عبد الظل - الفصل 1436
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1436 : العبء الثقيل
كان صني على سطح كاسرة السلسلة مرة أخرى. استقام ونظر للضباب، وعيناه غائرتان.
“لا يعمل… هذا لا يعمل. هل يجب أن نتخلى عن طريق الكهوف؟”
كان صوته الكئيب هادئًا بما يكفي حتى لا تسمعه نيفيس وكاسي. على الرغم من أن صني كان حريصًا على عدم إرهاق نفسه كثيرًا مرة أخرى، إلا أن ضغط البقاء على قيد الحياة… والفشل في البقاء على قيد الحياة… على زهرة الرياح كان يرهقه ببطء.
كان من الصعب عليه أن يحافظ على نفسه من الاستسلام لليأس والخدر. عانى صني من العديد من الهزائم المريرة، لكن تعرضه للسحق مرارًا وتكرارًا ما زال يثقل كاهله. والأكثر من ذلك، كانت عقليته تتدهور ببطء إلى عدم الاهتمام بما إذا كان قد عاش أو مات من الأساس…
ولماذا يهتم إذا كان كل ما ينتظره بعد الموت هو دورة أخرى، ثم أخرى، وأخرى، إلى ما لا نهاية ودون تأجيل؟.
إذا كان هناك شيء واحد أبقاه على الأرض وكان بمثابة مرساة لعقله، فهو حقيقة أن مشاهدة رفاقه يموتون كان دائمًا عذابًا. حتى أن معرفة أنهم سيولدون من جديد في الحلقة لم يخفف من الألم واليأس الذي شعر به صني في كل مرة أخطأ في التقدير وقادهم إلى وفاتهم.
لو كان بمفرده، ربما لم يكن ليستسلم… لكن تركيزه وتصميمه كانا سيتدهوران بشكل أسرع.
رغم ذلك، كان عليه أن يأخذ أعضاء المجموعة بعيدًا عن زهرة الرياح… جيت، كاسي. إيفي وطفلها. نيفيس…
أبقته تلك الفكرة متحفزًا.
وكان الوحيد الذي يستطيع. بسبب تطور عشوائي في القدر، امتلك صني سيفًا ملعونًا جعله قادرًا على تذكر الدورات السابقة. وهذا وحده جعله يتفوق على أي شخص آخر على الجزيرة… في الواقع، مجرد معرفة أنه يتعين عليهم الهروب كان بالفعل نصف النصر.
تبين أن النصف الآخر لا يمكن التغلب عليه.
وكان من الصعب عليه أن يحمل كل هذا العبء بنفسه.
“لا، طريق الكهف هو الأكثر أمانا، مما يجعله الأسرع.”
بقي صني صامتًا لبضع لحظات.
“الأمر بسيط. نظرًا لأن لا شيء يعمل، يجب علي استكشاف المزيد من الاحتمالات… مرآة الحقيقة، هي الإجابة. يجب أن أجعلها تعكس المزيد من المخلوقات الكابوسية… آه، ولكن ليس الوحوش والمسوخ والشياطين. فقط الطواغيت ومن فوقهم سيفعلون.”
كان صني بلا حراك، ويتصفح مجموعة الأهوال المخزنة في ذهنه.
لم يكن هناك العديد من الكائنات في زهرة الرياح التي تناسب معاييره ويمكن القبض عليها في انعكاس مرآة الحقيقة دون التسبب في مقتله. كان ‘رعب الكهوف’ واحدًا منهم… المخلوق المختبئ في الميناء أيضًا، على الرغم من أن الهروب منه حيًا لم يكن سهلاً…
بالطبع، كان هناك المذبحة التي لا تموت والوحش الملتهم أيضًا. لكنهم كانوا أكثر فتكا.
وفجأة، دخل تنافر غريب في أفكاره. عبس صني وحاول اكتشاف مصدره… ما هو؟، لماذا شعر أن هناك خطأ ما؟.
استغرق الأمر بعض الوقت ليدرك أن كاسي ونيفيس، اللتين كان من المفترض أن تناقشا النور المرشد خلفه، كانتا صامتتين بشكل غريب.
بالنظر إلى الخلف، رأى أن الفتاة العمياء قد استخدمت بالفعل العصا المقدسة لتحديد مكان وجود إيفي. كانت نيفيس تدرس الأشكال الغامضة للمنحدرات المظلمة.
تعمق عبوسه.
‘تغيرت تصرفاتهم؟، لماذا؟’
كان صني على يقين من أنهم لم يسمعوه يتمتم لنفسه. هل فعل شيئًا آخر للتأثير على التدفق المعتاد للأحداث، أو فشل في فعل شيء للحفاظ على استقراره؟.
‘لا أعتقد أنني فعلت، رغم ذلك…’
فرك صني وجهه. ربما أثر وضعه أو حضوره على كاسي ونيفيس دون أن يلاحظ ذلك؟.
“صني؟”
تخلص من ارتباكه ونظر إلى نيفيس.
“نعم… أنا بخير. في الواقع، هناك شيء يجب أن أفعله. ابقي هادئة. سأستدعي شظية نطاق الظل بعد لحظة…”
التهم الظل البدائي العالم مرة أخرى. ركب صني الكابوس وغادر كاسرة السلسلة مرة أخرى. وجد جيت وأعادها مرة أخرى.
هذه المرة، لم يستخدم مرآة الحقيقة لنسخ لهب الروح وشفاءها على الفور. على الرغم من أن الأمر كان قاسيًا بعض الشيء بالنسبة لجيت، إلا أن صني لم يسمح لنفسه بإضاعة الذاكرة المعجزة بهذه الطريقة. سوف تشفي نيفيس جروحها في غضون ساعتين، بغض النظر.
سار كل شيء كالمعتاد…ولكن عندما عاد إلى كاسرة السلسلة، استمرت الغرابة. بدت المحادثات كما كانت، ولكن بدا أن هناك شيئًا في غير محله.
فقط عندما وصلوا إلى بستان العظام وبدأوا في تمزيق الفراشة الفارغة، اكتشف أخيرًا ما هو الخطأ. كانت جيت ونيفيس تستريحان بينما كان هو وكاسي مشغولين بتقسيم الكيتين القاسي على المسخ العظيم…
وبدت الفتاة العمياء مشتتة الانتباه بشكل غريب، إذ كانت تتحرك بشكل أبطأ مما كان من المفترض أن تفعله.
‘صحيح. بدأ تغير كل شيء عندما لم تُدلي بملاحظاتها المعتادة حول النور المرشد.’
لاحظ فقط أن كاسي كانت تتصرف بغرابة في ذلك الوقت المتأخر لأنها عادة ما تلتزم الصمت بينما يتحدث الآخرون. ومع ذلك، كانت ردود أفعالها الخفية مختلفة عن تلك المألوفة بالعادة.
‘ما الذي يجري؟’
توقف صني عما كان يفعله وحدق في كاسي مع عبوس طفيف. وفي النهاية سأل:
“كاسي؟، هل كل شيء على ما يرام معكِ؟”
تجمدت ثم استدارت لمواجهته وتوقفت لبضع لحظات.
“نعم؟، أعتقد ذلك… لدي فقط شعور غريب.”
رفع حاجبه.
“ما هو هذا الشعور؟”
كانت علامة مشؤومة على أن أوراكل كان لديها شعور غريب. لم تكن تنبؤات كاسي تافهة أبدًا، وكانت عادةً نذيرًا لأحداث مرعبة. ولكن ما الذي يمكن أن يثير تلك التنبؤات؟ لم يكن من المفترض أن يتغير شيء في زهرة الرياح، إلا إذا كان صني هو من قام بتغييره.
انتظر بتوتر لسماع ردها، وومض كل أنواع النظريات المروعة في ذهنه.
لكن…
عندما أجابت كاسي أخيرًا، اختفت كل تلك الأفكار وحل محلها صمت مذهول.
هزت كتفيها.
“لا يوجد شيء خطير. فقط لا أستطيع التخلص من شعوري بالديجا فو.”
نظر إليها صني دون أن يقول شيئًا.
“ديجا فو؟”
أليس هذا…أليس هذا هو السبب الذي جعله هو نفسه يتعرف لأول مرة على الطبيعة الملتوية للوقت في زهرة الرياح؟.
رمش.
هل أصبحت ‘كاسي’ على علم بالحلقة أيضًا؟.
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون