عبد الظل - الفصل 1727
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1727 : شجار بأبعاد ‘العمالقة’
لم يكن الرعب الزحف طويلًا مثل إيفي و’العملاق’ السجي، ولكنه كان لا يزال مخلوقًا عملاقًا. لذلك، فقد حجب جسده الضخم رؤية ‘العملاق’ الأخر لبضعة لحظات قبل أن يسقط.
استخدمت إيفي هذه اللحظات لتقصير المسافة بينها وبين العدو دون أن تُرى.
بحلول الوقت الذي تحطم فيه الرجس الضخم على الأرض، لم يكن لدى ‘العملاق’ السجي أي وقت للرد. كل ما استطاع رؤيته هو العملاقة الفولاذية تندفع نحوه بسرعة هائلة، وكان جسدها أشبه بمثال للكمال البدني والشكل الرياضي المثالي. كانت الريشة البيضاء لخوذتها ترفرف خلفها مثل تيار رغوي.
اهتزت الأرض مع كل خطوة من خطواتها الرشيقة ولكن المدوية.
لم تضيع إيفي أي وقت للهجوم.
كانت غير مسلحة، لكن ذلك لم يعني أنها كانت عاجزة.
قفزت فوق الرعب الزاحف، وغرزت قدميها في الأرض وأمسكت بيد ‘العملاق’ السجي الذي طرح الرجس الأخر أرضًا.
ثم، استندت إلى الخلف، وتوازنت على قدم واحدة ورفعت قدمها الأخرى، مثنيةً إياها عند الركبة، وبعد لحظة، انطلقت قدمها إلى الأمام مثل كبش حصار مدمر ووجهت ركلة جانبية مدمرة إلى صدر ‘العملاق’ ذو الستة أذرع المسلحة.
دوى صوت رعدي مدوٍ فوق المدينة المحترقة، ومزقت موجة صدمة غير مرئية الدخان المتصاعد. كانت قوة ركلة إيفي مروعة لدرجة أن شبكة من الشقوق ظهرت على حجر السج الأسود الموجود على صدر ‘العملاق’. تراجع ‘العملاق’ نفسه إلى الخلف، وبدت حركاته بطيئة بسبب حجمه الهائل.
كان من الممكن أن يتم قذف ‘العملاق’ السجي إلى الخلف ويسقط على الأرض، مدمرا عشرات المباني، لولا أن إيفي كانت لا تزال ممسكة بيده.
في نفس الوقت الذي دفعت فيه جسد ‘العملاق’ الضخم نحو الخلف، زأرت إيفي ولوت ذراعه، وسحبته في الاتجاه المعاكس. استخدمت إيفي الارتداد من ركلتها لصالحها، حيث أضافتها إلى قوتها ووجهت جهدًا مرعبًا إلى حجر السج.
كان هناك صوت تشقق الحجر، وهدير مشؤوم لشيء يجب أن يكون غير قابل للتدمير وهو يتمزق.
في اللحظة التالية، انفجر مفصل مرفق ‘العملاق’ السجي إلى مطر من الشظايا المسننة. تساقطت مثل النيازك، مسببةً سحبًا من الغبار ترتفع في الهواء. قامت إيفي بلف ذراع ‘العملاق’، ممزقةً إياها من الكتف تمامًا، ثم مزقتها بالكامل.
وأخيرًا، بعد أن تحرر من قبضتها، تم إلقاء الرجس ذو الستة أذرع إلى الخلف…
وبطبيعة الحال، بحلول هذا الوقت، كان قد أصبح رجسًا بخمسة أذرع فقط.
والأهم من هذا…
سحقت إيفي أصابع اليد الممزقة، وأمسكت بإحدى أسلحة ‘العملاق’ السجي. سقط صولجان أسود ضخم في قبضتها بشكل مريح، وتشكلت ابتسامة شرسة على شفتيها خلف القناع.
والآن… لم تعد غير مسلحة.
“عملاقان؟”
ارتفع صوتها فوق الأنقاض، مما جعل السماء ترتعش.
اتخذت إيفي خطوة إلى الأمام.
“أحدهما مصنوع من الحجر، والآخر مثير للاشمئزاز. كلاهما غير قابل للأكل. ما جدوى وجودكما الحقير؟”
وبذلك، اندفعت إلى غابة أسلحة السج.
كان ‘العملاق’ قد تعافى بالفعل من ضربتها وأطلق وابلًا من الهجمات، وكانت أذرعه الخمسة المتبقية تتحرك مثل دعامات عجلة عملاقة.
وبحلول هذا الوقت، كان رعب الزحف قد استعاد وعيه. على الرغم من أن الرجس كان قد جُرح وتم تجريده من دفاعاته القوية – سحابة الضباب السام وسرب اليعاسيب الوحشية – إلا أنه كان لا يزال مخلوقًا مرعبًا. انكمش جسده الضخم، ثم انطلقت موجة من المجسات الضخمة من تحته، بهدف الالتفاف حول ساقي إيفي.
‘آآه!، مقزز!’
فوجئت إيفي وتمايلت. تمكنت من صد ثلاثة من أسلحة ‘العملاق’ بالصولجان الأسود، لكن اثنين آخرين أصاباها في الكتف، مرسلين صدمة قوية عبر جسدها ومحدثين نهرًا من الشرر عندما احتكَّا بالفولاذ المصقول لدرعها.
‘هراء…’
كانت المجسات القوية للرعب الزحف تقيد حركتها، مغلفةً ساقيها الاثنتين وذراعًا واحدة. في نفس الوقت، كان ‘العملاق’ السجي يمطرها بالضربات من فوق. تمكنت من حماية رأسها، لكن جذعها كان يتعرض للضرب، وكان درع صدرها على وشك الانحناء إلى الداخل.
لا يزال الدرع الأعلى صامدًا، ولكن كان له حدود أيضًا.
كانت إيفي في مرتبة أعلى من المخلوقين الدنيئين، ولكنهما كانا يتفوقان عليها بستة فئات. وفي نهاية الأمر، ما كان يهم أكثر… هو أنها ببساطة لم يكن لديها عدد كافٍ من الأطراف لتواجههما معًا!.
‘أيها اللقطاء!’
زمجرت، وحاولت تمزيق المجسات بالقوة الخالصة، لكن اللحم الإسفنجي كان زلقًا ومرنًا جدًا. حاولت كسر ذراع أخرى من ‘العملاق’ السجي بضربة قوية من صولجانها، ولكن دون جدوى منعت ثلاثة من أسلحته ضربتها، بينما اصطدم اثنان آخران بخوذتها. كل ما حققته كان أنها أصبحت مذهولة.
بدا الوضع مقلقًا.
‘ماذا… أفعل؟’
زمجرت إيفي بغضب ثم أبعدت خوذتها، كما لو كانت تدعو ‘العملاق’ المرعب لسحق جمجمتها.
وبالفعل، سقط سيف سبجي على الفور من الأعلى، مستهدفًا شطر جمجمتها.
نظرت إلى أعلى، واضعة وجهها في مسار النصل الضخم…
وأمسكته بأسنانها.
توهجت عيون إيفي بفرحة مظلمة، وانحنت زوايا فمها إلى الأعلى بابتسامة شرسة.
ثم شددت فكها، وحطمت نصل السج.
تُرك ‘العملاق’ المرعب ممسكًا بالمقبض فقط. تحرك، مخططًا لإنزال أسلحته الأربعة المتبقية عليها، لكن في تلك اللحظة، نظرت إيفي إليه، وأسنانها لا تزال مكشوفة في ابتسامة.
وبعد لحظة، تحركت شفتيها، وبصقت شظية حادة من السيف الهائل نحو وجهه. أُطلقت شظية النصل السبجي في الهواء كالصاروخ بسرعة تتجاوز سرعة الصوت وانغرست في عين ‘العملاق’، مدمرة إياها تمامًا.
على الرغم من أن ‘العملاق’ كان لديه سبع عيون أخرى، إلا أنه تراجع للخلف.
أعطى ذلك إيفي كل الوقت الذي تحتاجه، توقفت عن النضال ضد رعب الزحف، الذي كان يحاول سحبها إلى الأرض، وفجأة ركعت وعضّت أكبر مجس، ومزقته بأسنانها.
أطلق الرجس البشع صرخة مروعة وتراجع، وتدفق نهر من الدم الفاسد من المجس الممزق.
بصقت إيفي الجسد المقزز، وأغرقت بحرًا من النيران أسفلها في سيل الدماء، وابتسمت.
‘آرغ، طعمه مثل… طعمه مثل الفضلات!’
باستخدام الضعف اللحظي ‘للعملاق’ الحقير، استخدمت ذراعها المحتجزة للإمساك بمجس آخر، وسحبته إلى فمها، ومزقته أيضًا.
وكانت كلتا ذراعيها حرة.
كان ‘العملاق’ السجي شاهقًا فوقها بالفعل، وقد رفع أسلحته الأربعة المتبقية لسحق رأسها.
اندفعت إيفي إلى الأمام من وضعية ركوعها. واصطدم كتفها ببطن ‘العملاق’، والتفّتا ذراعيها حوله.
ثم هرب هدير وحشي من بين شفتيها الملطختين بالدماء.
انشق الدرع على ظهرها تحت أربع ضربات مدمرة، لكن قدرتها المستيقظة أوقفت الأسلحة السجية من إلحاق أية أضرار جسيمة.
جمعت كل قوتها، ورفعت ‘العملاق’ السجي في الهواء. ليس عاليًا جدًا، لكن بما يكفي لتجريده من أي قوة دفع.
‘والآن… أذهب.. بعيدًا!’
قامت إيفي بلف عمودها الفقري، وانحنت إلى الخلف و’ألقت العملاق’ فوق نفسها، وأدت حركة سوبلكس’1′ فوضوية.
بالطبع، لم تصدم ‘العملاق’ السجي بالأرض.
…بل صدمته بالرعب الزاحف.
ارتجف العالم، وفتحت شقوق عميقة في الأرض المتصدعة.
وبحلول الوقت الذي تعافى فيه ‘العملاقان’ المرهقان…
سقط عليهما ظل رشيق ذو أجنحة من الأعلى، تبعته أغنية مخيفة غمرت أجسادهما كموجة ساحقة.
ترجمة امون