عبد الظل - الفصل 1252
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1252 : رحلة ترفيهية
في البداية كان صني ونيفيس متوترين وحذرين تمامًا، كانا يراقبان الثعبان وهو يتغذى بخوف قاتم وقليل من الرهبة.
ولكن بعدها، وببطء…
أصبح الأمر مملًا بعض الشيء.
على الرغم من أن عددًا قليلًا جدًا من الناس قد حصلوا على فرصة لرؤية وحش عظيم يلتهم وحشًا عظيمًا أخر – أو ربما لم يروه على الإطلاق – ولكن كما اتضح، فحتى مثل هذا المشهد المروع والرائع يمكن أن يصبح مملاً بسرعة كبيرة.
كانت السلحفاة السوداء هائلة جدًا. على الرغم من أن الثعبان الأزرق السماوي كان ضخمًا بحد ذاته، إلا أنه لا يزال لا يستطيع التهام جزء كبير من جثتها في فترة زمنية قصيرة، بغض النظر عن مدى صعوبة محاولته. من المحتمل أن يستغرق الأمر أيامًا، أو حتى أسابيعًا، لصنع ثقب في الجثة العائمة للمسخ الضخم.
في النهاية، وجد صني ونيفيس نفسيهما جالسين جنبًا إلى جنب على الطحلب الأخضر، وينظران بصمت إلى النهر العظيم.
صنع الاثنان منهما تناقضا مذهلا. كان صني يرتدي سترة من الحرير الأسود المطرزة بخيوط فضية، وكان شعره أسود كجناح الغراب. بينما كانت نيفيس ترتدي سترة أيضًا، كانت بيضاء تمامًا ومزينة بلمسات حمراء. وكان شعرها الفضي الطويل يتحرك قليلاً في مهب الرياح.
كانت عينا أحدهما مثل بركتين من الظلام العميق، وكانت عينا الأخرى رمادية وهادئة، وتخفي فيهما شعلة محترقة لا حدود لها.
كان كلاهما يبدوان خاليان من العيوب وجميلين للغاية بالنسبة للبشر الطبيعين، ببشرة مرمرية ناعمة تمامًا ووجوه تبدو وكأنها منحوتة من الحجر الكريم بواسطة نحات سَّامِيّ.
محاطين بالامتداد الشاسع لنهر غامض ويجلسون بهدوء فوق صدفة وحش عظيم، دون ارتداء أي درع أو أسلحة في أيديهم، بدا وكأنهما ساميان عابرين نزلا من العالم السماوي ليستريحا على الطحالب الناعمة. واستمتعا بالجمال الخلاب لهذا العالم الغريب.
…وبطبيعة الحال، لم يكن لدى صني أي من هذه الأفكار. وبدلا من ذلك، كان لديه وجهة نظر مختلفة تماما عن الوضع الحالي.
‘هذا… هاه…’
على مر الفترة الفائتة، اعتاد على أن يكون بصحبة جنود مستيقظين يرتدون ملابس مدرعة، وجنود مدججين بالأسلحة، ومركبات عسكرية. عند النظر إلى الصورة الظلية النحيلة لجسد نيفيس التي حدده القماش الخفيف لسترتها، والحرير عديم الوزن لكفن الغسق خاصته، لم يستطع إلا أن يشعر بإحساس بالتناقض.
كانوا حاليًا في أصعب مأزق في حياتهم الأليمة المعتادة. ومع ذلك…
‘بحق. يبدو وكأننا نستمتع برحلة بحرية فاخرة…’
وبطبيعة الحال، لم تكن الرحلات البحرية الترفيهية والإجازات في الجزر الاستوائية موجودة منذ العصور المظلمة. وجد صني الفكرة مسلية بعد أن عرف بشكل عشوائي عن هذا التقليد القديم من ريَن، وتم تذكيره بتلك المحادثة الآن. كان يعلم أن كون المرء محاطًا برجسات عظيمة لم يكن بالضبط فكرة المرء عن عطلة مريحة.
لكن.
كانت جثة السلحفاة السوداء عائمة من الناحية الفنية، لذلك كانت مثل السفينة. وفي الوقت نفسه، كانت كبيرة بما يكفي لتكون جزيرة. كان الأكل لذيذا. وكان المشهد يستحق الموت لأجله.
وكان شريك رحلته لطيفًا جداً أيضاً..
لولا الفك الملطخ بالدماء للثعبان الأزرق السماوي الذي يرتفع فوق الماء من وقت لآخر، لكان في الواقع… راضيًا تمامًا.
‘هاه؟’
مستشعرًا بمزاجه الغريب، نظرت إليه نيفيس ورفعت حاجبها.
“أنت… لديك تلك النظرة المضحكة في عينيك…”
سعل صني.
“آه، كنت أفكر فقط أن هذا الوضع برمته غريب… أنه أشبه بـ سلمي؟، نحن على قمة مسخ عظيم ميت وهناك وحش عظيم يلتهم ذلك المسخ ببطء بينما ينتظر الفرصة ليأكل أرواحنا، وفوق هذا… ليس هناك أي شيئ نستطيع فعله؟”
خدش رأسه.
“دعني أخبركِ، بداية كابوسي الثاني لم تكن مريحة هكذا على الإطلاق. بالإضافة إلى ذلك، هذه السلحفاة السوداء، تشبه السفينة نوعًا ما، أليس كذلك؟، لذا… نحن وكأننا نسترخي على متن سفينة… أعتقد فقط أن الأمر مضحك.”
رمشت نيفيس عدة مرات، ثم حدقت في الامتداد الأسود لقوقعة السلحفاة السوداء.
وبعد صمت قصير قالت بغضب:
“أوه. كنت لتعرف جيدًا. أ…أنا في الواقع لم أكن يومًا على متن سفينة حقيقية.”
أمال صني رأسه قليلا.
‘هذا صحيح. تم إحضارها إلى القارة القطبية الجنوبية بواسطة النصل الهامس. لم تبحر أبدًا عبر المحيط على متن سفينة حربية مصنوعة من السبائك المعدنية، بل طارت فقط في السماء على متن كاسرة السلسلة.’
ضحك قليلاً.
“حسنًا، الأمر ليس مميزًا. في الغالب، عليكِ فقط البقاء في الداخل والدعاء حتى لا تبدأ السفينة في الانقسام لنصفين. أو ألا يأتي شيء من الخارج إلى الداخل لزيارتك. بالمناسبة… كلا الأمرين حدثا لي… لذا بغض النظر عن مدى غرابة قول ذلك، فإن هذه الصدفة تبدو أجمل بكثير.”
ترددت نيفيس لبضع لحظات، ثم نظرت بعيدا.
كان صوتها هادئًا عندما قالت:
“هذا أجمل بكثير من بداية كابوسي الثاني أيضًا. لأنني… لست وحدي.”
نظر إليها صني بعناية.
ظهرت فكرة غريبة في ذهنه:
‘هل كانت ستقول… شيئا آخر؟’
فجأة شعر بالتوتر مرة أخرى.
الكثير من المشاعر المعقدة للغاية التي بذل صني قصارى جهده لتجنبها لفترة طويلة جدًا، ظهرت في قلبه.
‘هل كانت…’
لحسن الحظ – أو لسوء الحظ – اختار الثعبان الأزرق السماوي تلك اللحظة بالضبط ليطلق زئيرًا مسعورًا ويغوص مرة أخرى في الماء، مرسلاً نافورة ضخمة منه تحلق في السماء.
بدا أن الثعبان القديم كان ممتلئًا الآن.
مليئًا بالحيوية لأقصاه، بدأ الثعبان يدور حول السلحفاة السوداء مرة أخرى، ويرفع رأسه من وقت لآخر للتحديق بهم بعيون مشوشة.
تنهد صني.
“هذا الثعبان لا يستسلم أبدًا، أليس كذلك؟”
أومأت نيفيس بصمت ثم وقفت.
مضاءة بنور الشموس السبعة ومحاطة بالسماء الزرقاء، كان شكلها الرشيق مثل اللوحة.
“لكنه في الواقع لا يستطيع قلب الجثة أو كسر الصدفة. ولسنا بحاجة إلى الاستمرار في مراقبته في الوقت الحالي.”
رفع صني حاجبه.
“إذن… ماذا علينا فعله؟”
فكرت لفترة، ثم ألقت نظرة على السجادة الناعمة المصنوعة من الطحالب الخضراء والمناظر الطبيعية الغامضة للجزيرة المظلمة.
في النهاية، هزت نيفيس كتفيها.
“…أين ما نريده؟”
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون