عبد الظل - الفصل 1731
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1731 : نصل القتل
كانت مدينة NQSC لا تزال ترتعش في أحضان الشتاء، ولكن كانت رائحة الربيع تملأ الهواء. وكانت الأزقة المهجورة في الضواحي تغرق في الثلج القذر والظلال العميقة، حيث لم يكن هنالك أحد لينظف الثلج ولا أضواء تبدد الظلام. وقفت العديد من خلايا البشرية المتداعية فارغة، وتشكل جدرانها العالية آبارًا مظلمة.
هجر الأشخاص الذين كانوا يقطنون هذه الخلايا منذ زمن بعيد، تاركين مهد الإنسانية إلى الامتداد الشاسع والمروع لعالم الأحلام.
كان صني متكئاً على جدار في أحد الأزقة. مرتدياً الدرع المخيف لعباءة العقيق، ويخفي وجهه خلف قناع – وهو ما لم يكن زيًا مناسبًا لعالم اليقظة تمامًا. ربما كان مظهره ليخيف المارة العاديين، لو كانوا موجودين. ولكن، بما أنه كان واقفاً في الظلال، لم يكن بإمكان أي إنسان عادي رؤيته على أي حال.
‘يبدو الأمر غريباً. بالكاد أستطيع التعرف على المكان.’
كانت الضواحي اليوم مختلفة تمامًا عن الأحياء الفقيرة المكتظة بالسكان والخانقة التي نشأ فيها. كان الزمن يتغير، وكانت NQSC تتغير معه.
في وقت من الأوقات، اعتقد صني أن العالم لا يتغير. حدثت الاضطرابات العظيمة في التاريخ – الحروب المدمرة، وظهور تعويذة الكابوس، والإنجازات الأسطورية للجيل الأول – قبل فترة طويلة، وأعادت تشكيل طرق البشرية. ولكن بحلول الوقت الذي ولد فيه، كان كل شيء يبدو ثابتاً ومستقراً، ولذلك، اعتبر هذه الاستقرار كان أمراً مفروغًا منه.
كان شعوراً غريباً، أن يدرك أنه يعيش في قلب التاريخ بدلاً من ذلك. من كان يعلم أنه لم يكن هناك أي استقرار على الإطلاق، وأن الواقع الذي كان يعرفه كان عابراً مثل السراب؟.
تنهد ولمس قناعه لفترة وجيزة.
كان القناع الذي كان يرتديه هو الذاكرة التي صنعها، [بالتأكيد لست أنا]. على عكس قناع ويفر، الذي كان يشبه الوجه الشرس للشيطان، كان هذا القناع بشرياً تماماً، وخالياً من التعابير. مع الظلام الذي يستقر في عينيه، كان القناع الخالي من المشاعر مخيفاً تماماً.
كما أنه لم يكن مريحًا مثل قناع ويفر، مما جرح كبريائه قليلاً كحرفي.
تنهد.
‘ذلك الرجل الكسول في باستيون عديم الفائدة حقاً.’
ربما لم يكن إطلاق الأسماء على نفسه أمرًا صحيًا للغاية، لكنه كان مسليًا بالتأكيد.
نظر صني الى الأسفل.
كانت الكثير من الأمور تحدث في الوقت نفسه. كانت نيفيس قد تلقت أوامر شيوخ عشيرة فالور وكان من المفترض أن تلتقي به اليوم لنقل رغبتهم. وفي نطاق الأغنية البعيد، كانت رَين قد شقت طريقها إلى مخيم بناة الطرق المتجولين وتم توظيفها كعاملة. وأما الرجل في باستيون… الحقيقة هي أنه لم يكن لديه وقت للتكاسل.
من لعب دور مورد الذكريات لحراس النار إلى التحضير لصنع سيف لنيفيس، كان تجسده ذاك هو الأكثر انشغالًا الآن. ناهيك عن أنه كان عليه أن يصنع بعض الذكريات لرَين قبل استيقاظها.
وكانت الحرب تقترب، والوقت ينفد.
…وفي الوقت نفسه، كانت نيفيس متأخرة.
كان صني يشعر بالملل. وليتخلص من الملل، أرسل بعض الطاقة إلى السوار العملي واستدعى الأحرف الرونية.
درسها لفترة، وراجع ذكرياته، وأخيرًا ركز نظره على قائمة ظلاله.
وسرعان ما اشتعلت الرونية التي تصف ثعبان الروح في الظلام.
[الظل: ثعبان الروح].
[رتبة الظل: متسامي].
[فئة الظل: رعب].
وصف الظل: [عندما أتت النهاية، كان الظل هو آخر السَّامِيّن الذين تم تدميرهم. استاء الكثيرون منه لإنشاء الموت، ولكن في النهاية، أحتضن الموت الجميع.]
توقفت نظرته على الوصف.
قرأ صني هذه الأحرف الرونية لأول مرة منذ وقت طويل جدًا. في ذلك الوقت، بدا كل شيء غريبًا وغامضًا. والآن، رغم ذلك… على الرغم من أنه يعرف المزيد عن كيفية خلق سامي الظل للموت وما يعنيه، إلا أن وصف ثعبان الروح لا يزال يمس لغزًا عظيمًا.
أحد الألغاز العظيمة الأخيرة التي لم يتمكن صني من حلها بعد.
كان يعرف كيف بدأت الحرب بين السَّامِيّن والشياطين، ولماذا. لكن كيف انتهت؟، كيف دُمِّر السَّامِيّن ؟، ما الذي يمكن أن يقتل منشئ الموت؟.
في الوقت الحالي، لم تكن هناك إجابة.
هز رأسه قليلاً، وواصل صني قراءة الأحرف الرونية.
سمات الظل: [مرشد الظل]’1’، [مرشد الروح]، [سلاح الروح]، [وحش الروح]، [رفيق الروح].
كانت ثلاث من السمات موجودة من قبل. الأولى عززت تحكم صني في الجوهر عندما كان الثعبان في شكله كوشم، والثانية سمحت للثعبان بأن يصبح سلاحًا، والثالثة سمحت له بأن يتخذ شكل وحش.
كانت سمات [مرشد الروح] و [رفيق الروح] جديدة.
ركز عليهم.
[السمة: مرشد الروح].
[مرشد الروح] وصف السمة: “يعزز ثعبان الروح المعدل الذي يستطيع به سيده امتصاص الجوهر العنصري.”
بالطبع، تم كتابة اسم السمة ووصفها بواسطة صني نفسه، وكان ذلك نتيجة لملاحظاته وتفكيره. في الواقع، لم يكن يعرف إذا كانت هذه القوة الجديدة للثعبان سمة منفصلة أم تطورًا لسمة [مرشد الظل]. ومع ذلك، كان هناك فرق مهم بين الاثنين جعله يقسمهما.
كان الفرق أن سمة [مرشد الظل] تعمل فقط عندما يكون الثعبان في شكل وشم، بينما سمة [مرشد الروح] تعمل سواء كان وشمًا، أو سلاح الروح، أو وحش الروح، فإن جوهر الروح – على الأقل الخاص بالظلال – سيبدو أكثر نشاطًا حول الثعبان، ويغذي روح صني بشكل أفضل.
وربما كان هناك شيء آخر في هذه السمة، لكنه لم يكن يعرف. على أي حال، كانت مفيدة جدًا.
وبالمثل، يتضمن اسم ووصف سمة [رفيق الروح] بعض التخمين من جانب صني. كان قد افترض في البداية أنها تطور لقدرة [الفولاذ الأفعواني]، لكنه في النهاية قرر خلاف ذلك.
[السمة: رفيق الروح].
[رفيق الروح] وصف السمة: “يمكن لثعبان الروح أن يندمج مع قشرة الظل لسيده، مما يمنحها بعض قدراته.”
شعر صني أنه لم يستكشف أعماق هذه السمة بعد، لكن ما كان يعرفه هو أنه مثلما يستطيع الثعبان تعزيز جسده كوشم، فإنه يمكنه أيضًا تعزيز قشرة الظل. القدرات التي يمكن للقشرة أن تستفيد منها كانت [ناهب الأرواح] ‘1’ و[نصل القتل].
وبالحديث عن القدرات..
توقف لبرهة، ثم استمر في قراءة الأحرف الرونية.
قدرات الظل: [الفولاذ الأفعواني]، [ناهب الأرواح]، [نعمة الظلال]، [عديم الشكل]، [علامة الظلال]، [نصل القتل].
كانت القدرات الأربع الأولى مألوفة جدًا لصني. الأولى تسمح لشكل سلاح الروح للثعبان بأن يتخذ شكل أي سلاح، الثانية تمنح صني جزءًا من جوهر الذين قتلتهم الثعبان بشكل سلاح الروح أو وحش الروح، والثالثة تسمح لصني بأن يمنح الثعبان لشخص آخر، والرابعة تسمح للثعبان بأن يتخذ أشكال الظلال التي تسكن في روحه.
القدرتان الخامسة والسادسة كانتا جديدتين.
[علامة الظلال]… كانت قدرة غريبة، ولم يعرف صني الكثير عنها، إذ لم تتح له فرصة جيدة لتجربتها.
[القدرة: علامة الظلال].
وصف القدرة [علامة الظلال]: “يسمح ثعبان الروح للورد الظلال بوضع علامة على أتباعه.”
بصراحة، لم يكن صني يعرف كيف تعمل هذه القدرة بالضبط، لذا سمح لنفسه ببعض الحرية في وصفها. كان قادرًا على اكتشاف أن الثعبان يمكنه… إنشاء نسخ أضعف من نفسه، لعدم وجود كلمة أفضل. من الناحية النظرية، يمكن أن يقوم صني بوضع وشم ثعبان على شخص ما، وبعد ذلك سيولد ثعبان روح صغير في روحه.
ما الذي يمكن أن يفعله هذا الثعبان الصغير؟، هل هو كائن جديد أم تجسيد للثعبان؟، لم يكن متأكدًا. حاول صني وضع علامة على ظلاله، لكن بما أنها لم تكن تمتلك أرواحًا طبيعية، لم تنجح القدرة. كما حاول وضع علامة على رَين، لكن لم يحدث شيء. خمن أن الروح تحتاج إلى أن تكون مستيقظة على الأقل لتغذي وتستوعب الثعبان الصغير، ولتأخذ علامة الظلال مكانها.
وبما أنه لم يكن هناك متطوعون آخرون، انتهت تجاربه هنا.. في الوقت الحالي.
كل ما استطاع قوله هو أن [علامة الظلال] كانت مرتبطة بـ [نعمة الظلال]، أو ربما حتى تطورًا لها. كانت طريقة لمشاركة بعض فوائد كونه سيد ثعبان الروح دون أن يتخلى عنه بالكامل.
وأخيرًا… كان هناك [نصل القتل].
أكثر قدرات الثعبان غموضًا.
ما كان مكتوبًا بالأحرف الرونية أتى في الغالب من حدس صني، ولم يكن مؤكدًا إلا قليلاً فقط من خلال بعض الملاحظة الدقيقة. فشيء كهذا… كان من الصعب مراقبته.
[القدرة: نصل القتل].
[نصل القتل] وصف القدرة: “عندما يكون ثعبان الروح في شكل سلاح الروح، فإنه يجسد جانب الموت لسامي الظل. وبذلك، يتجاهل إرادة الكائنات العظمى.”
ربما كان ينبغي على صني أن يكتب كلمة ‘إرادة’ بالأحرف الكبيرة. المخلوقات ذات الرتب العليا، مثل الطاغية الفاسد، الإدانة، كان لديها طريقة لإخضاع العالم لإرادته…
وما هي الإرادة الأبرز لكل الكائنات الحية؟.
إرادة البقاء. الإرادة في الاستمرار في الوجود.
لذا، لم يكن قتل الكائنات القوية حقًا مجرد مسألة قطعها. كان يجب أن تتفوق نية القتل للقاتل على إرادتهم في الوجود أيضًا. بدون الإرادة الاستبدادية للقتل، فإنه حتى أَكثر الأنصال حدة لن تتمكن من قطع جلدهم، ولن تتمكن أبشع الجروح من إخماد حياتهم.
…إلا إذا كان ثعبان الروح متورطًا.
من ما يمكن أن يقوله صني، عندما يتخذ الثعبان شكل سلاح الروح، فقد كان قاتلًا للكائنات العظمى بقدر ما كان قاتلًا للكائنات الدنيوية. لم يكن لديه تجربة غنية في قتل الرجسات القوية حقًا، لذا كانت هذه العبارة غير مؤكدة… ولكن، من ما رآه صني، كان ذلك أيضًا أمرًا لا يمكن إنكاره.
لم يكن متأكدًا من كيفية عمله، بالضبط – ربما يعزز إرادة القتل لديه، أو ربما يضعف إرادة العدو للبقاء… أو حتى يتم تجاهلها تمامًا. على أية حال، كان متأكدًا من أن شكل سلاح الروح للثعبان كان مميتًا بشكل لا يمكن تفسيره.
وهذا ما لم يكن مفيدًا له بشكل خاص حاليًا، نظرًا لأن معظم الأعداء الذين قاتلهم لم يمتلكوا تلك الإرادة القوية.
ومع ذلك، شعر صني أنه مع استمرار نمو قوته، فإن مستوى الأعداء الذين سيواجههم سيصبح أيضًا غير معقول بشكل متزايد… ولذلك، فإن [نصل القتل] سيكتسب أهمية أكبر وأكبر في المستقبل. بدرجة هائلة.
‘إذا عشت بما يكفي لأرى ذلك المستقبل.’
بينما كان يفكر في ذلك، كان هناك صوت، وشعر بحركة في محيط إحساسه بالظل.
وسرعان ما شقت مركبة شخصية فاخرة طريقها بصعوبة عبر الثلج وتوقفت على مسافة منه. فُتح باب الركاب، وخرجت شخصية مألوفة من المركبة، تنظر حولها بتعبير بارد.
طرد صني الأحرف الرونية وابتسم خلف القناع.
وصلت نيفيس.
***
1: لم تظهر حروف ثعبان الروح منذ المجلد الرابع والذي كانت ترجمته تسليكية والان تم تغير بعض الأسماء: من [دليل الظل] إلى [مرشد الظل] ومن [حاصد الروح] إلى [ناهب الأرواح].
-المؤلف- فصل واحد اليوم، ثلاثة غدا.
ترجمة امون