عبد الظل - الفصل 1722
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1722 : مناورة المقلاع
كانت فرقة الذئاب عبارة عن وحدة عسكرية خلال الحملة الجنوبية، تتألف من حوالي مائة جندي مستيقظ وعشرة أضعاف هذا العدد من الجنود العاديين، بالإضافة إلى فصيل من منصات الحرب المتنقلة وإسطبل قوي من المركبات المتخصصة. لم يكن غالبية الأعضاء العاديين في فرقة الذئاب متخصصين في الخطوط الأمامية، بل كانوا أفراد دعم يهدفون إلى تسهيل وتعزيز فعالية القتال للمستيقظين.
ومع ذلك، تضخمت الفرقة في السنوات القليلة الماضية، وتحولت إلى كتيبة تضم ألف مقاتل مستيقظ متمرس وحوالي خمسة آلاف جندي عادي. وقد تميزت أيضًا كواحدة من أكثر الوحدات القتالية نخبة في القوات الحكومية، وحصلت على اللقب الرسمي ‘جيش الذئاب’.
كان الذئاب، في المقام الأول قوات صادمة (هجومية). كانوا غالبًا ما يقاتلون بمعزل عن باقي القوات الحكومية أو يقودون الهجوم، حيث ينزلون مباشرة إلى أكثر المواقع شراسة في ساحة المعركة من قلادة الوحش الأسود.
هذا صحيح. لم يكن لدى إيفي جيشها الخاص فحسب، بل كانت تحمله معها أيضًا في كثير من الأحيان. وكانت استراتيجيتهم الأكثر شيوعًا هي أن تتحول إلى شكلها العملاق، وتشق طريقها إلى نقطة استراتيجية مهمة، وتنشر فيلقها في ومضة من العنف الصادم.
وكان الأمر نفسه اليوم.
عندما صدم زئير إيفي مخلوقات الكابوس الأقرب، ظهرت صفوف من الجنود على أنقاض المدينة المحترقة، كما لو كانوا يسيرون خارجين من أعماق الجحيم.
وبعد لحظة، كانت طليعة المستيقظين قد أطلقت بالفعل وابلاً من السهام والأسلحة القاذفة والقدرات بعيدة المدى.
في الوقت نفسه، أطلقت مركبات المدفعيات الثقيلة قذائفها الارتجاجية، وعادت الحياة إلى منصات الحرب المتنقلة الثقيلة، واشتعلت النيران في فوهات أسلحتها.
كان مقاتلو الأسلحة اليدوية قد أغلقوا صفوفهم بالفعل، وشكلوا كتيبة فضفاضة.
…إنهار عليهم مد مخلوقات الكابوس في حالة هيجان وجنون، لكن أنتهى بهم الأمر ممزقين ومكسروين ومدفوعين للخلف.
“أظهروا لهم الجحيم!”
رعد صوت إيفي الصاخب من الأعلى.
بتشجيع من رؤية قائدتهم، أطلق الذئاب عواءً شرسًا وضاعفوا جهودهم لنزع أحشاء مخلوقات الكابوس.
‘اللقطاء الوقحون…’
انحنت ومررت يدها عبر أنقاض أحد المباني، وأمسكت برجس ضخم واستخدمته كقذيفة لسحق العشرات وتحويلهم إلى عجينة دموية.
راقبت إيفي ساحة المعركة من الأعلى.
وعلى الأقل في هذه اللحظة، كان كل شيء يسير وفقًا للخطة.
كان لدى الذئاب هدف بسيط ولكن محوري – تأمين معقل في المدينة المدمرة ليعمل كحصن ضد سرب مخلوقات الكابوس.
وُضعت البوابات السبع بعيدًا عن مجرى النهر الجاف، لذا تم تجميع معظم الرجسات على الجانب الآخر من وسط المدينة. كان الموقع الذي نشرت فيه إيفي فرقة الذئاب على أطراف المركز، فوق أكبر مأوى مدني تحت الأرض، وبالقرب من محطة التحكم الاحتياطية المسؤولة عن أنظمة الدفاع الآلية للمدينة.
كان عليهم دفع مخلوقات الكابوس إلى الخلف، وإنشاء خط ناري لا يمكن اختراقه، وإعادة تشغيل أنظمة الدفاع، وتأمين الحدود، والمساعدة في توجيه المدنيين الناجين نحو المأوى.
وفي الوقت نفسه، ستتقدم القوة الرئيسية لجيش الربع الغربي من الخلف بقيادة كاي، وتطهر الجزء الغربي من المدينة من الرجسات، وتنضم إلى جيش الذئب، مما يرسم خط المعركة بوضوح عبر وسط المدينة.
كانت هذه هي الخطة، على الأقل.
بالطبع، اعتمدت الخطة بأكملها على افتراض واحد: أن يكون القديسون الثلاثة قادرين على قتل، أو على الأقل كبح، الأهداف الرئيسية، حراس البوابات.
لأنه بغض النظر عن مدى تميز الذئاب وخبرتهم، وبغض النظر عن عدد جنود جيش الربع الغربي، فإن الجنود البشريين مثلهم غير قادرين ببساطة على إيقاف ‘العمالقة’، ناهيك عن مواجهة الرجس العظيم في معركة.
نظرت إيفي إلى الشكلين الشاهقين ‘للعملاقين’، حيث كان كل منهما يقترب. وبدا أن الطاغية الفاسد كان يتجه نحو جيش الربع الغربي، الذي كان قد دخل بالفعل في معركة دموية وسط شوارع المدينة.
كانت تلك مشكلة كاي الآن… للأسف، بدا أن التعزيزات ستتأخر.
ورغم ذلك، كان الرعب الحقيقي هو الطاغوت العظيم، الذي تخلّى عن الضواحي وعبر جدران المدينة المدمرة، متجهًا ببطء نحو جيش الذئاب.
كان المخلوق لا يزال على بُعد عشرات الكيلومترات، ولكن وجوده كان يشعرها بالاختناق بالفعل.
‘لا يزال بإمكاننا الفوز.’
في هذه المعركة، كان لدى الجيش الحكومي سلاح سري، وهو مسؤول كبير من عشيرة فالور العظيمة…
القديسة أغنية الساقطين.
كانت المعلومات هي شريان الحياة في الحروب، خاصةً عند التعامل مع مخلوقات الكابوس، التي كان الكثير منها يمتلك قوى عظيمة ومهيبة. وكانت معرفة عدوك في كثير من الأحيان تشكل الفارق بين الحياة والموت.
ومع همس كاسي في آذان إيفي وكاي وجيت، سيعرفون ما يستطيع العدو فعله بمجرد وصول الرجس إلى نطاق قدرتها النائمة.
…وبالطبع، لا يمكن لأحد سوى الثلاثة أن يعرف أن العرافة العمياء التي تخدم ملك السيوف كانت تساعد الحكومة سراً.
‘من الجيد أن يكون لديك أصدقاء…’
وبينما كانت إيفي تفكر بهذا، تحدثت جيت فجأة بصوت هادئ، وبارد:
“أعتقد أن الوضع يتطلب استخدام مناورة المقلاع.”
نظرت إيفي إلى أسفل، ودرست المرأة الصغيرة والجميلة التي تقف على راحة يدها. كانت عيون حاصدة الأرواح الزرقاء الجليدية مليئة بالعزم القاتم و البرودة القاتلة.
“تلك؟، هل أنتِ متأكدة؟”
أومأت جيت برأسها، ثم ابتسمت بخفة.
“نعم. سأماطل الطاغوت العظيم حتى تنتهي أنتِ وكاي من التعامل مع حراس البوابة الآخرين. ولا تلعبي بطعامك وتعالوا لمساعدتي بأسرع ما يمكن.”
ترددت إيفي للحظة، كابتة تعابير قلقها.
كانت جيت محقة. التعامل مع اثنين من ‘العمالقة’ كان بالفعل خارج نطاق الإمكان… وإذا سُمح للطاغوت العظيم بالانضمام إلى المعركة والانضمام إلى قواتهم، فسيكون محكومًا على الجميع بالهلاك.
وفي نهاية المطاف، ابتسمت ببساطة.
“حسنًا. فقط… لا تقتليه قبل وصولنا!، أو إذا فعلتي وحصلتِ على ذاكرة سلاح، أعطيني إياها. أنتِ تملكين بالفعل بقايا إرث، في حين أنني سئمت من محاربة الرجسات بيدي العارية. دائمًا ما تلتصق أحشاءهم بين أصابعي. وهذا أمر مثير للاشمئزاز…”
ابتسمت جيت.
“اتفقنا. والآن… افعلي ذلك قبل أن أغير رأيي!”
تنهدت إيفي، ثم حركت جسدها، مما جعلها تعيد يدها التي كانت تقف عليها جيت إلى الخلف ببطء. ومدت ذراعها الهائلة إلى الخلف، محافظة عليها على مستوى كتفها.
لم تكن مناورة المقلاع شيئًا تعلمتاه الاثنتان من كتب العلوم العسكرية. بل كانت شيئًا ابتكرتاه بعد المشاركة في عدد لا يحصى من المعارك معًا.
حسنًا، تسميتها بـ’مناورة’ كانت في الغالب مزحة. أحبتا فقط كيف يبدوا الأسم جادًا، وهو أمر مضحك بعض الشيء، بالنظر إلى الإجراء الفعلي.
في الوقت نفسه، كان الإجراء المعني بسيطًا إلى حد ما.
أجهدت إيفي عضلاتها، وزفرت، ثم مدت ذراعها إلى الأمام.
كانت يدها تدور، وكفها المفتوح يواجه الرياح. كان من الممكن أن تنزلق جيت وتسقط إلى الأسفل لولا حقيقة أن الضغط التسارعي دفعها إلى الجدار العمودي من الفولاذ المصقول. لو كانت إنسانًا عاديًا، لكانت قد سحقت تحت هذا الضغط، ولكن كان جسدها المتسامي متماسكًا بشكل كبير. تحملت، وركعت ببطء ونظرت إلى الأعلى.
وتسبب مرور الذراع الهائلة بإعصار صغير. شخرت إيفي… ودفعت كفها إلى الأمام بكل قوتها، وأطلقت جيت في الهواء مثل صاروخ يتجاوز سرعة الصوت.
حلقت حاصدة الأرواح في السماء، في اتجاه الطاغوت العظيم البعيد بسرعة مروعة.
وبينما فعلت، أصبح جسدها فجأة محاطًا بخيوط من الضباب الشبحي.
ترجمة امون