عبد الظل - الفصل 1703
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1703 : تغازل الموت
كانت كلمات صني معلقة في الهواء، متناقضة بشكل حاد مع ابتسامته المهذبة. بدا السيدان الشابان متجمدين بمكانهما، وكأنهما غير قادرين على استيعاب ما سمعاه للتو.
أخرج ميرسي من عشيرة داغونيت نفسا مكبوتًا.
وفي الوقت نفسه، اتسعت عيون الصاعد تريستان.
كان وجهه المتجمد في حالة من الذهول وعدم التصديق، وبدأ يتلوى ببطء بتكشيرة من الغضب المبرر.
مرتعشًا من الغضب، صرخ بصوت عالٍ:
“كيف تجرؤ؟!”
لم يستطع صني تصديق ذلك تمامًا. حبس أنفاسه، وكان قلبه ينبض بجنون.
‘هل… هل سيقولها؟، سيقولها!، بالتأكيد سيقولها!’
وبقيت ابتسامته مهذبة تماما.
“أنا أجرؤ. لماذا، ألم يكن ذلك واضحًا من تعليقي؟، أم أن عيبك جعلك أصمًا؟، يا الهـي … أبكم وأصم. يا له من قدر مؤسف. لديك تعاطفي.”
نظر السيد الشاب إليه بفم مفتوح. بعد لحظات من الصمت، أشار تريستان بإصبع يرتجف نحو صني وهسهس:
“أنت تغازل الموت، أيها الهجين (مونغريل)!”
‘لقد قالها!’
لقد قالها حقًا. كان ذلك… صني لم يجد الكلمات. كانت الأمر حقًا مدهشًا للغاية.
كان يكافح من أجل قمع موجة الضحك.
‘رائع بالفعل. لكن ما الذي يحدث مع أبناء المورثات واستخدامهم لكلمة الهجين (مونغريل) لوصف الناس؟’
بذل صني جهدًا هائلًا للحفاظ على رباطة جأشه، وهز كتفيه.
“من المضحك أن تقول ذلك، لكنني بالفعل هجين (مونغريل) إلى حدٍ ما.”
اتسعت ابتسامته، مما بدا أنه أربك السيد الشاب أكثر فأكثر.
مع تحول وجه الصاعد تريستان إلى لون أحمر مثير للقلق، مد يده وزمجر:
“لقد ذهبت بعيدًا جدًا، أيها الوغد… أنت بحاجة إلى أن تتعلم درسًا. أنا، تريستان من وردة الدرع، أتحداك في مبارزة!”
رمش صني.
‘هاه؟’
لا، كان يتحدث مجازيًا فقط عندما أشار إلى أن الأحمق ربما قد سقط على رأسه. ولكن الآن، يبدو أن هناك بعض الحقيقة في هذا البيان؟.
في هذه الأثناء، جذب خلافهم انتباهًا كبيرًا. كان الناس في الفناء يحدقون بهم بتعابير غريبة. تخلى السيد ميرسي عن محاولاته لسحب الوريث الثاني بعيدًا، وكان ينظر حوله بيأس.
‘مبارزة، هاه…’
مسح صني الابتسامة من على وجهه وقال بلهجة جادة:
“أرفض.”
ابتسم تريستان.
“عظيم!، إذًا استدعي… هاه؟، ماذا؟، ترفض؟”
أومأ صني.
“نعم. أنا أرفض. ماذا، هل أنت حقاً أصم؟”
بدا السيد الشاب مرتبكًا. حدق به بحيرة للحظات، ثم سأل بصوت مرتعش:
“كيف يمكنك أن ترفض؟، هذا جبان!، أ-أليس لديك أي شرف؟”
مُتسليًا، هز صني رأسه ببساطة.
“هذا صحيح، أنا جبان، وليس لدي أي شرف. في الواقع، لن يتم رؤيتي ميتًا وأنا أتمتع بالشرف. يا له من شيء مقيت.”
بعد أن تعرض لمضايقة من سيد شاب متعجرف وسُئل عما إذا كان يغازل الموت، كل ما كان يحتاجه صني ليعيش تجربة الثلاثية الشهيرة الكليشيهية بأكملها هو أن يصفع الصاعد تريستان على وجهه. ومع ذلك، لم يكن لديه أي نية للقيام بذلك…
من كان يعلم، ربما كان الأحمق المسكين يعاني حقًا من عيب يغير شخصيته. كان سلوكه شديد التسرع لدرجة أنه لا يمكن تفسيره بتهور بسيط. بالإضافة إلى ذلك، لن يكون مناسبًا تمامًا لصني أن يتجول ويضرب الأطفال – ناهيك عن أن شخصيته المزعومة غير المؤذية التي صقلها بدقة لم يكن من المفترض أن تكون قادرة على الفوز في مبارزة مع إرث صاعد.
بغض النظر عن رغبته الكبيرة في تعليم الشقي الصاخب درسًا لا يُنسى.
أنفجر الصاعد تريستان بالتنهد والاستياء، وحدق به بأعين غاضبة. ثم ارتسمت ابتسامة ساخرة فجأة على شفتيه.
“لا تكن خائفًا جدًا، أيها الجبان، لن أقتلك!، سنتبارز فقط حتى النزيف الأول. أنا… أرفض رفضك!، استدعِ سلاحك وواجهني!”
نظر صني إليه بدهشة للحظة.
‘آه، إلى الجحيم مع هذا…’
تنهد.
“حتى النزيف الأول؟، حسنًا… أقبل.”
أصبحت ابتسامته مترددة قليلاً.
“لكن، أه… ليس لدي ذكرى سلاح، لذا لا أستطيع أن أستدعي شيئًا.”
عند سماع هذه الكلمات، شحب السيد الشاب تريستان:
“أنت… أنت لا تمتلك حتى ذكرى سلاح واحدة؟، وتُطلق على نفسك صاعدًا؟”
خدش صني مؤخرة رأسه، وكان وجهه مليئًا بالحرج.
“أنا أطلق على نفسي صاعدًا… ولكن ليس كل الصاعدين مثلك، أحفاد عشائر الإرث. شخصيًا، أدير مقهى صغيرًا ومتجرًا… آخر مرة شاركت في معركة، كان عليَّ أن أهرب ونجوت بأعجوبة بحياتي…”
كانت معركة ضد طاغية ملعون، لكن لم يكن عليهم معرفة ذلك.
بدا السيد ميرسي مرتاحًا. أطلق نفساً طويلاً وقال بحذر:
“إذن، دعونا نترك هذا الموضوع. تريستان، من الواضح أنه ليس…”
لكن صديقه هز رأسه بشراسة، مستدعيًا ذكرى.
“لا، لا يمكنني ببساطة أن أترك هذا الموضوع!، أطالب بالرضا!”
وسرعان ما تجسد سيف عظيم ثقيل من شرارات الضوء. سخر بازدراء ودفع السيف بيديه الى يدي صني.
“ها هو. هذا السيف يُسمى محطم القلوب، وهو إرث عائلي لعشيرتي!، سأقرضه لك لليوم. من الشرف لك أن تتمكن من حمله، أيها المحتال!”
وبهذا هز رأسه وتمتم بين أنفاسه:
“هذا، حقًا… أنا لا أفهم لماذا ترتبط السيدة نيفيس بمثل هذا المبذر والمسرف… لا بد أنه خدعها بمظهره، الوغد…”
استل صني سيف العظيم بشكل مرتبك ووضع طرفه على الأرض. حقًا، ما هو هذا الوضع؟، لماذا يزوده الشخص الذي تحداه لمبارزة بسلاح قوي ليقاتل به؟، هل السيد تريستان فعلًا بلا العقل؟.
في الوقت نفسه، استدعى الشاب ذكرى اخرى، هذه المرة سيفًا أخف وزنًا. بدا أنه كان يمنح خصمه ميزة – سلاحًا أفضل وذو نطاق أطول.
كما قام بنزع الطبقات الخارجية من درعه، تاركًا خلفه فقط السترة الدفاعية.
“هيا!، لن أستخدم أي تعاويذ، لذلك لن تكون في وضع غير مؤات!، هل أنت مستعد؟”
بقي صني صامتًا للحظة، ثم هز كتفيه بخجل.
“أعتقد أنني كذلك؟”
ابتسم السيد الشاب تريستان.
“إذًا، ها أنا قادم!، استعد للخضوع، أيها الجبان!”
لوح بسيفه واندفع إلى الأمام.
تحت أنظار الشك المتزايد للجميع المتجمعين في الفناء، بدأت المبارزة.
ترجمة امون