عبد الظل - الفصل 1491
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1491 : الحدود المظلمة
“صني، الأشرعة!”
قبل أن يتلاشى صراخ جيت، كان كاسي وصني يتحركان بالفعل. دعا هو الظلال إلى رفع أشرعة كاسرة السلسلة، بينما اندفعت هي إلى الدائرة الرونية. استدارت نيفيس لتنظر إلى الظلام، وكانت يدها مستندة على مقبض سيفها.
‘ما نوع الكارثة التي وقعنا فيها الآن…’
أمسكت كاسي بمجاديف التوجيه، وأدارت السفينة بمهارة لاقتراض قوة الرياح. في الوقت نفسه، اشتعلت الدائرة الرونية، وامتصت خيوطًا من جوهرها – والآن بعد أن تم إصلاح دوائر السحر، لم يكن ذلك لتشغيل سحر السفينة القديمة، ولكن ببساطة للسيطرة عليها.
أخيرًا، توقفت كاسرة السلسلة، وحامت في ظلام مقبرة آرييل اللامحدود.
اقترب صني من جيت وإيفي، وتتبعت نظرتهما إلى الأفق البعيد.
“ما… المشكلة”
تعثر صوته.
هناك، بعيداً…
انتهى العالم.
كان من الصعب رؤيته، حتى بالنسبة لصني، لأن نهاية العالم كانت سوداء تمامًا، بالكاد يمكن تمييزها عن الظلام الذي أحاط بهم. ولكن مع ذلك… كان هناك سطح شاسع، بدا بلا نهاية أمامهم، ويمتد لكل الاتجاهات بقدر ما يمكن أن تراه العين، مثل حدود العالم.
أملس وعديم البريق، مثل الحجر المصقول.
استغرق الأمر منه لحظة ليدرك ما كان ينظر إليه.
‘إنه… الجدار الداخلي للهرم.’
كانت الحدود السوداء التي لا نهاية لها هي مجرد جدار مقبرة آرييل، كما يُرى من الداخل. ومع ذلك، فقد فاق كل ما رآه على الإطلاق. كانت الجدران الشاهقة للمدينة المظلمة مثل بقعة من الغبار أمامه. وكانت أسوار فالكون سكوت العظيمة مثل الرمال.
عند النظر إلى الجدار الأسود الذي لا نهاية له، أذهل صني حجمه الهائل. للحظة، تساءل… هل كان الجزء الداخلي من الهرم كبيرًا بما يكفي ليشمل عالمًا بأكمله، أم أنه هو الذي تم تقليصه إلى حجم نملة؟.
حسنًا، على أية حال… أتى تحذير جيت في الوقت المناسب. لن تسحق كاسرة السلسلة بجدار الحجر الأسود الذي لا نهاية له بعد الآن. توقفوا بالفعل، وكان هناك مسافة كبيرة بينهم وبين حدود عالم آرييل المخيف.
ولكن بعدها، ظهر عبوس طفيف على وجهه.
وبالالتفاف إلى جيت، بقي صني صامتًا للحظة.
كان بإمكانه رؤية سطح الجدار بسبب مدى تميز بصره. لكنها لم تشاركه قدرته على الرؤية في الظلام.
فكيف علمت جيت وإيفي بضرورة التحذير؟.
“ما الأمر؟”
كانت الصيادة تنظر للأمام بتعبير حزين. صمتت للحظات ثم ابتسمت:
“ألا تستطيع شمه؟، إنه يفوح منه رائحة المخلوقات الكابوسية.”
هز صني رأسه ببطء ونظر إلى جيت ورفع حاجبه.
كانت عيناها الزرقاء الجليدية تشع بالبرد القارس.
“هناك أرواح… أرواح قوية، بعيدة جدًا.”
كانت حاصدة الارواح عادةً بسيطة ومسترخية، ولكن الآن، كان تعبيرها خطيرًا. عند رؤيته، شعر صني بقشعريرة تسري في عموده الفقري.
تعمق عبوسه.
‘لن تكون جيت حذرة من أي روح. أي نوع من القوة يمكنها…’
شتم داخليًا، والتفت إلى الحدود السوداء البعيدة وأجهد عينيه، محاولًا تمييز شيء ما… أي شيء… لفهم ما كان يهددهم.
مع العلم أن صني لديه أفضل فرصة لاكتشاف التهديد الخفي، صمت بقية المجموعة.
‘ما هو… لا أستطيع رؤية أي شيء…’
والآن بعد أن هدأت صدمته الأولية عند رؤية الجدار الداخلي للمقبرة، أصبح بإمكان صني دراسته بمزيد من التفصيل… لم يعني ذلك أن هناك الكثير مما يجب دراسته. كان مجرد سطح أسود صلب، يمتد إلى ما لا نهاية في الظلام. وكان بعيدًا جدًا فلم يلاحظ أي شيء آخر.
حسنًا… إذا كان هناك شيء واحد، فهو أن الجدار لم يكن أملسًا، كما كان يعتقد في البداية. بدلا من ذلك، كان غير مستوي، كما لو كان مغطى بعدد لا يحصى من التلال والمطبات. بدت تلك النتوءات والتلال صغيرة جدًا من بعيد، ولكن يجب أن يبلغ عرضها عشرات، إن لم يكن مئات، الأمتار.
نظر صني على النتوءات وهو يفكر.
‘قد يكون هناك شيء مختبئ في الشقوق. ربما هناك كهوف في الصخرة؟، ومع ذلك، لا أرى أي مداخل…’
ثم تجمد فجأة.
هناك على جدار الهرم الأسود، شيء ما قد تحرك للتو.
كانت الحركة صغيرة جدًا وعلى محيط رؤيته، لذا لو لم يكن صني ينظر إلى جدار مقبرة آرييل باهتمام، لما لاحظها.
أدار رأسه قليلاً، وحدق في مكان معين. ماذا كان؟، وما زال غير قادر على رؤية أي كائنات مختبئة في الفجوات بين التلال الغريبة وغير المنتظمة.
ثم تحول منظوره قليلا. كان مجرد تحول دنيوي، مثل التركيز على شيء قريب بدلاً من الشيء البعيد، وكذلك تحول عقلي، مثل محاولة إدراك شيء ما كجزء من شيء أكبر بدلاً من كيان منفصل.
في هذه اللحظة وقف شعر صني، وأصبح وجهه شاحبًا مثل وجه الشبح.
تحجر على الفور، وتمايل قليلا.
‘ال- سحقا!’
الأرواح القوية…
لم يكن هناك شيء يختبئ في تجاويف الجدار الذي لا نهاية له. لم تكن هناك كهوف مخبأة بين المطبات والتلال حيث يمكن أن تسكن الرجسات المروعة.
… بل غطت الرجسات كل سطح الجدار. تعلقوا به مثل العث.
المطبات والتلال… كانت حواف ملايين الأجنحة السوداء.
كان الجدار الداخلي لمقبرة أرييل محجوبًا بواسطة سرب ضخم من العديد من الفراشات المظلمة. كان هناك عدد لا يحصى من هذه المسوخ العظيمة المخيفة تستقر على السطح الأسود الذي لا نهاية له، وبدا أنها نائمة…
ولكنهم أيضًا على استعداد للاستيقاظ إذا أزعجهم أي شيء في سباتهم.
اتخذ صني خطوة لا إرادية إلى الخلف.
‘هذا… هذا هو المكان الذي أرادت سونغ وفالور غزوه؟’
كان أحد المسوخ العظيمة بمثابة كارثة لم يتمكن من إخمادها سوى عدد قليل من البشر في عالم اليقظة. ولكن كان هناك عدد لا يحصى من الفراشات المظلمة التي تسكن داخل الهرم الأسود… لتحمي حدوده… تنتظر بعض الحمقى ليطلقوا سراحها.
أو ربما في انتظار تدمير أي شخص يحاول تدنيس المقبرة التي بناها شيطان الرعب.
ارتجف صني.
‘آرييل… ذلك المجنون… ما الذي بناه بالظبط؟، و لماذا؟’
أدار رأسه ببطء ونظر إلى كاسي بعينين فارغتين وسأل بهدوء:
“كاسي… هل يمكنكِ إطفاء وهج الشجرة المقدسة؟”
بدت مرتبكة للحظة ثم أومأت برأسها. في اللحظة التالية، خفت الضوء الجميل للشجرة المتموجة تدريجياً حتى اختفى تماماً.
أطلق صني تنهيدة هشة.
تم أيضًا إطفاء الفوانيس التي تضيء كاسرة السلسلة. وسرعان ما وجد أعضاء المجموعة أنفسهم في ظلام دامس.
فقط صني وكاسي يستطيعان التحرك بحرية في غياب الضوء.
غير قادر على النظر بعيدًا عن المنظر المروع لعدد لا يحصى من الفراشات المظلمة التي تزدحم على سطح الجدار الحجري عديم النهاية، هدأ قلبه النابض بشدة وقال في همس أجش:
“كاسي، خذينا بعيدًا عن هنا. عودي إلى النهر… بسرعة. بأسرع ما يمكن!”
تحركت كاسرة السلسلة، وأدارت مقدمتها ببطء. كان صرير الصواري، وحفيف أوراق الشجر، وتموج الأشرعة المتصاعدة، يشبه الرعد في أذنيه.
‘إذا لاحظونا… سنموت. نجوت من العديد من المواقف التي لم يكن من المفترض أن أنجو منها. لكن هذه المرة… لن أنجوا منهم.’
كان عليهم أن يبتعدوا.
صر صني على أسنانه وانتظر.
مرت لحظات قليلة، ثم لحظات قليلة أخرى.
ودقيقة.
كانت كاسرة السلسلة تنزلق نحو النهر العظيم البعيد، وتزداد سرعة بثبات.
‘أسرع أسرع…’
لم يتوقع صني أبدًا أنه سيصلي للعودة إلى النهر العظيم يومًا ما. ولكن هنا كان هذا ما يفعله بالضبط.
…ربما سيسمع أحدهم صلواته.
في النهاية، اختفى جدار مقبرة آرييل المروع عن الأنظار، واقترب شريط النهر العظيم الجميل.
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون