عبد الظل - الفصل 1412
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1412 : غابة الضباب
تمكن صني من البقاء حيًا لأكثر من ساعة. تجنب الاصطدام مع المذبحة التي لا تموت، وحتى أنه أنقذ جيت… ومع ذلك، لم يكن مطمئنًا جدًا.
عندما تركت المجموعة كاسرة السلسلة خلفها وغامرت بالدخول في الضباب المتموج مرة أخرى، لم يكن واثقًا من أنهم سيبقون على قيد الحياة على الإطلاق. في الواقع، كان يخشى زهرة الرياح أكثر حتى.
“كم مرة تعتقد أنك يمكنك الموت قبل أن تفقد عقلك تمامًا؟”
ولم يكن خطيئة العزاء، الذي كان يسير بجانبه، يساعد على الإطلاق.
ضحك شبح السيف.
“بالنظر إلى مدى سماكة جمجمتك… أراهن على عدة عشرات المرات الأخرى. نعم، وبعد ذلك، ربما ستتحول إلى أحمق يسيل لعابه. يا الهـي . أتساءل عما إذا كنت سأظل عالقًا معك بعدما تصبح نباتيًا…”
في محاولة لتجاهل الظهور المثير للغضب، أبقى صني عينيه على الضباب.
‘في احلامك.’
كان عليه فقط إلقاء نظرة واحدة على الكابوس ليعرف أن بضع عشرات من الوفيات لن تحطمه. كان خطيئة العزاء ببساطة يسخر منه.
لكن رغم ذلك، لو مرت عدة سنوات قليلة من هذا الموت المعذب…
‘نحن بحاجة للهروب من هذا المكان المروع في أقرب وقت ممكن.’
كانت المجموعة تتقدم على الشاطئ في تشكيل مماثل للدورات السابقة، ولكن الآن، كانت جيت تسير خلف صني ونيفيس. استدعت كاسي أصداءها أيضًا، الذين كانوا يتحركون الآن أمام الكابوس.
كانوا معًا قوة معركة هائلة… ومع ذلك، لم يكن صني يعرف ما إذا كانت قوتهم كافية للبقاء على قيد الحياة في الضباب الخانق لزهرة الرياح.
‘بدأت أفهم سبب وجود فقط عدد قليل جدًا من القديسين بالعالم…’
هذه المرة، اختاروا الاتجاه المعاكس للمكان الذي كانت فيه الدرجات الحجرية – والمذبحة التي لا تموت -. وبدلاً من التحرك مباشرة نحو المنحدرات، اتبعوا طول حافة الجزيرة، ووصلوا في النهاية إلى حدود الخليج.
وهناك، صعدوا جدار الصخر الأسود ووصلوا إلى الهضبة أعلاه. استخدم صني خطوة الظل للوصول إلى هناك أولاً وحراسة المكان حتى صعد الأعضاء الآخرون في المجموعة. بحلول الوقت الذي صعد فيه الجميع، كان من المفترض أن تكون الساعة الثانية منذ وصولهم إلى زهرة الرياح قد انتهت.
وفوق المنحدرات، كان المشهد نفسه. امتدت أمامهم غابة من أشجار الصنوبر الطويلة، وحام الضباب الأبيض بين الجذوع القديمة. شعر صني بالاختناق منذ البداية بالفعل… ولكن الآن بعد أن عرف أن شبحًا مروعًا يمكن أن يختبئ فيهم، أصبح الشعور أسوأ بعشر مرات.
انزلق صدى العرافة إلى الأمام، وكانت حافة فستانها الأحمر تحوم فوق الطحلب مباشرةً. وتبعها الباقون.
اتبعوا الإشعاع الناعم للنور المرشد إلى أعماق الغابة الغامضة. ابتلع الضباب كل شيءٍ خلفهم، كاتمًا الأصوات ويدفق ببطء بين الأشجار القديمة. مرت بضع دقائق في صمت متوتر، ثم بضع دقائق أخرى.
كان من الصعب معرفة الوقت في هذا الضباب المنسي، لكن في النهاية، أدرك صني أن ساعة أخرى قد مرت. وفي هذا الوقت، رفعت نيفيس يدها وقالت:
“توقفوا.”
بدا أنها تعافت من إرهاق الجوهر – على الأقل، بما يكفي لاستعادة قدرتها النائمة. والآن بعدما فعلت، أصبح بإمكانها شفاء جيت أخيرًا.
راقبها صني وكاسي الضباب بينما وضعت نيفيس يديها على ظهر حاصدة الارواح. أشرقوا بضوء أبيض ناعم، وسرعان ما أصبح وجه جيت مشرقًا. اخذت نفسا عميقا وابتسمت بارتياح.
وفي الوقت نفسه، أصبحت عيون نيف غائمة قليلاً. تنهدت بهدوء وأخذت خطوة إلى الوراء. لو لم يكن صني يعرفها جيدًا، لما كان ليشك في أنها كانت تعاني من ألم مروع.
“فلنكمل.”
كانوا على وشك التحرك مرة أخرى عندما أدارت كاسي رأسها فجأة. توقفت الفتاة العمياء بلا حراك للحظة، ثم قفزت من على ظهر الكابوس.
“هناك شيء يقترب!، استعدوا!”
‘اللعنات!’
زمجر صني وهو يحمل خطيئة العزاء في يد والمشهد القاسي – على شكل سيف قصير – في اليد الأخرى. سحبت نيفيس سيفها الطويل بسرعة ونزعت غمده. رفعت جيت نصلها الزجاجي إلى وضعية القتال.
تحركت القديسة والشرير والكابوس والصدئان لتطويق البشر على شكل دائرة وقائية. طفت الراقصة الهادئة وحلقت فوق كتف كاسي، وكان طرفها يشير إلى أعماق الغابة.
أصبح كل شيءٍ ساكنًا للحظة.
حدّق صني في الضباب الحائم، ولم يكن يعرف من أين سيأتي الهجوم. لم يستطع رؤية شيء… ولم يستطع سماع أي شيء. حتى إحساسه بالظل قد قُمع.
“فوقنا!”
‘اللع…’
قبل أن يتمكن من إنهاء فكرته، سقط عليهم شيء ضخم من الأعلى.
‘…نة!’
كان مخلوقًا كابوسيًا ضخمًا ومشوهًا يشبه جثة نمرٍ أسود ضخمة، وبرزت عظامه من اللحم المتعفن. كان ذيله طويلًا بشكل غير طبيعي، ومقسمًا، وانتهى الذيل بفك دائري مقزز مليء بأسنان الشبيهة بالإبرة. ومع ذلك، كانت الأنياب الصفراء للمخلوق أكثر رعبًا بكثير – كان كل منها بطول سيف عظيم ومغطى بالدم الجاف.
وكان الرجس ضخمًا جدا لدرجة تغطية ظله للمجموعة بأكملها. والأسوأ من ذلك بكثير… في اللحظة التي رأه فيها صني، شعر بضغط غير مرئي يغمره، ويملأ قلبه بإحساس بالرهبة.
كان النمر وحشًا عظيمًا.
…قبل أن يهبط الوحش على المجموعة، ارتفع اثنان من مخالب الظل الشاهقة من الأرض وتشابكت بأطرافه الأمامية، مما أدى إلى إبطاء حركة المخلوق. انفتح الفك العظمي للوحش بشراسة، مما أدى إلى تدمير الظلال المتجسده في لحظة، لكنه أعطى أعضاء المجموعة وقتًا كافيًا، على الأقل، للاندفاع في اتجاهات مختلفة.
هبط الرجس على الفور حيث كان قبل جزء من الثانية. كان ذيل المخلوق المروع قد أنطلق بالفعل بسرعة مرعبة، وفتح فكه الدائري ليعض لحم كاسي. ابتعدت الفتاة العمياء، بالكاد متجنبة أن تتمزق، وأسقطت عصاها على الذيل المقسم.
وبعد لحظة، تم إلقاؤها جانبًا مثل النملة.
على الجانب الآخر، قام الوحش بضرب مخلبه المتعفن في اتجاه صني ونيفيس. بفضل الظلال ولهب الروح، تمكن كلاهما من تفادي الضربة القاتلة… حتى لو كانت على مسافة شعرة واحدة فقط منهم.
ولكن بمجرد أن فعلوا، كان فك المخلوق أمامهم بالفعل، جاهزًا للغلق وتحويل البشر إلى قطع من اللحم الممزق. لم يكن صني ولا نيفيس قد استعادوا توازنهما بعد – ولم يكن هناك وقت للتهرب منها.
لحسن الحظ، في تلك اللحظة، اصطدمت القديسة بجانب رأس الرجس، مستخدمة درعها كمنجنيق. كانت قوة الضربة فظيعة بما يكفي لإسقاط جدار قلعة، لكن جمجمة الوحش العظيم تأرجحت للجانب قليلاً فقط. لم يبدو كما لو أن المخلوق قد تعرض لأي ضرر على الإطلاق.
وكل ما حدث – منذ لحظة هبوط المخلوق إلى الآن – لم يستغرق سوى جزء من الثانية.
‘هذا ليس جيدا…’
كان الثعبان الأزرق ملكًا بين الوحوش، بينما كان هذا مجرد وحش عادي… ومع ذلك، كان مخلوقًا كابوسيًا عظيمًا. لقد كان قويًا جدًا، وسريعًا جدًا، ومرنأ جدًا.
‘هل يمكننا هزيمته؟’
عرف صني أنهم يستطيعون ذلك. مع ظلاله، وأصداء كاسي، وخاصة تاج الفجر… كانت لديهم فرصة لا يستهان بها لهزيمة هذا الكائن الوحشي.
ومع ذلك، أمكن أن يموتوا جميعا هنا.
‘لا أريد أن أموت…’
على الرغم من علمه أنه سيعود على الأرجح إلى نقطة بداية الحلقة، إلا أن صني ما زال يرتعد من فكرة تمزق لحمه وتحول عظامه إلى غبار. وكان أكثر ترددًا في رؤية رفاقه يُقتلون بواسطة الرجس المروع.
‘الأمر بسيط… لا تمت إذن.’
صر على أسنانه، واندفع إلى الأمام.
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون