عبد الظل - الفصل 1708
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1708 : الصياد
خلعت رَين معطفها الشتوي ودروعها الخفيفة وحتى سترتها العسكرية، ولم تترك سوى قميص الهنلي وسترة من الصوف. لن يحميها أي مقدار من الدروع من الشيطان المستيقظ، لذا أرادت أن تكون حركتها رشيقة وسلسة قدر الإمكان. بدا الأمر شاعرياً بعض الشيء، وكأنها تعلن أنه لن يكون هناك تراجع، بل النصر فقط… أو الموت.
وكان أيضا مضحكا بعض الشيء. غالباً ما يُظهَر المحاربون المستيقظون وهم يستعدون عقلياً للمعركة أثناء ارتداء دروعهم، لكنها كانت تفعل نفس الشيء من خلال خلعهم. كانت هذه هي الحياة البائسة للصياد الدنيوي.
كانت الاستعدادات قد اكتملت منذ فترة طويلة، وتم نصب الفخاخ. كل ما كان على رَين فعله هو المغامرة في أعماق الغابة ومواجهة الشيطان.
أخذت نفسا عميقا، وقامت بسلسلة من تمارَين التمدد. كانت دائمًا رشيقة، ولكن بعد سنوات من التدريب تحت يد الظل الشرير، أصبح جسدها المرن مثل جسد الأفعى… لا، مثل لاعبة الجمباز. لاعبة جمباز رشيقة جدًا وأنيقة!، كان ذلك تصورًا ذهنيًا أفضل بكثير.
ومع ذلك، كان عليها أن تكون حذرة عند بذل قصارى جهدها. لم يكن جسدها البشري الدنيوي يواكب مهارتها وتدريبها، لذا كان من السهل أن يتعرض للأذى.
“ماذا تكونين، راقصة باليه؟”
نظرت رَين إلى معلمها بصمت.
“ألم تخبرني ذات مرة أنك أفضل راقص في العالم… بل في عالمين حتى؟، إذاً من هي راقصة الباليه؟”
سعل.
“حسنًا، آه… إذا قال معلمك ذلك، فهذا صحيح!، كان هناك مرة رقصت فيها مع أميرة في حفلة راقصة، وفور انتهاء الحفلة، سحبتني إلى غرفة خاصة. لا، انتظر… أم كنتُ أنا من سحبها إلى غرفة خاصة؟، على كل حال، انتهينا بالوصول إلى الغرفة الخاصة!”
ابتسم معلمها بتعبير من الحنين.
“واسمحي لي أن أخبركِ، ما حدث في تلك الغرفة… آه، لم يكن أقل من مغير حياة…”
حدقت فيه رَين للحظة، ثم تظاهرت بالاشمئزاز.
“عجوز منحرف…”
تأثر بالإهانة.
“من تناديه بالعجوز؟!، لا، انتظري، من تناديه بالمنحرف؟!”
لم تتجرأ على الرد، فهزت رأسها بصمت. لكن في الوقت نفسه… لاحظت رَين أن توترها السابق قد اختفى بالكامل تقريبًا. شعرت بالهدوء والاستعداد، كما لو أن هراء معلمها المألوف يمكن أن يحول أي موقف، بغض النظر عن مدى خطورته، ليبدو عاديًا وشائعًا أيضًا.
أخذت رَين نفسًا عميقًا وتفحصت أسلحتها للمرة الأخيرة.
قامت بالفعل بربط قوسها، وكانت جعبتها مليئة بالسهام – صنعت السهام بنفسها، وصنعت رؤوس السهام من عظام الرجسات المستيقظة. كان الرمح الخاص بها جاهزًا للاستخدام، بينما تم شحذ خنجرها حديثًا.
وأخيرا، كان هناك سيفها. سحبت التاتشي من الغمد وفحصت نصله.
في تلك اللحظة تحدث معلمها فجأة:
“انتظري لحظة. بالنسبة لهذا الصيد… سأقرضكِ شيئًا أفضل.”
اقترب أكثر، ثم انحنى، وامتدت يده نحو ظل سيفها.
في اللحظة التالية، حدث شيء غريب. بدا أن يد معلمها وصلت إلى الأرض وسحبت الظل منها. فجأة، لم يعد لدى التاتشي ظل بعد الآن… ومع ذلك، كان هناك تاتشي متطابق في يده، مصنوع بالكامل من الفولاذ الأسود عديم اللمعان.
نظرت إليه رَين، وشعرت فجأة بقشعريرة باردة تسري في عمودها الفقري.
بدا التاتشي الأسود… حادًا بما يكفي ليقطع العالم لنصفين، كأنه سيف مصنوع من نية قتل بحتة. كان الأمر كما لو أنها كانت تنظر إلى الموت نفسه.
وتم إلقاء هذا السيف الغريب عليها بلا مبالاة بعد لحظة.
“آه!”
سارعت رَين للإمساك به وأمسكت بالمقبض الأسود، كان الأمر غريبًا… على الرغم من الشعور الساحق بالقوة الباردة والمظلمة التي تنبعث من السيف الأسود، إلا أنها كانت تشعر كأنه تمامًا مثل سيفها الخاص في يدها. الوزن، الثبات، حتى الشعور اللمسي بالجلد الملفوف حول المقبض.
نظرت إلى معلمها بصمت.
كان من السهل نسيانه بسبب طبيعته الهادئة والطفولية… ولكن معلمها كان ذو قوة هائلة. في الواقع، لم تكن تعرف بالضبط مدى قوته. وكانت مثل هذه اللحظات هي الوحيدة التي تُذكِّر رَين فيها بهذه الحقيقة.
سحب سيف يستحق أن يستخدمه قديس من العدم؟، بغض النظر عن مدى صدمتها، كان هذا بالضبط نوع الأمور التي كان سيفعلها معلمها.
قامت بتغليف التاتشي الأسود بعناية، مع التأكد من أنه لا يمزق الغمد.
“يبدو أن هذا السيف أقوى من أن يستخدمه إنسان عادي. أنت لم تنس أنني لا أستطيع التحكم في جوهري، أليس كذلك؟”
هز معلمها كتفيه.
“لا بأس. إنه مملوء بجوهري.”
أومأت رَين برأسها، ثم جمعت الأشياء التي كانت ستتركها خلفها ووضعتها في فجوة بين جذور الشجرة القديمة، لتعود إليها لاحقًا. ووضعت سيفها الأصلي فوق الكومة بترتيب.
وقفت ونظرت نحو عمق الغابة، ثم بدأت في المشي.
وبينما كانت تفعل، تحدث معلمها:
“يجب أن يكون هذا السيف قادرًا على قطع لحم شيطان مستيقظ حتى في يديكِ، ومع ذلك، لا تعتمدي عليه كثيرًا، تذكري… السيف مجرد أداة، أنتِ هي السلاح، وأنتِ الشخص من عليه أن يقتل العدو، وليس سيفكِ.”
أومأت رَين بهدوء.
“أنا أتذكر.”
قامت بتطهير عقلها من كل ما يشتت انتباهها، مع التركيز فقط على الصيد.
الشيطان الذي كانت تعتزم قتله… كان يُعرف باسم ‘الصياد’، ومن المثير للسخرية تمامًا. كان هذا هو الاسم الذي أطلقه عليه الناس في قلب الغراب، ولكن في الواقع، كان الاسم الصحيح للمخلوق هو فارس الكأس.
كان السبب خلف اختيار رَين ومعلمها له هو على وجه التحديد وجود الكثير من المعلومات التي يمكن معرفتها عن فرسان الكأس. لم تكن هذه الرجسات مخلوقات كابوسية مستقلة بعد كل شيء، بل كانوا أتباعًا متوسطي الرتبة ‘لعملاق ساقط’.
كانت أراضي ‘العملاق’ على بعد حوالي مائة كيلومتر من هذه الغابة. ومن قبيل الصدفة، كانت تقع بين قلب الغراب وإحدى المدن الكبرى الأخرى في نطاق الأغنية، مما يمنع بناء طريق مناسب. ومنذ عام أو نحو ذلك، قاتلت سونغ سيشان ‘العملاق’ ودمرته، مما أدى إلى محو معظم أتباعه في هذه العملية وتبعثر الباقيين.
تذكرت رَين تلك الحادثة جيدًا لأنه تم إصدار سلسلة من المهام من قبل مجلس المدينة في أعقاب المعركة، وكلها تتعلق بمطاردة الرجسات المتبقية. لم تكن بمستوى كافٍ لتتحداهم، لكن كانت العديد من مجموعات المستيقظين كذلك. لذلك، تم القضاء بسرعة على الأتباع الباقين أحياءً ‘للعملاق’ المقتول.
كلهم عدى فارس الكأس الذي وجد طريقه إلى هذه الغابة. على الرغم من حقيقة أن الرجس قد فقد جواده الوحشي، مما جعله أضعف بكثير، إلا أنه تمكن بعد ذلك من تدمير عدة مجموعات قد غامرت بالدخول إلى الغابة لقتله.
ربما كان هناك شيء مميز بشأن هذا الشيطان بالتحديد، أو ربما كان المحاربون المستيقظون غير مستعدين. على أية حال، فقد أُجبروا على التراجع، وحصل فارس الكأس المخيف بشكل غريب على لقب ينذر بالشؤم، وهو ‘الصياد’.
لم تعتبر رَين نفسها أقوى من المحاربين المستيقظين الذين حاولوا قتل المخلوق في الماضي. ومع ذلك، كانت بالتأكيد أكثر حذرًا واستعدادًا مما كانوا عليه.
لذلك، لقد كانت ذاهبة لإصطياد الصياد.
وبمجرد أن تفعل، سوف يستيقظ جوهرها، وستكون قادرة على البدء في تشكيل نواة الروح.
وبمجرد أن تتشكل نواة روحها… عندها، أخيرًا، ستكون أقوى.
ترجمة امون