عبد الظل - الفصل 510
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
عبد الظل ٥١٠. صدى بشري
نظر صني حول المسرح المدمر، ثم وجد مقعدًا سليمًا وجلس عليه. مسترخيًا على الوسائد المخملية الناعمة، عقد ساقيه ونظر إلى المسرح المكسور بتعبير معقد.
جذبت شظايا الزجاج وعلب المنشطات الفارغة انتباهه للحظة. توقع صني أن تكون المنشطات من النوع المحفز للمتعة، ولكن لدهشته، كانت مماثلة لتلك التي استخدمها للبقاء مستيقظًا لمدة أسبوع كامل بعد عودته من الشاطئ المنسي.
ظهر عبوس طفيف عليه.
‘لا تخبرني… هل كان هذا الرجل خائفًا من الذهاب إلى عالم الأحلام؟’
… ربما كان كيرت مكسورًا أكثر مما كان يظن. من الطريقة التي وصفته بها السيدة جيت، كان الرجل ذات يوم مقاتلًا مخلصًا، متخصصًا… ولكن أي نوع من المتخصصين سيكون خائفًا من تخصصه؟
مع تنهد، حدق صني في الأفق واستدعى الأحرف الرونية.
وهناك، كان مكتوبًا بالرموز القديمة في الهواء أمامه:
الصدى: [شفرة الظل كيرت].
نوع الصدى: وحش.
…تم اعتبار جميع البشر وحوشًا من قبل التعويذة، نظرًا لأنهم لم يكن لديهم سوى نواة روح واحدة، لذلك لم يكن هذا مفاجئًا.
حسنًا، جميع البشر باستثناء صني ونيفيس.
وبينما كانت فكرة أن يصبح شيطانًا تتوارد إلى ذهنه، واصل صني القراءة.
رتبة الصدى: مستيقظ.
سمات الصدى: [اليد السريعة]، [قسم الظل]، [علامة الموت].
[اليد سريعة] وصف السمة: “شفرتك تضرب بسرعة وصدق.”
[قسم الظل] وصف السمة: “أنت معروف لدى الظلال.”
[علامة الموت] وصف السمة: “أنت تحمل علامة الموت، وتمامًا مثل الموت، فقد تم خلقك لتكون سلاحًا.”
أمال صنؤ رأسه قليلاً.
اذن، كانت هناك سمة تزيد من إدراك كيرت وخفة حركته، وسمة منحته تقاربًا للظلال – على الرغم من أنها بدرجة أقل بكثير من خاصته – وسمة ثالثة… في الواقع، لم يكن لدى صني أي فكرة عما تفعله السمة الثالثة.
ومع ذلك، كان وصفها مثيرًا للاهتمام للغاية. كان يعلم أن الموت قد خلقه سَّامِيّ الظل، والآن علم أنه قد تم إنشاؤه كسلاح… ولكن ضد من؟ أي نوع من الأعداء تتطلب خلق مثل هذا الشيء الرهيب لردعه؟
ربما كان وحشًا خالدًا… لا، لم يكن هذا منطقيًا. لو كان هناك وقت قبل اختراع الموت، فكل شيء في ذلك الوقت كان خالداً، وأبدياً، ولا نهاية له… أليس كذلك؟
لم يكن صني متأكدًا من فهمه لمفهوم عالم خالٍ من الموت. لكن ما كان يعرفه هو أن شيئًا مروعًا مثل الموت لم يكن من الممكن اختراعه بدون سبب.
عبس ثم أعاد انتباهه إلى الحروف الرونية:
قدرات الصدى: [التلاعب بالظل]، [ضربة الظل]، [مستيقظ].
[التلاعب بالظل] وصف القدرة: “يمكنك التأثير على حركة الظلال والسير من خلالهم بشكل غير مرئي.”
[ضربة الظل] وصف القدرة: “يمكنك ضرب الظلال، ويمكن لظلك أن يضرب الكائنات الحية.”
…كما هو متوقع.’
لقد خمن صني بشكل أو بآخر ما هي قدرات جانب كيرت. لقد كانت مختلفة، ولكن في نفس الوقت مشابهة له. كلاهما كانا أقل تنوعًا وقوة بكثير من قدراته، بالرغم من أن القدرة على إحداث ضرر مباشر للظلال وبواسطة ظلاله كانت شيئًا أحب صني الحصول إليه.
[التلاعب بالظل]، على وجه الخصوص، لم تكن أكثر من مجرد نسخة مختلفة قليلاً من السمة السلبية الخاصة به، [طفل الظلال].
…ومع ذلك، فإن وجود ظل مثل كيرت بجانبه يمكن أن يضيف طبقة جديدة إلى براعته القتالية.
كانت هناك أيضًا القدرة الأخيرة:
وصف القدرة [مستيقظ]: هذا الصدى لديه القدرات الفطرية لشخص حامل للتعويذة.”
إذًا… يمكنه استخدام الذكريات؟ كانت تلك قدرة جميلة. حتى القديسة نفسها اقتصرت على استخدام الأسلحة والتمائم فقط.
مليئًا بالتفكير، نظر صني إلى السلسلة الأخيرة من الأحرف الرونية.
وصف الصدى: [لقد عهدت إليك بشفرة جميلة، ولكن كل ما خلقته كان كابوسًا بشعًا.]
رمش عدة مرات.
‘…ما الأمر مع هذا الوصف؟ يا الهـي ، هل أنا أتخيل الأشياء، أم أن التعويذة تبدو مريرة؟
يا لها من فكرة مضحكة.
استلقى صني على الكرسي وانتظر قليلاً، ثم تجهم وغاص في بحر الروح.
‘لنلقي نظرة…’
مر عبر صفوف الظلال الصامتة، ولاحظ الشكل المظلم لشفرة الظل كيرت واقفًا بينهم بلا حراك. بإلقاء نظرة خاطفة عليه، اقترب صني من البقعة الواقعة بين الشموس السوداء لنواتي الظل الخاصة به، ووجد كرة كبيرة من الضوء تدور حول إحداها، واستدعى الصدى منها.
طفت الكرة على سطح المياه الراكدة وخفتت ببطء، لتكشف عن رجل عارٍ هزيل يقف بالداخل.
شعر صني بجلده يقشعر.
كان أمامه إنسان… أو بالأحرى نسخة بلا روح من إنسان. بدا صدى كيرت كشخص تقريبًا، لكن الفراغ الذي لا حياة فيه في عينيه كان يصرخ عن خطأ عميق وبغيض. لقد كان الأمر مثيرًا للقلق بشكل لا يصدق.
كان الصدى يشبه إلى حد كبير الضحايا المجوفين الذين قتلوا على يد نسخته الأصلية، ولكنه كان أكثر فراغًا، وخاليًا من الشرارة التي غير القابلة للتعريف التي تمتلكها جميع الكائنات الحية. لقد كانت نسخة مصطنعة من رجل يفتقر إلى الشيء نفسه الذي جعله إنسانا.
دمية مروعة.
…كان الأمر مخيفًا بشكل لا يصدق.
تردد صني، ثم حاول التفكير في الأمور بشكل منطقي.
كان الصدى عديم الفائدة بالنسبة له إلى حد ما في حالته الحالية، ولكن بفضل قدرته [مستيقظ]، فإنه سيمتلك القدرة الفطرية على استخدام الذكريات… مما يعني أن صني يمكنه تزويد صدى كيرت بدرع وسلاح.
كان السؤال… هل أراد ذلك؟
على السطح، كان هذا السؤال بسيطًا إلى حد ما. من منا لا يريد أن يكون لديه مخلوق مساوٍ لشخص مستيقظ قوي في خدمته؟ لكن في الواقع، كانت الأمور أكثر تعقيدًا.
عبس صني، ثم رفع يده ولمس المخلوق المروع من كتفه.
ظهرت سلسلة جديدة من الأحرف الرونية بالقرب منه:
[تحويل الصدى إلى ظل؟]
تجمد، وهو يفكر.
كان وجود ظل بشري بالتأكيد له فوائده. لكن وجود أي ظل تطلب أيضًا استثمارًا هائلاً من الموارد. كانت رعاية القديس صعبة للغاية على صني بالفعل، وخاصة على جيبه. والأمر الأقل أهمية، ولكن لا يزال ملحًا إلى حد ما، كان الحاجة إلى إنفاق مائة شظية ظل لإكمال التحول.
لقد أنفق صني الكثير من الوقت والجهد للاقتراب من إنشاء نواة ثالثة، ولم تكن فكرة التراجع فجأة
بمائة شظية كاملة تبدو مغرية للغاية.
النقطة المهمة كانت، هي أنه شعر بالتردد في تحويل أي صدى إلى ظل.
فهل كان كيرت صدى جديرًا؟
على الرغم من أن صني كان فضوليًا للغاية لمعرفة ما سيحدث إذا تم وضع أحد الظلال الصامتة في صدى بشري، إلا أن الإجابة كانت… لا.
لم يكن صني متأكدًا من أنه كان جديرًا.
كان هناك سببان.
كان الأول بسيطًا إلى حد ما، ولكنه أيضًا لم يكن مقنعًا جدًا.
قالن السيدة جيت أنهم جميعًا، المستيقظين المخضرمين، كانوا يسيرون على بعد خطوة واحدة من الجنون. شعر صني أن جر نسخة متجددة من رجل قتله للتو سيجعله أقرب إلى اتخاذ هذه الخطوة. كانت إنسانيته – وعقله، ليكون صادقًا – يسيران بالفعل على الجليد الرقيق.
ومع ذلك، لم يكن هذا هو السبب الرئيسي.
السبب الثاني، والأهم، هو طبيعة الظلال. لم تكن الظلال نسخًا فارغة من روحها الأصلية. لقد كان لديهم ما يشبه الوعي، وشخصية متميزة… وكانت القديسة دليلاً حياً على ذلك.
نعم، لقد خُلقت من مخلوق كابوس قوي، لكن سماتها وقدراتها لم تكن هي التي جعلتها قوية. كانت القديسة قوية لأنها كانت القديسة. كانت إرادتها وذكائها وعزيمتها التي لا تنكسر هو ما جعلها ذات حضور مميت في ساحة المعركة، ورفيقة قيمة لصني.
ولهذا السبب لم يرغب في إنشاء ظل من كيرت. نعم، كان لدى كيرت قدرات قوية تشترك في التقارب مع جانب صني.
لكن كيرت نفسه… كان ضعيفاً.
كان ضعفه هو السبب وراء إغراق نفسه في الكحول والهوايات البغيضة، والسبب في استسلامه في النهاية لعبء تعويذة الكابوس وذبح البشر العزل في نوبة جنون.
بغض النظر عن مدى قوته، لم يكن صني يريد أن يمتلك ظل جزار غير مستقر… ولكن الأهم من كل ذلك، لم يكن يريد أن يمتلك ظل شخص ضعيف. كيف يمكنه الاعتماد على شخص كهذا؟
في الطريق الذي كان يسلكه، لم يكن هناك مكان للضعف… على الأقل ليس للضعف من هذا النوع.
مع تنهد، استدعى القديسة، وشاهدها تظهر بالقرب من شخصية كيرت العارية في دوامة من النيران السوداء.
حدقت فيه الشيطانة قليلة الكلام بعينيها الياقوتيتين اللامبالاية، ولم تعير أي اهتمام للصدى البشري. إن رؤيتهم جنبًا إلى جنب جعلت صني أكثر ثقة في قراره.
ظل صامتًا لبضع لحظات، ثم أشار إلى كيرت:
“هل ربما… تريدين أن تأكليه؟”
بقت القديسة بلا حراك لبضع لحظات، ثم التفتو بصمت إلى الصدى ورفعت إحدى يديها. اخترق قفازها بسهولة صدر القاتل الميت، وبعد لحظات قليلة، تفكك جسده إلى طوفان من الشرارات البيضاء.
تشكلت تلك الشرارات في ثلاثة تيارات لامعة ودخلت في الظلام الذي اختبأ داخل القديسة، ثم تدفقت إلى بقايا نواها الثلاثة.
[لقد تم تدمير صداك.]
شعر صني بموجة من المرارة تغمر قلبه، ولكن سرعان ما اختفت.
كان يراقب عداد شظايا الظل في الأحرف الرونية التي تصف القديسة.
…على ما يبدو، كان التغذية على الأصداء أكثر تغذية للظل. لقد تلقت شظايا أكثر بكثير مما كانت ستحصل عليه من ذكرى مستيقظة من الدرجة الأولى.
في الوقت الحالي، كان العداد يعرض رقمًا بسيطًا:
شظايا الظل: [200/200].
ظهرت ابتسامة منتصرة على شفاه صني.
ترجمة بواسطة: Laa Hisham