عبد الظل - الفصل 1194
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1194 : معركة الجمجمة السوداء (8)
اطلق صني نفسا قصيرًا.
“نعم، أنا بخير. لقد مُزق حلقي للتو… لكن لا شيء عظيم…”
خفض يده الملطخة بالدماء، وكشف عن الجرح الذي اختفى بالفعل بفضل سحر [رغبة الموت]. كان هناك الكثير من الدماء على رقبته والحرير الأسود لكفن الغسق، ولكن تحتهما، كان جلده ولحمه بلا اية جروح.
التوت زاوية فم نيف للأعلى.
“أرى.”
ثم نظرت إلى الناب المرعب بحدة باردة بما يكفي لتجميد الشخص حتى الموت وقالت بهدوء:
“في هذه الحالة… الأنسة مد السماء، من فضلكٍ تراجعي مع أغنية الساقطين. سنبقى أنا والسيد بلا شمس لتغطية تراجعكما.”
لم تكن القديسة تريس في حالة تمكنها من مواجهة الناب المرعب. حتى لو أرادت البقاء، فإن وجودها لن يؤدي إلا إلى إبطاء حركتهما… بدا أنها فهمت ذلك أيضًا. حتى لو لم تفعل، لم يكن صني متأكدة من أن مد السماء كانت في وضع يسمح لها برفض أوامر نيف – فقد كانت تابعة لعشيرة فالور، بعد كل شيء، وكانت نيفيس من الناحية الفنية في نفس وضع مورغان.
“كاسي، خذيها!”
لم يكن هناك مكان آمن حقًا في ساحة المعركة، ولكن الاقتراب من الجسم الرئيسي لقوة فالور – والابتعاد عن أخطر الأعداء – من شأنه أن يزيد من فرص مد السماء في البقاء على قيد الحياة كثيرًا.
كانت كاسي تواجه اثنين من أسياد عشيرة سونغ. لم يبدو أن سيفها يتحرك بسرعة كبيرة، ولكن بطريقة ما، كان دائمًا متواجدًا لصد هجماتهم. تحركت الفتاة العمياء بإيقاع دقيق، وكانت تتقدم دائمًا على أعدائها بنصف خطوة. على الرغم من أن وجهها ظل هادئًا، إلا أن الصاعدين الاثنين بدو… مهتزين.
مهتزين بما فيه الكفاية لارتكاب خطأ.
في تلك اللحظة فقط، استدعى أحدهم قدرة جانبه لتحويل الأرض تحت أقدام كاسي إلى طين غادر، بينما التزم الآخر بضربة قوية بسيفه.
ومع ذلك، قفزت الفتاة العمياء بخفة لجزء من الثانية فقط قبل أن تخسر قدمها في الطين الرطب، متجنبة امكانية اعاقتها مؤقتًا. انطلق سيفها إلى الأمام، وثقب عنق المبارز الذي كان يعتمد على جانب شريكه لإيقاف العدو.
في الوقت نفسه، ومض شيء ما في الهواء، وتوقفت الراقصة الهادئة فوق كتفها، وقد شوه الدم نصلها.
سقط كلا السيدان بصمت.
انهارت أجسادهم على الأرض تقريبًا في نفس اللحظة التي هبطت فيها كاسي من قفزتها، بينما كان هناك سيف في يدها وآخر يحوم فوق كتفها.
تحركت بسرعة، متهربة من هجوم شرس من عبد الفاسد، وظهرت بجانب القديسة تريس. دون أن تنبس ببنت شفة، أمسكت الفتاة العمياء مد السماء من كتفها وسحبتها بعيدًا.
…من المدهش أن الناب المرعب سمح بحدوث كل هذا دون تحريك أي عضلة. كان يحدق ببساطة في نيفيس من الأعلى بينما تلاشت النيران البيضاء على فروه، بلا حراك، مع تعبير غير مبال على وجهه الوحشي.
كان صني فضوليًا بشأن ما كان يفكر فيه القديس الكئيب، لكنه في الوقت نفسه، لم يكن مهتمًا حقًا بمعرفة ذلك.
وبعد فترة وجيزة، تُرك الثلاثة في مواجهة بعضهم البعض – الوحش الشاهق على جانب واحد، وصني ونيفيس يقفان جنبًا إلى جنب على الجانب الآخر.
‘آه… هذا يعيد الذكريات.’
كان الوضع مختلفًا تمامًا، وكان العدو مختلفًا تمامًا… كان الاثنان مختلفين تمامًا أيضًا. لقد تغير الكثير، ومع ذلك، لم يستطع إلا أن يشعر كما لو أنهم عادوا تحت أغصان مفترس الروح’1’، وينظرون إلى شيطان الدرع ويستعدون لقتل الرجس الضخم.
تحرك فم الناب المرعب، وفجأة، خرج منه صوت عميق وخشن، مما جعل عظام صني ترتعش:
“أنتِ… ابنة السيف المكسور…”
أمالت نيفيس رأسها قليلاً، ثم أجابت بهدوء:
“هذا صحيح.”
حلقت شرارات حمراء حول رأسها وتشكلت على شكل خوذة.
ابتسم الوحش الوحشي.
“يال العار…”
وبهذا، زأر واندفع إلى الأمام.
وفي مكان آخر من ساحة المعركة، كانت أكوام الجثث تتحرك، وتعود إلى الحياة. كانت موجات الصدمة المستمرة من الاشتباك البعيد بين العملاق الصدى والانعكاسات الأربعة تهز الأرض، مما يجعل الأمر يبدو كما لو كان العالم على وشك الانهيار إلى غبار.
كانت هناك مستيقظين وأصداء ورجسات مسحورة يمزقون بعضهم البعض. كانت التربة مبللة بالدم، وسقطت المزيد من الجثث في الوحل الأحمر في كل ثانية.
ومضت صاعقة من البرق، وتدحرج صوت قصف الرعد عبر السهل المقفر، وسرعان ما غرق في ضجيج المعركة.
سقطت أولى قطرات المطر الغزير.
في وسط كل هذه الفوضى، المغطاة بالدم، قام شاب يرتدي درعًا ممزقًا بسحب سيفه ببرود من جسد محارب مستيقظ، وألقى الجثة جانبًا، واستدار.
كان هناك امرأة شابة نحيلة ترتدي بدلة من الدروع السوداء، مع عباءة حمراء ملفوفة حول كتفيها، تنعكس في عينيه الغريبتين الشبيهتين بالمرآة.
بدا الاثنان متشابهين إلى حد كبير لدرجة أنه يمكن الخلط بينهما وبين توأمان.
خلعت مورغان عباءتها بهدوء، مما سمح لها بالتفكك إلى وابل من الشرر القرمزي. رفعت سيفها ووجهته نحو موردريت، فطعنته بنظرة حادة وابتسمت:
“دعنا ننهي الأمر أيها الوحش. العب أي حيل قذرة متبقية لديك، وبعد ذلك يمكننا تسوية الأمر مرة واحدة وإلى الأبد بسيوفنا.”
حدق موردريت فيها للحظة، ثم نظر إلى الشكل البعيد للدودة العملاقة.
“… حيل قذرة، هاه؟، آه لكن لم يبق لدي أي منها.”
ابتسمت أخته بازدراء.
“أرجوك سامحني لكوني لا أستطيع تصديقك.”
هز موردريت رأسه وأخذ خطوة إلى الأمام، وكان وجهه خاليًا من التسلية المعتادة.
“لا تفهميني خطأً… كان بإمكاني إعداد القليل منها لكن هذا سيكون غير مرضٍ للغاية، ألا تعتقدين ذلك؟، أختي العزيزة… لا ينبغي أن تفترضي أن رغبتي بقتلكِ بيدي الخاصة أقل من رغبتكِ بذلك. ما الفائدة من قتلكِ بحيلة؟، حينها ستموتين وانتي تفكرين بـ – ها هو يفعل شيئًا حقيرًا مرة أخرى -. لا، لا، لا… أريد أن أقتلكِ بكاملك مع أكثر ما تفتخر به، أريد أن أسحق كل ما لديكِ.”
ابتسمت مورغان.
“وماذا إذن؟، هل ستقاتلني بالسيف حقًا؟، هل فقدت آخر أجزاء عقلك المكسور، أيها الرجس؟، ليس لديك اية فرصة.”
اتخذ موردريت خطوة أخرى إلى الوراء وصر على أسنانه.
“…سوف نرى.”
تشوه صوته الهادئ عادة فجأة بسبب كراهيته الكبيرة والمظلمة والهائجة.
كراهيته الشديدة لدرجة أنها قد تذيب الهاوية.
توقفت مورغان عن الابتسام وسارت نحوه بتعبير هادئ.
“هل ما زلت تعتقد أنه يمكنك الهروب؟، سأخيب ظنك… عندما يتم تدمير جسدك هذا، لن يكون هناك مفر. لقد أمضيت بالفعل… ست أو سبع سنوات؟… مغلقًا في صندوق، هذه المرة، قمنا ببناء صندوق أفضل، وهذه المرة، ستبقى محبوسًا فيه إلى الأبد.”
وأخيرا، ظهرت ابتسامة مجنونة على وجه موردريت.
“سنرى بشأن هذا أيضًا…”
وبعد جزء من الثانية، غرق صوت سيفان متصادمان في ضجيج المعركة.
***
في مكان آخر من ساحة المعركة، كانت الظل قليلة الكلام تقاتل انعكاسًا مشعًا يعمي البصر. وفي مكان آخر، كان النصل الهامس الأسطوري يقاتل الشيطانة الجميلة سيدة الوحوش.
كان النمر الأسود العملاق يمزق بمخالبه شخصية منسوجًا من ضوء الشمس إلى أشلاء. وكان انعكاسه يحاول بشراسة التخلص من شكل صغير من الفولاذ الأسود عالقًا على جلده، بينما تشبث الشكل الصغير بعناد.
كانت جيت حاصدة الارواح قد وجهت نصلها الزجاجي نحو الوجه الوحشي لسونغ سيشان، وكان درعها الجلدي مليئًا بالثقوب. مسح الوحش الذي يواجهها الدم عن شفتيه وبصق، كما لو كان يتذوق شيئًا مثيرًا للاشمئزاز.
كانت فتاة عمياء تقاتل داخل كتلة مخلوقات الكابوس المسحورة لتوجيه القديسة المصابة إلى بر الأمان.
تم تدمير مخلوق مقزز مصنوع من عدد لا يحصى من الديدان الرمادية ببطء من خلال أربعة انعكاسات متصدعة.
وبينما كانت السماء الرمادية تسقط سيلاً المطر، انفجرت المعركة المدمرة وتحولت إلى كابوسٍ من العنف.
***
1: مفترس الروح او الشجرة مفترسة الروح هي نفسها الي هرب منها صني ونيف وكاسي نهاية المجلد الاول لمن لا يتذكرها
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون