عبد الظل - الفصل 1449
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1449 : متروكة
‘زهرة الريح…’
إذن كانت كاسي محقة. كان زهرة الرياح هو الاسم الحقيقي للقديسة الغامضة التي أمامه، وبعد أن اختفت ذكريات السيد الأصلي للجزيرة – أليثيا – من ذاكرة شعب النهر، بدأوا في تسمية هذا المكان باسم ساكنته الحالية. وبمرور الوقت، أختفت ايضًا تلك المعرفة بمرور الوقت وانهيارت حضارة شعب النهر. وكل ما تبقى كان أسمًا فقد كل معنى.
كل من تذكر زهرة الرياح قد مات، ومع ذلك، بقي الشخص الذي ينتمي إليه هذا الاسم. محبوسًا في حلم يقع في قلب جزيرة أليثيا. ومع ذلك…
تفاجأ صني بسبب شيء آخر قالته القديسة الجميلة. قمع رغبته في اتخاذ خطوة أخرى للخلف، وعبس، ثم قال بتوتر:
“أنا أسأل لأنني لا أعرف، وأنا هنا على أمل إيجاد طريقة للهروب من هذه الجزيرة. ولكن… مرة أخرى؟، لماذا قلتِ أنني هنا مرة أخرى؟”
راقبت زهرة الرياح وجهه لبضعة لحظات، بينما كانت تبتسم. وتوقفت نظراتها على تاج الشفق، ثم نظرت بعيدا.
أطلقت ضحكة مكتومة، وسارت نحو مزهرية خزفية جميلة ووضعت باقة الزهور البرية التي كانت تحملها بداخلها. ثم أطلقت تنهيدة.
“فهمت. هذا هو لقاءنا الأول إذن. يال الإثارة!”
لم يكن صني مقتنعا بكلامها. لماذا تتصرف زهرة الرياح كما لو أنها تعرفت عليه؟، لا يمكن لهذا أن يعني إلا أحد الأمرين..
تردد للحظة واحدة.
“هل أنتي لا تتأثرين بالحلقة؟”
هزت كتفيها.
“جسدي موجود، لكن وعيي ليس هناك. هنا في قصر الأحلام هذا، أنا حرة في أن أعيش أيامي بسلام.”
خفتت ابتسامتها قليلاً، وظهر تلميح من القتامة في عينيها الأزرق السماويتين الجميلتين.
“يجب أن أعترف، مع ذلك… أيها الشاب، إن أخلاقك سيئة إلى حد ما. لم تقم فقط بالتطفل على حلم سيدة دون دعوة، ولكنك أهملت أيضًا تقديم نفسك. أشعر بأنني في موقف لا اُحسد عليه.”
سعل صني.
“آه… أرجو أن تتقبلي اعتذاري الصادق، أيتها القديسة زهرة الرياح. أنا لست على دراية تامة بآداب زيارة أحلام الناس. اسمي بلا شمس.”
‘إذا لم تكن تتأثر بالحلقة…’
إذن فقد التقت بالفعل بصني سابقًا. والذي بالطبع، كان مستحيلاً – كانت هذه بالتأكيد المرة الأولى التي يدخل فيها… قصر الأحلام حيث تسكن روح زهرة الرياح.
إما أن صني قضى وقتًا أطول بكثير في جزيرة أليثيا مما كان يظن، وفقد بطريقة ما ذكرياته عن معرفته للحلقة في المرة الأولى… أو أنها أخطأت في اعتقاده بأنه الأمير المجنون.
كان الأخير أكثر احتمالا، وعنى هذا أيضا أن الرجل المجنون البغيض قد زار الجزيرة في الماضي. لكن لماذا؟، وعن ماذا تحدث مع زهرة الريح؟، ما هو مخطط الوغد؟.
غامض، غامض… كان كل شيءٍ مليئًا بالغموض جدًا!، كان لدى صني الكثير من الأسئلة!.
لكن هل ستجيب زهرة الرياح على أسئلته؟، هل كانت صديقة أم عدوة؟.
تردد.
وفي هذه الأثناء نظرت إليه القديسة الجميلة في حيرة.
“…القديسة زهرة الريح؟، لماذا تدعوني بالقديسة؟”
رمش صني.
‘صحيح…’
استخدم سكان عالم اليقظة كلمة ‘قديس’ للإشارة إلى أولئك المستيقظين الذين تغلبوا على الكابوس الثالث وأصبحوا متسامين. لن يتعرف ساكن لعالم الأحلام على هذا المصطلح.
خدش رأسه.
“إنه فقط ما يطلقه شعبي على المتسامين. نوع… من التشريف، على ما أعتقد.”
ابتسمت زهرة الرياح.
“آه. فهمت. حسنًا يا بلا شمس… من اللطيف مقابلتك. أنت الشخص الثاني الذي يزورني طوال هذا الوقت. عدد قليل جدًا من الكائنات يمتلك القدرة على السفر عبر الأحلام، كما تعلم.”
أومأ صني.
“لكي أكون منصفًا، أنا لا أملك مثل هذه القدرة. حصاني هو من يمتلكها.”
نظرت زهرة الرياح إلى الزاوية حيث كان الكابوس يختبئ بين الظلال. واتسعت ابتسامتها اللطيفة قليلا.
“لاحظت ذلك. من المؤكد أنه من التبذير استخدام رعب كحصان. يجب أن تكون قويًا جدًا حتى تحصل على ولاء مثل هذا المخلوق، بلا الشمس. وايضًا لترتدي هذا التاج.”
تردد صني للحظة، ثم لمس تاج الشفق لفترة وجيزة. وكان تعبيره معقدا.
هل تعرفت على تاج الشفق لأنها رأت الأمير المجنون يرتديه؟.
سأل بحذر:
“أتعرفينه، سيدتي؟”
تأمَّلته القديسة الجميلة لفترة، وكانت ابتسامة صغيرة تظهر على بشفتيها الناعمتين.
ثم ضحكت.
“وكيف يمكنني ألا أعرفه؟، آه، اسمح لي أن أقدم نفسي بشكل صحيح – أنا زهرة الرياح من بحر الشفق. الملك دايرون، الملك الثعبان، هو والدي. أو بالأحرى، كان… بما أنك ترتدي ذاكرة تاجه، بلا شمس، فيجب أن يكون قد مات بيدك.”
بدا أن الوقت تجمد بالنسبة لصني. حدق في القديسة الجميلة…الأميرة…بصمت ولم يكن يعرف ماذا يفعل.
‘إذن… أنا قاتل والدها…’
ولم يكن ذلك مثالياً، على أقل تقدير. كان بالفعل حذرًا من زهرة الرياح، ومعرفة أن هناك دمًا بينهما جعلت هذا الحذر يزداد. من يريد الوقوف أمام قديسة غامضة وفاسدة جزئيًا بعد قتل والدها؟.
بالطبع، كان دايرون من بحر الشفق قد استسلم بالفعل للفساد بنفسه في وقت قتل صني له، لذلك لم يكن هناك سبب منطقي لكي تكرهه الأميرة الساحرة.
ولكن متى كان الناس عقلانيين؟.
‘انتظر دقيقة…’
كان هناك كشف آخر فيما قالته. تعرفت زهرة الرياح بسهولة على تاج الشفق كذكرى… مما يعني أنها كانت على علم بالتعويذة. وكانت حاملة لها، على الأرجح.
ضاقت عيون صني.
‘حسنا، بالطبع هي كذلك.’
إذا كانت ابنة دايرون، فهي لم تكن واحدة من شعب النهر. بدلاً من ذلك، كانت تتحدى هذا الكابوس، تمامًا مثل صني. لا، ليس تمامًا… فقط الأسياد هم من يمكنهم تحدي الكابوس الثالث. وبما أنها كانت قديسة، فقد حققت إما السمو داخل مقبرة آرييل… أو دخلت مع والدها، من أجل توجيه المنافسين المستقبلين معه.
لاحظت زهرة الرياح انزعاج صني، وابتسمت.
“أرى أنك بدأت تفهم الأمر. في الواقع، أنا لست الأميرة زهرة الرياح الحقيقية. أنا مجرد نسخة منها، استحضرتها تعويذة الكابوس. أعتقد أن الحقيقية… ماتت منذ زمن طويل الآن. ومع ذلك بقيت أنا.”
أصبح وجه صني شاحبًا.
كانت هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها بساكن لكابوس يدرك طبيعته. لم يكن يعرف تمامًا كيف يتصرف أمامها.
هل كانت زهرة الرياح هذه ميتة أم حية؟، هل كانت حقيقية أم لا؟، هل كانت مجرد صدى لشخص حقيقي، أم كائن حي حقيقي صنعته التعويذة طوال مدة الكابوس؟.
تنهدت زهرة الرياح، ونظرت إلى تاج الشفق مرة أخرى، ومشت نحو النافذة. وهي تحدق في المنظر الجميل لنسخة الحلم من جزيرة أليثيا، وتحدثت:
“في ذلك الوقت، تحدى والدي ومحاربيه الأكثر ولاءً الصحراء البيضاء ودخلوا مقبرة آرييل. كنت واحدة منهم. كان هدفنا هو طبع أرواحنا في النهر العظيم، لذلك عندما يدخل المتحدون في هذا الكابوس، سيكون هناك شخص ما لمساعدتهم على التغلب عليه.”
تنهدت بخفة.
“كانت مقامرة، وبالطبع… مقامرة يائسة، مع الأخذ في الاعتبار أن عالمنا كان يحتضر. فقد كان عالم الأحلام يستهلكه بالفعل، وعلى الرغم من كل كفاحنا، فقد فشلنا في الارتقاء إلى مستوى تحدي التعويذة. كان والدي هو القائد الفائق الوحيد في شعبنا، ولم يكن هناك شخص آخر على الأقل في الوقت المناسب لعكس اتجاه دمارنا. لذلك… توصل إلى خطة لجمع جيش من المحاربين المتسامين داخل هذا الكابوس الفريد.”
سقطت أكتاف زهرة الرياح.
“…وفشلت تلك الخطة أيضًا.”
كان صني يحدق بها بأعين واسعة، وكانت أفكاره في حالة اضطراب.
‘ماذا… انتظر…’
تقدم خطوة إلى الأمام، ورفع يديه وسأل بصوت أجش:
“انتظري… عالمكم؟، يستهلكه عالم الأحلام؟، ماذا تقصدين؟”
التفت القديسة الجميل ونظرت إليه بدهشة. كانت عيونها الزرقاء الساحرة مليئة بالارتباك.
ثم ابتسمت.
ضحكت زهرة الريح وهزت رأسها وقالت كلمات جعلت عقل صني يترنح:
“ماذا… هل تعتقد أن عالمكم هو العالم الوحيد الذي أصابته تعويذة الكابوس، بلا شمس؟، بالطبع لا. كان هناك عوالم أخرى. عالمكم ليس الأول…”
صمتت للحظة ثم أضافت ببعض التسلية:
“ومع ذلك، سيكون الأخير.”
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون