قبل – نيفيس، وكاسي، وإيفي كانوا قد شكّلوا بعثة استكشافية للحصول على ذاكرة الشظية التي كانت هنا بينما كان يعيش وحده في المدينة المظلمة.
‘يا للأسف.’
شعر صني بالندم قليلاً لعدم مشاركته في تلك البعثة الاستكشافية. كونه مستخدمًا للظلال، شعر بارتباط خاص مع القاتل، الذي كان قاتلًا متخفيًا. فقد خدمه خنجر القاتل جيدًا قبل أن يُدمر عندما فقد الاتصال بتعويذة الكابوس. بفضل نصله الشبحي، تمكن من هزيمة هاريس، خادم اللورد الساطع الوحشي.
ومن المضحك أن هذا المكان كان أيضًا المكان الذي حصلت فيه كاسي على الراقصة الهادئة. لم يعرف صني أبدًا نوع مخلوق الكابوس الغريب الذي يمكن أن يترك خلفه صدى غريبًا كهذا… هل كان حقًا سيفًا واعيًا؟، إذا كان الأمر كذلك، فلا بد أن المعركة كانت صعبة للغاية. بعد استكشاف محيط التمثال، وجد صني بالفعل عددًا لا يحصى من الأنصال المكسورة المدفونة في الغبار. يمكنه تخيل النصب التذكاري للقاتل محاطًا بمقبرة سيوف شاسعة…
بحلول هذا الوقت، لم يتبقَ سوى تمثالين على قائمته.
كان التمثال غير المكتمل للغريب بعيدًا في الجنوب، على حافة العالم السفلي. تردد صني لفترة، لكنه في النهاية قرر تجاوز هذا التمثال.
لم يكن يريد الاقتراب من الجبال الجوفاء في أي وقت قريب – أو، يفضل الا يفعل أبدًا.
ولم يتبقَ سوى تمثال الفارس.
… ومن المفارقات أنه كان المكان الذي قضى فيه ليلته الأولى على الشاطئ المنسي. بابتسامة خافتة، استدعى صني الكابوس وأرسل حصان الحرب المظلم عبر حافة الفوهة الضخمة.
كان قد عبر الفوهة على متن قارب مؤقت مصنوع من عظام الشياطين في المرة السابقة. هذه المرة، كان البحر المظلم قد اختفى، ويمكن اجتياز الجرح الفظيع الذي تركه سقوط الكائن الساطع على الشاطئ المنسي سيرًا على الأقدام.
كان صني فضوليًا لمعرفة ما كان مخبأً في قاعها، لذا أخذ وقته في استكشافها بوتيرة مريحة.
وجد العديد من العظام البشعة، ولكنه لم يجد شيئًا أشعل اهتمامه. بالقرب من مركز الفوهة، تحولت الأرض إلى زجاج أسود، وفي قلبها تمامًا، كانت هناك حفرة مستديرة تؤدي إلى أعماق الأرض. لابد أن ذلك كان المكان الذي أتى منه البحر المظلم ليلاً، والمكان الذي تراجع إليه عند الفجر.
حدق في الظلام لفترة.
‘لا بد أن يكون هناك العديد من التجاويف الكهفية أسفل الشاطئ المنسي، أليس كذلك؟، كان على كل تلك المياه أن تذهب إلى مكان ما. ما لم يتدفق مباشرة إلى عالم جهنمي آخر.’
وإذا كانت هناك مثل هذه التجاويف لكان مدخلها سيكون أمامه مباشرة. ومع اختفاء البحر المظلم، سيكون فارغًا. كانت فكرة النزول وقضاء بضعة أشهر في استكشاف الكهوف تحت الأرض تبدو جذابة… ما نوع الحطام الذي سيجده هناك؟.
ولكن في نهاية المطاف، قرر صني عدم القيام بذلك.
كان متأكدًا من أن الكهف الكبير، إذا كان موجودًا حقًا… فسيكون قذرًا بشكل لا يُصدق.
بالإضافة إلى ذلك، كان قد تجول في الشاطئ المنسي لفترة طويلة بالفعل. كانت زيارة التماثيل تستغرق وقتًا أطول مما توقع صني، ويرجع ذلك في الغالب إلى أنه كان يأخذ وقته ويستكشف العديد من الأماكن المثيرة على الطريق.
والآن بعد أن اختفت متاهة المرجان القرمزي، تم الكشف عن أشياء كثيرة من تحتها. أنقاض قديمة، عظام عتيقة… جميعها تالفة للغاية لتزويده بأي معرفة مفيدة، ولكنها لا تزال ساحرة.
على أي حال، مر الكثير من الوقت. وعيد ميلاده كان… متى كان؟.
أحصى صني الأشهر وأدرك أنه كان على وشك الاقتراب. كان قد احتفل بالعيد السابق في مكان ما خلال الرحلة الجهنمية عبر الجبال الجوفاء، لذلك لم يكن يريد الاحتفال بآخر في كهف عفن.
و… كان لديه موعد.
ناظراً إلى الشرق، ابتسم صني بقتامة.
كان هناك سبب لحمله شعلة مخيفة معه على طول الطريق من المدينة المظلمة…
كان لديه وعد ليوفي به، ودين يجب سداده.
ترجمة امون