عبد الظل - الفصل 162
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
عبد الظل ١٦٢. الضائع من النور
(م/ت: أعتذر على التأخير في النشر لكن مشغول هذه الفترة في الجامعة.)
بدفعه السكين في جسم هاربر الضعيف، اندفع صني إلى الأمام. مما جعل الطاولة الخشبية الواهية تطير جانبًا وتتحطم إلى شظايا بمجرد اصطدامها بالحائط. وبيده الأخرى، أمسك بوجه الشاب بعنف ودفعه إلى الأرض، ليتأكد من عدم خروج أي صوت من شفتيه.
كانت عيون هاربر الواسعة مليئة بالألم والرعب، تحدق في صني في تساؤل صامت ولكن يصم الأذان.
…لماذا؟
عندما شعر صني بالدم الدافئ يتدفق على يديه، ترك أخيرًا ألم العيب يطغى عليه.
كان همسه أجشًا وبالكاد يمكن سماعه:
“الضائع من النور! أنا… الضائع… الضائع من النور…”
وجدت أصابع هاربر المرتجفة وجه صني ولطخته بالدماء، والتي اخُتلطت بالدموع بعد ذلك. حاول بضعف دفع صني بعيدًا. ولكن لم تعد هناك قوة في ذراعيه.
مع عضه شفتيه بقوة كافية لتشق الجلد، حمل صني الشاب المسكين إلى الأسفل ولف السكين، ودعا أن ينتهي كل هذا قريبًا.
‘لا تنظر إلي… رجاء، لا تنظر إلي…’
أخيرًا، أصبحت عيون هاربر الخائفة والاتهامية ثابتة ومعتمة. كان بإمكان صني شعور نبضات قلبه تتوقف من على القماش الرقيق لرداء الشاب. بتأكده أن هاربر قد مات بالفعل، ترك السكين أخيرًا وزحف بعيدًا.
‘أوه، بحق السَّامِيّن …’
كما لو اُستدعيت بواسطة هذه الكلمات، همست التعويذة في أذنيه:
[لقد قتلت النائم هاربر.]
[ظلك يزداد قوة.]
انحنى صني في تشنج مؤلم وتقيأ بعنف. ثم سقط على الأرض بضعف وحاول مسح وجهه، فقط ليدرك أنه كان يلطخه بالدماء في جميع أنحاءه.
‘لقد قتلته. لقد قتلت إنسانًا حقيقيًا…’
سيطر سكون غريب على صني. جالسًا على الحجارة الباردة، حدق في جثة الشاب الذي قتله للتو، وكافح من أجل تكوين فكرة واحدة متماسكة. بعد فترة، نجح أخيرًا:
‘كثير جدًا… أوه، كان هذا كثيرًا جدًا…’
كان هذا أكثر من اللازم عليه. لماذا كان عليه أن يمر بكل هذا؟ قافلة العبيد، الشاطئ المنسي، نجمة التغيير، والآن هاربر. ما هي الخطيئة التي ارتكبها ليخوض هذا الكابوس؟ هل كان هو ميتًا بالفعل ومسجون في أعماق الجحيم؟
‘…هراء. لقد استحق ذلك.’
صر صني أسنانه وأجبر نفسه على التركيز على تلك الفكرة.
‘لِمَ تشعر بالذنب حتى؟ كان الوغد سيبيعك إلى جونالوج. وكان يعلم أنه يساعدهم على قتلك. ولست أنت فقط. نيف وكاسي أيضًا.’
ولكن مهما حاول إقناع نفسه بأنه كان لديه الحق في قتل هاربر، في أعماقه بالداخل، لم يستطع تقبل ذلك. كان هناك مليون طريقة للتعامل مع الجاسوس الخجول المثير للشفقة. كلا… كان هناك سبب آخر….
‘بحقك الآن… ليس هناك أحد آخر هنا. لِمَ لا تكون صادقًا مع نفسك ولو لمرة واحدة؟ اعترف بذلك فقط. لا تجرؤ وأن تصبح منافقًا.’
تجهم صني وسحق أسنانه ببعض.
‘قلها!’
بتردد، فتح فمه وهمس:
“قتلته لأنني أردت النجاة. قتلته… لأنه كان سهلاً.”
وبهذه الطريقة، شعر بتحسن فجأة.
ما هي المشكلة الكبيرة؟ هو كان قاتلاً بالفعل على أي حال.
كان يخطط لمساعدة نيفيس في قتل المئات من الأشخاص.
متأثرًا بسخرية الموقف، بالكاد منع صني نفسه من الضحك.
لم يرغب في إحداث الكثير من الضجة. كسر تلك الطاولة كان خطأ بالفعل. ماذا لو جاء شخص ما ليتحقق من الصوت؟
سيكون هذا سيئًا. سيكون الأمر محرجًا.
صحيح… ما الذي كان سيفعله بالجثة؟
بدلًا من التوصل إلى إجابة، انحنى صني إلى الأمام وتقيأ مرة أخرى.
… عندما جلس مستقيمًا بعد فترة، كان باب الكوخ مفتوحًا.
وهناك، في إطار الباب، لم يقف سوى كاستر.
بتعبير مذهول على وجهه، كان الوريث الفخور يحدق في المنظر. الطاولة المكسورة، رائحة الكحول المنتشرة في الهواء، الجثة الملطخة بالدماء والسكين المطعون في صدرها، وصني المنهك راكع على الأرض، يداه ووجهه ملطخان بدماء حديثة.
‘أوه، لا!’
“هذا… هذا ليس ما…”
ومع ذلك، لم تخطر بباله أي كلمات. بغض النظر عما يقوله، لن يبدو الوضع أفضل.
نظر كاستر إليه مباشرة في عينيه، وسأل برعب في صوته:
“صني… ماذا فعلت؟”
***
رمش صني وحدق في الشاب الوسيم، بعد بضع لحظات، فتح فمه وقال:
“ماذا تعتقد؟ لقد قتلت الوغد.”
كان صوته هادئًا وغير مبال. لا يهم كيف شعر صني بداخله. أمام كاستر، لم يستطع إظهار أي ضعف.
لم يثق في السليل الفخور لعشيرة هان لي أبدًا. لطالما كان هناك شيء غريب بشأنه.
لذلك… اذا كان هناك وقت للتمثيل، فقد كان الآن. خاصة لأنه، على عكس أي شخص آخر في الأحياء الفقيرة، كان كاستر يدرك أن صني لم يكن عديم الفائدة كما يعتقد الجميع. كان يعرف هذا منذ تلك الليلة عندما قاتل ثلاثتهم معًا شيطانًا.
“قتلت الـ… لماذا قتلته؟!”
نهض صني وهز كتفيه.
“كان يسأل الكثير من الأسئلة.”
فتح كاستر فمه، مذهولاً، ثم أغلقه مرة أخرى. بعد لحظات قليلة، عبس فجأة:
“أي نوع من الأسئلة؟”
بدا الأمر وكأنه قد أدرك شيئًا.
…بالتفكير في الأمر، ما الذي كان يفعله هنا حتى؟
“أوه، أنت تعرف. هل أعرف نيفيس جيدًا؛ ما هي قدرتها؛ كيف تلقت اسمها الحقيقي؛ أشياء من هذا القبيل.”
دون إعطاء كاستر الوقت للرد، مسح صني يديه بقليل من الأعشاب البحرية وأضاف:
“في الواقع، هذا الرجل، هاربر، قد تم إرساله للتجسس علينا من قبل تيساي. لقد ضبطته وهو يقدم تقريرًا إلى أحد حرس القلعة هذا الصباح.”
ظل كاستر صامتًا لفترة من الوقت، ثم سأل بهدوء:
“هل لديك أي دليل على ذلك؟”
حدق صني به ورفع حاجبًا.
“…هل كلمتي ليست دليلاً كافيًا؟”
ظهرت فكرة جامحة فجأة في ذهنه.
‘هل سيتعين علي قتل كاستر أيضًا؟’
هل سيكون قادرًا على فعل ذلك حتى، إذا وصل الأمر لذلك؟
من غير المرجح.
“لماذا، أنت لا تصدقني؟”
سيء، سيء. كان الوضع سيئًا حقًا. اعتمادًا على كلمات كاستر التالية، قد يجد صني نفسه في بحر من المتاعب. وكان عاجزًا عن فعل أي شيء حيال ذلك.
قلقًا ومضطربًا، حدق في كاستر.
ظل الوريث الفخور صامتًا. بعد فترة، دخل وأغلق الباب خلفه.
“لا، أنا أصدقك. في الواقع، كنت أشك في هذا الفتى بنفسي. لهذا السبب جئت إلى هنا بعد أن سمعت أن كلاكما شوهدا ذاهبين إلى مكان ما معًا. ولكن، صني… الآخرون… قد لا يفكر الآخرون بنفس الطريقة.”
قرأ صني الجو وتجهم.
“يؤسفني قول ذلك، لكنك مشهور بمزاجك المتقلب. مع إضافة الكحول إلى الخليط وعدم وجود دليل يربط هاربر بالقلعة… بإمكانك رؤية كيف أن هذا لا يبدو جيدًا.”
‘قطعة الحثالة هذا!’
عبس صني، محاولاً التظاهر بأنه كان هادئًا. كان يرى إلى أين سيتجه هذا…
“إذن؟ ما الذي ستفعله؟”
أمسك كاستر بكتفه. ثم، بصوت جاد وخطير، قال:
“وماذا غير ذلك؟ سأساعدك على إخفاء كل شيء بالطبع. نحن رفاق بعد كل شيء. لكن، صني… لا يمكن لأحد أن يعرف أبدًا بالذي فعلته هنا. خاصة السيدة نيفيس. سيكون هذا… سرنا. حسنًا؟”
بقوله هذا، نظر إلى صني مباشرة في عينيه… وابتسم.
ترجمة بواسطة: Laa Hisham