عبد الظل - الفصل 392
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
عبد الظل ٣٩٢. ولادة أسطورة
لفترة من الوقت، وقف صني بلا حراك في غرفة المعيشة. بعد ذلك، تجول في أرجاء المنزل ببطء، ينظر إلى جدرانه والغرف المفروشة بذوق رفيع. أخيرا، وجد نفسه بالقرب من الثلاجة وأخرج زجاجة مليئة بالمياه النقية والصافية.
خرج صني وهو يحملها في يده وجلس على الشرفة.
كانت باحة المنطقة هادئة وسلمية. كان الهواء لا يزال باردًا، ولكن ضوء الشمس كان مليئًا بالدفء بالفعل ويعد بربيع نابض بالحياة. كانت الرياح تعبث بأوراق الشجر بلطف، وكانت تيارات المياه الذائبة تتدفق بهدوء أثناء جريانها على الرصيف. حدق صني في قطعة الأرض التي يمتلكها الآن وفتح الزجاجة.
قضى بعض الوقت هناك، يحتسي الماء ولا ينظر إلى أي شيء على وجه الخصوص. مع مرور الساعات، مرت عدة سيارات نقل شخصية. رأى عددًا قليلًا من الناس يرتدون ملابس نظيفة ودافئة. بعد ذلك بقليل، مرت مجموعات كبيرة من الأطفال والمراهقين بالزي المدرسي، في طريقهم إلى المنزل من دراستهم.
بعد ذلك، تنهد، واستعاد ظلاله، وعاد إلى الداخل.
كان يجلب الزجاجة الفارغة إلى مكانها، وحدق في الثلاجة لبضع لحظات.
في الداخل، كان هناك طعام… الكثير من الطعام. طعام يكفيه لمدة شهر. كله يمكنه الحصول عليه بسهولة، ولذيذ، وفي حدود إمكانياته.
…قبل أن يعرف صني ذلك، ضربت قبضته باب الثلاجة، لتخترق بسهولة الصفائح المعدنية الرقيقة وتحول الخضروات المخزنة بالداخل إلى بخار. تطايرت قطع من المعدن والبلاستيك في الهواء، واهتز المنزل بأكمله قليلاً. الثلاجة نفسها تشققت وتشوهت، وكادت أن تنفجر بسبب قوة الاصطدام.
حدق صني في يده بصدمة، ثم استعادها بشكل غريب من داخل الجهاز المدمر ونظر إلى الشيء المكسور بفزع.
“… سحقا!”
الآن كان عليه أن يشتري واحدة جديدة ويستبدل جميع المواد الغذائية. و تنظيف كل الفوضى…
‘ما مشكلتي بـحق الجحيم؟’
هز رأسه، ووضع الزجاجة الفارغة على المنضدة، تنهد، وذهب للعثور على ممسحة.
***
بعد مرور بعض الوقت، عاد صني إلى الطابق السفلي واقترب من كبسولة مشهد الأحلام. نظر إليها لفترة من الوقت، ثم استدار وتجول عابسًا حول الدوجو المدرع.
‘هيا الآن… لقد كنت تستعد لهذا لفترة طويلة جدًا.’
وبينما كان يسير بخطى سريعة، تغير حضوره بالكامل ببطء. الطريقة التي مشى بها صني، الطريقة التي تحكم بها نفسه، الطريقة التي تحركت بها يديه، كل ذلك أصبح مختلفًا قليلاً.
“هناك ستة آلـهة. إلـه الحرب، المعروف أيضًا باسم إلـه الحياة. إلـه الوحش، المعروف أيضًا باسم سَّامِيّةالقمر. إلـه الشمس…”
وبينما كان يتلو أسماء الآلـهة وجوانبهم المختلفة، تغيرت أيضًا طريقة حديثه. كان الفرق دقيقًا، لكنه ملحوظًا.
واحدة تلو الأخرى، غير صني كل السمات السلوكية التي يمكن إرجاعها إليه. لقد أمضى الكثير من الوقت في التدريب لهذه اللحظة، مستخدمًا المرونة الجسدية من التدرب على رقصة الظل ليجعل من الصعب التعرف عليه. والمثير للدهشة أن المهمة أصبحت أسهل بكثير مما كان يعتقد. كانت في الأساس تخصصه، على أي حال.
يمكن لقناع الويفر أن يحمي هويته من أي شخص يرغب في معرفتها باستخدام السحر، ولكن كان عليه أن يتعامل بنفسه مع الأشكال الدنيوية لتحديد الهوية.
بعد فترة، عندما أصبح جاهزًا، خلع صني ملابسه، واقترب من كبسولة المحاكاة، وصعد إلى مهدها. عندما ظهر القناع الخشبي الأسود المصقول على وجهه، أغلق الغطاء.
ظهرت أمامه سلسلة من الحروف المتلألئة:
“دخول مشهد الأحلام؟”
“نعم / لا”
تنهد ثم ركز على “نعم”.
وبعد لحظات قليلة، أظلمت رؤيته.
***
وجد صني نفسه واقفاً في فراغ أسود لا حدود له. في كل مكان حوله، كان هناك عدد لا يحصى من النجوم يحترق بضوء أثيري، حيث كان نسيج معقد بشكل لا يمكن تصوره من الخيوط يربطهم ببعض.
…ومع ذلك، لم يكن هناك أي منطق أو معنى في هذا النمط. لم يشعر بأي معنى مخفي في النسيج الجميل لخيوط الضوء. لقد كانت مجرد خلفية جميلة، وليس أكثر.
مزيف.
بخلاف ذلك، كانت المحاكاة واقعية جدًا. نظر إلى الأسفل ورأى جسده العاري، وثعبان الروح يلتف حول ذراعيه وجذعه. لقد أعاد مشهد الأحلام خلق مظهره بأصغر تفصيلـ… بأكبر تفصيلة.
‘…هاه.’
بهز رأسه في حيرة، استدعى صني عباءة العالم السفلي. نسجت نفسها من الخيوط السوداء وغطت جسده. وبمجرد أن حدث ذلك، تردد صوت لطيف في الظلام:
“أيها المتحدي! مرحبًا بك في مشهد الأحلام.”
استدعى صني ورقة الخريف – وهي تميمة صغيرة سمحت له بتغيير لون شعره. وبعد تردد قصير، جعله باللون الأبيض.
‘ماذا بعد ذلك؟ كيف أقاتل الناس؟’
أجاب الصوت اللطيف على الفور:
“قبل المتابعة، يرجى اختيار اسم مستعار.”
رمش بعينيه عدة مرات، ثم حك مؤخرة رأسه.
‘صحيح. اسم مستعار…’
بعد مرور بعض الوقت، تذكر صني أسطورة أوديسيوس التي أحبت نيف التحدث عنها، وابتسم.
“لا أحد.”
سيكون هذا اسمًا مستعارًا جيدًا… يمكنه بالفعل أن يتخيل كم سيكون الأمر مضحكًا أن يسمع شيئًا مثل [لا أحد قد هزم العدو!] أو [لا أحد قد انتصر!].
لكن أفكاره انقطعت بسبب صوت مشهد الأحلام:
“الاسم المستعار [لا أحد] مأخوذ. الرجاء اختيار اسم آخر.”
“أوه…”
لم يتوقع ذلك. ماذا سيكون إسم أفضـ…
“الاسم المستعار [أوه] مأخوذ. الرجاء اختيار اسم آخر.”
“ماذا؟ لا، انتظر!”
“الاسم المستعار [ماذا؟ لا، انتظر!] مأخوذ. الرجاء اختيار إسم آخر.”
أغلق صني فمه، ثم فكر لفترة من الوقت.
لم يكن على اسمه المستعار أن يبدو لطيفًا فحسب، بل يجب أن يكون أيضًا عكس ما سيطلق عليه نفسه في الحياة الواقعية. لأنه تمامًا مثل حركاته وأنماط كلامه، كان لا بد من أن يكون جزءًا من التنكر. ولهذا السبب فإن التوصل إلى واحد لم يكن بهذه السهولة…
في الدقائق القليلة التالية، جرب عشرات الأسماء المستعارة المختلفة، وكلها إلى نفس النتيجة. انخفض بسرعة مستوى روعة الأسماء المستعارة التي اخترعها، بينما ارتفع مستوى انزعاجه. لقد شعر كما لو أن المحاكاة اللعينة كانت تسخر منه.
أخيرًا، زمجر صني بإزعاج وقال الكلمة الأولى التي بادرت إلى ذهنه:
“…مونغريل!”
م/ت: مونغريل تعني هجين وهو ما أطلقه عليه كاستر أثناء قتالهم.
كان مشهد الأحلام صامتًا لفترة من الوقت. ثم قال:
“مرحبًا بك، يا مونغريل. من فضلك، اختر الحلم الذي يعجبك.”
‘حقًا؟! مونغريل؟! حسنًا… المهمة قد أنجزت، على ما أعتقد! هذا كان بالفعل آخر شيء أود أن يعرفني الناس به!’
يا للسخرية…
بينما كان صني ينفخ من الانزعاج، ظهرت عدة صور أمامه. احتوت جميعها على صور لبيئات مختلفة، لكن معظمها بدا وكأنه ساحة من نوع ما.
من خلال بحثه، عرف صني أن اختيار الساحة هو الذي يحدد نوع الخصوم الذين سيقاتل ضدهم. كان بعضها متاحًا للجميع، والبعض الآخر تطلب عددًا معينًا من الانتصارات للوصول إليه. قضى المبارزون المحترفون وقتهم في أحلام النخبة تلك.
‘أحلام… يا له من اسم غبي. إذا كنت أحلم، فسأكون على الجزر المسلسلة الآن، أليس كذلك؟’
كان جسده، بالفعل، مستيقظا الآن. الأمر فقط أن عقله كان داخل الوهم.
أيًا يكن، ما كان يحتاجه هو مكان يمكنه فيه قتال الهواة ذوي المهارات الكافية دون جذب الكثير من الاهتمام. كان يعرف المكان تمامًا.
قال صني وهو يشير إلى إحدى الصور.
“هناك.”
وبعد لحظة، اختفى الفراغ الأسود، وأصبح فجأة في مكان آخر. دوى صوت رعدي من مكان ما في الأعلى:
“المتحدي مونغريل قد دخل الكولوسيوم!”
ترجمة بواسطة: Laa Hisham