عبد الظل - الفصل 179
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة 
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 179 : جيل جديد
بمجرد خروجه، قضى ساني بعض الوقت في العثور على إيفي وكاي. كان الاثنان في منطقة تناول الطعام في المسكن، يناقشان شيئًا ما بينهما.
لم تكن هناك علامة على كاسي في أي مكان، ولكنه لاحظ كاستر وهو يراقبه من الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني.
‘هل هي تتجنبني؟’
محبطَا نوعًا ما، جلس ساني على كرسي بجانب اثنين من السكان المحليين اللذين تعرف عليهما وأعطاهم نظرة قاتمة.
“ماذا، أنتما الإثنان تعرفان بعضكما البعض؟”
ابتسم كاي.
“من لا يعرف الصيادة أثينا؟ حدث بيننا، آه… بعض المناوشات في الماضي.”
قرر عدم الاستفسار عن نوع المناوشات التي كان يتحدث عنها، تنهد ساني وسأل:
“هل كانت تعلم عن عيبك الغريب هذا؟”
رمش الشاب الفاتن عينه عدة مرات، ثم قال بحيرة:
“أظن ذلك؟ أنا لم أجعله سرًا.”
عظيم. من بين جميع الأشخاص في العالم، لقد علق مع اثنين من غريبي الأطوار الذين لم يكن لديهما أي مخاوف حول إخبار أي غريب عشوائي بنقاط ضعفهم الأكثر أهمية.
…حسنًا، إن كان لديه عيب مثل الخاص بكاي، فلن يقلق بشأنه كثيرًا أيضًا.
‘وغد محظوظ.’
نظرًا لعدم وجود فائدة من التظاهر بعد الآن، سأل ساني ببساطة:
“حسنا؟ هل كان أي شخص في تلك الغرفة يكذب؟”
ابتسمت إيفي.
“آه، لهذا السبب قمت بجر الليل معك. أأنت مصابٌ بجنون العظمة؟” ‘1’
لن يحب ساني شيئًا أكثر من تجاهل هذا السؤال، ولكن لسوء الحظ، كان عيبه أكثر تقييدًا من عيب كاي.
“لا على الإطلاق. في الواقع، أعتقد أنني فقط مرتابٌ كما ينبغي أن يكون أي شخص. وأعني بذلك للغاية بالطبع.”
بقول ذلك، نظر إلى رامي السهام الساحر بنظرة توقع. تردد كاي لبضعة لحظات.
“لا، لم يقل أحد كذبة واحدة. أصدقاؤك جميعًا أناس نزيهون للغاية يا ساني.”
‘أوه، أيها الحمل الوديع…’
لا يعرف كيف يرد على عرض السذاجة هذا، هز ساني رأسه وخفض صوته:
“ولا حتى كاستر؟”
أعطاه كاي إيماءة.
“لا، لقد كان صادقًا أيضًا”.
هل كان ساني مخطئًا؟ هل كان كاستر حقًا مجرد رجل أمين ومشرف؟ هل كانت عدم ثقته فيه غير منطقية؟
غير متأكد إلى حد ما، انتظر ساني قليلاً ثم التفت إلى إيفي.
“اتفقت أنا ونيف على مواصلة حديثنا بعد أسبوع. حتى ذلك الحين، ستكونين تحت حمايتي.”
ضحكت الصيادة.
“واو. هذا يجعلني أشعر بالأمان الحقيقي. شكرًا يا قصير”
تجهم.
“لا تقلقي. قد أبدو متواضعًا، ولكن انتظري حتى ترين رفيقي في السكن…”
اختنق كاي فجأة من شرابه وشحب وجهه قليلاً. بتذكره شيئًا ما، ربت ساني على ظهره وقال:
“على أي حال، شكرًا لك على مساعدتك. لقد انتهى اتفاقنا. أراك بالجوار، على ما أظن.”
لم يكن سيفتقد هذا الرجل ولو قليلاً. لم يكن ساني يفوز بأي جوائز بمظهره بالفعل، ولكن بجانب كاي، بدا مظهره… آه… بالكاد أعلى من المتوسط.
نظر إليه رامي السهام الساحر لبضعة لحظات، ثم أخرج ابتسامة:
“نعم، كان من الجيد لقاء معارفك يا ساني. أستطيع أن أقول بصراحة إن قضاء الوقت معك هو… آه… تجربة لا تُنسى.”
وبهذا، نظر إلى إيفي بشيء يشبه الشفقة، نهض، وغادر.
تُرك الاثنان بمفردهما.
نظرت الصيادة حولها بتعبير مرهق، ثم سألت بنبرة طبيعية:
“إذن؟ متى نغادر؟”
لم يتردد ساني.
“الآن حالاً. بصراحة، لا يمكنني الانتظار والعودة إلى الأنقاض. هذا المكان… يجعلني أقشعر.”
أعطته إيفي نظرة غريبة، ثم هزت كتفيها.
“حسنًا، لا مشكلة. دعنا نتخلى عن هذا المكان المخيف ونذهب للاختباء في الأنقاض الملعونة القديمة. على الأقل يمكننا أن نشعر بالأمان هناك، أليس كذلك؟”
***
بعد مرور بعض الوقت، كانوا يسيرون بحذر في شوارع المدينة المظلمة. لم يكن التواجد هنا في وضح النهار شيئًا قد اعتاد عليه ساني، لذلك كان متوترًا.
لحسن الحظ، كان كلاهما صيادين ذوي خبرة وعملوا بشكل جيد معًا. وقع ساني في الإيقاع المألوف للتعاون مع إيفي دون أن يتعثر حتى، كما لو أن ثلاثة أشهر كاملة لم تمر منذ آخر مرة رأوا فيها بعضهم البعض. بصراحة، كان الأمر مرحًا على أقل تقدير.
في مرحلة ما، نظرت إليه الصيادة الجامحة وسألت:
“ولكن بجدية. كيف نجوت يا ساني؟”
ألقى نظرة قاتمة عليها ثم هز كتفيه.
“ماذا تعتقدين في رأيك؟ أنتِ تعلمين أنني جيد جدًا في الاختباء في الظلال. كنت أنام أثناء النهار وأبحث عن فريسة أثناء الليل. أراقب فريستي بعناية قبل ضرب نقاط ضعفها. إذا قابلت شيئًا ما لم أكن متأكدًا من قدرتي على قتله، كنت اهرب.”
فكرت لوهلة، ثم قالت:
“هذا لهو حظ، كما تعرف. لقد تغيرت. تبدو… أشعر وأنك صياد حقيقي الآن.”
ابتسم ساني.
“حسنًا، أتمنى ذلك. فقد اصطدت عددًا كبيرًا من مخلوقات الكابوس أكثر مما كان معقولًا، حقًا.”
ابتسمت.
“كم عددهم؟”
كان هذا سؤال جيد. تردد ساني قبل الإجابة:
“حوالي الستين؟ نعم، ليس أكثر من ذلك، على ما أعتقد.”
بحساب الأهوال التي قتلها في المتاهة، تجاوز عدد ما قتله المائة منذ زمن بعيد.
رمشت إيفي ونظرت إليه بتعبير قاتم. هذا العديد من عمليات الصيد في ثلاثة أشهر فقط… لم يكن الرقم أقل من مذهل.
في الواقع، كان هذا مجنونًا تمامًا. في العالم الحقيقي، كان من المعروف على نطاق واسع أن مخلوقات الكابوس المستيقظة كان من الصعب للغاية على النائمين قتلهم. أي شخص تمكن من الانتصار في معركة ضد أحدهم سيكتسب لنفسه سمعة جيدة. قتل العشرات من شأنه أن يجعل الشخص مشهورًا.
إذا عاد ساني إلى وطنه وادعى أنه قتل مائة، ومعظمهم كان في أنقاض ملعونة تسكنها رجسات ساقطة، فإن أخبار إنجازه ستنتشر في جميع أنحاء الكوكب في لحظة. سيتم الترحيب به باعتباره عبقريًا لا مثيل له وأمل للجيل بأكمله.
…ومع ذلك، كان هناك العشرات من الأشخاص مثله تمامًا في المدينة المظلمة، والعديد منهم لديهم إنجازات أكثر. أكثر بكثير. كان لدى إيفي عدة مئات من عمليات الصيد تحت اسمها. كان هناك صيادان آخران في المستوطنة الخارجية كان سجلهما مثيرًا للإعجاب… حتى مع وفاة جوبي، لم تتقلص أعدادهم.
وداخل القلعة الساطعة، كان هناك غونلوغ نفسه، وملازميه الخمسة، وجميع المستكشفين من الحشد، وأكثر من مجرد عدد قليل من الصيادين ذوي الخبرة، وحتى حفنة من الحرس الذين لديهم الكثير من ندوب المعارك تثبت كفاءتهم. كانوا جميعًا في مستوى لم يكن من المفترض أن يحققه النائمون على الإطلاق.
كان الشاطئ المنسي حقًا… مكانًا مثيرًا للاهتمام.
إذا نجحت نيفيس بطريقة ما وأعادت حتى بضعة منهم إلى العالم الحقيقي، فكيف سيتغير العالم؟ هل الأشياء الأخرى التي كانت تعتبر مستحيلة من قبل ستخضع فجأة لإعادة فحص؟.
هل كان هذا هو سبب تسمية التعويذة لها بإسم نجمة التغيير؟ هل كان مقدرًا لنيف ليس فقط بإحداث التغيير، بل أن تكون أيضًا السبب فيه؟.
منغمسًا في هذه الأفكار، سار ساني عبر الأنقاض الملعونة. وسرعان ما ظهر الشكل المألوف للكاتدرائية أمام عينيه.
عند النظر إليها، ارتعد ساني.
كان صادقًا عندما أخبر إيفي كيف تمكن من البقاء على قيد الحياة طوال هذا الوقت.
ومع ذلك، فقد فشل في ذكر مدى اقترابه من الموت خلال هذا.
كانت ذكرى زيارته الأولى للكاتدرائية، وعواقبها، شيئًا أحب حقًا تجنبه…
***
[1: جنون العظمة هي حالة نفسية لشخص شديد الحذر والارتياب من الأخرين يشعر فيها بأنه ذو أهمية استثنائية وأن الكل يتأمر ويفكر فيه.]
{ترجمة نارو…}