عبد الظل - الفصل 226
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 226 : الأحمق
في مساء اليوم الأول من اليومين المتاحين لهم، صعد ساني إلى أعلى نقطة في التمثال وجلس هناك بمفرده، ناظرًا إلى غروب الشمس.
شعر كأنه كان عليه أن يجد الإحساس بالتوازن الذي قد فقده في مرحلة ما على طول الطريق. ليس لأنه اشتاق إليه، ولكن لأنه سيحتاج إلى هذا التوازن ليبقى ثابتًا وحازمًا عندما تأتي لحظة الحقيقة.
إذا كان محقًا بشأن المستقبل، فمن المحتمل أن اليوم هو اليوم الأخير من السلام الذي يمر به حتى ينتهي هذا الأمر برمته. ليست الرحلة الاستكشافية فحسب…
بل الأمر كله.
بالنظر إلى الخلف، كان سلوكه في الأشهر القليلة الماضية غير منتظم للغاية. أين ذهبت العقلانية الباردة والقسوة التي أنقذته مرات عديدة في الماضي؟ الحذر والمكر المخادع اللذان سمحا له بالنجاة في الكابوس الأول؟ لم يكن يتصرف على طبيعته لفترة طويلة.
نعم، عانت حالته العقلية بشكل كبير بسبب كل ما حدث. لكن هل كان هذا هو السبب الوحيد؟.
بالتفكير في الأمر…
كانت الضربة الأولى التي وجهت إليه هي الكشف المرير عن عدم وجود بوابة في القلعة الساطعة. بعد كل ما تحمله ساني للوصول إلى المدينة المظلمة، من الشدة الساحقة لرحلتهم عبر المتاهة، والفخ الشيطاني لملتهمة الأرواح وهروبهم منها، والليلة الباردة والمروعة لعبور البحر المظلم… كل ذلك اتضح أنه كان من أجل لا شيء.
لم يقتصر الأمر على عدم مكافأتهم على جهودهم، ولكن أن جميع آمالهم قد دُمرت ومحوت بلا رحمة، بدلاً من ذلك.
كان هذا وحده كافيًا لدفع الشخص إلى الجنون.
ثم أتى الشعور بالاغتراب الذي شعر به أثناء إقامته مع نيفيس وكاسي وجميع الوافدين الجدد في المستوطنة الخارجية. بدلاً من إيجاد الدعم والعزاء بصحبة أصدقائه، وقع ساني في عادته القديمة. ودون وعي، حول نفسه إلى منبوذ قبل أن يجعله أي شخص واحدًا.
كان هذا هو السبب الأكثر وضوحًا، لكنها ليست الحالة الوحيدة التي ارتد فيها إلى نفسه القديمة. بعد القتال الجاد من أجل التغيير والنمو، انتهى الأمر بساني بالتخلي عن معظم الدروس التي تعلمها بعد إصابته بتعويذة الكابوس.
كان مثل مدمن بعد أيام قليلة من الصحوة يستسلم تمامًا بسبب خطأ صغير.
ولكن من يمكنه أن يلومه؟.
كان ساني مهتزًا بالفعل تحت ضغط الوضع. دفعة واحدة صغيرة، وسيسحق تحته.
في النهاية، لم تكن ضربة واحدة، بل ثلاث ضربات حطمته تمامًا. كما لو أن العالم كان يريد التأكد من أنه محطم حقًا.
كانت الأولى هي الكشف المروع لما تعنيه رؤية كاسي حقًا. بعد ذلك فورًا تقريبًا، بينما كان ساني لا يزال مترنحًا، أتى الخطأ القاتل في محادثته مع هاربر والقتل الوحشي الذي أعقب ذلك. وإذا لم يكن ذلك كافيًا، فإن الشخص الذي اعتمد عليه أكثر من غيره للحفاظ على سلامته العقلية في هذا المكان الملعون، نيفيس، جعلت من المستحيل عليه الوثوق بها أكثر.
كان يمكن لأي شخص أن ينهار تحت هذا الوزن. ومع ذلك، تمكن ساني من الحفاظ على توازنه، حتى لو كان بالكاد.
والقشة الأخيرة التي كسرته أخيرًا كانت البحر المؤلم الذي لا ينتهي من العذاب الذي عانى منه بعد إصابته بجروح قاتلة على يد الفارس الأسود.
بعدها، تخلى ساني عن كل مظاهر السيطرة.
وها هو الآن. يلعب دور الأحمق، ويتصرف مثل الأحمق، ويتحامق بالأرجاء مع كاي وإيفي. ألم يكن الأمر ممتعًا؟ ألم يكن الأمر سهلاً؟.
نعم، لم تكن حالته العقلية رائعة.
ولكن كان من المريح للغاية إلقاء اللوم على كل شيء أيضًا في هذه الحالة. حقيقة الأمر كانت…
كانت حقيقة الأمر أن ساني لم يحاول السيطرة على نفسه على الإطلاق. في الواقع، لقد رحب بهذا الجنون. كان الشعور بالجنون شيئًا مريحًا وبسيطًا وآمنًا.
لقد حماه من الاضطرار إلى النظر إلى الحقيقة المفجعة وتذكرها. احتاج ساني إلى درع الجنون لإنقاذ نفسه من اليأس الهائل الذي هدد بتدميره تمامًا.
ماذا إذن لو كان عرضة للتصرف بتهور في هذه الحالة؟ ماذا إذن لو ارتكب أخطاءً هنا وهناك وخاطر بلا داعي؟ كل شيء كان أفضل من مواجهة هذا اليأس.
تمامًا كما قالت نيفيس، كان على المرء أن يصبح مجنونًا بعض الشيء للنجاة في مثل هذا العالم المجنون بالفعل.
…ومع ذلك، عرف ساني أن ما كان يفعله لم يكن سوى إخفاء رأسه في الرمال.
والآن بعد أن اقتربت النهاية، كان عليه أن يتوقف عن الاختباء من الحقيقة. كان عليه أن يعترف بها ويتحملها.
كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للنجاة.
…عندما اختفت الشمس خلف الأفق وغرق الظلام المطلق الشاطئ المنسي، تنهد بعمق وهمس:
“حسنًا. حسنًا. لقد حان وقت الاستيقاظ.”
***
في اليوم التالي، كان ستة أشخاص يقفون على حافة الوادي الشاسع حيث أغرق شفق الغسق العالم في الظلال. وتحتهم بكثير، كانت المياه السوداء للبحر الملعون تتصاعد من الأعماق في موجة مرعبة وماحية.
وفي غضون دقائق قليلة، سيختفي كل النور تمامًا. وبعد ذلك، سيغمر طوفان الظلام العالم، ويدمر أي شخص يقف في طريقه.
…ومع ذلك، لم يندفع البشر للفرار. بدلاً من ذلك، وقفوا هناك وانتظروا.
بالنظر إلى الوادي بالأسفل، صر ساني أسنانه وارتعش. ثم نظر إلى نيفيس ولعق شفاهه الجافة.
“هل أنتِ متأكدة من هذا؟”
لم تلقي نجمة التغيير حتى نظرة عليه وأومأت ببساطة. على الرغم من حقيقة أن المياه السوداء المتصاعدة كانت تقترب منهم بسرعة، كان وجهها هادئًا ومتحكمًا.
وبعد لحظة، اختفت آخر بقايا نور الشمس، تاركة إياهم في ظلام دامس. لم يكسر الصمت الذي أحاط بهم إلا صوت الأمواج التي تندفع على جدران الوادي.
تقترب أكثر فأكثر.
“جهزوا انفسكم.”
تنهد ساني.
‘ها نحن ذا.’
وفجأة، اخترق سيل من النور الأبيض الظلام. ومتمسكةً بالسيف المتوهج في يدها، أغلقت نيفيس عينيها اللمتوهجتين لثانية…
ثم رفعت السيف عالياً فوق رأسها وكأنها تنادي وحوش الأعماق لتأتي وتأخذها.
{ترجمة نارو…}