عبد الظل - الفصل 421
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
عبد الظل ٤٢١. نشوة الذهب
مع تحرك العملات الذهبية وكشفها عن عدة صفوف من الأسنان المثلثة المرعبة، تراجع صني… ولكن كان الأوان قد فات. عاد الغطاء الثقيل للصندوق إلى الحياة فجأة وانغلق بسرعة مذهلة، مع صف آخر من الأنياب يخرج من خلف حافته.
‘ماذا…’
فقط جزء من الثانية قبل أن يغرس المخلوق أسنانه في ساعده، انطلقت يد صني الأخرى للأمام. انزلق نصل المشهد القاسي بين المقصلة المتساقطة لغطاء الصندوق وقماش كفن محرك العرائس. وبعد لحظة، انغلق الصندوق، وصرخ صني.
بسبب رد فعله السريع، فشل المخلوق في عض يده بالكامل. ومع ذلك، تبين أن فكيه قويان بشكل فظيع. مع صوت مقزز، تحطمت العظام في ذراعيه. لم يتمكن درع الساعد الجلدي لكفن محرك العرائس، ولا تعزيز الظل، من مقاومة القوة الرهيبة للصندوق الشره.
وجد صني نفسه عالقًا في الفم الساحق للرجس، حيث كان نصل المشهد القاسي مسطحًا فوق ذراعه المكسورة ليحميها من اختراق الأسنان الحادة التي برزت من غطاء الصندوق. ومن الأسفل، كانت عدة أنياب مثلثة الشكل تغرس ببطء في درع الساعد خاصته. لم تكن هناك طريقة واضحة لتحرير نفسه…
‘ما بـحق الجحيم هذا الشيء؟!’
عندما سقطت عدة عملات معدنية من فم المخلوق وتدحرجت على الأرض، ضغط الصندوق بقوة أكبر، ليجعل صني يصرخ من الألم الشديد.
“ا- أيها الوغد! اتركني، أيها القطعة الحقيرة من الخشب الفاسد!”
بدلاً من القيام بذلك، اقترب الصندوق منه، مما أجبر صني على السقوط على ركبتيه. لمس شيء ما مبلل وخشن يده، حيث خرج لسان طويل وعريض بشكل مثير للقلق من تحت العملات الذهبية وكان الآن ينزلق عبر ذراعه ويقطر لعابًا لزجًا.
ثم، تحرك اللسان نحو رقبته.
حدق صني في المنظر المروع بغضب، ثم صرخت:
“بحق التعويذة؟!”
عندما لف الظل الثاني نفسه حول جسده، مما منحه دفعة هائلة من القوة، حاول صني سحب ذراعه المكسورة من فم الرجس، لكن عضته كانت قوية للغاية. كل ما أنجزه هو أنه كاد أن يفقد نفسه الوعي من ألم شظايا العظام وهي تحتك ببعضها البعض.
“أرغ! سحقا!”
عندما وصل لسان الصندوق الطويل بشكل غير طبيعي إلى رقبة صني تقريبًا، زمجر، ثم أمر المشهد القاسي بالتحول إلى رمح. وفي الوقت نفسه، قام بتنشيط سحر [المرآة المظلمة] بدفعة من جوهر الظل، مما غمر النصل الفضي بقوة تدمير الأرواح.
امتدت الذكرى داخل فم المخلوق، لتضربه في مؤخرة… مؤخرة أيًا ما كان لديه بدلاً من الحلق. طعن رأس الرمح في الخشب الصلب بمقدار سنتيمتر أو اثنين فقط… لم يكن الجرح خطيرًا بأي حال من الأحوال، لكن لا بد أنه آذى الصندوق كثيرًا، لأنه قد أطلق فجأة صرخة حادة، ثم بصق ذراع صني المشوهة.
سقط صني على الأرض وتدحرج بعيدًا، ثم نهض على ركبة واحدة.
‘اجل!’
قبل أن يتمكن من الاحتفال باستعادة حريته، تمايل الصندوق فجأة… ثم ارتفع في الهواء، ليكشف عن جسد هزيل ومقزز يختبئ تحته. تدحرجت المزيد من العملات المعدنية على الأرض.
لا بد أن هذا الرجس كان اكروباتيًا بارعًا، لأنه في ارتفاعه الكامل، كان طوله حوالي ثلاثة أمتار. لم يكن لدى صني أي فكرة عن كيف تمكن المخلوق من إخفاء كل هذا اللحم العظمي داخل الصندوق المزيف، حتى لو كان الصندوق كبيرًا بما يكفي لابتلاع إنسان كامل. تمددت أطرافه الطويلة والهزيلة بأصوات طقطقة مثيرة للاشمئزاز، وبعد ذلك، ارتفع بشكل خطير فوق صني، ولسانه الطويل يقطر باللعاب.
‘اه، اللعنة على ذ…’
قبل أن يتمكن من الرد، حرك المخلوق إحدى ساقيه الطويلتين… وركله في صدره بقوة قطار خرج عن مساره.
طار جسد صني إلى الوراء، وحطم الباب المعزز للمقصورة المدرعة، وتدحرج إلى الممر بالخارج.
حاول أن يتأوه، ولكن كل الهواء قد خرج من رئتيه بسبب الاصطدام الرهيب. بدت جمجمته في حالة جيدة، وكذلك عموده الفقري… بالكاد. ومع ذلك، كان جسده بأكمله كما لو قد عانى من التعرض للدهس من قبل قطيع كامل من الأفيال.
في حالته المشوشة، لم يستطع صني إلا أن يفكر بحيرة:
‘…أفيال… ما هي الأفيال بـحق الجحيم؟’
لكن بعد ذلك اختفت كل الأفكار من رأسه، لأنه لاحظ أن المخلوق الحقير يسقط على أطرافه الأربعة، ثم يندفع إلى الأمام، وغطاء الصندوق يرتفع ليتناول قضمة أخرى.
ومع ذلك، عندما هبط الرجس عليه، لم يكن هناك شيء يمكنه قضمه. لقد استخدم صني خطوة الظل وقفز للخارج من ظل على بعد مسافة عشرة أمتار في الممر، ثم سقط بشكل غريب على ذراعه المكسورة وتذمر.
‘أوه، اللعنة… هذا يؤلم…’
كان الصندوق المسنن يحوم في الهواء لبضع لحظات، كما لو كان في حيرة من أمره، ثم استدار ببطء لمواجهته.
تنهد صني، ثم رفع نفسه نن الأرض وحاول الوقوف.
محاولته الأولى باءت بالفشل.
صر صني على أسنانه وأخفى مقدار الألم الذي كان يعاني منه حاليًا، ثم ألقى نظرة غاضبة على المخلوق وزمجر:
“تعال هنا أيها الوغد!”
وبهذا، استخدم المشهد القاسي ليساعد نفسه على الوقوف، ثم وجه الرمح نحو المخلوق.
تمايل الصندوق إلى الجانب.
‘كيف… كيف يبدو كما لو أن الوغد يبتسم؟ كيف يمكن لصندوق أن يبتسم؟!’
ولكن لم يكن هناك أي خطأ في ذلك – كان الرجس يسخر منه. لقد أصبح الأمر واضحًا بشكل خاص بعد أن هربت ضحكة عالية من مكان ما بداخله.
كان صوتها مهينًا للغاية، لكل من كبرياء صني وأذنيه، لدرجة أنه فضل أن تكسر ذراعه مرة أخرى على أن يستمع لها.
‘مضحك، أليس كذلك؟’
ابتسم صني، ثم خفض الرمح على مهل…
وغرزه في إحدى الكرومة السميكة بنية اللون الممتدة على ألواح الأرضية أمامه.
توقفت ضحكة الرجس فجأة.
تجمد وحدق في صني، كما لو كان مذهولاً تمامًا.
… ثم ارتعد.
“ليس مضحكا جدًا الآن، هاه؟”
وبعد لحظة، ارتعدت السفينة بأكملها أيضا.
لقد أيقظ صني الوحش.
ترجمة بواسطة: Laa Hisham