عبد الظل - الفصل 1492
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1492 : العودة للنهر
هربت كاسرة السلسلة من فيلق الفراشات الوحشية النائمة، وسافرت بعيدًا وأبعد عن السطح الأسود عديم النهاية لجدار الهرم. أحصى صني الثواني وهو يخشى أن ترتفع سحابة داكنة في الهواء وتطاردهم.
ساد صمت متوتر في الأجواء، ولم يتكلم أحد من أعضاء المجموعة.
تجولت رياح قوية في الظلام الفارغ من حولهم. كان الفضاء نفسه يتصرف بغرابة، مما جعل العالم يبدو وكأنه ليس على ما يرام. كان الشريط البعيد للنهر العظيم يقترب بسرعة هائلة.
وبعد فترة من الوقت، أخذ نفسا عميقا.
‘يجب أن نكون آمنين الآن… صحيح؟’
لم يكن متأكدا. كان صني يعتقد أنه يعرف الكثير عن مقبرة آرييل، لكنه الآن شعر أن الشيطان المتواضع كان أكثر شرًا وغموضًا مما بدا عليه.
ولماذا لن يكون؟، لم يترك آرييل انطباعًا قويًا، هذا صحيح، ولكن هذا كان فقط بالمقارنة مع إخوته الثلاثة المروعين – ويفر، ونيذر، والأمل. رغم ذلك، كان شيطان الرعب لا يزال سَّامِيّا حقيقيًا… كان قادرًا على تحدي السَّامِيّن وتدمير السماء.
بالطبع، هرم أرييل هذا سيكون مروعًا بنفس القدر. في الواقع، كان ذلك دليلًا على مدى قدرة الناس على التكيف، حيث أن صني تعلم أن يتعامل مع هذا المكان الرهيب كأمر مسلم به – مقبرة مبنية من جسد عملاق غير مقدس، تحتوي على نهر غامض تم إنشاؤه من دماء العملاق.
هل كان مجنونًا ليأمل أن يتمكنوا من الهروب من حدوده دون أن يصابوا بأذى؟.
…ولكنهم في النهاية هربوا. لم تستيقظ أي من الفراشات المظلمة أو تندفع لمطاردتهم، مما سمح لكاسرة السلسلة بالغوص بحرية في الظلام. كان الفضاء نفسه متموجًا ومتدفقًا، ويتدفق عبر السفينة الطائرة مثل السائل.
كان شعورا غريبا.
كانوا ينحدرون نحو النهر العظيم بشكل أسرع بكثير مما كان ينبغي أن يكون ممكنًا. في النهاية، أطلق صني تنهيدة مرتاحة.
“نحن آمنون… أعتقد.”
عند سماعه، سمحت كاسي للشجرة المقدسة بالتألق مرة أخرى، وغطى ضوئها الناعم سطح السفينة.
نظر أعضاء المجموعة إلى بعضهم البعض، وكانت وجوههم مليئة بالتعب والإرهاق. لم تكن الأيام القليلة الماضية سهلة عليهم… والأيام التي سبقتها كانت أكثر خطورة.
نظرت جيت إلى الخلف بتعبير قاتم.
“ماذا كان هناك في الظلام، بحق؟”
نظر الآخرون إلى صني أيضًا. بقي صامتا للحظة، ثم هز كتفيه.
“جدار الهرم. وعلى هذا الجدار… عدد لا يحصى من المسوخ العظيمة، تملئ سطحه مثل العفن الفظيع. ولحسن الحظ، بدا أنهم نائمون، ولم يلاحظنا أحدهم.”
كان أعضاء المجموعة يشعرون بالفزع، كان من السهل عليه أن يفهم السبب. لم يكن من المفترض أن تظهر الجملتين “عدد لا يحصى” و”المسوخ العظيمة” بجوار بعضهما البعض. ومع ذلك، هنا في مقبرة آرييل، فعلوا.
‘بجدية… الآن، أفهم لماذا لا يوجد سوى بضع عشرات من القديسين في العالم.’
من المؤكد أن هذا الكابوس الثالث كان أكثر رعبًا من البقية. ولكن ليس كثيرًا، على الأرجح. القديسة تريس، سيدة الوحوش، موج الدم، أعقاب الخراب، والمتسامون الآخرون… نجوا جميعًا من تجارب مروعة مماثلة لهذه التجربة.
لم يقلل صني أبدًا من شأن القديسين، لكنه وجد شعورًا جديدًا بالإعجاب بهم.
‘لا عجب أن معظمهم يبدون… بعيدي المنال.’
هز رأسه، ونظر أمامه إلى النهر العظيم وأطلق تنهيدة.
“على أية حال… لا أعتقد أن هناك شيئًا بيننا وبين النهر. لذا، يجب أن نكون آمنين في الوقت الحالي.”
دون أن يقولوا أي شيء، وقفوا معًا في صمت ونظروا إلى الشريط الملون الطافي في الظلام بعيدًا، بعيدًا جدًا.
في نهاية المطاف، تحدثت نيفيس:
“إذا علينا أن نقرر ما يجب القيام به تاليًا.”
***
كانت كاسرة السلسلة تحوم في الفراغ، مضاءً بالإشعاع الناعم للشجرة المقدسة. وقفت القديسة حارسًا على مقدمتها، بينما جلس الشرير بالقرب من الدائرة الرونية في مؤخرتها. أمكن رؤية شخصية ثابتة ترتدي ملابس حمراء تحت الأغصان المتوهجة – كان صدى العرافة التي استدعته كاسي، وتم تجديدها أخيرًا بعد تعرضها لأضرار جسيمة في جزيرة أليثيا.
ومع ذلك، لم يكن هناك أي بشر في الأفق. كان خمستهم تحت سطح السفينة، يتقاسمون الوجبة.
كانوا منهكين للغاية لدرجة أنهم لم يتمكنوا من وضع الخطط، ولكن لم يكن لديهم خيار آخر. كان من الضروري أن يقرروا مكان الهبوط، بعد أن كانوا عائدين إلى النهر العظيم.
بعد أن شبع الجميع، كانت هناك بضع دقائق من الصمت. وأخيرًا تحدث صني:
“حسنًا… يبقى هدفنا الأساسي كما هو. نحتاج إلى العثور على كاي والرجل الآخر في الشفق. ونأمل أن يكون هناك مقاتلون آخرون لمساعدتنا في التغلب على فيرج.”
أعطته جيت نظرة غريبة.
“مقاتلون آخرون؟، اعتقدت أن الشفق قد تم تدميرها.”
تردد صني لبضعة لحظات.
“لا أحد يعرف حقًا ما حدث للشفق. من الناحية الفنية، لم يتم تدميرها… فقط ضاعت. أيًا كان معنى ذلك. كانت لدينا فكرة أنه قد يكون هناك ناجون هناك ببساطة لأنه، بخلاف ذلك، سيبدو هذا الكابوس مستحيلًا.”
خفتت تعابير وجهه.
“…لكن ذلك كان في السابق. الآن، أي تصورات مسبقة كانت لدينا عن الكابوس أصبحت بلا معنى. لا نعرف حتى إذا كان الطواعين المتبقين ما زالوا أحياء، أو كم تبقى من المدنسين في فيرج. ربما تضاءلت قوتهم بما يكفي لتقرر التعويذة أننا يمكننا التعامل مع الأمر بأنفسنا. لا، حتى هذا افتراض خاطئ جوهريًا، لأن توازن القوى داخل الكابوس قد تم العبث به.”
وبعد أن أنهى كلامه أضافت كاسي:
“كانت خطتنا هي استكشاف زهرة الرياح… جزيرة أليثيا… للعثور عليكما، ثم العودة إلى النعمة الساقطة، وإعادة تجميع صفوفنا، والإبحار إلى الشفق. ومع ذلك، فإن الوضع مختلف قليلاً الآن، لأنه يمكننا الوصول إلى كلتا المدينتين من هنا. يمكننا حتى السفر مباشرة إلى فيرج، لكن هذه ليست فكرة جيدة.”
أومأت نيفيس برأسها:
“لذا، ما يتعين علينا أن نقرره اليوم هو ما إذا كنا نريد الذهاب مباشرة إلى الشفق، أو التعافي في النعمة الساقطة أولاً.”
نظرت إيفي وجيت إلى بعضهما البعض. لم يذهب أي منهما إلى النعمة الساقطة أو يعرف الكثير عن الشفق. في الوقت نفسه، نظرًا للاختلاف في كيفية تجربة أعضاء المجموعة للوقت في الكابوس، فقد كانوا الأكثر إرهاقًا بين الخمسة.
قضى صني ونيفيس وكاسي وقتًا أطول داخل مقبرة آرييل، لكن على الأقل كان لديهم الكثير من وقت الراحة بين المحن المروعة العديدة. ومع ذلك، لم تتح لإيفي وجيت فرصة للراحة.
بعد لحظات قليلة من الصمت، ابتسمت إيفي:
“ما الفائدة من تأخير ما لا مفر منه؟، دعونا نذهب مباشرة إلى حيث يوجد العندليب وأمير فالور. انتظر، أم أنه أصبح أمير سونغ الآن؟ـ على أي حال… كلما أسرعنا في الحصول عليهما، كلما تمكنا من الهروب من هذا الكابوس اللعين.”
ابتسمت جيت.
“أنا اوافقها. أعتبر نفسي امرأة صبورة جدًا، كما تعلمون… انتظرت وقتًا طويلًا جدًا حتى أحصل على فرصة التسامي. ولكن الآن، صبري بدأ ينفد. دعونا نتغلب على هذا الكابوس في أقرب وقت ممكن.”
ألقت نسرا ظرة على بطن إيفي، لكنها لم تضيف أي شيء آخر.
تنهد صني.
“حسنا اذن…”
نظر إلى نيفيس، وبقي صامتًا للحظة، وأومأ برأسه.
“إنه بالإجماع. نحن ذاهبون إلى الشفق.”
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون