عبد الظل - الفصل 1690
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1690 : نصل لقتل الساميين
ومن المفهوم أن نيفيس بدت متشككة من ادعاءات صني الفظيعة. نظرت إليه بصمت للحظات ثم رفعت حاجبها.
“لكنك مجرد صاعد… اعذرني لصراحتي. كيف يمكن لصاعد إنشاء شيء بهذا القوة؟”
يمكن أن يرى صني كيف أنها قد تشك في قدرته على الوفاء بوعده هذا. لكنه كان صادقًا فيما قال. لأنه كان يفكر في طريقة لتحقيق شيء من هذا القبيل لفترة طويلة جدًا.
توقف للحظة، ثم تنهد.
“الأمر أسهل مما تعتقدين… ليس أن أي صاعد عشوائي سيكون قادرًا على ذلك بالطبع. ولكن طريقتي في إنشاء الذكريات فريدة إلى حد ما، لذا يمكنني فعل أكثر من معظم الأشخاص… من الأسهل بالنسبة لي أن أريكِ. هل تمانعين في إتباعي؟”
لم تتحرك نيفيس، ونظرت إليه باهتمام.
“أنا لا أمانع أن أتبعك، سيد بلا شمس. لكن ليس الآن.”
عبس قليلا.
“ليس الآن؟”
أومأت برأسها ببطء، بوجه ساكن بلا حراك. وكان صوتها هادئًا:
“نعم، أ-أنا…”
صمتت نيفيس للحظة، ثم أضافت بحزم:
“لم أنتهي من كعكتي بعد.”
اعتقد صني أنه سمعها بشكل خاطئ.
‘ماذا؟’
رمش. لكن نيفيس تجاهلت نظرته المرتبكة، والتقطت ملعقتها بأناقة، ووجهت انتباهها إلى قطعة كعكة الكرز.
أكلتها على مهل، وحافظت على تعبيرها الهادئ. لم يتمكن من معرفة ما إذا كانت تستمتع بالطعم أم أنها ببساطة مترددة في إهدار الطعام. وبعد بضعة دقائق، وضعت نيفيس ملعقتها جانبًا، ومسحت شفتيها بمنديل، وأومأت برأسها بلطف.
“شكرًا لك. كم أدين لك؟”
هز صني رأسه ببطء.
“لا، لا. إنها… على المطعم.”
في ماذا كانت تفكر؟، كانوا يتحدثون عن قتل السَّامِيّن ، ثم توقفوا… لتناول الكعكة؟.
لم يعني ذلك أن صني كان يشكو.
في الواقع، كان سيستمتع بمشاهدتها تأكل كعكة كاملة إذا أرادت ذلك بدلاً من قطعة صغيرة.
بل عشر كعكات حتى… على الرغم من أن ذلك سيكون مكلفًا قليلاً…
“هل نذهب، إذن؟”
وقفت ثم أرشدها إلى قبو المُقلد الرائع. على عكس اليوم الذي قاد فيه تيل من الريشة البيضاء لاسترداد [الاعتذار المتأخر]، توجه صني إلى الجزء الخلفي من المتجر.
تبعته نيفيس، وهي تنظر حولها مع لمحة من الفضول. وأوضح بشكل مفيد:
“هذا جزء متجر الذكريات من ‘المتجر المبهر’. كما تعلمين، لا أعلن قدرتي على صنع الذكريات، لذا يعتبرني معظم الزبائن تاجرًا لديه شبكة واسعة من العلاقات. يتصفحون مخزوننا هنا أو يطلبون منا البحث عن ذكرى تتناسب مع مجموعة من المعايير المخصصة.”
أومأت نيفيس.
“التصميم الداخلي أنيق جدًا. إنه يناسبك جدًا.”
‘هاه؟’
لم يكن صني متأكدًا مما تقصده، لكنه ابتسم بامتنان.
“شكرًا لكِ. معظم العملاء يرون المتجر فقط، لكنه في الواقع فقط الجانب الأمامي من عملي. ورشة العمل الخاصة بي تقع خلف ذلك الباب هناك. وخلف هذا الباب يوجد المكان الذي أحتفظ فيه بالمواد القيمة.”
بينما كان صني يفتح الباب، سألت نيفيس بلهجتها المعتادة:
“هل يمكنني أن أسأل لماذا أنت متردد في الكشف عن موهبتك، سيد بلا شمس؟”
توقف للحظة.
“بالتأكيد يمكنكِ. هناك العديد من الأسباب، ولكن بشكل أساسي… أنا لا أحب العشائر العظيمة. من فضلكِ لا تأخذي هذا كإهانة، سيدة نيفيس.”
ابتسمت بشكل خافت.
“لن أفعل.”
قادها صني إلى مخزن المواد، الذي كان عبارة عن قاعة واسعة غارقة في الظلام، ولا يوجد بها سوى عدد قليل من الفوانيس التي تضيء مساحتها. كانت الفوانيس موجودة من أجل أيكو، التي كانت تساعده أحيانًا في الصناعة.
توقفت نيفيس عند المدخل.
كان مخزن المواد مختلفًا تمامًا عن واجهة المتجر المكررة. كان الجو هنا باردًا ومشؤومًا… وحتى شريرًا. كان ذلك لأنه كان مليئًا ببقايا الوحوش، ومعظمها ينتمي إلى مخلوقات كابوسية مروعة حقًا.
كانت هناك عظام بشعة، ودروع مجوفة لرجسات دنيئة، وتحف غريبة من جميع الأنواع. كانت بقايا وحش الشتاء هنا. وكانت شظايا الظلال المتجمدة موجودة هنا أيضًا، بين الجوائز الأخرى التي جمعها صني في السنوات الأربع الماضية.
مشى إلى منتصف المخزن الواسع تحت الأرض واستدار نحو نيفيس، مشيراً حوله.
“يجب أن تُصنع الذكريات القوية من مواد قوية – وإلا فلن تتحمل عبء أسحارها الخاصة. بقايا مخلوقات الكوابيس هي أسهل مصدر يمكن الوصول إليه لمثل هذه المواد، على الرغم من أنها ليست المصدر الوحيد.”
نظرت نيفيس حولها باهتمام خافت.
“… هل صادفت بقايا رجس غير مقدس، إذًا؟، هل هذا ما يمنحك الثقة لتدعي أنك قادر على صنع سيف لقتل السَّامِيّن ؟”
ابتسم صني وهز رأسه.
“لا. في الواقع، ما أردت أن أوضحه لك ليس المواد، بل المخزن نفسه. هل لاحظتي حجمه؟”
أومأت نيفيس برأسها ببطء، مما دفع صني إلى الابتسام.
“لا بد أن القديسة كاسيا أبلغتكِ أن متجري هو في الواقع طاغوت صاعد. وفي الواقع، حجمه الداخلي… يبدو ضخمًا جدًا، أليس كذلك؟”
ترددت قليلا ثم هزت كتفيها.
“من الصعب الحكم بدون معرفة الكائن الذي قتلته للحصول على هذه الصدى. لكن نعم، كنت أتوقع أن يكون أصغر بكثير. ذكريات التخزين البعدية ذات الرتبة الصاعدة عادةً ما تكون أكثر تواضعًا بكثير.”
أشار صني إلى نفسه.
“لكن، كما ترين، هذا التخزين البعدي فريد بعض الشيء. لأن حجمه لا يعتمد على رتبة المخلوق وفئته، بل على قوة روح سيد المخلوق. والتي، في هذه الحالة، ستكون روحي.”
بقيت نيفيس صامتة للحظة.
“يبدو أن روحك قوية بشكل غير عادي، إذن.”
ضحك قليلاً، مما أدى إلى ظهور ابتسامة صغيرة على شفتيها.
“شكرًا لكِ على المجاملة. لكن هذا ليس هو المغزى.”
عبست، ثم نظرت إليه فجأة بنظرة حادة وشديدة.
“هل تقصد القول…”
أومأ صني.
“بالفعل. ليس من المستحيل بالنسبة لي إنشاء ذكرى مرتبطة بروح حاملها، وبالتالي قوية بقدر قوة الحامل. تبدين لي كشخص سيستمر في التقدم والنمو، سيدة نيفيس. لذا، ليس من المستحيل أن يصبح سيفك حادًا بما يكفي لقتل سَّامِيّ يومًا ما.”
كان صني غير صادق قليلًا… ولكن قليلاً فقط.
في الحقيقة، كان طموحه ليس في تكرار سحر صندوق الطمع. ما كان يسعى إليه، وكان يحاول تحقيقه منذ فترة، هو تكرار سمة [الرابطة] لعباءة العقيق، التي كانت مسؤولة عن أن تكون السمة مرتبطة بقوة روحه.
وكان السبب في ذلك هو التغير في منظوره للقوة، ونظرته للذكريات، بعد أن أصبح متساميًا. أدرك صني منذ فترة طويلة أن الكائنات القوية حقًا لا تسعى للحصول على قوة أكبر من الأسلحة التي يستخدمونها والأدوات التي يستخدمونها – وذلك لأنهم بأنفسهم هم القوة. كانت الأسلحة والأدوات تهدف فقط إلى توجيه قوتهم الخاصة، وليس أن تكون مصدرًا للقوة الخارجية.
ومع ذلك، كان الأمر دائمًا عكس ذلك بالنسبة لصني. جعل نفسه محاربًا فتاكًا، هذا صحيح، ولكن معظم انتصاراته أتت من استخدامه بذكاء أسحار ذكرياته القوية، التي كان يمكنه استخدامها بشكل أفضل من المستيقظين الآخرين بسبب تعديل عينيه من خلال نسيج الدم.
وبعد نفيه من التعويذة، فقد معظم هذه الذكريات. وقد أظهر له ذلك، بطريقة قاسية إلى حد ما، الفرق بين القوة الداخلية والخارجية.
لذلك، على الرغم من أن صني استطاع أن يصنع لنفسه ترسانة متنوعة من الذكريات القوية، إلا أنه لم يفعل ذلك. لأنه كان قوياً بما يكفي بحيث لا يحتاج إليها، ولم يرغب في أن يُضل بسبب الاعتماد المفرط على القوة غير المستحقة. كان يفضل تحقيق هذه القوة بنفسه.
وبهذه الطريقة، كان سيسير على خطى أولئك الذين كانوا حقًا سَّامِيّين.
لذا، فإن الذكريات الوحيدة التي أراد صني أن يصنعها لنفسه هي تلك التي من شأنها أن تساعده على توجيه قوته بشكل أفضل، أو توفير راحة بسيطة. أراد أيضًا أن تكون هذه الذكريات قادرة على مواكبة تقدمه.
لذلك… كان عليه أن يتقن سحر [الرابطة].
كانت المشكلة أن تشكيل ذاكرة تمتلك مثل هذه السمة لم يكن سهلاً، حيث كان لا بد من ربطها بشكل معقد بروح الفرد.
…ولكن سيكون الأمر مختلفًا لو كانت نيفيس وشعلة روحها، وكذلك تاج الفجر، موجودين لمساعدته.
ترجمة امون