عبد الظل - الفصل 1417
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1417 : وحش الحرب
بقي صني بلا حراك لفترة من الوقت، وهو ينظر إلى المناظر الطبيعية أمامه.
كان البرج يقف على جرف أسود طويل، متموضعًا على قمته كمنارة رمادية. كانت هناك درجات حجرية تنحدر من بوابته الزخرفية، وتؤدي إلى جسر مقوس من فوق خندقٍ واسع. كان البرج محاطًا بالغابة من جميع الجهات، مثل جزيرة في بحر الضباب الأبيض الالمتموج.
لم يكن الضوء الموجود في إحدى نوافذه هو الشيء الغريب الوحيد الذي لاحظه صني أيضًا.
وكان أبرز التفاصيل هو الخندق نفسه. كان الماء فيه متموجًا ومتدفقًا، ويتحرك بلا توقف على شكل دائرة. كان التيار قوياً بما يكفي ليثني صني عن محاولة عبوره – فهو لن يفكر في القيام بشيء كهذا على جزيرة محاطة بدوامة زمنية غامضة.
وهذا جعل الجسر هو الطريقة الوحيدة الممكنة للوصول إلى البرج باستثناء الطيران. والجسر مع ذلك…
أصبح تعبير صني خافتًا.
كان الجسر مليئًا بالعظام اللاإنسانية. كان هناك عدد قليل من مخلوقات الكابوس الحية تقف عليه أيضًا – جميعهم متصلبون وبلا حراك بشكل مخيف، كما لو أنهم تحجروا. كانت مجرد نظرة واحدة إلى هذا المشهد قد جعلت صني مترددًا في الاقتراب من الجسر.
ولم يكن بحاجة إلى ذلك على أية حال. كان النور المرشد يشير إلى ما خلف البرج، إلى الامتداد الشاسع للغابة الضبابية. بدا أن إيفي قد هبطت على الجانب الآخر من الجزيرة من جيت.
ومع ذلك، لن تؤذيه مراقبة البرج أكثر قليلًا. فقد كانت القلعة السابقة للباحث القوي الذي عاش ذات يوم في زهرة الرياح بعد كل شيء – على الرغم من أن التحقيق فيها لم يكن السبب وراء وصول صني ورفاقه إلى الجزيرة، إلا أنه كان لديه شك خفي في أنهم في نهاية المطاف سيضطرون إلى ذلك، بطريقة ما.
بعد التحديق في البرج لفترة أطول، لاحظ صني أن هناك رونيات منحوتة في قاعدة الجرف الأسود. كان من الصعب ملاحظتهم من مسافة بعيدة بسبب لون الصخور المتآكلة، لكن لم يكن لديه شك في وجود سحر هائل من نوع ما يحيط بقلعة الباحث.
وربما انتهى الأمر بالعظام المتناثرة على الجسر هناك بسبب هذا السحر.
أخيرًا، نظر صني إلى الأعلى وركز على النافذة الوحيدة المضيئة في أعلى البرج.
‘أنا أتساءل عن ما هو مخفي هناك.’
لكن هذا لم يكن من شأنه. ليس في هذه الثورة على الأقل..
بدلاً من ذلك، كان صني يشعر بالقلق من أن مخلوقات الكابوس التي تقف بلا حراك على الجسر ستستعيد حواسها وتشم رائحته. ألقى نظرة عليهم، ثم ابتسم.
‘طاغية الفاسد، وحش العظيم… رعب…’
الاخير لم يبدو حتى كشيء يجب أن يكون قادرًا على التواجد على اليابسة. كيف وصل هذا الشيء إلى هنا؟، هز صني رأسه، مترددًا في معرفة الإجابة..
كان مستعدًا لإرسال الكابوس بعيدًا عندما اهتزت الأرض بشكل طفيف تحتهم. على الفور، شحب وجه صني.
ثم وصل الصوت المألوف لقطع الأشجار إلى أذنيه، مما جعل الدم في عروقه يتجمد.
وبعد جزء من الثانية، اختفى الفارس وفرسه، وتحولا إلى ظلال.
مختبئًا في الظلام، قمع صني خوفه ونظر في الاتجاه الذي أتى منه صوت التشقق. متجمدًا، شاهد الكائن الشاهق يظهر ببطء من الضباب.
‘سحقا!’
وعلى بعد مسافة ما منه، كان هناك شيء عملاق منحني بين الأشجار. بينما كان صني يراقب، مذعورًا، استقام العملاق المرعب ببطء وارتفع فوق أشجار الصنوبر القديمة، مما أدى إلى أن تبدوا صغيرة مقارنة بطوله الجنوني. بالكاد وصلت أطراف الأشجار إلى وسطه.
‘يبلغ طول هذا الشيء… مائة متر على الأقل…’
كان العملاق يشبه الإنسان بشكل غامض. في البداية، أخطأ صني في اعتباره وحشًا، لكنه أدرك بعد ذلك أن الفراء الممزق الذي يغطي جسده كان مجرد عباءة بدائية مخيطة من جلد ضخم لرجس غير معروف.
بدا المخلوق الضخم… كأنه أنثى.
كان جسدها الهزيل الضخم مليئًا بالقوة البدائية المرعبة. كانت هناك كدمات كثيرة، وجروح عميقة، وتمزقات كبيرة تشوه جلدها القذر، وكان معظمها يتسرب منه قيح فاسد. كان شعرها الطويل متشابكًا وبشعًا، يتدلى بشكل فوضوي ليحجب وجهها. بدت العملاقة، القوية والملفوفة بالفراء، أكثر وحشية من البشر… ومع ذلك، كانت بشرية. أو كانت كذلك ذات يوم على الأقل.
شعر صني بعدم القدرة على التحرك. بينما بقي في مكانه، رفعت العملاقة إحدى يديها الضخمة المليئة بالكدمات والمألوفة. وبداخلها، كان مخلوق بشع يشبه أخطبوطًا أسود ضخمًا يكافح بيأس، ومزقت أطرافها الطويلة بقوة كافية لتحويل أشجار الصنوبر القديمة إلى غيمة من الغبار. تدفق منها سائل لزج ومسبب للتآكل، يذيب كل ما يلمسه.
ومع ذلك، لا يبدو أن العملاقة كانت منزعجة على الإطلاق. تدحرج الحمض الأسود من بشرتها مثل الماء، ولم يسبب أي ضرر لها. وبعد لحظات قليلة، رفعت الرعب المكافح إلى فمها ومضغطه بوحشية، مزقت قطعة هائلة من اللحم المقزز.
انفصل شعرها المتشابك وكشف عن وجهها الملتوي الملطخ بالدماء.
فقدت العملاقة إحدى عينيها، بينما كانت الأخرى تحترق من الجنون وجوع لا يوصف. عندما رأى صني الأخطبوط الضخم يُلتهم بشراهة، أدرك أخيرًا كيف هلك النمر المتحلل، ولمن تنتمي اليد التي قتلت أعضاء المجموعة في الدورة الأخيرة.
أصبحت أفكاره باردة.
‘…الوحش الملتهم.’
في الواقع، الكائن الغامض الذي كان يتجول في الضباب… لم يكن سوى الوحش الملتهم، أحد طواعين النهر العظيم الستة. تمامًا مثل المذبحة التي لا تموت، كانت هنا أيضًا في زهرة الرياح.
كانت النسخة المستقبلية المدنسة من إيفي.
‘اثنين من الستة…’
كان الأمر منطقيًا حقًا. افترض صني بالفعل أن شبح الضباب قد أُرسل إلى هنا لإشباع تعطش عيبه للقتل. فلماذا سيكون الوحش الملتهم مختلفًا عنه؟، كان جوعها تمامًا مثل حاجة جيت لقتل الكائنات الحية. بدون المدن المليئة بالبشر لالتهامها، لن يؤدي ذلك إلا إلى كارثة.
كيف يمكن لمخلوق يحتاج دائمًا للقتل ومخلوق يحتاج دائمًا للاكل أن يبقوا في فيرج؟، إذا لم يتم إرسال هذين القاتلين البغيضين إلى مكان ما حيث يمكن احتواء عيوبهم، لكانوا دمروا مدينة المدنسين بأنفسهم.
هل اتوا إلى هنا طواعية؟، أم أن لورد الرعب قد استدرجهم وسجنهم هنا بمجرد هزيمة العرافات؟.
وعلى أية حال، فإن وضع المجموعة لم يتغير.
حدق صني في العملاق المروع لبضعة لحظات أخرى، ثم اندفع بعيدًا بأسرع ما يمكنه. كان عليه هو والكابوس الهروب قبل أن تلاحظهما.
‘أعتقد… أنني وجدت إيفي.’
ومع ذلك، لم يكن هذا الرجس هو إيفي الذي أراد العثور عليها.
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون