عبد الظل - الفصل 300
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 300 : عبد اللورد الساطع
بصدفة من القدر، اليوم، كان هاروس يواجه ربما أسوأ خصم يمكن أن يواجهه على الشاطئ المنسي… بين النائمين، على الأقل.
ومع ذلك، لم يتفاجأ ساني.
لطالما شعر أنه هو والأحدب المميت سينتهي بهم الأمر بقتال بعضهما البعض حتى النهاية المريرة. من قبل، كان يعتقد أن هذا كان مجرد حدس، لكنه الآن يعرف أن هواجسه العرضية والخفية لم تكن عشوائية.
كل ذلك الوقت، كان يشعر بالفعل أن الاثنين مرتبطان بخيط من القدر.
فهل كانت مفاجأة إذن، أن جانبه تصادف أن يقاوم جانب هاروس إلى حد كبير؟.
وقد قاومه، حتى لو لم يكن بالكامل.
لو كان أي شخص آخر مكان ساني، لكان قد مات بالفعل. بسلبهم بصرهم، قلة قليلة من الناس – إذا كان هناك أي أحد أساسًا – بإمكانهم مقاومة الاعتداء الغاضب للأحدب القوي والمخيف. لكن لم يكن ساني مجرد أي أحد.
حتى عندما كان أعمى، كان لديه حاسة الظل إلى جانبه. على الرغم من أنها لم تكن مثل القدرة على رؤية هاروس بعينيه، إلا أنه من خلال استشعار حركات ظله، كان ساني قادرًا على التنبؤ بهجماته بمستوى معين من الدقة على الأقل.
لم تكن مثالية، على الرغم من ذلك. أو على الأقل لم يصل إلى المستوى الذي يمكن أن يحل فيه هذا الشكل من الإدراك محل الرؤية تمامًا.
لذلك، الآن، كان على ساني اتخاذ قرار.
وظله ملفوفًا حول جسده، كان يمنحه دفعة مذهلة في القوة والسرعة والقدرة على التحمل. لكنه لم يكن قادرًا على تزويده بزوج من العيون، مع ذلك.
لذلك يمكنه إما الاستمرار في الاعتماد فقط على حاسة الظل والحفاظ على هذا التعزيز، أو السماح للظل بترك جسده ومحاربة هاروس بقوته الخاصة فقط بينما يكون قادرًا على الرؤية.
‘قرارات، قرارات…’
بعد استشعاره الظل الأحدب للجزار القاتل يندفع إلى الأمام، تفادى ساني إلى اليسار وسمع شيئًا يصفر عبر جبهته بسرعة مروعة. لو كان متأخرًا بجزء من الثانية، لكانت جمجمته قد تحطمت بوصلات السلسلة الحديدية الملتفة حول قبضة عدوه.
لكنه لم يرى اليد الأخرى للأحدب، مع ذلك.
تم القبض على معصمه فجأة في قبضة حديدية ولويه، مما أجبر ساني على الصراخ وترك شظية منتصف الليل. ثانية أخرى هكذا، وستنكسر عظامه…
باتباع اتجاه الالتواء، أدى ساني شقلبة جانبية لينقذ ذراعه وأمر الظل على مضض بالانزلاق من جسده.
عندما هبط على الحجارة، تمكن ساني أخيرًا من الرؤية مرة أخرى.
كان هاروس يمسكه من معصمه بيد، ويده الأخرى مرفوعة لتوجيه ضربة ساحقة. شك ساني في أنه سيكون هناك أي شيء متبقي من وجهه إذا سمح لتلك الضربة بالسقوط.
…كان لا يزال يحمل شظية منتصف الليل بيده الحرة.
بقلب التاتشي لأعلى، دفعه ساني في اتجاه حلق الأحدب. عندما ظهر تلميح من المفاجأة في عيون عدوه، قام هاروس بتغيير اتجاه ضربته، وتحويلها إلى تصدي بدلاً من ذلك.
ارتطم النصل الحاد في حلقات السلسلة الثقيلة الملفوفة بإحكام حول ساعده وارتد.
ومع ذلك، فقد منح ذلك ساني الفرصة لتحرير معصمه والقفز للخلف. على الرغم من حقيقة أن يده المصابة كانت ترتجف، إلا أنه وضعها على مقبض شظية منتصف الليل وواجه هاروس مرة أخرى.
امال الأحدب رأسه وحدق في ساني بتعبير مضحك.
“أيها الدودة الزلقة… كيف تفعل ذلك؟”
أخرج ساني ابتسامة عريضة.
“أتريد أن تعرف؟”
ثم، عبس وأضاف بعد لحظات من الصمت المؤلم.
“…يمكنني رؤيتك بفضل جانبي.”
ابتسم هاروس.
“أوه؟ جيد… لطيف منك أن تخبرني…”
وبذلك، ألقى بيده فجأة إلى الأمام.
‘ماذا يفعل؟’
كانت المسافة بينهما كبيرة بحيث لا يمكن أن يسقط لكمة…
لكن في اللحظة التالية، أدرك ساني خطأه. ومع ذلك، فقد فات الأوان.
طارت السلسلة فجأة من ذراع الأحدب وغطت المسافة بينهما على الفور. قبل أن يتفاعل ساني، تم لفها بإحكام حول نصل شظية منتصف الليل.
ثم سحبها هاروس بقوة هائلة.
بإمكان ساني إما أن يسمح بإلقاء نفسه على الأرض أمام الجلاد القاسي أو أن يترك سيفه. اختار الخيار الثاني.
طار شظية منتصف الليل بعيدًا وسقط على الأرضية الرخامية مع رنين. كان هناك أمل ضئيل في استعادته… وشك ساني أن هاروس سيعطيه الوقت الكافي لطرد التاتشي واستدعاءه مرة أخرى.
وفعلاً، على الفور تقريبًا، كان الأحدب المخيف قد اندفع نحوه بالفعل، والمطارق الحديدية للكماته جاهزة لكسر كل عظمة في جسد ساني.
‘اذهب ومت، أيها الوغد!’
زمجر ساني و اندفع للأمام. متفاديًا ضربة قاتلة، ولوى جسده ووجه ضربة شرسة خاصة به. ارتبطت قبضته بذقن الأحدب، مما أرسل هاروس يترنح للخلف.
ربما كان ساني نحيفًا وليس طويل القامة مثل معظم الرجال، لكنه لم يعد طفل الضواحي الضعيف.
فقد مرت قوة تسعمائة شظية ظل، حصل على كل منها في معركة مميتة ضد أهوال لا يمكن تصورها، في عروقه. كان أقوى بكثير مما بدا.
قوي بما يكفي لتحطيم الحجارة بيديه العاريتين.
…ورغم ذلك، لم يكن بنفس قوة هاروس. على الرغم من اهتزازه من الضربة على وجهه، لم يبدو الأحدب مصابًا بأذى خطير. وكادت ضربته التالية أن تجعل ساني يسقط.
لبضعة لحظات قليلة، انخرط الاثنان في قتال بربري عنيف. مستخدمين قبضاتهم وأرجلهم وحتى أسنانهم، فعلوا أي شيء في قوتهم لتدمير العدو. قاتل هاروس بمهارة محسوبة لقاتل متمرس، بينما حارب ساني بالمكر اليائس والوحشي الذي تعلمه من نشأته القاسية.
كان الأحدب يتمتع بميزة مروعة في تلك المعركة. مع قوته الهائلة، ووزنه الكبير، ونطاقه الطويل، كل ما كان عليه أن يفعله للفوز هو مصارعة ساني على الأرض. بعلمه لذلك، قام ساني بكل ما في وسعه لتجنب أن يتم إمساكه. كان يتلوى ويتحرك، ويتفادى يدي الأحدب الكبيرة وضرباته الموجهة واحدة تلو الأخرى.
سرعان ما كان هاروس ينزف من ستة جروح على وجهه النحيف. ومع ذلك، كان ساني في حالة أسوأ بكثير. فقد تركت قبضتي الأحدب، وخاصة تلك السلسلة الملعونة خاصته، علامات مروعة على جسده. انشق جلد جبهته، وكان الدم يتدفق على وجهه.
عادة، هذا من شأنه أن يعمي الشخص. لكن كلتا عينيه كانتا عمياء بالفعل، وكان يستخدم ظله ليرى.
‘…يا للسخرية.’
ومع ذلك، كانت مجرد مسألة وقت قبل أن يرتكب ساني خطأ. وسرعان ما فعل ذلك.
كان ساني متأخراً بجزء بسيط من الثانية، لكن كان هذا كل ما يحتاج إليه هاروس ليسقط إحدى راحتيه العريضتين على كتفه. ثم أمسك به بقوة كافية لجعل عظام ساني تتأوه، وبالتالي سلب العدو ميزته الوحيدة – التنقل.
عندما فتحت عيون ساني على مصراعيها، ابتسم الأحدب.
“… حان وقت الموت، أيها الدودة الصغيرة.”
وبذلك، ألقاه على الحائط، مما أحدث شبكة من الشقوق تمر عبر سطحه الحجري. مارًا بالألم والاضطراب، شعر ساني بشيء بارد لا مفر منه يمسك رقبته.
نظر هاروس إلى ضحيته في عينيه مباشرة، وضغط على رقبة ساني وابتسم.
“جيد. من الجيد أن تتمكن من الرؤية. عادة، لا يفعلون. مع الأسف…”
رفع ساني قبضته وضرب الأحدب في وجهه، لكن دون أي نتيجة. لم يتمكن من إيجاد الزخم المناسب، أو تحريك جذعه لتوجيه ضربة مناسبة.
بغض النظر عن ذلك، حاول مرة أخرى، ثم مرة أخرى، ثم مرة أخرى.
انشق الجلد على وجه خانقه، مما سمح بتدفق المزيد من الدماء، لكن هاروس استمر فقط في الابتسام، بيمما ينظر إليه بشغف.
“جيد. جيد. هذا جيد جدًا… جيد جدًا…”
رفع ساني يده مرة أخرى بشكل ضعيف، لكنه توقف، مترددًا قبل أن يحاول ضرب الأحدب مرة أخرى.
مع القليل من الهواء المتبقي في رئتيه، قال:
“هيي، أيها الوغد… أتتذكر… عندما أخبرتك… أنني لم أريد استخدام خدعة… لقتلك؟”
ابتسم هاروس ببساطة.
“…حسنًا…تلك… تلك كانت خدعة…”
وفي الوقت نفسه، ضرب ساني الأحدب على وجهه مرة أخرى. مع علمه أن هذه اللكمات ليست قوية بما يكفي لتغيير أي شيء، لم يتفاعل هاروس.
لكن هذه المرة، ظهر نصل شبحي فجأة في يد ساني في اللحظة الأخيرة. على عكس الذكريات العادية، نسجت هذه نفسها من لا شيء وبشكل فوري تقريبًا.
ثم، اخترقت جبهة هاروس وغرست عميقاً في دماغه، مما قتله على الفور.
تجمدت الابتسامة على شفتي الأحدب. اتسعت عيناه، ثم تحولت ببطء إلى زجاجية. ضعفت قبضته المروعة على حلق ساني.
ثم، انهار على الأرض مثل مانيكان مكسور، وعيناه الفارغتان لا تزالان مفتوحتان وتحدقان في العدم.
سقط ساني على ركبتيه وسحب نفسًا أجشًا.
“مت… أيها الوغد. مت، مت، مت…”
ظهرت ابتسامة شريرة وغاضبة على وجهه.
“مت و اذهب مع مولاك في الجحيم!”
مرتجفًا، استخدم الجدار للوقوف ونظر إلى الجزار الميت بمزيج غريب من الكراهية والانتصار والازدراء.
بعد فترة قال:
“كوني لا أريد لا تعني أنني لن أفعل، أيها الأحمق.”
{ترجمة نارو…}