عبد الظل - الفصل 923
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 923 : سر المصب
تحرك صني قليلاً، محاولاً العثور على الوضعية التي تسبب له أقل قدر من الألم. كانت جروحه قد شفيت بالفعل، ولزيادة الطين بلة، شعر أيضًا بالحكة في كل جسده. كان الأسياد أكثر مرونة إلى حد كبير من البشر العاديين، ويمكن لأجسادهم أن تتعافى بشكل طبيعي من التعرض لأضرار بالغة – وكان ذلك دون احتساب قوة نسيج الدم.
…ومع ذلك، فإن العملية لم تكن ممتعة ابدا.
في محاولة لتجاهل الانزعاج، قرر صني إلقاء نظرة على [اللحظة المُرة] أولاً. لقد كانت واحدة من الذكريات التي تلقاها بعد القضاء على سرب الألسنة السوداء، وبينما كان من الأفضل استخدام الباقي لإطعام القديسة، فقد شعر بالرغبة في التمسك بتلك الذاكران.
كان السبب بسيطًا جدًا – على عكس الذكريات الأخرى، كانت [اللحظة المُرة] من الرتبة الصاعدة.
ومع التركيز على الأحرف الرونية، قرأ صني:
الذاكرة : [اللحظة المُرة]
رتبة الذاكرة: صاعدة
طبقة الذاكرة: واحد
نوع الذاكرة: أداة
‘أداة، هاه …’
ما نوع الأداة التي ستتركها المسوخ الوحشية وراءها؟ عرف صني ألا يقلل من قيمة الفائدة العملية، لكنه مع ذلك لم يستطع منع احباطه. غالبًا ما كانت فائدة هذا النوع من الذكريات بسيطة. مثل [ورقة الخريف] التي استخدمها لتغيير لون شعره كانت أيضًا أداة…
‘نأمل أن يكون هذا الشيء أكثر عملية.’
واصل قراءة الرونية.
وصف الذاكرة: [دخلوا القاعات الجميلة للمحكمة اليشمية وفي قلوبهم السوداء رغبات سامة، وراء ابتساماتهم المُعجبة كانت تتربص افواهٌ جشعة.
عرضت سيدة القصر نفسها عليهم كوبًا من أحلى نكتار. بغض النظر عن كمية النكتار الحلو الذي شربوه، بقي الكوب ممتلئًا. وكلما شربوا منه، زاد شغفهم بالمزيد
. وسرعان ما لم يبق سوى الرغبة الوحشية، ولم يبق سوى المرارة.]
خدش صني الجزء الخلفي من رأسه.
‘حسنًا… هذا وصف غريب. رغم ذلك، أتساءل عما إذا كانت محكمة اليشم لها علاقة بتلك الخنفساء التي قاتلتها…’
حول انتباهه إلى السحر. كان هناك سحر واحد فقط.
السحر: [السم الأسود].
وصف السحر: [يفيض هذا الكأس بالسم المرير. لا تشربه.]
‘…هاه؟’
تردد صني قليلاً، ثم استدعى ‘اللحظة المُرة’. وسرعان ما ظهر في يده كأس من اليشم الأبيض منقوش بشكل جميل. في الواقع، كان مليئا بسائل أسود تماما.
‘صحيح… لا يجب ان أشربه… بالتأكيد…’
لسبب ما، كان لدى صني رغبة غريبة في أخذ رشفة. ربما كان ذلك بسبب أن التعويذة أمرته بشكل مباشر بعدم القيام بذلك… ومع ذلك، كان حدسه يخبره أن السائل الأسود كان بالفعل سمًا قاتلًا. وبالنظر الى انهُ كان يبدو مميتًا بالنسبة له، فيجب أن يكون قويًا إلى حد ما.
مطالبة العدو بشرب مشروب لا تبدو فكرة جيدة، ولكن هذا لا يعني أنه لا فائدة من هذا السم الصاعد. على سبيل المثال، كان تلطيخ السم الأسود على النصل احد فوائده.
ولن تكون هناك مشكلة أيضًا في إضافة قطرة أو اثنتين خلسة إلى طعام أو شراب شخص ما… وليس كما أنه سيفعل شيئًا كهذا، بالطبع…
راضيًا، رفض صني اللحظة المُرة وركز على الذكرى الثانية التي لفتت انتباهه. كان لديه آمال كبيرة عليها، مع الأخذ في الاعتبار أنها جاءت من شيطان فاسد، الأسقف عديم الصوت.
قرأ الرونية
الذاكرة: [الصرخة المكتومة]
رتبة الذاكرة: متسامية
طبقة الذاكرة: III -ثلاثة-
نوع الذاكرة: تعويذة
‘فزت بالجائزة الكبرى.’
كانت التعويذات نادرة ومفيدة للغاية، وكان الأمر بشكل كذلك خاص بالنسبة لصني، مع الأخذ في الاعتبار أن كلا من القديسة وعباءة العالم السفلي لديهما القدرة على دمج تعويذة واحدة في نفسيهما.
كان لديه بالفعل تعويذة متسامية واحدة، ولكن هنالك ترحيب كبير بالتعويذة الثانية.
واصل قراءة الرونية.
وصف الذاكرة: [… كان يوجد بداخلها نهر عظيم، يتدفق بلا نهاية من المستقبل إلى الماضي. وعندما جاءهم الهلاك، دخل الكثيرون للاحتماء منه، وجاء الكثيرون لطلب الحقيقة. وذلك لأن النهر العظيم موجود خارج الزمن، ولذلك قيل أن سرًا كان مخفيًا عند مصبه. قليلٌ من القادرين يجرؤ على الاقتراب منه، ولا أحد منهم قد عاد.]
‘…غامض.’
لم يخبر هذا الوصف صني كثيرًا حقًا. في حيرة من أمره، ضل بلا حراك لبضع لحظات، ثم هز رأسه واستمر في قراءة الأحرف الرونية.
الأسحار: [صدى الصمت]، [كلمة القوة].
[صدى الصمت] وصف السحر: “عند ارتداء هذا التعويذة، يتم زيادة القوة الجسدية لمالكها… ولكن فقط طالما ظل صامتًا. وكلما طال صمته، دون انقطاع، كلما زادت نعمة القوة التي سيحصل عليها.”
امال صني رأسه.
‘مثير للاهتمام…’
اذا كان هذا بمثابة تعزيز بدني شامل. بدأ الأمر متواضعًا، ولكنه كان ينمو ببطء طالما أن الشخص الذي يرتدي التعويذة لم يتحدث… أو لم يستخدم صوته بأي شكل من الأشكال، سواء كان ذلك للصراخ أو الضحك أو التأوه. يجب أيضًا أن يكون امتداد الصمت دون انقطاع، مما يعني أنه سيتم إعادة ضبط التعزيز في حالة كسر الشرط أو في حالة رفض التعويذة.
بالطبع، كان هناك سقف لهذه الزيادة، ولكن بالنظر إلى الرتبة المتسامية للصرخة المكتومة، يجب أن يكون هذا السقف مرتفعًا إلى حد ما.
لم يبدو ذلك مفيدًا جدًا لصني في الوقت الحالي، حيث كان عليه دائمًا التحدث إلى الناس وإصدار الأوامر. ومع ذلك، كان الأمر مثاليًا للقديسة، التي كانت إما غير قادرة على التحدث أو اختارت عدم القيام بذلك.
حتى بعد كل هذا الوقت، ما زال صني لا يعرف ايهما الصحيح حقًا.
بانتباه، ألقى نظرة خاطفة على السحر الثاني.
[كلمة القوة] وصف السحر: “الكلمة التي يتحدث بها مالك هذا السحر هي أمر. إذا ولدت من صمت عظيم، فمن الصعب تجاهل كلمة القوة. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا قيمة لها.”
كان هذا مختلفا. كان السحر قويًا للغاية، حيث كانت هناك قيود قليلة له. أمر الأعداء بالركوع أو الانقلاب على بعضهم البعض… يمكن لصني أن يتخيل العديد من الاستخدامات الرائعة لمثل هذه القدرة. ومع ذلك، فإن قوتها المقنعة تعتمد أيضًا على المدة التي ظل فيها مرتديها صامتًا قبل نطق الأمر.
ومن المفارقات أن هذا السحر كان مفيدًا للغاية لصني، لكنه كان عديم الفائدة تمامًا للقديسة.
‘…يا لها من ذاكرة معقدة.’
مع تنهد، رفض الرونية، ثم وقف.
أثناء سيره إلى قسم الاتصالات في مركبة وحيد القرن، طلب الرقيب جير عبر الراديو. وبعد بضع ثوان، سمع صني ردا.
“نعم كابتن؟”
استدعى صني اللحظة المُرة، ووضعها على سطح الجهاز، وحدق فيها بنظرة تأملية.
كان لديه فكرة عظيمة عن كيفية استخدامها.
“…آه، نعم، أيها الرقيب جير. استمع. عندما نصل إلى محطتنا التالية، سأعطيك كوبًا جميلاً للغاية. تأكد من تغليف كل ذخيرتنا بالسائل الأسود الموجود في هذا الكوب.”
إن القليل من السم الصاعد الملطخ عبر نصل خطيئة العزاء أو المشهد القاسي سيكون له تأثير ضئيل جدًا على أدائه في المعركة، مع الأخذ في الاعتبار أن مخلوقات الكابوس الوحيدة التي أعطته ما يكفي من المتاعب للمطالبة بحلول إضافية ستكون كلها بلا استثناء محصنة ضد جرعة بسيطة من هذا السم الأسود.
الرجسات الوحيدة التي يمكن أن تقتل مثل هذه الجرعة الصغيرة كانت من الرتب الأدنى، والتي كان يمكنه بالفعل قتلها بسهولة.
…ولكن لم يكن نفس الحال ينطبق على الجنود العاديين. بالنسبة لهم، حتى مخلوقات الكابوس النائمة كانت تمثل تحديًا كبيرًا، ناهيك عن المخلوقات المستيقظة.
من المحتمل أن يغير ‘اللحظة المُرة’ هذا الوضع تمامًا.
ابتسم صني ابتسامة مشؤومة، وتوقف لبعض الوقت، ثم أضاف
“أوه، لكن تأكد من عدم لمس السائل. إذا أصابت قطرة واحدة جلدك، فسوف تموت. مع عذاب رهيب ومروع. لذا… ارتدي القفازات، على ما أعتقد. والأفضل من ذلك، استخدم عصا طويلة…”
اكتب الاغلاط بالتعليقات
ترجمة امون