عبد الظل - الفصل 533
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
عبد الظل ٥٣٣. باتل رويال
بمجرد أن ذكر المعلق مونغريل، تحول البث إلى صورة شخصية خطيرة ترتدي درعًا أسود وتسير بهدوء عبر الغابة، ونصل الأوداتشي الخطير يستقر على كتفه. حدقت الحفر المظلمة لعيون القناع الشيطاني مباشرة في الكاميرا، كما لو لم يكن هناك شيء بها سوى الظلام.
بمجرد ظهور مونغريل على الشاشات، انفجرت الدردشة.
“هيا! إنه مونغريل!”
“حيوا اللورد!”
“هاه؟ من مونغريل هذا؟”
“…هل تقصد حيوا للسيدة؟”
ضحك ديمي.
“آه، نعم. هذا الرجل. حسنًا، مونغريل مقاتل مثير للإعجاب حقًا، لكن النتائج قد لا تكون متوقعة كما يعتقد الجميع. في كل عام، يحدث نفس الشيء – حيث، في المراحل الأخيرة من البطولة، تتصادم مجموعتان مختلفتان. أحدهما هما نخبة مشهد الأحلام، والأخرى هي الوافدون الجدد الذين تجتذبهم المكافآت. وتاريخيًا، يميل الوافدون الجدد إلى تحقيق أداء أفضل.”
تنهد وهز رأسه.
“بالإضافة إلى ذلك، نحن لا نعرف الكثير حقًا عن مونغريل. بالتأكيد، لديه سجل حافل للغاية، لكن معظم انتصاراته تحققت ضد خصوم عشوائيين. من يدري ماذا سيحدث عندما يواجه الأفضل على الإطلاق؟ إذا كنت سأراهن، فستكون أموالي على ملكة النحل. إذا كان لدى أي شخص فرصة ضد الوافدين الجدد، فإنها هي.”
أومأ سيكلوس برأسه عدة مرات، معربًا عن موافقته الحماسية.
“بالتأكيد! ولكن، مع ذلك، بالحديث عن مونغريل. الجميع متشوق لمعرفة هويته الحقيقية تحت هذا القناع المخيف. وإذا كان أي شخص يعرف عنك أي شيء، يا ديمي، فسيعرف أنه لا بد أن يكون لديك تخمينات…”
ابتسم الرجل الأكبر سنًا، عيناه تلمعان فجأة بالإثارة.
“من المضحك أنك سألت! في الواقع، لدي نظرية…”
***
“تم القضاء على المتحدي اللورد كورفوس.”
“تم القضاء على المتحدي فراي.”
“تم القضاء على المتحدي إيراكس.”
كان صني يحدق في الجثث الثلاث عند قدميه، والتي كانت تتحول بالفعل إلى طوفان من الشرارات البيضاء. هاجمه هؤلاء الثلاثة المستيقظون كمجموعة، وعلى الرغم من أن مهارتهم لم تكن سيئة، بل مثيرة للإعجاب، إلا أنه لم يكن لديه مشكلة في قتل الثلاثي في دقيقة واحدة.
حقيقة أنهم تمكنوا من البقاء على قيد الحياة لأكثر من عدة ثوان كانت بالفعل نتيجة ممتازة، بالنظر إلى من هو عدوهم.
برفع الأوداتشي في الهواء، نفض صني قطرات الدم عن نصله واستمر في المشي.
…من الناحية الفنية، لم يكن بحاجة إلى تنظيف نصله، لأن الدم كان لا بد أن يتحول إلى شرارات من الضوء ويختفي أيضًا. لكن تلك أصبحت عادة لديه بالفعل… ناهيك عن أن شكلها كان رائعًا للغاية.
ليقول الحقيقة، تلك المناوشات القصيرة لم تكن سهلة كما جعلها تبدو. كان المستيقظون أعداء خطرين، لأن كل واحد منهم امتلك جانبًا فريدًا. لقد كانوا ماكرين وواسعي الحيلة ولا يمكن التنبؤ بهم. ولهذا السبب كان عليه أن يتصرف بسرعة، مما جعل المعركة تبدو أكثر وحشية مما ينبغي.
حاليًا، لم يكن صني يستخدم أيًا من ظلاله لتعزيز نفسه. لقد قرر عدم القيام بذلك منذ وقت طويل، لأن القدرة على سحق خصومه بسهولة كانت ضارة بهدفه الرئيسي – وهو صقل أسلوبه القتالي وتعلم أساليب مختلفة.
لذلك، كان الظل الكئيب يتصرف حاليًا مثل أي ظل طبيعي، بينما كان الظلان الآخران ملتفين حول ورقة الخريف – الذكرى التي استخدمها لتغيير لون شعره. وبما أن ليس لديها أي غرض آخر، فإن تعزيزها لم يعطه أي ميزة.
…لكن لا بد أن شعره بدا رائعًا.
بالضحك من تحت القناع، ركض صني إلى الأمام. لقد كان في عجلة من أمره للقضاء على أكبر عدد ممكن من اللاعبين الآخرين قبل الإعلان الأول عن لوحة المتصدرين.
ذكّره لقاء مجموعة المستيقظين الثلاثة المتحالفين بالمشكلة المتأصلة في تنسيق المعركة الملكية للجولات التأهيلية – ألا وهي أن بمجرد أن تكشف القوى الحقيقية عن نفسها، كان المشاركون الأضعف ملزمين بالتجمع معًا والبدء في الصيد كمجموعات.
وفي وقت قريب جدًا، قد يكون هناك عشرات المقاتلين يشنون هجومًا منسقًا عليه، أو حتى أكثر.
كان صني واثقًا من مهارته، ولكن ليس إلى هذه الدرجة. حتى بالنسبة لمحارب قديم مخضرم مثله، الذي قضى مئات الأيام يقاتل من أجل حياته في أحلك أعماق عالم الأحلام، فإن مثل تلك المعركة لن تكون سهلة.
‘ستكون هذه المعركة الملكية شديدة أكثر مما توقعت…’
قبل أن يتمكن صني من إنهاء هذه الفكرة، انفجرت شجرة قديمة بجانبه فجأة وتحولت إلى سحابة من الشظايا، حيث شيء ما حاد كان مصوبًا نحوه بسرعة لا تصدق. باللعن، اندفع إلى الجانب وبالكاد تفادى الشيء.
في اللحظة التالية، مر سهم عملاق من جانبه وانغرس في جذع شجرة أخرى، كان عمود السهم المرتجف في الشجرة بطوله.
تدحرج صني على جانبه ونظر إلى السهم، ثم انفجر بسرعة في ركض.
‘اللعنات! إنه قناص!’
وبعد ثانية، سقط سهم عملاق آخر من السماء، وكاد أن يسيخه على الأرض.
صر صني على أسنانه واستمر في الركض.
***
على الشاشات التي لا تعد ولا تحصى، ظهرت صورة شاب عريض الكتفين، يسحب خيط قوس كبير الحجم. تشددت عضلاته القوية، وعندما أطلق الخيط، تدحرج صوت رعدي على منحدرات تلة عالية كان يقف عليها رامي السهام.
وفي الوقت نفسه، لم ينتبه إليه المعلقان:
“…وهكذا، أستطيع أن أقول دون أدنى شك أن مونغريل ليس أحد الناجين من الشاطئ المنسي، ولكنه في الواقع الطفل السري لـ”سائر الليل” الأسطوري، مؤسس بيت الليل. اه… حسنًا، هذه هي نظريتي، على أي حال.”
نظر سيكلس إلى ديمي بابتسامة عريضة، ثم أعاد المحادثة إلى المناوشات التي تحدث في الغابة القديمة، والتي بدأت تحدث بشكل متكرر وتنمو في حدتها.
“أهذا صحيح! حسنًا، يبدو أن هذا الحفيد السري في ورطة كبيرة الآن! على الرغم من انتصار مونغريل الوحشي على المنافسين الثلاثة الآخرين، إلا أنه يبدو الآن في مرمى أحد الوافدين الجدد الذين تحدثت عنهم سابقًا. دعنا نلقي نظرة!”
تغير البث إلى صورة مونغريل وهو يجري بسرعة عبر الغابة، متهربًا من سهم عملاق تلو الآخر. بدت حركاته ثابتة ودقيقة، كما لو كان لديه زوج آخر من العيون في مؤخرة رأسه.
نظر سيكلوس إلى القناع الأسود اللامبالي، وارتجف لا إراديًا.
“واو! انظر إلى ذلك… يا له من إنجاز جدير بالثناء، أنه يحافظ على الهدوء ورباطة الجأش في مثل هذا الموقف الصعب! يبدو الأمر كما لو أن مونغريل لا يخاف من أي شيء، ولا حتى من التعرض للقصف بمطر من السهام المسحورة، كل منها قوي بما يكفي لاختراق مسخ ساقط! حقًا، هذا الرجل لديه أعصاب فولاذية. أتساءل ما الذي يفكر فيه الآن…”
***
‘بـحق الجحيم؟! كيف يكون هذا عادلا؟! هراء! هذا سيء، هذا سيء للغاية! لا أريد أن أموت بهذه السرعة! بحق التعويذة ما الذي من المفترض علي فعله؟!’
مذعورًا ومتعرقًا تحت القناع، تهرب صني من سهم تلو الآخر ولعن دون توقف.
لم يكن لديه أي فكرة عمن يطلق السهام عليه، وكيف يتمكن من التصويب عبر المظلة السميكة للأشجار القديمة، وأين كان. كل ما كان بإمكانه فعله هو الركض والمراوغة والصلاة إلى الآلهْة الميتة أن ينجو من هذا الوابل المدمر.
لحسن الحظ، بعد لحظات قليلة، لاحظ صخرة بارزة في مكان ليس ببعيد، مع واد عميق يختبئ خلفها.
اندفع إلى الأمام، وتهرب من سهم عملاق آخر وانزلق إلى أسفل منحدر الوادي. وعندما وصل إلى قاعه، ضغط بظهره على الصخور، وأصبح أخيرًا آمنًا من القناص العنيد.
عندها فقط استطاع صني أن يلتقط أنفاسه والنظر حوله.
ومع ذلك، بمجرد أن فعل ذلك، ظهرت تكشيرة سوداء على وجهه.
‘…سحقا!’
وكما شاء القدر، لم يكن وحده في الوادي.
زمجر صني من الإنزعاج، وأمسك بمقبض الأوداتشي واندفع مرة أخرى.
وبعد لحظات قليلة، تردد صوت لطيف فوق الغابة القديمة:
“…تم القضاء على المتحدي أجيك.”
ترجمة بواسطة: Laa Hisham
م/ت: للتذكير العشائر العظيمة الثلاثة هي
عشيرة فالور – تحكم قلعة باستيون
عشيرة سونغ – تحكم قلعة ريفنهارت
عشيرة بيت الليل – تحكم قلعة البحر الثائر (ستورمسي)