عبد الظل - الفصل 1266
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1266 : تعقيد غير متوقع
“ما هو الخطأ؟”
“ما هو الخطأ؟”
ظهر سؤالان متطابقان في نفس الوقت، لكنهما مختلفان للغاية. كان صوت نيف مشوبًا بتلميح من القلق الحقيقي، بينما كان صوت شبح السيف مليئًا بالسخرية اللاذعة.
ظل صني بلا حراك لبضع لحظات، وكان لا يزال ممسكًا بيد نيفيس. ارتجف قليلاً بعد فشل محاولته الثانية لاستخدام خطوة الظل، ولا بد أنها شعرت بذلك.
نظر إليها وتردد. وعندما تكلم، بدا صوته أجوفًا:
“قدرتي… لا يبدو أنها تعمل بعد الآن.”
فجأة التف خوف خبيث حول قلبه، وفي الوقت نفسه، اهتزت الجزيرة المظلمة مرة أخرى… كان مصدر الهزة أقرب بكثير مما كان عليه سابقًا.
كان الخوف غير عقلاني وحيواني. لم يكن للأمر علاقة بوضعهم المحفوف بالمخاطر، بل كان له علاقة بحقيقة أن قواه قد تخلت عنه دون سابق إنذار. كان الأمر كما لو أنه وجد نفسه فجأة فاقدًا أحد أطرافه. كان مليئًا بعدم التصديق، والارتباك، والخوف… وأخيراً، الرعب.
استغرق الأمر كل قوة إرادته لدفع هذا الرعب جانبًا.
ضحك خطيئة العزاء.
متجاهلاً ذلك، أجبر صني نفسه على الكلام:
“فقط… فقط أعطني لحظة.”
لم يكن لديه أي فكرة عن سبب عدم تفعل خطوة الظل، التي لم تخذله من قبل أبدًا. ربما كان هناك خطأ ما في الظلال التي تملأ الأجزاء الداخلية من السلحفاة السوداء… إذا كان الأمر كذلك، فهناك طريقة سهلة للتحقق.
وبعد لحظات قليلة، ظهر فانوس الظل في يده، وتدفق طوفان من الظلال من بوابته المفتوحة. ومع ذلك، كانت النتيجة هي نفسها – لم تكن الظلال هي التي أخطأت، بل صني نفسه.
“آه…آه، حقا…يا لك من أحمق!”
كان شبح السيف اللعين يقضي أفضل أوقات حياته.
قبض صني قبضتيه، ثم قال بينما يصر اسنانه:
“لا يبدو أنني قادر على إبعادنا في الوقت الحالي. آسف…”
عبست نيفيس، ثم نظرت حولها بعناية. وبعد صمت قصير قالت فجأة:
“في هذه الأحداث… يبدوا الأمر منطقيًا.”
شعر بشعور مفاجئ بالأمل، فرفع حاجبه:
“هل هذا صحيح؟”
اومأت برأسها.
“إنه مسخ عظيم، بعد كل شيء، ونحن داخل جسده. مخلوق مثل هذا سيكون لديه حماية ضد شخص مثلك يتجاوز درعه المخيف عن طريق الانتقال الآني مباشرة إلى داخله. ماتت السلحفاة السوداء، لكن بعض دفاعاتها ما تزال باقية… ربما لو لم تكن الفجوة في القوة بيننا واسعة جدًا، لكان من الممكن أن تخترقها قدرتك.”
ظل صني صامتًا لبضع لحظات.
“… لماذا لم أفكر في ذلك من قبل؟”
هزت نيفيس رأسها.
“ولا أنا فعلت أيضاً. لا… ألا تعتقد أن إلقاء اللوم على نفسك أمر مبالغ فيه؟، لم يكن بإمكاننا أن نعرف الأمر. لم نواجه عدواً كهذا من قبل.”
كانت على حق، لكنها كانت مخطئة أيضًا. ربما لم يحاول صني الدخول إلى جسد عدو ضخم من خلال خطوة الظل من قبل، لكنه رأى كيف قتل الثعبان الأزرق السلحفاة السوداء. كان بإمكانه على الأقل التفكير في إمكانية القيام بشيء مماثل…
على أية حال، بدا كل شيءٍ بسيطًا بعد فوات الأوان. جفل، ثم نظر إلى نيفيس بصمت. كما لو كانت تقرأ أفكاره، وجهت لهبها من نصل الخنجر المتوهج، عبر جسدها، إلى جسده.
لكن النتيجة كانت نفسها. كانت خطوة الظل ترفض التنشيط.
بعد أن شعر بدفء لهب نيف وهو يغادره، أخذ صني نفسًا مرتعشًا وأدرك متأخرًا أنه لا يزال يمسك بيدها… لم يكن في عجلة من أمره لتركها، إذ وجده أمرًا مطمئنًا.
ظهر عبوس عميق على وجه صني وهو ينظر في اتجاه مدخل النفق. في الوقت الحالي، كان الثعبان الأزرق والمسخ العظيم الذي كان يقاتله قريبين جدًا من الجرح الواسع، مما يجعل احتمال المغادرة من الطريق الذي وصلوا منه مميتًا تمامًا.
ولكن ما هي خياراتهم؟، البقاء هنا كان بمثابة الموت أيضاً. في الواقع… هناك خيار ثالث.”
استدار صني ونظر إلى أعماق النفق، ثم سحب نيفيس إلى الأمام.
“دعينا نذهب. المدخل مسدود، ولكن لا يزال هناك المخرج الذي خرج الثعبان القديم عبره، أليس كذلك؟، جرح الخروج موجود على الجانب الآخر من جسم السلحفاة، تحت زعانفها. سنهرب من هناك. ونصعد مرة أخرى إلى الجزيرة.”
كان هذا هو القرار الأكثر عقلانية الذي يمكن أن يتخذه.
تردد الاثنان للحظة، ثم غطسا مرة أخرى في الماء المغلي. قام صني ونيفيس بتقصير طول الحبل الذهبي لإبقائهما أقرب إلى بعضهما البعض، وسبحا عبر الدم الضحل للمخلوق الضخم الميت. على الرغم من أن السباحة ضد التيار كانت صعبة بشكل لا يصدق، إلا أنهما ابتعدا عن المعركة المروعة مع كل خطوة.
‘اسرع اسرع…’
شعر صني بإلحاح شديد ودفع نفسه إلى الأمام بأقصى ما يستطيع حشده من قوة. لم يكن النفق طويلاً… امتد جسم كيان السلحفاة السوداء إلى أقل من كيلومترين، وكان المسار الدموي الذي اخترقه الثعبان الأزرق نصف ذلك. وبطبيعة الحال، كانت تلتف وتدور، والحركة الفوضوية للمياه جعلت من الصعب التقدم.
لكن مع ذلك. كانوا على وشك الوصول إلى المخرج قريبا.
وبينما كانوا يسبحون، شهدوا المزيد من علامات الدمار الذي تسبب بها وحش النهر العظيم، سواء عند قتل السلحفاة السوداء أو أثناء التغذي على لحمها لاحقًا. كانت جدران النفق تتوسع أحيانًا إلى كهوف كبيرة حيث كانت أعضاء السلحفاة ممزقة إلى أجزاء ومدمرة تمامًا. برزت قطع من العظام الصلبة من الظلام.
وجد صني أن الأمر برمته كان غريبًا ومقززًا وساحرًا بشكل غامض.
‘أنا أسبح عبر وحش عظيم. أشعر أنه حلم…’
حسنًا، كان كذلك بالفعل. لكن كابوس، على وجه الدقة.
وبمجرد مرورهم بالنقطة المركزية من النفق وشعروا بتغير التيار الذي بدأ يسحبهم نحو هدفهم، لاحظ فجأة شيئًا غريبًا. هناك، على مسافة قصيرة أمامهم… كان الأمر كما لو كان هناك شيء يلمع بهدوء في الظلام. كان التوهج خافتًا جدًا لدرجة أن صني اعتقد أنه مخطئ، ولكن في المرة التالية التي خرج فيها رأسه للسطح، رآه مرة أخرى.
وبعد تردد للحظة، قام فجأة بسحب الحبل الذهبي ودفع جسده المتعب ضد التيار مرة أخرى، محاولًا شق طريقه إلى مصدر التوهج الغريب.
تسلق نيفيس وصني على قطعة عظام متآكلة ونظرا إلى جدار النفق. وهناك، مختبئة بين ثنايا اللحم الممزق…
أخذ نفسا عميقا.
…كانت بلورة هائلة مشعة تتألق بضوء أثيري.
كانت إحدى شظايا الروح الفائقة التي كان من الممكن أن يتركها موت السلحفاة السوداء.
ألقى صني نظرة سريعة على نيفيس، ثم استدعى صندوق الطمع مرة أخرى. كانت القطعة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن وضعها في فتحة صندوق السبائك، لذلك قام بتركيزه وتغييره، حافظ على شكله مع تغيير حجمه.
بعد لحظات قليلة، بدا الصندوق المصنوع من السبائك أشبه بتابوت مناسب لعملاق… أو لكائن مثل وليد الظلال.
لا أستطيع أن أصدق ذلك. جئنا لجني بعض اللحوم، ولكن انتهى بنا الأمر بشيء من هذا القبيل. يا الهـي … لا أستطيع حتى أن أتخيل كم ستكلف في عالم اليقظة. في الواقع، لن يكون لها تكلفة. هذه الأشياء نادرة جدًا لدرجة أنه لا يمكن شراؤها بالمال.
على الرغم من ضغط الوقت عليهم، إلا أنه لم يتمكن من ترك هذه الفرصة تفلت من بين أصابعه.
“نيف… هل يمكنكِ مساعدتي؟”
قاموا معًا باختراق لحم السلحفاة لتوسيع الفتحة، ثم استخدموا كل قوتهم لرفع شظية الروح الضخمة ووضعها في فتحة صندوق الطمع.
بعد ذلك، كان عليهم أن يغرقوا في الماء مرة أخرى.
بعد عدة دقائق من العذاب، استخدم صني ونيفيس السلاسل الفضية الموجودة على جانب الجزيرة لتسلق منحدر قوقعة السلحفاة السوداء، وسقطا جنبًا إلى جنب على الصخور في حالة من الإرهاق.
بمعرفة كيف ستبدو نيف في سترتها المبللة، رفض صني أن يدير رأسه وبدلاً من ذلك حدق في السماء. كان الشعور الدافئ بتلامس أذرعهم كافيًا بالنسبة له.
كانوا بحاجة إلى التحرك… للاختباء… لكنه كان متعبًا للغاية.
‘فقط للحظات قليلة…’
أخذ صني نفسا عميقا وحاول أن يهدأ قليلا. ثم أطلق فجأة ضحكة مكتومة منخفضة.
‘آه…ولكن هذا مضحك.’
بعد فحص مفتاح المصب، كان يعتقد أنه من المستحيل جمع واحدة، ناهيك عن ستة شظايا الروح فائقة. بدت الفكرة نفسها غير معقولة على الإطلاق.
ومع ذلك، فقد كان في حوزته واحدة بعد بضعة أسابيع فقط. سقطت للتو في يديه، من تلقاء نفسها تقريبًا.
ركضت قشعريرة غريبة في عموده الفقري.
عندها رفعت نيفيس يدها فجأة وهمست.
“أنظر…”
في السماء فوق الجزيرة، كانت الفراشة الوحشية تفرد أجنحتها السوداء مرة أخرى.
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون