عبد الظل - الفصل 472
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
عبد الظل ٤٧٢. مكافأة مستحقة
حدق صني في الفتاة العمياء، والمفاجأة مكتوبة بوضوح على وجهه. بالسماح لهذه المفاجأة بالتسرب إلى صوته، سأل:
“مخلوق الكرومة؟ هل تريدين قتل هذا الشيء؟”
لماذا تحاول القيام بشيء بهذه الخطورة؟
أومأت كاسي.
“نعم.”
هز رأسه.
“هذا الوغد ينتشر عبر الجزيرة بأكملها، ودفن كرومته تحت الأرض. إنه من فئة فاسدة، مما يعني أن أسلحتنا بالكاد ستكون قادرة على قطعه. وإذا لم يكن ذلك سيئًا بما فيه الكفاية، فإن الكرومة تنتج سحبًا من السم القاتل. هل أنت متأكدة من أنك تريدين مهاجمته؟”
ترددت الفتاة العمياء للحظات، ثم أجابت بهدوء:
“إنه مسخ فاسد، بالفعل. إنه مرعب وقاتل، نعم، لكنني متأكدة من أننا نستطيع تدميره، مع الاستعدادات الكافية. كل شيء لديه نقاط ضعف، بعد كل شيء. هذا المخلوق عرضة للنار على سبيل المثال. ولا بد أن تكون هناك تكون أشياء أخرى قد نتمكن من استغلالها أيضًا!”
فكر صني في الأمر، وهز كتفيه.
“حسنًا. سأساعد مجموعتك في محاربة وحش جزيرة حطام السفينة. ومع ذلك، لن أعدك بأننا سننجح!”
تنهدت كاسي.
“إذن لدينا صفقة. سنبقى أنا ومجموعتي في البستان المدنس حتى ينتهي عملنا هنا. أتوقع أن يستغرق الأمر شهرًا، على الأقل. ربما أكثر. بعد ذلك، سنعود إلى الملاذ، ونتعافى، وننتقل إلى جزيرة حطام السفينة!”
توقفت للحظة ثم أضافت:
“وبعد ذلك، سأساعدك في تحدي الكابوس الثاني.”
ابتسم صني.
“إذا لم نموت قبل ذلك، تقصدين؟”
عادت الفتاة العمياء إلى جذور الشجرة الميتة.
“…نعم. إذا لم نموت قبل ذلك!”
***
في طريق عودته إلى الملاذ، كان لدى صني الكثير ليفكر فيه.
أولاً، كانت هناك حقيقة أنه سيتعين عليه التعاون مع كاسي مرة أخرى، والتي جعلته يشعر بكل أنواع المشاعر المعقدة. كانت طريقة العلاقة بينهم واضحة على الأقل، كان مجرد تحالف مصلحة، ولا شيء غير ذلك.
يمكنه التخلص من استيائه لصالح المنفعة المتبادلة. بعد كل شيء، يمكن لصني أن يكون شخصًا عمليًا للغاية إذا تطلب الأمر ذلك.
ثانيًا، كانت احتمالية العودة إلى حطام السفينة القديمة، وهذه المرة للقتال مع وحش الكرومة الذي حكم الجزيرة. كان صني يعلم جيدًا مدى خطورة هذا الوحش، لذلك كان لديه الكثير من الاستعدادات إذا أراد الخروج من تلك المعركة في قطعة واحدة.
ومع ذلك، فإن تعزيز المشهد القاسي باللهب السَّامِيّ سيكون مفيدًا للغاية.
وأخيرًا، كان التنبؤ المشؤوم الذي قالته كاسي حول موتهما في وقت ما في الشتاء. أو سقوطهما في السماء السفلى على الأقل. هذا… لم يكن يعرف حتى كيف يفكر في الأمر. ومع ذلك، لم يكن صني ينوي السماح لهذه الرؤية بالتأثير على قراراته. المرة الأخيرة التي حاول فيها التصرف بناءً على المعرفة التي تلقاها من هدية كاسي النبوية لم تنتهِ بشكل جيد بالنسبة له، أو. لأي أحد، في هذا الشأن.
أفضل شيء يفعله هو أن يحتفظ به في ذهنه، ولكن يستمر في التصرف وكأن شيئا لم يتغير. على الأقل كان يعتقد أن هذا هو أفضل مسار.
متعب ومرهق عقليًا من الرحلة الطويلة من وإلى البستان المُدنس، اقترب صني من ملاذ نوكتيس في منتصف الليل. كان مخزون جوهر الظل الخاص به قد استنفد تقريبًا، وكان رأسه يطن من كل الأفكار التي تتدفق بداخله.
هبط صني على العشب الناعم وسمع الصوت المألوف للمياه المتساقطة من على حافة الجزيرة، صر على أسنانه.
‘انسَ الأمر الآن. أهم الأشياء أولًا…’
كان القمر عاليًا في السماء، مما يعني أنه سيحصل أخيرًا على مكافأته الحلوة والساحرة.
هذه المحنة بأكملها قد بدأت بسبب رغبته في العثور على مصدر العملات المعجزة التي جلبتها دودة السلسلة الميتة معها إلى جزيرة اليد الحديدية. والآن، ستكون العملات المعدنية هي نهاية تلك المحنة.
كانت جائزته تنتظره في الأمام…
عند دخوله الملاذ، سار صني عبر الحديقة الفارغة واقترب من البركة الصافية في وسطها. توقف لبضع لحظات للتأكد من أن لا أحد يراقبه، ثم عبر الممر الحجري المؤدي إلى الجزيرة الصغيرة في وسطها.
هناك، كان يوجد مذبح أبيض في ظل شجرة قديمة، وعلى سطحه سكين سبجي.
‘لحظة الحقيقة…’
استدعى صني صندوق الطمع، وأخرج منه إحدى العملات الذهبية، ووضعها على المذبح. ومضت العملة لتعكس ضوء القمر ثم اختفت.
[يزداد ظلك قوة.]
ظهرت ابتسامة كبيرة على وجه صني. استدعى الحروف الرونية، وقرأ:
شظايا الظل، [224/2000].
‘إنها تعمل!’
في البداية، فكر صني في استخدام العملات المعدنية بطريقة بطيئة ومتعمدة، حيث يرمي عشرات أو نحو ذلك على المذبح في كل مرة يضطر فيها إلى العودة إلى العالم الحقيقي – لتقليل فرص أن يتم ملاحظته وكذلك إثارة الشكوك.
ولكن الآن بعد أن أصبحت المكافأة أمامه، قرر عدم القيام بذلك.
لقد أرادها كلها الآن.
كان يستحقها.
وضع الصندوق الخشبي على المذبح، وأداره إلى الجانب، ثم أدخل يده إلى الداخل. وبعد لحظة، تدفق تيار من العملات الذهبية على السطح الأبيض.
ثم بدأت جميعها في الاختفاء.
[يزداد ظلك قوة.]
[يزداد ظلك قوة.]
[يزداد ظلك قوة.]
***
في النهاية، انتهى الأمر بصني بالتضحية بجميع العملات المعدنة التي بلغ عددها ألفًا وأربعمائة أو نحو ذلك، إلى المذبح.
خوفًا من تصديق أن هذا قد حدث بالفعل، استدعى الأحرف الرونية مرة أخرى، ثم فرك عينيه، وقرأ السطر الذي يصف شظايا ظله ثلاث مرات متتالية – فقط للتأكد من أن عينيه لم تكن تخدعه.
ولحسن الحظ، لم تكن كذلك.
أظهرت الأحرف الرونية الآن:
شظايا الظل: [1657/2000]
‘لقد فعلتها.. هل فعلتها!’
في أول شهرين على الجزر المسلسلة، عمل صني بجد لصيد مخلوقات الكابوسي وقتلهم. ومع ذلك، لم يتمكن إلا من جمع مائتي شظية. لكن رحلته الأخيرة، رغم أنها كانت مروعة، إلا أنها أعطته أكثر من ذلك بكثير.
ظهرت ابتسامة عريضة على وجه صني.
‘…من قال أن الجشع خطيئة؟ إنه فضيلة! إنه فضيلة لعينة أقول لك!’
ترجمة بواسطة: Laa Hisham