عبد الظل - الفصل 493
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
عبد الظل ٤٩٣. مجيء الموت
صر صني على أسنانه وتأوه، شعر بأن جسده كله يُسحق ببطء على يد الزعيم الوحشي لأشباح التل. كانت إحدى ذراعيه مضغوطة بشدة إلى جسده، والأخرى كانت كذلك… ولكن بدرجة أقل.
لو استطاع فقط تحريرها…
ولكن بغض النظر عن مدى صعوبة محاولته، كانت قبضة الطاغية قوية للغاية.
***
…بالعودة إلى صالة الألعاب الرياضية، كان الوحش المرعب يندفع نحو الأطفال العزل. كان فمه مفتوحًا على مصراعيه، وكان البريق الأحمر للنيران الشبحية المشتعلة في عينيه ينعكس على أنيابه الحادة المسننة.
كان يطير مباشرة نحو رين، على بعد لحظات من إغلاق فكه على حلقها.
شعرت بالشلل بسبب الخوف، ورغبت بشدة في الركض، لكنها لم تكن قادرة على الحركة.
هل كانت هذه هي الطريقة التي ستموت بها؟ لا، لا… لا يمكن!
ولكنها كانت كذلك…
فجأة، اشتعلت شرارة من المشاعر المظلمة الغريبة في قلب رين.
‘الموت؟ لا… ليس هكذا… أنا أرفض!’
لقد كانت تحمل سيفًا، أليس كذلك؟
حتى لو كان هذا الشيء سيلتهمها، كانت رين مصممة على الموت وهي تقاتل، تمامًا كما تعلمت. كانت ستظل بشرية، وليست حيوانًا جبانًا يصلح فقط ليكون فريسة للوحوش الأقوى.
إنها تدين بهذا القدر لوالديها، على الأقل.
مع العلم جيدًا أن سيفها التدريبي الغير حاد لن يوقف مخلوق الكابوس، قامت رين برفعه بعناد. وعلى الرغم من أن عقلها كان مذعورًا وأفكارها متناثرة، إلا أن جسدها تذكر الساعات التي لا تحصى من التدريب…
لم يعن ذلك أنه سيفيدها بأي شيء.
كان كلب الصيد قريبًا جدًا بالفعل لدرجة أنها تمكنت من رؤية كل التفاصيل المروعة لخطامه البشع وفمه المفتوح. لم يكن هناك مفر…
‘غير عادل! هذا غير عادل…’
ظهرت هذه الفكرة الطفولية في ذهنها، كما ظهرت بلا شك في أذهان عدد لا يحصى من الناس قبل مقتلهم.
…وبعد ذلك، حدث شيء غريب.
فجأة، اشتعل ضوءان أرجوانيان جميلان في الظلام بجانب المخلوق المندفع.
وبعد لحظة، ومض نصل مظلم لسيف غريب يشبه الحجر من الظلال وقطع بسهولة رقبة الرجس، ليفصل رأسه عن جذعه.
ثم، ظهر درع دائري مصنوع من شيء يشبه الحجر وضرب الجسم مقطوع الرأس بعيدًا عن رين، دون السماح له حتى بسقوط قطرة دم عليها.
بينما تجمدت من الصدمة، خرجت امرأة رشيقة ترتدي درعًا أسود خطيرًا من الظلام، وشعلتان ياقوتيتان تحترقان خلف حاجب خوذتها المغلقة.
لم يسبق لرين أن رأت شخصًا مرعبًا جدًا، ولكن رائع جدًا في نفس الوقت.
نظرت إليها المرأة بهدوء غير مبالٍ، ثم استدارت لتخترق بسهولة كلبًا آخر بسيفها الحجري، ثم تقطع آخر إلى نصفين بضربة سريعة وشرسة. كان الأمر كما لو أن لحم الرجاسات لم يقدم لها أي مقاومة.
‘ثلاثة… لقد قتلت للتو ثلاثة مخلوقات كابوس…’
وليس ذلك فحسب، بل قتلتهم أيضًا في غضون ثانية واحدة، بكل سهولة وأريحية.
‘من… من هي.’
وقبل أن تعرف رين ما تفعله، سمعت نفسها تقول بصوت خافت:
“من أنت؟”
لم تجب الفارسة الجميلة ووقفت ببساطة بين الأطفال والوحوش المتقدمة، وظهرها مستقيم وصلب مثل جدار حجري.
كانت رين تحدق في ذلك الظهر، شعرت كما لو أن لا شيء سيتجاوز هذه المحاربة المخيفة الصامتة.
فجأة ظهرت رغبة ملحة في قلبها.
لم تكن تعرف ما إذا كانت الفارسة السوداء الخطيرة إنسانًا أم ملاكًا أم مخلوق كابوس غريب. لكنها عرفت شيئًا واحدًا..
‘قوية… أريد أن أكون قوية يومًا ما. قوية مثلها…’
***
أمام البوابة، كان صني يختنق ببطء في القبضة الحديدية للطاغية الساقط. كان يتم إحضاره أقرب فأقرب إلى العيون الحمراء الثلاثة المحترقة، وبينما فعل ذلك، شعر كما لو أن الحياة نفسها تُمتص منه، وكان عقله يتوازن على حافة الانهيار.
‘ماذا… بـحق الجحيم…’
كان يجب أن يكون هناك شيء يمكنه القيام به… بعض الحيل التي يمكنه استخدامها للتحرر. ذكرى يمكنه استدعاؤها، أو سحر يمكنه تفعيله…
ولكن مهما حاول، لم ينجح شيء.
بدأت رؤية صني تصبح مظلمة ببطء.
‘سحقا! أنا…أحتاج إلى…’
كان بإمكانه استدعاء المشهد القاسي لو كانت يداه حرتين، لكنهما لم تكونا كذلك. كان بإمكانه أن يجعل عباءة العالم السفلي ثقيلة جدًا بحيث لا يستطيع الطاغية رفعها، لكنها كانت بالفعل ثقيلة بالقدر الذي سمحت به [ريشة الحقيقة]، حيث وصل وزنها إلى جبل صغير… ماذا كان هناك أيضًا في ترسانته؟!
كان صني على وشك الذعر، وبعد ذلك… حدث تغيير طفيف للعالم فجأة.
كان من السهل تفويته أو عدم ملاحظته، فقد كان شعورًا أكثر من كونه تغييرًا فعليًا. صني لاحظه فقط لأنه بدا مألوفًا بشكل غريب.
…شعر كما لو أن العالم كله أصبح فجأة أكثر برودة بدرجتين.
ولكن لماذا؟
قبل أن يتمكن من التفكير بشكل صحيح في معنى التغيير، ومض شيء ما في الهواء، وفجأة، تمكن صني من التنفس مرة أخرى.
كان بإمكانه أن يفعل ذلك لأن… لأن اليد التي كانت تمسك به لم تعد متصلة بجسد الطاغية، كانت الذراع مقطوعة بشكل نظيف عند المرفق.
‘ماذا…’
سقط صني على الأرض، وتدحرج بعيدًا بينما اندفعت نافورة من الدم الغاضب من المرفق الذي كان في السابق ذراعًا لزعيم الأشباح، ثم تبخرت الدماء وتحولت إلى سحابة من الضباب الأحمر الحارق.
‘ماذا حدث للتو؟’
يترنح، كافح من أجل الوقوف، ورأى شخصًا يهبط على قطعة من الأنقاض بجواره.
لقد كانت امرأة جميلة تبدو في أواخر العشرينات من عمرها. كانت ترتدي زيًا أزرق داكنًا مع كتاف فضية وحذاء جلدي، وشعرها القصير أسود مثل ريش الغراب، وبشرتها بيضاء مثل الثلج.
كانت عيناها الزرقاء الجليدية أكثر برودة من أعمق أعماق الجحيم المتجمد.
كانت المرأة تحمل في يدها جليفًا (حربة) كئيبًا، وكانت قطرات من الدم المغلي تتحول بسرعة إلى جليد على نصله الرشيق.
بدت وكأنها… مثل الموت نفسه.
‘السيدة جيت!’
وبالفعل، كانت حاصدة الأرواح جيت.
…لقد وصل سلاح الفرسان.
ترجمة بواسطة: Laa Hisham