عبد الظل - الفصل 1247
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1247 : الخوف نفسه
كان المُشكل المظلم عبارة عن ذاكرة متسامية للطبقة الرابعة اكتسبها نيفيس في القارة القطبية الجنوبية. كانت واحدة من القلائل التي اختارت الاحتفاظ بهم – أما الباقية إما ذهبت إلى حراس النار أو تم بيعها للحصول على معدات وموارد مختلفة.
كونك قائدًا لمجموعة من النخبة المستيقظين لم يكن رخيصًا. حتى مع دعم عشيرة فالور، كان على نيف أن تعمل بجد لتزويد أتباعها بالأفضل… من كل شيء. ربما كان ذلك جزءًا من اختبار ملك السيوف لكفاءتها، أو ربما لم تهتم العشيرة العظيمة بإنفاق الكثير على الناجين من الشاطئ المنسي قبل أن يثبتوا أنفسهم.
على أي حال، قررت نيفيس الاحتفاظ بالمُشكل المظلم لنفسها.
كان السبب وراء قرارها التمسك بالمطرقة الحجرية هو قوتها ولأن وصفها ذكر شيطان الرعب.
بدا المُشكل المظلم وكأنه أداة أكثر من كونه سلاحًا. وكان له مقبض من الخشب المصقول الداكن والمغطى بالفضة الباهتة. تم صنع رأس المطرقة من الحجر الأسود تمامًا – والذي بدا مألوفًا إلى حد ما.
كان صني على يقين تقريبًا من أنه هو نفس الحجر الذي بنيت منه مقبرة آرييل.
وكان سحر المطرقة الحجرية يتعلق بنحت الأشياء وتغيير أشكالها. ومن المثير للقلق أن هذه الأشياء لم تقتصر على الحجر والمعادن والخشب… إذا رغب المرء، فيمكنه أيضًا تشكيل اللحم والعظام، ونحت جميع أنواع الإبداعات المقززة. كان الطاغوت الفاسد الشرير الذي قتلته نيفيس للحصول على المُشكل المظلم مقززًا بالمثل.
كانت بالفعل ذكرى تستحق أن تُكرم باسم شيطان الرعب في وصفها.
و الحديث عن الوصف…
في البداية، قام صني بدراسة الأحرف الرونية المتلألئة، ووجدها مثيرة للاهتمام إلى حد ما.
قرأ:
الذاكرة: [المُشكل المظلم].
[رتبة الذاكرة: متسامية].
[طبقة الذاكرة: IV – الرابعة -].
[نوع الذاكرة: أداة].
وصف الذاكرة: [عندما اتخذ العملاق غير المقدس خطوة، ارتعد الجميع خوفًا. لم يبقىَ إلا شيطان الرعب آرييل، واقفاً – لم يشعر بالخوف، لأنه كان الرعب نفسه. أخذ خطوة إلى الأمام، وتحدى العملاق غير المقدس، تقاتل الاثنان تحت السماء الزرقاء. كانت معركتهم عنيفة، وكانت مخيفة. وكانت تلميحًا للهلاك القادم.
أمتلك العملاق غير المقدس جسمًا حجريًا غير قابل للتدمير وكان محصنًا ضد أي ضرر. وبينما كانوا يقاتلون، تحطمت الأرض وانشقت السماء. تلقى شيطان الرعب العديد من الجروح المروعة، لكن العملاق الرهيب لم يتأذَ. أصبح جسمه الحجري متوهجًا من الحرارة، وأشرق أكثر إشراقًا من الشمس المشتعلة.
وفي تلك اللحظة، همس شيطان الرعب شيئًا لعدوه، ثم ألقى العملاق في أعماق المحيط.
عندما سقط العملاق المتوهج في الماء البارد، تحول المحيط إلى بخار محترق وتبدد بخاره على يد الرياح. برد جسم الحجر للعملاق فجأة، مما تسبب في ظهور شق صغير على قلبه – تلك النقطة الصغيرة كانت الجزء الوحيد من المخلوق الذي لم يبرد، وكان أيضًا عيبه الوحيد.
وبينما كان آرييل يراقب ببرود، صرخ العملاق من الألم. وبعد نبضة قلب واحدة، ظهرت شقوق على جسده غير القابل للتدمير. وبعد نبضتين، تدفق الدم من جروحه مثل النهر. بعد ثلاث نبضات قلب، بدأ جسده ينهار إلى شظايا عديدة.
وفي نبضة القلب السابعة تحطم قلبه وتحول إلى غبار.
وهكذا تم تدمير العملاق الحجري غير المقدس.
بعد نهاية المعركة، أنشأ شيطان الرعب نهرًا غامضًا من دم العملاق، وبنى هرمًا من لحمه الحجري. كان الهرم موجودًا حيث كان المحيط ذات يوم، و…]
انتهى الوصف.
بعد أن انتهى من القراءة اتسعت عيون صني عندما ظهر تخمين لا يصدق في ذهنه.
‘انتظر. لا لا، مستحيل…’
كانت قصة معركة آرييل مع العملاق الغير مقدس مثيرة جدًا للاهتمام حقًا، لأسباب ليس أقلها أنها بدت كما لو أن شيطان الرعب قد انتصر بسبب همسة واحدة. وأكثر من ذلك، فقد ألمحت إلى إجابات للعديد من الأسئلة التي أثارت فضول صني. على سبيل المثال، من أو ما هو سلف القطعة الصغرى للعملاق الحجري – جالوت. أو كيف ظهرت صحراء الكابوس إلى الوجود…
لكن هذه المعرفة الثمينة لم تكن هي التي تسببت في رد الفعل العنيف هذا من جانب صني. ما لفت انتباهه هو النهاية المفاجئة للوصف.
ألا يبدو الوصف… غير مكتمل؟.
كما لو كان هناك جزءً آخر منه مفقودًا.
… من قبيل الصدفة، كان على علم بوصف آخر بدا وكأنه جزء من شيء أكبر.
عابسًا، استدعى صني الأحرف الرونية الخاصة به ووجد اسم الصرخة المخنوقة. وركز عليها وقرأ:
وصف الذاكرة: [… كان يوجد بداخله نهر عظيم، يتدفق بلا نهاية من المستقبل إلى الماضي. وعندما أتى الهلاك، دخل كثيرون للاحتماء منه، وقدم كثيرون لطلب الحقيقة. وذلك لأن النهر العظيم موجودٌ خارج الزمن، ولذلك قيل أن سرًا مخيفًا كان مخفيًا عند مصبه. القليل من القادرين يجرؤن على الاقتراب منه، ولا أحد منهم قد عاد.]
ظل بلا حراك لبضع لحظات، ثم قام عقليًا بوضع الوصفين معًا.
‘بعد نهاية المعركة، أنشأ شيطان الرعب نهرًا غامضًا من دم العملاق، وبنى هرمًا من لحمه الحجري. كان الهرم موجودًا حيث كان المحيط ذات يوم… وكان بداخله نهر عظيم… يتدفق بلا نهاية من المستقبل إلى الماضي؟’
ارتجفت يديه.
غير قادر على الكلام، أدار صني رأسه قليلاً وحدق في نيفيس.
وبعد لحظات قليلة لاحظت نظراته ورفعت حاجبها.
“ماذا؟”
صمت قليلا ثم قال مترددا:
“هذا… لست متأكدًا حقًا… لكنني أعتقد أنني أفهم أين نحن الآن.”
ثم نظر صني إلى الشريط الضيق من السماء فوقهم وأضاف بصوت خافت:
“نيف، قد يبدو هذا جنونًا…ولكنني أعتقد أننا داخل الهرم الأسود…”
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون