عبد الظل - الفصل 1737
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1737 : نزهة في الحديقة
عندما أدى الظلام المروع لبوابة الكابوس إلى شق الواقع، خف ضوء الشمس وتحول بشكل غريب للكئيب، مما جعل العالم يبدو خاليًا من الألوان. اندفعت رياح باردة عبر الحديقة المغطاة بالثلج، كما لو أن السماء نفسها قد تم امتصاصها في الشق الأسود. وبعد لحظة، ضربت موجة صدمة مخيفة الجنود، مما جعلهم يترنحون.
رفرف معطف نيف الأبيض في الرياح، ولكن لم يتحرك أي من القديسين الأربعة.
للحظة، كان الكائن الوحيد الذي يتحرك في منطقة التأثير هو القديسة. كانت تمشي بثبات نحو الباب، وهي تشع بإحساس من البرود واللامبالاة الحتمية.
حدق كاي في ظهرها للحظة، ثم مسح حلقه.
“يبدو أن صداك مثير للإعجاب حقًا، لورد شادو. وأنيق أيضًا… بتصميم درع أنيق وبسيط… ذو طابع أحادي اللون، ولكنه غني ومعبر بدلاً من أن يكون مملًا. يا له من استخدام جميل للتنوع في الشكل والملمس لموازنة نقص اللوحة الديناميكية… رائع حقًا!، لحظة… أين كنت؟”
صمت للحظات، ثم أضاف بابتسامة محرجة:
“صحيح. ما أردت قوله هو… يمكن لصداك أن يوقف الرجسات المرعبة ويكسر زخمها. وسنتبع من خلفها ونتعامل مع مخلوقات الكابوس الذين يتجاوزونها.”
نظر إليه صني وأمال رأسه قليلاً.
“…يجاوزونها؟”
تردد كاي قليلاً، غير متأكد مما سيقوله.
“نعم… هناك احتمال كبير بما فيه الكفاية أن تصل هذه البوابة إلى الفئة الثالثة، بعد كل شيء. حتى لو كان صداك متساميًا… قد يكون الأمر صعبًا بعض الشيء.”
ابتسم صني خلف القناع.
“راقب فقط.”
استدار ونظر إلى القديسة. لم يكن لدى كاي ونيفيس ومورغان خيار سوى اتباع مثاله.
في الواقع، شعر صني بالحرج بعض الشيء، حيث وقف هنا فقط دون أن يفعل شيئًا بينما تقوم القديسة بكل العمل…
كان سيستدعي كرسي الظل ويجلس، لكن للأسف، كان ذلك الكرسي عادةً يقف خلف مكتب الاستقبال في المتجر المبهر. ويمكن لأي شخص قد زار قاعة الطعام أن يتعرف عليه بلمحة واحدة.
‘الوقوف هنا بشكل محرج هو الحل، على ما أعتقد.’
أمامهم، ظهر أول مخلوقات الكابوس من الشق المظلم لبوابة الكابوس. كان وحشًا ضخمًا بجسد منتفخ، مع عضلات مخيفة تتحرك بسلاسة تحت جلده الرمادي المتين. بدت ساقاه الخلفيتان غير مكتملتين النمو، لكن أطرافه الأمامية كانت ضخمة بشكل بشع، تشبه جذوع الأشجار المتحجرة.
انحنى زوج من الأنياب الحادة إلى الأعلى من فكه، بطول الرماح.
أطلق الوحش زئيرًا مدويًا واندفع للأمام، واهتزت الأرض من خطواته الثقيلة.
لم تبطئ القديسة من حركتها. فقط خفضت ترسها، لتلتقي بالاندفاع الوحشي وجهًا لوجه في منتصف الطريق.
في اللحظة التالية…
اصطدمت الأنياب المرعبة بالترس العقيقي وتحطمت. ثم أتى دور رأس المخلوق. انفجرت جمجمته مثل قرع متعفن، متناثرة على الثلج كموجة قرمزية. اصطدم الوحش الضخم بالترس وتحول إلى عجينة على سطحه، فقط ليتم رميه جانبًا بحركة معصم بسيطة بعد لحظة، ساقطًا على الأرض ككومة دموية بلا حياة.
كان الأمر كما لو أنه استخدم القديسة للانتحار.
واقفا بجانب صني، رمش كاي.
بدت نيفيس، التي رأت الظل الصامت من قبل، غير متفاجئة. وكانت مورغان أذكى من أن تظهر أي رد فعل، لكن نظرتها أصبحت أكثر حدة قليلاً.
ابتسم صني.
أمام البوابة، خرجت المزيد من مخلوقات الكابوس من الظلام المروع. موجة منهم، بدا كل واحد منهم قويًا بما يكفي لتمزيق مركبة مدرعة إلى أشلاء.
وأخيرًا، بدت القديسة تولي اهتمامًا لهم.
ممسكة بسيفها، اندفعت إلى الأمام وتحولت إلى ضباب داكن. انفجرت سحابة من الثلج والجليد والأرض الممزقة في الهواء من حيث دفعت قدمها الأرض.
بحلول الوقت الذي سجلت فيه عيون الجنود ذلك، كانت بالفعل بين الرجسات.
بالنسبة لهم، بدا الأمر كما لو أن إعصارًا من الظلام نزل على موجة مخلوقات الكابوس، ممزقًا لحمهم من عظامهم ومحولًا إياهم بسرعة إلى ضباب دموي قرمزي اللون. وملأت أصوات الضجيج الهواء، وانهمرت الجثث المقطوعة على الثلج، والذي سرعان ما تحول إلى اللون الأحمر وذاب تحت حرارة العنف المروع.
وبطبيعة الحال، أمكن للمتساميين الأربعة متابعة المعركة بوضوح.
بالنسبة لهم، بدا الأمر مختلفًا تمامًا.
وبدلاً من إعصار الظلام الضبابي، رأوا القديسة تحمل سيفها برشاقة تقشعر لها الأبدان، وتحصد أرواح المخلوقات مع كل حركة. كانت مهارتها في استخدام السيف قوية ودقيقة، وكل خطوة محسوبة، وكل ضربة مائلة فعالة بشكل لا تشوبه شائبة وقاتلة بلا مفر.
ارتفع السيف الأسود وسقط، قاطعًا الرجسات إلى نصفين. تأرجح الترس العقيقي محطمًا جماجمهم ومكسرًا أجسادهم. كان سيفها مثل نصل المقصلة القاسي، بينما كان ترسها مثل جدار لا يمكن اختراقه من الحجر الأسود المصقول.
كانت القديسة طاغية لدرجة أنه حتى عندما كانت محاطة بالمسوخ والشياطين، بدت كأنها هي التي تجسد الجحيم الحقيقي. على الرغم من المجزرة المروعة التي كانت ترتكبها، بقي درعها الداكن نظيفًا تمامًا، دون أن تلطخ قطرة واحدة من الدم الكريه سطحه العقيقي.
كانت فنونها القتالية المرعبة والجميلة أشبه برقصة أنيقة، تتيح لها التنقل بين الجثث المتساقطة دون أن تتلوث بقذارتها.
اصطدم بها مد الرجسات وتوقف مرتجفًا وتحول إلى ضباب من الدم أمام الجنود المذهولين.
أخذت مورغان نفسًا عميقًا.
“يا لورد شادو، صداك هذا… مخيف جدًا.”
أومأ كاي ببطء.
“نعم، صحيح. يجب أن تكون تعتز بها كثيرا.”
ألقى صني نظرة سريعة عليهم، ثم عاد لمواجهة بوابة الكابوس
“…في الواقع، إنها ثاني أضعف خدمي”
والذي كان صحيحًا تقنيًا – بعد كل شيء، بين ظلاله، كان الوحيد الذي يحتل مرتبة أقل من القديسة هو المُقلد الرائع. بالطبع، لن يراهن صني على أن أيًا من ظلاله الأخرين سينجو في معركة ضد قديسة العقيق.
لم يكن متأكدًا حتى أنه سينجو من شيء كهذا، إذا ساءت الأمور.
حدق كاي فيه بعينين واسعتين، مما دفع صني للابتسام خلف القناع.
“…ثاني أضعف؟”
أومأ.
“لقد قتلت الأصلية عندما كنت نائمًا، بعد كل شيء. كان ذلك منذ زمن طويل.”
شحب الرامي الجميل.
“ن-نائم؟، قتلت تلك… عندما كنت نائمًا؟”
بقي صني صامتة للحظة، ثم هز كتفيه.
“بالتأكيد. عند التفكير في الأمر، من بين مخلوقات الكابوس التي قتلتها عندما كنت نائمًا، كانت واحدة من الأضعف أيضًا.”
كانت القديسة مجرد مسخ مستيقظ في ذلك الوقت، وقد قتل صني العديد من المسوخ من رتب وفئات أعلى على الشاطئ المنسي… بما في ذلك طاغوت عظيم. لذا، إذا أخذنا في الاعتبار القوة الصافية فقط، فقد كانت القديسة بالفعل في الطبقة الأدنى من الكائنات التي قتلها هناك.
فتح كاي فمه، ثم أغلقه، ثم فتحه مرة أخرى.
أخيرًا، لم يعرف ماذا يقول، فاستدار بتصلب.
ضحك صني داخليًا.
‘آه!، لقد اشتقت لمضايقة هذا الرجل!’
أمام بوابة الكابوس، دمرت القديسة بلا رحمة الموجة الأولى من الرجسات.
وكان نفس المصير ينتظر الموجة الثانية، والثالثة. لم ينجح أي مخلوق من مخلوقات الكابوس في الهروب من نصلها.
بينما كان يراقب مشهد المذبحة المرعبة، لم يستطع صني إلا أن يشعر بشيء من الحنين.
تذكر بوضوح المرة الأولى التي واجه فيها بوابة كابوس. كيف قاتل بيأس، وكيف بدت المهمة مستحيلة في كبح جماح مد الرجسات. وفي النهاية، كان سيفشل لولا وصول جيت في الوقت المناسب.
ومع ذلك، هذه المرة… كانت فئة البوابة أعلى بمرتبة واحدة عن تلك التي دافع عنها كمونغريل. ومع ذلك، لم يكن عليه حتى أن يحرك إصبعه. كان أحد ظلاله فقط كافيًا لاحتواء التهديد، ولم يكن عليه حتى أن يمنحها التعزيز الكامل لجميع ظلاله.
مر الكثير من الوقت، وتغيرت العديد من الأمور. بعضها للأفضل، والبعض الآخر للأسوأ.
ألقى صني نظرة سريعة على نيفيس وكاي بينما خرج حارس البوابة أخيرًا من الشق.
بدا المخلوق مثل جبل من اللحم الرمادي، كان جسده الشاهق مليء بالعضلات المنتفخة، والأنياب الحادة، والأشواك الدموية، والدروع العظمية البشعة. زأر بغضب، مما جعل الحديقة بأكملها ترتجف.
من مظهره، كان طاغية فاسدًا.
وقفت القديسة على كومة من الجثث، ونظرت إليه ثم قررت أخيرًا أن تستدعي الظلام العنصري من قلبها. غلفت هالة مظلمة سيفها الأسود، وشعر صني ببرودة تسري في عموده الفقري.
تألقت عيناها الياقوتيتان بضوء قرمزي غاضب.
اندفع الطاغية إلى الأمام، وفي نفس الوقت، مزق النصل الأسود العالم.
‘…والآن من الذي يتباهى؟’
بدأ خط رفيع يظهر ببطء على جسد المخلوق الشاهق والقوي، مقسمًا إياه إلى نصفين عموديين. ثم بدأ ينزف ببطء.
ترنح الطاغية، ثم انهار ببطء على الأرض، وانهار جسده إلى قطعتين دمويتين.
تحدث السوار العملي في أذن صني:
[لقد قتلت طاغية فاسدًا.]
[يزداد ظلك قوة.]
كانت هذه هي الشظايا الوحيدة التي تلقاها صني من هذه المعركة.
عند النظر إلى جثث مخلوقات الكابوس المقتولة، والتي تراكمت عالياً في الحديقة التي أصبحت فجأة صامتة، تنهد.
‘يا للتبذير.’
نظرت القديسة إلى قطع الطاغية النازفة بلا مبالاة، ثم استدارت ونظرت إلى صني.
بعد أن تلقت إيماءته، خطت خطوة إلى الخلف وذابت في الظلال.
بعد لحظات قليلة، عاد إليه الظل المخيف والمجنون بصمت و اندمجا مع المشاغب، الذي كان يتظاهر بأنه ظل عادي طوال الوقت، مستريحًا بهدوء على الأرض تحت قدميه.
نظر صني إلى مورغان وبقي صامتًا للحظة.
“أعتذر. سأحاول أن أمنحكِ فرصة لمشاهدة مهاراتي في وقت آخر.”
ترجمة امون